ستّ سنوات استغرق بناء مشروع تغطية النبع ( ١٩٨٦- ١٩٩٢ ) جهود جبارة بُذِلت في سبيل إنهائه بأجمل وأبهى صورة .. وتم هذا العمل دون أن تلوّث نقطة واحدة من النبع
كان ليّ الشرف أن أشرف على بنائه .. على مشروع لأجل مدينتي دمشق الحبيبة وأفخر بأني قدمت لها القليل مقابل الكثير الذي قدمته لي
صادفتنا عقبات كثيرة وكانت تُحلّ بخبرات مهندسين من أبناء دمشق ورجالاتها
بذل الراحل رضا مرتضى مدير عام مؤسسة الفيجة الأسبق كل جهد من أجل أن يكون العمل كاملاً متكاملاً وكان له ما أراد
سهرنا الليالي وعملنا دون كلل أو تعب فهذا الكنز الذي لم نعرف كيف نحافظ عليه كان يستحق أن نصونه بأرواحنا وأجسادنا لأنه لاوجود لنا بدونه
رأيت البارحة صور الجوائز ( الجسور مسبقة الإجهاد ) وهي مكسَّرة فوق مياه النبع وبلاطات التغطية محطمة على أرضه .. أحسست معها وكأن شيئاً بداخلي قد انكسر وتحطم وأدركت أننا لم نعرف قيمة هذا
النبع ولاقيمة مياهه وقد عرفها الرومان قبلنا بآلاف السنين
صحيح سنعيد بناء كل شيء لكن أحداً لايمكنه أن ينسى الجهود التي بذلت في البناء ثم ضاعت
رحم الله المهندسين الآباء رضا مرتضى ونذير بسمار ونبراس المؤيد وكل من كان له يد في بناء هذا الصرح العظيم
المهندس يوسف بحصاص
[caption id="attachment_69867" align="aligncenter" width="400"] نبع الفيجة مصاب بأضرار كبيرة بعد استهدافه بأكثر من 30 برميلا متفجرا[/caption]
[caption id="attachment_69868" align="aligncenter" width="400"] لنظام يتقصد قصف النبع، ويبدو أن في نيته تدميره بشكل كامل[/caption]