قال محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانة، إن هدف المعارضة من الذهاب إلى المفاوضات هو تثبيت وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى، والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة.
واعتبر علوش وهو ممثل عن “جيش الإسلام” أحد أبرز فصائل المعارضة السورية المسلحة في المفاوضات أيضاً، في حوار خاص أجرته وكالة “الأناضول” التركية معه في إسطنبول، قبيل الانطلاق المرتقب لمفاوضات أستانة عاصمة كازخستان الأسبوع المقبل، أنه بتناول هذه الموضوعات وتحقيق تقدم فيها يكونوا قد “حققوا إنجازا كبيرا يساعد على التقدم والمضي في الحل السياسي”.
وأضاف بالقول “نحن ذاهبون لأستانة لتثبيت وقف إطلاق النار بشكل جدي، وخاصة المناطق المشتعلة في وادي بردى (بريف دمشق) والغوطة الشرقية وجنوب دمشق، وكافة الجبهات تثبيته أولوية”.
علوش كشف أيضا أنه “إذا ثبّتت الاتفاقية (وقف إطلاق النار) بتفاصيلها، وصولا إلى وجود مراقبين لوقف إطلاق النار، سيعلم العالم كله من الذي يخرق هذا الوقف، ومن الذي يقصف المدنيين، ومن الذي يعتدي”.
رئيس الوفد تابع حديثه متطرقا إلى تشابك الأدوار من جهة النظام وحلفائه بقوله “الميليشيات الشيعية الداعمة للنظام لا تستجيب لروسيا، ولا تستجيب للنظام، فهم قتلوا اللواء المتقاعد احمد الغضبان (قتل برصاص قناص قبل أيام خلال خروجه من منطقة وادي بردى بعد مساعيه للوساطة لإيجاد حل للأزمة هناك)، فإذاً هم شركاء متشاكسون”.
ومضى متسائلاً “هل ستتحمل روسيا عبء الضغط على إيران أيضاً؟ وإن ضغطت فهل إيران قادرة على إلجام عصاباتها المسلحة على الأرض؟ هذه الأسئلة سنسمع الإجابة عنها في أستانة”.
إلا انه استدرك “إن كانوا غير قادرين، وليسوا أهلا لهذه المسؤولية، لا يمكن متابعة الطريق مع من يقول ولا يفعل (روسيا)، نريد قولا وفعلا، فالمعارضة التزمت (بالهدنة)”.
وردا على الأصوات التي تقلل من قيمة العمل السياسي والمفاوضات، أفاد علوش “من يقول إن المعركة فقط في الخنادق، فقد حجّم المعركة الكبيرة، نحن مؤمنون أننا أصحاب حق، وما نريده بناء هذا البلد وحريته وكرامته، وبالتالي سنسعى لتحقيق أهدافنا في أي مكان وعبر أي وسيلة، لحقن دماء الشعب السوري، هذا هدف كبير لنا، ويجب أن نصل إليه وأن لا نترك مجالا إلا ونسلكه لرفع المعاناة عن هذا الشعب العظيم”.
وشدد على أن “حقن دماء الشعب السوري هو أولوية، لذلك وافقنا على اتفاقية وقف إطلاق النار في 30 كانون الأول/ديسمبر الماضي في أنقرة، والأشقاء في تركيا ضمنوا المعارضة، وروسيا ضمنت النظام، ولكن النظام إلى الآن لم يلتزم، والسبب في ذلك واضح، هناك شرخ كبير ما بين الداعم الإيراني والروسي للنظام”.
وأضاف “روسيا تسعى، أو كما تُظهر لنا على الأقل أنها اقتنعت بالحل السياسي، وليس كما كانت بداية عام 2016 في مفاوضات جنيف، الآن الخطاب تغير وهناك متغيرات دولية على الساحة وعلينا أن نستفيد منها لتحقيق مصالح الشعب السوري”.
واعتباراً من 30 ديسمبر الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بفضل تفاهمات تركية روسية، وبضمان أنقرة وموسكو.
وفي 4 يناير/كانون الثاني الجاري أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن موعد مؤتمر أستانة، سيكون في الـ 23 من الشهر نفسه.
علوش أجاب على سؤال حول مواقف الفصائل المتباينة من الهدنة، وذلك بقوله “الساحة السورية فيها من التنازع الشيء الكثير، لكنه يوجد إجماع على أهداف عامة، وهي واضحة بالنسبة للفصائل ولغيرها، وأعلنها الشعب السوري سابقا، والهدن أمر وارد في الشرع والتاريخ”.
وأضاف “بعض الناس يرى أن الوقت الآن ليس وقت هدن وإنما فتح معارك، وآخرون يرون العكس، وربما نحصّل شيئا من الأهداف الموضوعة لدينا، حتى نصل إلى أمن واستقرار سوريا، فاجتمعنا في أنقرة وجاء ممثلوا الفصائل، واستمرت الحوارات لستة أيام، والنقاشات كانت صريحة وبناءة، وهناك من وافق على الذهاب وهم الأغلب”.
ودلل علوش على كلامه بقول “حتى الذين تسربت أسماءهم (لم يحددهم) أنهم غير ذاهبون، دخلوا في الوفد وسيذهبون، وبقي فصيل واحد (لم يحدده ولكن قد يفهم أنه أحرار الشام) في الغالب سيذهب، وذهابه قوة للساحة وقوة للمفاوضات، ولكن وإن لم يذهب أو يرسل مندوبه الخاص، فهو مؤيد بشكل عام للنتائج التي ستخرج في أستانة، لا سيما تثبيت وقف إطلاق النار”.
وأكد أنه “إذا عرفنا أن الهدف من الذهاب إلى أستانة هو تثبيت وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى، ثم الحديث عن الإفراج عن المعتقلين والمعتقلات، ولا سيما النساء والأطفال بالدرجة الأولى، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، وهو ما ورد في القرارات الدولية، نكون قد حققنا إنجازا كبيرا يساعد على التقدم والمضي في الحل السياسي”.
وتعهد علوش مخاطبا الشعب السوري والفصائل المعارضة “بعدم التفريط بدماء الشهداء، أو التخلي عن المعتقلين والمعتقلات، ولا عن فك الحصار عن المناطق المحاصرة، ولن يكون هناك إلا ما يرضيهم، ولن يكون هناك نوع من التنازل، ولا يمكن أن نسعى إلى الحرب بشكل دائم أو مستمر، نريد حقن دماء السوريين ورفع المعاناة عن الشعب، ونريد عودة اللاجئين والمهجرين من كل الأنحاء، وتركيا تحملت الكثير فلها منا كل التحية والشكر، وبقية الدول كذلك”.
وجدد تأكيده على أنهم “دعاة حرية وسلام، ودعاة تنمية وبناء، يريدون بناء المجتمع، وأن يعيش السوريون بجميع عرقياتهم وقومياتهم بكرامة وحرية، لا بطريقة الاستعباد التي يمارسها ويسعى إليها بشار الأسد وحلفاؤه”.
وتابع بالقول “سوريا تتّسع للجميع، ونريد أن يعيش فيها السوريون بأمن وحرية وعدل، وأن يسود فيها حق تقرير المصير واختيار الحاكم، ومراقبة هذا الحاكم، بأن لا يصبح طاغوتا يسفك دماء الشعب، وهذا كله تريده الثورة، ونحن سنحافظ عليها ما بقينا”.
وختم حديثه بالقول “إن حققنا في المفاوضات ما نريد، فبها ونعما وكفى الله المؤمنين القتال، وإن لم يتحقق فأهل السلاح ما يزالون يحملون سلاحهم، وأهل الخنادق في أماكنهم سيبذلون ويستمرون في المسيرة حتى تحقيق النصر”.
↧