بعد أكثر من 5 سنوات على إزالته، عاد تمثال حافظ الأسد الضخم إلى ما يعرف باسم "ساحة النسر" في حماة ، ملفوفا بعلم النظام، في خطوة تحمل أكثر من دلالة.
وأظهرت صور من ساحة العاصي بحماة تمثال حافظ، الذي يعرف لدى الحمويين باسم "الصنم"، وقد نصب وسط الساحة، بعد أن تم لفه بعلم النظام.
وفي صيف2011، وفي عز اندلاع المظاهرات السلمية وتوسع رقعتها، عمد النظام إلى إزالة صنم حافظ من ساحة النسر، الأمر الذي أثار موجة عارمة من الفرح في صفوف السوريين عموما، والحمويين خصوصا، الذين بادر بعضهم لوضع حمار مكان "الصنم" المزال زيادة في تحقير صاحبه، بل إن هناك من بات يسمي الساحة والدوار المقام عليها بـ"دوار الجحش".
وفسر السوريون يومها خطوة النظام بإزالة التمثال بأنها ضربة استباقية وإجراء احترازي يدفع عن تمثال حافظ شبح التحطيم، داخل المدينة التي نالت نصيب "الأسد" من المجازر، لاسيما أن المتظاهرين حينها كانوا يتسابقون على إسقاط تماثيل حافظ، وتمزيق صوره وصور ابنه بشار.
ولايعرف بالضبط السبب الرئيس الذي دفع النظام لإعادة "الصنم" إلى مكانه، بعد سنوات من إزالته، وما إذا كان ذلك إيذانا ببدء مرحلة جديدة ومتجددة من ترهيب الحمويين، وربما تهجيرهم تمهيدا لجعل المدينة معقلا من معاقل الموالين الطائفيين، كما فعل النظام في مناطق أخرى من سوريا.
وتصادفت إعادة التمثال مع ذكرى مجزرة حماة، التي مر عليها 35 عاما، حيث تعرضت المدينة عام 1982 لحملة عسكرية شرسة استمرت بين 2 و28 شباط/فبراير، وراح ضحيتها عشرات آلاف الضحايا، ومثلهم تقريبا من المعتقلين، لتحفر في ذاكرة السوريين جرحا ما يزل نزيفه مستمرا.
↧