Quantcast
Channel: souriyati2 –سوريتي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

المحامي فوزي مهنا: “ترامب”ومنع السوريون من دخول أمريكا (بين ظلم الأقرباء ورحابة صدور الأعداء)

$
0
0
لماذا يتعجّب البعض من منع السوريين من دخول أمريكا؟ مالعرب منذ أول يوم من بدء المحنة السورية أخذوا يمنعونهم من دخول أراضيهم، من أخذ بيدهم بداية أخذ يتفنّن نهاية لصد الأبواب بوجوههم، إلى درجة أنهم تسابقوا لإصدار القرارات الظالمة، وتنافسوا فيما بينهم من يكون الأقسى، هذا يطلب كفيل وذاك يمنع تأشيرة دخول، وآخر يفرض رسوم زيارة تعجيزية، يساوي فيها السوري بالإنكليزي والفرنسي، وهذا يعني أن الأنظمة العربية قد سبقت المستر "ترامب" بحوالي ست سنوات ضوئية فقط. هل ماتت خيول بني أُمَيةَ كلُّها؟ كي ينسى العرب أن المجد الذي صنعوه من حدود الصين شرقا إلى غرناطة وصقلية ومالطا ومشارف باريس غربا، كان من صنعهم، في عهدهم أخذت الأندلس غربا في القرن الحادي عشر الميلادي، تتألق حضاريا، ولا سيما عاصمتها قرطبة، التي وصل عدد سكانها في ذلك الوقت إلى مليون نسمة، كان مؤسسها وصانع أمجادها "عبد الرحمن بن معاوية بن هشام" الذي فرّ من بطش العباسيين، ومن جاء من بعده قد أحاطوها بأسوار عالية وحدائق غنّاء، بعد أن شيدوا بها المباني الفخمة والمدارس والمنتديات والمكتبات والحمامات الشبيهة بالحمامات الدمشقية، إلى حد أن شوارعها كانت تُنار بالمصابيح ليلا لمسافة 16 كم، في حين اليوم بعض العواصم العربية يكتنفها الظلام. متى سيفهمون؟ أن السوريون قد خلقهم الله ليقتسمون كل رغيف يخبزونه مع العرب، وكل شجرة يزرعونها لتأكل من ثمارها العرب، وكل حجر يحملونه على أكتافهم هو لتعمير بيت العرب، لا أحد يتكلم العربية مثل دمشق، ولا أحد ينطق الحروف العربية على طريق الغساسنة والمناذرة، ومنهج البلاغة والعقد الفريد و«لسان العرب» إلا دمشق، ولا أحد يحمل سلّم العروبة بالعرض إلا دمشق، كما يقول الراحل الكبير نزار قباني. ثم ماذا سينشد السوريون بعد اليوم؟ قبل حوالي قرن من الزمان كتب السياسي الوطني فخري البارودي نشيده "بلاد العرب أوطاني" من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان، متغنيا بالعروبة ومزهوا بها، رافضا أي مساس بحدودها، فعندما زار أحمد شوقي أمير الشعراء دمشق في عام 1928 كان برفقته الموسيقار محمد عبد الوهاب، دعاه البارودي إلى منزله مع نخبة من الموسيقيين والشعراء، وقد كلّف الأخير الموسيقار محمد عبد الوهاب بتلحين هذا النشيد الوطني المعروف، فطلب عبد الوهاب من البارودي أن يستبدل كلمة ( تطوان) بغيرها, فاعتدر البارودي قائلا له: إن تطوان هي بعض حدود بلادنا العربية ويستحيل تغييرها, تبّسم عبد الوهاب عندها وقال: "طيب أنت فاكرني يا فخري بيه ملحن جغرافيا"!. هل باع العرب السوريون؟ كما سبق ليهوذا الإسخريوطي أن باع السيد المسيح بثلاثين من الفضة، يذكرنا حال العرب اليوم بقول الفقيه الفرنسي أبو القوانين "مونتسكيو" في كتابه: "روح الشرائع" إن أخلاق الصينيين على خلاف أخلاق الأسبان، تتّسم بعدم الأمانة، وهم أشد شعوب الأرض خداعاً، خصوصاً في التجارة، فعلى مَن يريد أن يشتري منهم أن يحمل ميزانه الخاص، لأن لكل تاجر صيني ثلاثة موازين: ثقيل للشراء، وخفيف للبيع، وعادل لمَن يعرف الحق. لطالما تغنى العرب بنخوتهم وشهامتهم وكرمهم وأدبهم، فكان في كل مقال لهم ومجلس عنترة والطائي وأبو فراس الحمداني، تغنوا بهم رمزاً لماضي مجيد وعزّ تليد، لكنهم ماذا فعلوا لأجل السوريين؟ كل منهم أخذ يتجّمل معهم، ويتاجر على ظهورهم، هذا يسرق منهم المعونات الدولية، وآخر يتصرف معهم بكل صلف وعنصرية. لا اعتقد إننا ندعو إلى الكفر ونجانب الحقيقة، عندما نقول أن بعض العرب ليست لديهم موازين، لا في شؤون الدنيا ولا في شؤون الدين، بل يحار المرء بموازينهم، كعادتهم يهون التهويل والإعلام، مثلهم مثل وزير دفاع هندي سابق "كريشنا مينون" الذي عندما أُغمي عليه في قاعة الأمم المتحدة، هرَع الأطباء والمُسعفون لنجدته، لكنه حين أفاق مُتعباً، تلفّت حوله وفرَك عينيه وقال: هل مراسل "التايمز" هنا؟ ثم ماذا فعلت الشعوب العربية من أجل نجدة الشعب السوري؟ عندما أصدر "ترامب" قراره بمنع دخول اللاجئين، ورعايا عدد من الدول الشرق أوسطية إلى أمريكا، تسابق أكثر من مئة محامي أمريكي للدفاع عن المظلومين، منذ فترة قصيرة، عندما تم الهجوم على حلب تداعى أكثر من 350 شخص ألماني وأجنبي، مشيا على الأقدام من برلين إلى حلب من أجل نصرتها، بالمناسبة توضح بعض التقديرات أن عدد اللاجئين الذين دخلوا ألمانيا لوحدها يناهز المليون، تدفع الحكومة الألمانية مبلغ (670) يورو لكل لاجئ شهريا، فضلا عن تقديم الخدمات الأخرى، مثل السكن والتعليم والضمان الصحي المجاني، من الذي فعلها ويفعلها من بني يعرب؟. اللجوء الإنساني ليس ترفا يلجأ إليه الهارب من جحيم الحروب، فوفقا لمنظمة العفو الدولية ومجموعات حقوق الإنسان لا يوجد في منطقة الخليج لاجئين سوريين، حيث لم توقع أي من دول الخليج على ميثاق الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951 لكن ما الذي يمنع هذه الدول من استقبال اللاجئين؟ علماً بأن نسبة الأجانب في كل منها مرتفعة جداً، فمن بين 29 مليون سعودي، هناك ستة ملايين أجنبي يعملون بشكل رسمي، وفي الكويت تبلغ نسبة الأجانب 60 بالمائة من مجموع السكان، بينما في قطر 90 بالمائة، وفي الإمارات 80 بالمائة. ختاما تخيلوا لو لم تكن منظمات الأمم المتحدة اليوم، ودول تفتح ذراعيها وصدورها للهاربين من جحيم حروبنا، ماذا كان سيحل بنا نحن العرب؟ سنقتل بعضنا البعض، ولن نجد هناك لنا من مغيث، أما الفائض منا فسيذهب للصحراء، لقد اخترع الغرب المطبعة في العام 1439، لكنها تأخرت في الدخول إلى الدولة العثمانية حوالي أربعة قرون متواصلة، لماذا؟ لأن رجال الدين أفتوا بأن المطبعة رجس من أعمال الشيطان، وفقا لما يذكره "أديب مروة" في كتابه الصحافة العربية، نشأتها وتطورها، والسؤال، هل هناك من فتاوى وقرارات قد تُنصف السوريين اليوم؟. المصدر: لأول مرة

Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>