بعد أسبوع من الإشاعات حول حالته الصحية، كثّف رأس النظام السوري بشار الأسد من طلّاته الإعلامية (لسبب أو بدونه) فمن استقبال وفد الحرفيين الدمشقيين إلى زيارة خاطفة لمسقط رأس والده (القرداحة) ثم استقبال الوفد الديبلوماسي البلجيكي فلقاء وسائل الإعلام البلجيكية واستقبال وفد برلماني روسي واستقبال النساء اللواتي أطلقت سراحهن المعارضة مؤخراً، ثم أجرى مقابلة مع موقع أخبار ياهو نشرت مضمونه وسائل إعلام موالية مساء اليوم الخميس 9 شباط/فبراير.
واتسمت كل طلة من تلك الطلّات بتصريحات تتضمن رسائل نارية يوجهها هنا وهناك، وكان اللاجئون السوريون في أوروبا الذين هربوا من بطش قواته وبطش التنظيمات المتطرفة آخر أهدافه في مقابلته الصحفية، فقال إن "بعض اللاجئين السوريين المقيمين في الدول الغربية إرهابيون حملوا السلاح وقتلوا الناس في وطنهم"، وقال إن بعضهم يضعون صورهم على الإنترنت وهم "يحملون بنادق رشاشة أو يقتلون الناس، ومن ثم ترى صورهم كلاجئين مسالمين في أوروبا أو في الغرب عموماً".
والمثير أكثر أن هذا التصريح كان رداً على سؤالٍ حول رأيه بقرار الرئيس الأمريكي بحظر دخول رعايا بعض الدول ومنها سورية التي من المفترض أنه "رئيس جمهوريتها"! فأبدى تأييده الصريح لقرار الرئيس الأمريكي الذي يتضمن منعاً غير محدود المدة لدخول اللاجئين السوريين ضمن برنامج إعادة التوطين التابع لمفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة؛ وتماشياً مع تصريحاته المتتالية التي يحرص فيها على الإشارة إلى "سيادة الدولة" والعبارات المشابهة قال الأسد إن تلك القضية "تتعلق بسيادة الأمة الأمريكية، ولكل دولة الحق بأن تضع أي أنظمة لدخولها".
ولم يكن هذا فقط ما علّق به بشار على قرار الرئيس الأمريكي إذ قال: "مسؤوليتي هي استعادة الاستقرار كي أعيدهم إلى سورية ليجدوا ملاذا في بلدهم"، متجاهلاً الحديث عن سبب هروبهم من بلادهم التي مزقتها حرب مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات يتهمه فيها معارضوه بأنه يخوضها دفاعاً عن منصبه الذي طالبه متظاهرون في العام 2011 بالتنحي عنه، نافياً في الوقت نفسه مسؤوليته (ولو جزئياً) عمّا يجري في البلاد.
https://www.youtube.com/watch?v=ldgF4kEXUuI
المصدر: الاتحاد برس
↧