قام العلماء بالبحث الطويل والمتعمق عن كل ما يتعلق بأسرار الموت وذلك على مر التاريخ البشرى ولم يتمكنوا من الحصول على نتيجة واضحة حيث أن أولئك البشر اللذين ماتوا لم يعودون مرة أخرى ليخبروا أياً من أصحابهم أو معارفهم عن ما قابلوا ومروا به أثناء موتهم من أحداث أو مراحل ، حيث أن الدين الإسلامي هو الوحيد الذي قام بإخبارنا عن لحظة الموت وما يتبعها من أحداث ومراحل يمر بها الميت ولكن هناك بعضاً من تلك الأحداث الأولى لاقتراب الإنسان الشديد من الموت أي لحظاته الأخيرة في الحياة قد قام العلماء بدراستها بل أن قاموا بإجراء تجاربهم عليها والتي يحدث بها العديد من التغييرات الفيزيائية للإنسان المشرف على الموت ومن ضمن تلك الأعراض والتغييرات .
أعراض اقتراب الإنسان من الموت :- يوجد عدداً من التغييرات التي تحدث لجسم الإنسان المشرف على الموت ومنها :-
أولاً :- إحساس المشرف على الموت بالنعاس الشديد .
ثانياً :- برودة شديدة في أطراف جسده .
ثالثاً :- فقدانه للوعي :- حيث يصبح الشخص المقبل على الموت غير قادراً على التفريق والتمييز بين الأشياء وقد وجد العلماء أن ذلك يرجع إلى قلة نسبة الأوكسجين والدم الواصلة إلى دماغه وجهازه العصبي وينتج عن ذلك أن يصبح الشخص المشرف على الموت مشوشاً ومضطرباً ويمر بحالة هذيان وعدم إدراك بل أنه يصبح معدل ابتلاعه للعاب أكثر من الطبيعي بشكل عالي للغاية وتتم لديه عملية التنفس أيضاً ببطء وصعوبة شديدة للغاية ويهبط مستوى ضغط الدم لديه بشكل عالي علاوة على الضعف الشديد لضربات قلبه وبالتالي يفقد الوعي وهذه العلامات هي كل ما وصل إليه العلم الحديث من علامات وشواهد وأعراض تؤكد إشراف الإنسان على الموت والنهاية .
رؤية الدين الإسلامي لعلامات الموت ووصفه لها :- أكد الدين الإسلامي على وجود علامات معينة تعني أن الإنسان شارف على وفاته ومنها :-
العلامة الأولى :- رؤية الشخص المحتضر ملك الموت :- حيث أنه إذا كان الشخص المحتضر صالحاً ومؤمناً فإنه يرى ملك الموت في هيئة وصورة حسنة بل أنه يرى الملائكة بيضاً وجوههم ويحملون أكفاناً من الجنة وحنوط وهم يجلسون على مقربة شديدة منه ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأس الشخص المحتضر ويقول له يا فلان أبشر يرضى الله عليك فيرى وقتها الشخص المشرف على الموت منزلته في الجنة ثم يقول له ملك الموت ( يا أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ) وأما في حالة إذا كان ذلك الشخص المشرف على الموت من أهل النار والعذاب والشقاء فأنه سوف يرى ملك الموت بهيئة مفزعة ومخيفة ويرى ملائكة العذاب وقد أسودت وجوههم ويحملون أكفاناً وحنوط من النار والعياذ بالله ثم يكون مجلس ملك الموت عند رأسه ويبشره بغضب الله عليه وسخطه ويرى هنا الشخص العاصي منزلته من نار جهنم ويقول له ملك الموت ( يا أيتها النفس الخبيثة أبشري بسخط الله وغضبه).
العلامة الثانية :- وهي أن يصاب الشخص المشرف على النهاية بانهيار كامل في قواه وذلك عند رؤيته لملك الموت فلا يستطيع المقاومة ويكون استسلامه لليقين ويحدث له غثيان ثم يكون بعدها السكرات وهو في هذه الحالة لا يوجد لديه استعداداً للكلام فهو يسمع فقط ولكنه لا يستطيع الرد ويرى ولا يقدر على التعبير عن ما رأه ويحدث له ارتباك في قلبه وعدم انتظام لضرباته فيكون صحوه أحياناً وغفوته أحياناً أخرى وذلك من شدة سكرات الموت ، حيث أن الناس يكونون متفاوتون في شدة سكرات موتهم وذلك أولاً بحسب تقدير المولى عز وجل لهم ورحمته بهم وفي الغالب فأن سكرات الموت تكون خفيفة المشاق على المؤمنين والصالحين صعبة وقاسية للغاية على الكافرين والفاسقين ، حيث جاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته (لا اله إلا الله أن للموت سكرات ).
ما هي العلامات الدالة على موت الشخص :- يوجد عدد من العلامات الدالة والواضحة على وفاة الإنسان ومنها :-
أولاً :- شخوص بصره وذلك لحديث أم سلمة رضى الله عنها دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي سلمة وقد حدث شخوص لبصره وأغمضه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الروح إذا قبض تبعه البصر ) إذاً فإن شخوص البصر من أدلة الوفاة للشخص .
ثانياً :- يصبح أنف الشخص المتوفي منحرفاً عن جهة اليمين أو عن الشمال .
ثالثاً :- حدوث ارتخاء كامل وبشكل كلي لعضلات الجسد عند المتوفي .
رابعاً :- توقف قلب الشخص عن العمل أي عن النبض بشكل كامل .
خامساً :- برودة جسد المتوفي .
سادساً :- تلتف ساقي المتوفي على بعضهما فالساق اليمين تلتف على الجهة اليسرى أو العكس ، حيث كان قول رب العزة جل شأنه في محكم أياته الكريمة (وألتفت الساق بالساق ).
المصدر: المرسال
↧