Quantcast
Channel: souriyati2 –سوريتي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

المحامي فوزي مهنا: اليهود وتزوير التاريخ من تدمر إلى حلب لن يهنأ أبدا من يرى خرابهما

$
0
0
420ورد في التلمود اليهودي "هنيئا لمن يرى خراب تدمر" لماذا يكره اليهود مدينة الورد تدمر وملكتها زنوبيا، ويدعون بخرابها؟ الواقع لقد ذكر عدد من المؤرخين في كتاباتهم عن تاريخ تدمر، أن اليهود كانوا عبر التاريخ حاقدين عليها، يضمرون لها كراهية كبيرة، يريدون لها دوما الهزيمة والدمار. ويعود تاريخ تلك الكراهية منذ أن شارك التدمريون في مساعدة الملك البابلي نبوخذ نصر، بهجومه للقضاء على الممالك المتمردة في الجنوب السوري، من بينها اليهود، عندما قدموا له 8000 من رماة الرماح المهرة، فدمّر حينها أورشليم، وفقا لما ذكره المؤرخ السوري الأنطاكي "مالالاس مالولو" في القرن السادس الميلادي، قبل أن يقوم نبوخذ نصر بسبيهم إلى مملكته في بابل عام 586ق.م، ثم تجذرّت وتعمّقت هذه الكراهية، بعد أن شارك التدمريون لاحقا القائد الروماني تيطس عام 70 ميلادي، بحصاره لأورشليم ودك أسوارها. كذلك من بين أسباب تلك الكراهية، هو مساهمة المملكة التدمرية بانتشار الزواج المختلط بين اليهود وغير اليهود، الذي نهت عنه ديانتهم، عندما كانت تدمر في أوج ازدهارها بالقرن الثالث قبل الميلاد، وكان عدد سكانها يزيد عن 150,000 نسمة، مما نشأ معه جيل جديد من هذا الزواج، أضاع الدين اليهودي وتقاليده، كما يقول الدكتور راجح محمد، المتخصص في التاريخ النبطي، وما زاد الطين بلة بين الجانبين، هي الحالة التي أعقبت المواجهات الدموية التي دارت بين مملكتي تدمر وفارس الساسانية، على شواطئ الفرات، والتي ألحقت ضررا كبيرا بالجاليات اليهودية الكبيرة، التي كانت تسكن هناك. بالرغم من كل ذلك هناك من اليهود من يقول بأن من بنى تدمر هو سليمان الحكيم، وأن زنوبيا كانت أحد التابعين للديانة اليهودية، وفقا لما ذكره "أثناسيوس الإسكندرية" وهذا محض افتراء، وما العداء الذي كانت زنوبيا تكنه لليهود، إلى جانب علاقتها المتوترة معهم، كما سنبينه لاحقا، إنما يدحض كل هذه المقولات. يتضح ذلك من خلال المواقف المتآمرة التي أبداها اليهود، بعد رفض زنوبيا عرض القيصر الروماني أورليانو، بقائها على رأس المملكة، شرط خضوعها لروما، وما تلى ذلك من قيامها بطرد مبعوثه وإهانته، مما أغضب القيصر، الذي لم يجد بدا من الاستعانة بقبائل البدو واليهود، لمساعدته في القضاء على مملكتها. وهو ما حصل فعلا من خلال الرسالة التي قام اليهود بإرسالها لأورليانو، يعلمونه فيها أن الملكة زنوبيا، ستخرج من تدمر إلى البادية من قصرها، بواسطة نفق سري، فكان لها بالمرصاد، دارت بينهما معركة حمص الشهيرة، والتي انتهت بهزيمة زنوبيا، واقتيادها إلى روما مُكبّلة بالسلاسل الذهبية، كان ذلك تتويجاً لخيانة اليهود لها، عندما قام جنودهم المنخرطين في الجيش السوري بالفرار من ساحة المعركة، وتحريضهم الجنود الآخرين على الفرار، كما يذكر نواف حردان، بكتابه "زنوبيا قضية وسيف وكتاب" الصادر في بيروت عام 1995. بعد ثمانية أشهر فقط من تحريرها من ضباع العصر داعش! لم تمر ساعات قليلة حتى سقطت لؤلؤة الصحراء السورية "تدمر" مثلما كانت قد تحررت بساعات! ومثلها حلب التي سقطت أجزاء كبيرة منها منذ ثلاثة سنوات، ثم عادت من جديد، باتفاق روسي إيراني تركي، بعد أن تحولّت "أيقونة الشرق" لمجرد أنقاض، ليتبين لنا أننا أمام مسرحية تراجيدية هزلية، بل متاهة وضعنا بها كل من التحالف الغربي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والإقليمي، المتمثل بكل من روسيا وإيران وتركيا، ومعهم إسرائيل؟. فبذريعة محاربة الإرهاب الذي طبخوه بأنفسهم، تقاطروا من الغرب، ومن الشرق، للقضاء عليه، لن نتكلم عما يفعله أصدقاء المعارضة السورية المتمثلين بالتحالف الغربي وأدواته، من تفكيك وتخريب في بنية الدولة السورية، لما من شأنه تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، وإنما سنتكلم عن الأصدقاء الروس والإيرانيين والأتراك، الذين يطاردون الإرهابيين من مكان إلى آخر في كل بقعة من الأراضي السورية. جيوش وميليشيات عاملة تحت أمرتها، قواعد عسكرية، منظومة رصد متطورة متمثلة بأربعة أقمار صناعية، رادارات وطائرات مراقبة وأخرى مقاتلة، تجوب في طول الأجواء السورية وعرضها، تراقب دبيب النمل، أسلحة متطورة وصواريخ عالية الدقة، نسبة الخطأ فيها، وفقا لوزارة الدفاع الروسية لا تتجاوز 3 أمتار فقط، تستهدف منشآت وبنى تحتية لـ"داعش" ومراكز قيادة ومخازن أسلحة ووقود وقواعد تدريب. كيف سقطت تدمر للمرة الثانية؟ ثم ماذا تفعل كل هذه الترسانة الروسية المتطورة على امتداد الأراضي السورية، وماذا تفعل أساطيلها وقواعدها، في تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي، قصفت سفن روسية من بحر قزوين مواقع لداعش بسوريا بـ 26 صاروخا متطورا عالي الدقة، وفقا لتصريحات وزير الدفاع الروسي، بعد أن قطعت مسافة 1500 كلم، مشددا على قوة فعاليتها ودقتها وقدرتها على تدمير الأهداف "بدقة متناهية" إلا أن كل المؤشرات والمعطيات دلّت على أن إطلاق تلك الصواريخ، لم يكن سوى مجرد بروباغندا دعائية، أُريد من ورائها الاستعراض والتجربة، وما يثبت صحة ذلك هو أن تلك الصواريخ، قد فشل أربعة منها، عندما سقطت بالأراضي الإيرانية، أما الصواريخ التي وصلت إلى سوريا فلا يُعرف تماماً ماذا أصابت! وفقا لما ذكرته بعض المصادر. الواقع لا يمكن فصل سياق ظهور داعش والنصرة عن تدمير دولة العراق وجيشها، على يد قوات الغزو الأمريكي، وصعود الزرقاوي، وإعادة تشكيل عراق طائفي قائم على المحاصصات الطائفية والاثنية دستورياً، وتفكيك كل ما تبقى من هويته الوطنية الهشة أصلاً، كما يقول الباحث والخبير السوري الدكتور “باسيليوس زينو”. والسؤال الذي يثور، هل تم تسليم مدينة تدمر؟ للتعجيل بتخريبها، وتحطيم الدولة السورية، حتى تظهر البقرة الحمراء، ويهنأ بال أبناء يعقوب بذلك؟ الذين لم يتوانوا عبر طوال القرون عن شن حروبهم المدمرة على التاريخ والجغرافيا، ليصادروا من خلالها كل شيء جميل بتاريخ البشرية جمعاء، في السابع من هذا الشهر نشرت صحيفة القدس العربي، خبرا مفاده وجود فريق آثار وتنقيب يهودي، منذ ثلاثة أشهر في مدينة تدمر الأثرية، يجري أعمال تنقيب يومية، وهو ما أكدت عليه أيضا صحيفة زمان الوصل الإلكترونية السورية المعارضة، كلنا أمل أن تكون تلك الأخبار عارية عن الصحة. بالمناسبة أعتقد أن الإيرانيين بدورهم يكنون كرها تاريخيا شديدا لمدينة تدمر، منذ أن قاومت المملكة التدمرية الأطماع الساسانية الفارسية بالأراضي السورية، بالقرن الثالث الميلادي، خاض خلالها ملك تدمر "أذينة" بمواجهتهم عدة معارك ضارية، وانتصر عليهم في العراق، ثم دارت بينهما معركة فاصلة على ضفاف الفرات، طارد على أثرها التدمريون الملك الفارسي "سابور الأول" حتى أسوار عاصمته "المدائن" وحاصروها للمرة الثانية، بعد أن فرّ سابور مع بقية جيشه، تاركاً حريمه وأمواله غنيمة للتدمريين. ختاما لن تركع حلب، التي وصفها المؤرخ الأندلسي المعروف ابن جبير بالقرن الثاني عشر الميلادي، بأنها "مدينة قديمة عجيبة، محاطة بالأسوار، تقف بالمقدمة في مواجهة الحملات المعادية" وإنما ستنهض وستبقى عصية عن التخريب، إذ لم تكن المرة الأولى التي تُهدم فيها حلب، بل ضربها عدد من الزلازل المدمرة، ففي عام ٥٥١م اجتاحها زلزال وصل عدد ضحاياه حتى (٤٠) ألف، ثم في عام ١١٣٨م فتك بها زلزال آخر، بلغت ضحاياه (١٣٠) ألف، وفي عام 1170م تكبدت خلاله (٨٠) ألف ضحية، كذلك تعرّضت حلب لعدة غزوات بربرية عبر الأزمان، حيث نصّت كتب التاريخ على أن هجوم جيش تيمورلنك عليها، كان كهجوم الجراد على حقلٍ أخضر، أعمل الذبح بأبنائها، واغتصب نسائها، بينما أخذت الجثث تتكدّس في شوارعها وخارج بوابات أسوارها، إلا أنه لم يمض وقت بعيد، حتى عادت كمدينة تاريخية عظيمة، لتزدهر مرة أخرى في ظل الإمبراطورية العثمانية، إلى درجة أن شكسبير تحدث عنها في أعماله منوها لعظمتها وثرائها في مسرحية "ماكبث" وكمكان لالتقاء الثقافات وشعوب العالم، في مسرحية "عطيل". كذلك ستبقى تدمر عصية عن الهلاك والتخريب، رغم تكرار أيادي الغدر إليها عبر التاريخ، فعندما ثار التدمريون على الحامية الرومانية، أمر الإمبراطور أورليانوس بهدمها، إلا أن الإمبراطور يوستينيانوس أعاد بناء الأسوار والهيكل فيها، وتحصّنت المدينة وتمتعت بالرخاء والازدهار، وبقيت كذلك حتى مجيء الإسلام إليها، في عام 745 عندها قاست تدمر الأهوال الشديدة، جرّاء التنازع الأموي العباسي، مما ألحق بأبنيتها وتراثها خسائر فادحة، ثم في عام 1089 أصبحت المدينة أثراً بعد عين، حين هدّمها زلزال مُدمِّر، كذلك كان للأتراك نصيب في تدميرها، ففي عام ١٤٠٠ قام القائد العسكري التركي تيمور، باحتلال المدينة وتدميرها، لكن رغم كل ذلك فإن تدمر باقية، وحلب باقية، ولن يهنأ أبدا من يشاهد خرابهما. المصدر: أول مرة

Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>