اعتبر الدكتور برهان غليون، المعارض السوري والرئيس السابق لـ "المجلس الوطني السوري"، أن تركيا لن تغير سياساتها في سوريا، بينما سيبقى لروسيا "حصة الأسد" فيها.
وفي منشور عبر صفحته الشخصية في "فيس بوك"، السبت 13 آب، تحت عنوان "هل تبدل التغييرات الأخيرة في السياسة التركية الخارجية من خياراتها السورية؟"، وصّف غليون الواقع السوري والمتغيرات الإقليمية، بحسب وجهة نظره.
وأوضح غليون أن حدثان كبيران يفسّران التغييرات في السياسة التركية ويوجهانها: "الأول الانقلاب الفاشل للعسكريين في أنقرة، والثاني هو مأثرة المعارضة السورية العسكرية في معركة فك الحصار عن حلب".
وتابع المعارض والمفكر السوري "الأول جاء ليحرر تركيا من تبعيتها في الدفاع عن مصالحها الوطنية للغرب، بعد أن حطم تخاذل الأخير ثقتها بصدقية التحالف الغربي وخيبة أملها بسياسة واشنطن، والثاني لأنه قبل أن يفك الحصار عن حلب ساهم بشكل حاسم وربما أكبر في فك الحصار المضروب على تركيا، بعد أن كاد التفاهم الروسي الأمريكي أن يخرجها تمامًا من الصراع وينقل المعركة إلى داخل حدودها".
ورأى غليون أن هذه المعطيات تضمن أن "لا تتخلى تركيا عن المعارضة السورية التي تقوم مقام السيف الذي تراهن عليه لتعزيز موقفها، لكنه لا يضمن أن تأتي التسوية كما تريدها المعارضة والشعب السوري ولا كتسوية سورية- سورية"، مضيفًا "لن تعترف الدول لتركيا بمصالحها في سوريا وهي مصالح استراتيجية واقتصادية هائلة، ما لم تحصل هي أيضًا على بعض مصالحها".
ستبقى لروسيا "حصة الأسد" بوصفها "قوة الانتداب الرئيسية على سوريا لسنوات وربما لعقود"، كما رأى غليون، مشيرًا إلى أنها "أمنت لنفسها منذ الآن القواعد العسكرية الضرورية لذلك".
أما بالنسبة لإيران فهي الوحيدة التي "لاتزال عاجزة عن تأكيد مصالحها"، عازيًا ذلك كونها "هي نفسها لا تعرف ما تريد أو أن ما تريده يتعارض مع مصالح جميع الدول الإقليمية الاخرى، وقبل ذلك مع وجود الشعب السوري نفسه ووحدته".
المعارضة السورية هي الخاسر الأكبر في سوريا، كما أوضح غليون "هدر المعارضة جهدها في الصراعات الداخلية بدل التنظيم والتحشيد ودفع الاعتداءات، ورهان معظم أطرافها على طيب نوايا الدول العربية وغير العربية الصديقة، وإضاعتها منظورها الوطني الواحد والجامع".
كل ذلك جعل منها "قوة ثانوية تابعة" وحرم السوريين من ممثل مستقل وقوي ومعترف به دوليًا، قادر بما يتمتع به من مصداقية ومواقع استراتيجية على تمثيل مصالح سورية والسوريين الوطنية والدفاع عنها، بحسب تعبيره.
وقال غليون "هذا هو التحدي الذي يوجهه جميع المتنافسين على جلد سوريا وأشلائها لنا نحن السوريين"، خاتمًا بتساؤل "هل لايزال لدينا القدرة على ردّ التحدي والتقدم أمام الجميع بأجندة وشعارات واحدة وواضحة؟".
المصدر: عنب بلدي
↧