لم يمض أكثر من أسبوع على موت هاشمي رفسنجاني أو اغتياله كما يقول إيرانيون، حتى بدأ رموز نظام الملالي باتهامه بكافة الجرائم التي ارتكبها طيلة 40 عاماً بحق السياسيين المعارضين والفنانين والمثقفين، وحتى جرائم الاغتيال التي أرتكبت إبان ثورة الخميني والتي مهدت الطريق لوصول الراديكاليين إلى سدّة الحكم في إيران.
آخر تلك الاتهامات أتت على لسان عضو اللجنة المركزية والقيادي في حزب "الائتلاف الإسلامي الأصولي" (أسد الله بادمجيان)، الذي قال إن "رفسنجاني" هو من أحضر السلاح لاغتيال السياسي الإيراني ورئيس الوزراء الأسبق "حسن علي منصور" في العام ١٩٦٥، مؤكداً في حديث للتلفزيون الإيراني أن رفسنجاني هو من أحضر الأسلحة ومسؤول العملية برمتها، في حين يقول مناصروا رفسنجاني أنه بريء من عمليات الاغتيال تلك "برائة الذئب من دم يوسف" وأنّ أبطالها معروفين للشارع الإيراني .
المحلل السياسي "غلام رضا إمامي" يؤكد أنّ حوادث الاغتيال التي حدثت قبل وأثناء وبعد "ثورة الخميني" جميعها جرت بتخطيط من حزب "الائتلاف الإسلامي" المتشدد، ولعل أبرزها اغتيال الكاتب والمفكر علي شريعتي، وذلك لما يحمله من فكر متنوّر، وهو الذي كان يُحسب على الحزب الشيوعي الإسلامي الذي تقوده حالياً السيدة مريم رجوي.
ويرى "إمامي" أنّ إلباس التهم لرفسنجاني هذه الأيام هو موته المدير" من جهة، ومن جهة أخرى في محاولة لإضعاف التيار الإصلاحي في البلاد الذي كان يتزعمه رفسنجاني، وبهذه الطريقة.
كما يقول إمامي يتم ضريب عصفورين بحجر واحد، الأول تبرئة المتشددين أنفسهم من تلك التهم التي طالما لاحقتهم، ومن جهة أخرى تشويه اسم وسمعة التيار الإصلاحي بين صفوف الشعب الإيراني، خصوصاً بعد أن أصبحوا يُشكلون قوة كبيرة في طبقات المجتمع الإيراني الوسطى والغنية.
اتهامات متبادلة
ويؤكد إمامي أنه ومنذ محاولة اغتيال الرئيس الإيراني الأول بعد ثورة الخميني (أبو الحسن بني الصدر) الذي كان ووالده أحد المقريين للخميني، غير أنّه وبعد محاولته إبعاد الدين عن السياسة باتت تلاحقه أيدي الأصوليين، ليجد نفسه (بني الصدر) ملاحقاً من قبلهم ليفضل بعدها الخروج من إيران (متخفياً) وصولاً إلى فرنسا التي يعيش بها.
وتعليقاً على تلك الاتهامات قال عدد من الإيرانيين إنه وبعد موت رفسنجاني بدأت تظهر هذه الأخبار، مستغربين الوقت الذي ظهرت فيه، حيث يقول "كوروش جميلي": الجميع في إيران يعلم من قام بعمليات الاغتيال منذ أكثر من خمسين عاماً فلا داعي لإلقاء التهم جزافاً، فهذه الطريقة باتت معروفة من قبل الإيرانيين، ويؤكد "أحمد ميري" بدوره أن "الجميع أحياء وأموات من الخميني وانتهاء برفسنجاني، جميعهم شاركوا في عذابات الشعب الإيراني، وليس بعيد أبداً أن يقوم رفسنجاني أو أحد من أتباعه بتلك العمليات القذرة، وبالطبع كل ذلك كان يتمّ بتوجيه من الخميني ذاته".
وبعيداً عن حسن علي منصور وشريعتي ويني الصدر، حدثت وكما يؤكد الإيرانيون آلاف حالات الاغتيال السياسي التي ما زالت مجهولة بانتظار انتهاء حكم الملالي ليتم الكشف عنها ومحاسبة مرتكبيها، وللوصل إلى ذلك اليوم يؤكد إمامي ضرورة دعم جهود الإيرانيين في التخلص من هذا النظام عن طريق دعم الحركات والأفراد المعارضين لحكم الملالي في طهران الذي جلب الدمار ليس للإيرانيين وحسب وإنما لعموم المنطقة.
أورينت نت-میلاد هدایتي
↧