تباينت المواقف في مصر، إزاء سيطرة النظام السوري بمساعدة حلفائه على حلب، ثاني أكبر المدن السورية، ما بين تجاهل رسمي مطبق، من قبل رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، ووزارة خارجيته، وصدور بيان خجول من لجنة تنضوي تحت "مجلس نواب ما بعد الانقلاب".
يأتي هذا في وقت تناول فيه الإعلام الموالي للسيسي الأمر من زاوية التهليل لما اعتبره "تحرير حلب"، والشماتة في قوات المعارضة التي سماها "جماعات إرهابية"، في ظل خفوت واضح في رد الفعل الشعبي، الذي تمثل في صدور بيان يتيم من حزب مغمور يدعو إلى وقف إبادتها، وتعبير عدد محدود من الشخصيات العامة عن إدانتها لما يحدث في حلب من إبادة بحق سكانها.
السيسي يفتتح مشروع صرف صحي
تجاهل السيسي التصريح بأي تعليق على ما يحدث في حلب، واهتم صبيحة الخميس، بإعطاء إشارة البدء، لافتتاح مشروع صرف صحي القصاصين بالإسماعيلية، قائلا: "محاربة الإرهاب لا تكون بالجهد الأمني فقط بل بتغيير حياة الناس للأفضل".
https://www.youtube.com/watch?v=9xl2QOApSSA
صمت الخارجية المصرية
وغابت وزارة الخارجية المصرية عن التعليق على تطورات الأحداث في حلب، واكتفت بإعلان القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق، محمد ثروت سليم، أن السفارة نجحت في إخراج 15 مواطنا مصريا من مناطق الاشتباك بحلب.
البيان الييتم الصادر عن جهة رسمية في مصر، صدر عن لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب برئاسة اللواء سعد الجمال، حول ما اعتبرته "الموقف على الأرض في سوريا"، وتبنت فيه وجهة نظر السلطات المصرية التي تنحاز لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وطالبت بإيجاد "حل سياسي يجرم العنف والطائفية كشرط موضوعي لاستنهاض وتعبئة السوريين في محاربة التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في سوريا"، بحسب البيان.
إعلام السيسي يهلل
ومتسقا مع الموقف الرسمي، هلّل الإعلام المصري، الموالي في معظمه للسيسي، لسيطرة نظام الأسد على، واعتبر ذلك "تحريرا".
وخصصت صحيفة "الأهرام"، لسان حال النظام الحاكم، افتتاحيتها، الأربعاء، بعنوان " حلب تتحرر"، وقالت فيها إن "الجيش السوري سيكون هدفه المقبل مدينة إدلب، المنفذ الآخر للمعارضة مع تركيا".
ورأت "الأهرام" أن معركة حلب أثبتت أن سيطرة الدولة السورية على أراضيها مسألة وقت فقط، وأنه من الأجدى للجميع الوصول إلى تسوية سياسية، وفق قولها.
من جهته قال الكاتب الصحفي الموالي لسلطات الانقلاب، مكرم محمد أحمد، في مقاله، الخميس، بعنوان "حلب بالكامل تحت سيطرة بشار الأسد"، إنه "لا يبدو أن هناك فرصة مواتية أمام قوات المتمردين لتغيير موازين القوى الراهنة في حلب".
وفي موقف متفرد، دعا رئيس حزب النصر الصوفي، محمد صلاح زايد، الدول العربية إلى قطع علاقاتها مع بشار الأسد، والضغط عليه؛ لإيقاف "المجازر" التي يرتكبها بحق المدنيين العزل في حلب، مستنكرا ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي يرتكبها في حق السوريين بمساعدة الروس.
أصوات شعبية وحقوقية تندد
وعلى المستوى الحقوقي والشعبي، قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار الغباشي، في تصريحات صحفية، إن الموقف العربي "عار" على العرب، مؤكدا أن جامعة الدول العربية في حالة احتضار.
من جانبه، قال رئيس حزب "مصر القوية"، عبد المنعم أبو الفتوح، عبر حسابه بموقع "تويتر": "الإبادة الجماعية لسكان حلب التي يقوم بها نظام بشار الوحشي بدعم كامل من روسيا، وبتخاذل وصمت لمعظم الأنظمة العربية والإسلامية.. عار وانحطاط للإنسانية".
وتساءل النائب، هيثم الحريري، في تدوينة: "حلب ما بين الإرهاب والاستبداد.. إلى متى الصمت الإسلامي والعربي والدولي؟".
ودعا الداعية عمرو خالد، لحلب عبر "تويتر": "اللهم أغث أهلنا وأطفالنا في حلب واشملهم برحمتك وتول أمرهم، واحفظهم بحفظك.. يا غياث المستغيثين.. آمين يا رب".
فنانون سوريون يدينون ويدعون
وأدان عدد من الفنانين السوريين المقيمين بمصر، "الجرائم التي يتعرض لها أهالي حلب"، وفق وصفهم.
وأعرب جمال سليمان، لأحد البرامج الحوارية، عن أسفه لما تمر به حلب، قائلا: "ما يحدث في حلب مأساة إنسانية كبرى، يذهب ضحيتها عشرات الأطفال والنساء والشيوخ، هذا شيء مرعب".
وأكد سليمان أنه لا مجال لحل الأزمة إلا بالدخول في مفاوضات تفضي إلى حل سياسي عادل، وهو تشكيل حكومة انتقالية، وفق قوله، مشيرا إلى اتصاله الدائم بأقربائه في حلب من أجل الاطمئنان عليهم.
المصدر: عربي 21
↧