كثف النظام السوري قصفه لمنطقة وادي بردى المحاصرة قرب دمشق موقعا قتلى وجرحى ودمارا كبيرا في البنى التحتية، بينما منع حاجز لمليشيا حزب الله اللبناني دخول ضباط روس لمراقبة الهدنة في وادي بردى. يأتي ذلك وسط تحذيرات من فرق الدفاع المدني من وقوع كارثة إنسانية بسكان المنطقة البالغ عددهم زهاء ثمانين ألف نسمة.
وأفاد مراسل الجزيرة في ريف دمشق محمد الجزائري أن خروقات النظام وحزب الله لوقف النار لم تتوقف منذ بداية الهدنة قبل ستة أيام، وأشار إلى أن فصائل المعارضة تصدت اليوم لمحاولات تقدم النظام ومليشيات حزب الله من محاور قرى بسيمة وعين الفيجة ودير مقرن والحسينية، وسط قصف عنيف جوي وصاروخي ومدفعي للأحياء السكنية بالمنطقة.
كما أوضح المراسل أن وجهاء وادي بردى تواصلوا مع الجانب الروسي لضبط اتفاق وقف إطلاق النار، وأن الروس تجاوبوا مع ذلك وأرسلوا أربعة ضباط لضبط الاتفاق، لكن مليشيا حزب الله منعت الضباط الروس من دخول الوادي.
ونقلت شبكة شام المعارضة أن قرى بسيمة وعين الخضرة وعين الفيجة والحسينية بوادي بردى تعرضت لأكثر من 19 غارة جوية وقصف بنحو ثلاثين برميلا متفجرا إضافة لعشرات الصواريخ، وقد ترافق مع اشتباكات عنيفة على عدة محاور، بينما أفادت وكالة مسار برس أن القصف المكثف على المنطقة أدى لتقدم قوات النظام ومليشيا حزب الله في بعض النقاط على محور الحسينية، ولفتت إلى أن حصيلة ضحايا القصف خلال الأيام الثلاثة الماضية ارتفعت إلى ستة قتلى و73 مصابا.
وفي السياق، أعلن الدفاع المدني بوادي بردى عن مقتل أحد عناصره أثناء قيامه بواجبه الإنساني في منطقة الوادي، بينما أفاد مراسل الجزيرة في ريف دمشق بمقتل امرأة وسقوط عدد من الجرحى جراء قصف قوات النظام على المنطقة.
عرقلة دخول
وبالتزامن مع القصف العنيف الذي لم يتوقف منذ بدء الحملة على قرى وادي بردى قبل 14 يوما، أفادت شبكة شام عن تواصل وجهاء وادي بردى مع الجانب الروسي ودعوتهم لإرسال وفد إلى الوادى للاطلاع على الأوضاع والعمل على وقف إطلاق النار، والتفاوض للبدء بإدخال ورشات صيانة لنبع عين الفيجة.
وأوضحت الشبكة أن الجانب الروسي وافق وأرسل وفدا مكونا من أربعة ضباط روس برفقة وجهاء من الوادي موجودين خارج المنطقة حيث كان من المفترض أن يوافيهم وجهاء وفعاليات من داخل الوادي عند حاجز دير قانون التابع لحزب الله، ولكن العناصر على الحاجز منعت الضباط الروس من الدخول فعادوا أدراجهم إلى دمشق.
في هذه الأثناء، حذرت فرق الدفاع المدني من وقوع كارثة إنسانية قد تحل بزهاء ثمانين ألف مدني بوادي بردى، جراء انعدام المواد الطبية والحصار المفروض فضلا عن استمرار العمليات العسكرية لقوات النظام ومليشيات حزب الله.
وأوضح الدفاع المدني أن منطقة الوادي تعاني نقصا في الدواء والمستلزمات الطبية الضرورية، وأشار الى أن فرقه الموجودة هناك على وشك التوقف عن العمل بسبب نقص الوقود واستهدافها بشكل مباشر من قوات النظام ومسلحي حزب الله.
وفي تطورات ميدانية أخرى لخرق الهدنة، تصدت كتائب المعارضة اليوم لمحاولة اقتحام قوات النظام بلدة حرزما بغوطة دمشق من محوري بلدة الميدعاني وكتيبة الصواريخ، حيث جرت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل خمسة عناصر من قوات النظام وجرح آخرين.
↧