حث خبراء الأشخاص الذين يسعون لإيجاد شريك حياة عبر الإنترنت على إجراء بعض البحث، عن العبارات المتضمنة في الرسائل التي يتلقونها، وذلك لمساعدتهم في اكتشاف المحتالين ذوي الكلام المعسول.
وتهدف حملة جديدة، انطلقت في بريطانيا الأحد، إلى رفع الوعي عن المشكلة المتنامية للاحتيال عبر المواعدة الإلكترونية.
وتشير الحملة، وهي بعنوان Date Safe أو مواعدة آمنة، إلى أن بعض المجرمين يستخدمون نماذج مقولبة لعبارات ورسائل حب، وأن بحثا على الإنترنت قد يكشف بعض الجمل المستخدمة في تلك الرسائل.
وتقول الشرطة البريطانية إن متوسط عمر ضحايا احتيال المواعدة 49 عاما، ومتوسط خسائر الفرد منهم عشرة آلاف جنيه استرليني.
ويكشف التقرير، الذي نشرته شرطة مدينة لندن ومكتب الاستخبارات الوطني لمكافحة جرائم الاحتيال، أن الأموال المسلوبة تُحوّل خلال ثلاثين يوما في المتوسط، بدءا من أول تواصل بين الضحية ومرتكب جريمة الاحتيال.
ضحايا متكررون
يتظاهر المحتاولن عبر المواعدة بأنهم شركاء محتملون، ويتصلون بالأشخاص الباحثين عن الحب عبر تطبيقات المواعدة الإلكترونية، ثم بعد فترة من المراسلة، وأحيانا من الاتصال الهاتفي، يبدأون في طلب المال مستخدمين أعذارا متنوعة.
ويقدر التقرير الأمني، الذي حلل بياناتٍ من خط هاتف النجدة المخصص لمكافحة الاحتيال، أن الشرطة البريطانية تتلقى بلاغا كل ثلاث ساعات، من أحد ضحايا جرائم الاحتيال عبر المواعدة الإلكترونية.
ويشير التقرير إلى أن 61 في المئة من الضحايا نساء، و66 في المئة من المشتبه ببهم في الاحتيال رجال.
ويقول التقرير إنه بينما جرت أغلب أنشطة المواعدة على مواقع إلكترونية مخصصة لذلك، إلا أن أغلب النسبة الباقية، وهي 15 في المئة، كانت عبر موقع فيسبوك.
وأضاف التقرير أن 213 شخصا أقروا بأنهم كانوا ضحية للاحتيال عبر المواعدة أكثر من مرة.
ويقول الضابط كريس غريني، من شرطة مدينة لندن: "أدت زيادة أنشطة المواعدة الإلكترونية إلى زيادة المجرمين المنظمين، الذين يستهدفون أشخاصا يبحثون عن الحب".
ويضيف: "هذه الجرائم تدمر الحياة، وغالبا ما تكون الآثار العاطفية لها أقوى بكثير من الخسائر المالية".
وتابع: "لا تعطي أموالك أبدا لشخص تلتقيه على الإنترنت، مهما كانت قصة الحب التي يستخدمها".
ويُنصح الأشخاص أيضا بأن يتحدثوا إلى أصدقائهم وأسرهم عن الأشخاص الذين يتواصلون معهم عبر الإنترنت.
"باقات" الاحتيال عبر المواعدة
يقول البروفيسور ألان وودوارد، خبير الأمن الإلكتروني بجامعة "ساري" البريطانية، إن المجرمين بإمكانهم شراء "باقات" للاحتيال، تتضمن نماذج لرسائل حب، وصورا، وفيديوهات، وهويات مزيفة، مقابل عدد قليل من الدولارات.
وأضاف: "يقع كثير من الناس في فخ هذا الاحتيال، لأن أسعار هذه الباقات من الرسائل أصبحت رخيصة، بعدما باتت تباع على نطاق واسع".
وتابع: "هندسة العلاقات الاجتماعية سوق سوداء رائجة للغاية".
وقال وودوارد: "بينما أصبح الاحتيال عبر المواعدة الإلكترونية معروفا على نطاق واسع، أصبح هناك دليل على أن الاستمرار في عملية الاحتيال قد تطور، حيث يعرض من يسمون أنفسهم برجال مباحث أو محققين محاولة استرجاع الأموال، التي فقدها ضحية الاحتيال مقابل رسوم بعينها".
ويضيف: "غني عن القول إن ذلك بمثابة تبديد للمال مرة تلو الأخرى".
وتأتي حملة المواعدة الآمنة كشراكة بين رابطة المواعدة عبر الإنترنت، وحملة الحصول على إنترنت آمن، وشرطة مدينة لندن وجهات أخرى.
زوي كلاينمان
مراسلة بي بي سي لشؤون التكنولوجيا
↧