في عرض جماهيري، استضافته العاصمة الأردنية عمّان، أخيراً، بحضور حكام موسوعة غينيس العالمية، استطاع الطفل الفلسطيني محمد الشيخ (14 عاماً)، القادم من قطاع غزة المحاصر، تسجيل اسم فلسطين في الموسوعة المتخصصة بالأرقام القياسية، بتقديم أكبر عدد من الدورات حول الجسم بوضعية الصدر على الأرض، إذ حقق 38 لفة في الدقيقة، محطماً الرقم الذي حققته قبله بأسبوع بريطانية في السابعة والعشرين من عمرها بقيامها بـ29 لفة فقط.
"الطفل العنكبوت"، كما أطلق عليه منذ مشاركته في مسابقة (Arabs Got Talent)، قبل عامين، على شاشة "إم.بي.سي"، ونافس على اللقب بوصوله إلى الحلقة النهائية، وحصل على 14 مليون صوت، وفق إحصائيات البرنامج، لكن أسرته رفضت إبرام عقد حصري مع شركة متخصصة، يلتزم وفقه بالإقامة لعشر سنوات في الخارج، ليحظى بالتدريب على يد مدربين محترفين في ناد يؤهله لتقديم عروض في مهرجانات ومنافسات عربية وعالمية.
وقدم الشيخ عرضاً قائما على حركات ذات مرونة عالية عجز غيره عن القيام بها، وسط تشجيع كبير من أسرته القادمة من غزة، وأقربائه المقيمين في الأردن، والجمهور العريض الذي حضر العرض، الذي رافقه فيه مدربه محمد لبد، ود. ياسر العالم الذي رافقه طوال مشواره لتحقيق هذا الإنجاز، في العرض الذي انتظم برعاية شركة الوطنية موبايل في فلسطين، وشركة "أورانج" في الأردن.
وقال محمد لبد، الذي يتولى تدريب الشيخ منذ ثلاثة أعوام، في تصريحات صحافية: الرقم الذي حققه محمد يعتبر إنجازاً عظيماً له ولفلسطين، الفارق بينه وبين الرقم السابق لم يكن بسيطاً.
وتقدم فريق "الطفل العنكبوت" بالتسجيل لمشاركته في غينيس العام الماضي، إلا أن لجنة غينيس أبلغتهم أنها لن تتمكن من الوصول إلى قطاع غزة "بسبب الظروف الأمنية"، بحسب لبد الذي أشار إلى أنهم اتفقوا على إجراء التحكيم في الأردن، لافتاً إلى المسؤولون في غينيس أعفوا الطفل الفلسطيني من رسوم الحصول على الشهادة، وقيمتها عشرة آلاف دولار أميركي.
وعبر الشيخ عن فرحته باللقب، ووجه رسالة شكر إلى كل من آمن بموهبته وسانده حتى وصل إلى منصة التتويج .. وقال في تصريحات صحافية: شعرت بفرحة كبيرة، فقد أمضيت عاما كاملا من التدريب المكثف، وأتمنى أن أكون ملهما لباقي الأطفال الفلسطينيين.
بدوره، قال والده جمعة الشيخ: أريد من العالم أن ينظر لغزة وللموهوبين أمثال ابني محمد، حيث أنها مليئة بالمواهب التي يجب أن تُشجّع لتنميتها، فيما قالت والدته: موهبة محمد غير طبيعية واستثنائية، وهي نادرة، بل تكاد محدودة في العالم، ويجب تشجيعه حتى يصل لما يريد، كما ناشدت في حديثها دول العالم النظر لأطفال فلسطين، الذين يمتلكون مواهب تبهر العالم.
وحقق "الطفل العنكبوت" ما كان قاله قبل قرابة العامين بعد خسارته لقب مسابقة (Arabs Got Talent)، حين قال وقتها إنه لن يتوقف حلمه عند هذه الخسارة، "وسأشارك في برامج أخرى حتى أتمكّن من إيصال معاناة أطفال غزة الذين عاشوا وذاقوا ويلات العداون الإسرائيلي إلى العالم، بلفت أنظار العالم إلى معاناتنا، عبر ما أقدمه من عروض".
المصدر: العربي الجديد - رام الله ـ بديعة زيدان
↧