رد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، على تصريحات رئيس النظام السوري بشار الأسد، التي رحب فيها بمشاركة الجيش الأمريكي في قتال "داعش" على الأراضي السورية، شرط التنسيق مع إدارته، باتهامه بإيجاد ملاذ آمن للتنظيم في سوريا.
وقال المسؤول الأمريكي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لـ"الخليج أونلاين": "خلال السنوات الماضية، كان النظام السوري غير راغبٍ في مواجهة التهديدات الخطيرة التي يشكلها تنظيم داعش للعراق والولايات المتحدة وشركائنا وحلفائنا في المنطقة".
وأشار المسؤول إلى أن "رفض الأسد مواجهة داعش مكّن التنظيم من إيجاد ملاذٍ آمن له في سوريا، ومن استمراره في التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها".
وسبق أن أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن الهجمات التي نفذها تنظيم الدولة في باريس أواخر عام 2015، وأوقعت ما لا يقل عن 129 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً، "تقررت وخُطط لها في سوريا".
وحول الوجود الأمريكي في سوريا، أكد المسؤول أنه يهدف "لمساعدة شركاء الولايات المتحدة في مكافحة داعش، وحماية المصالح ومصالح حلفائها ضد التهديد الذي يشكله التنظيم".
وشدد المسؤول الأمريكي بالقول: "إن الولايات المتحدة سوف تستمر في العمل مع شركائها في العراق وسوريا، ضمن جهودهم الرامية إلى تحرير أراضيهم من داعش ونحو الهزيمة المستحقة لهؤلاء الإرهابيين"، كما قال.
وكان الأسد أكد ترحيبه بتوجه القيادة الأمريكية الجديدة في الحرب على من وصفهم بـ"المتشددين الإسلاميين"، ملمحاً، في حوار أجرته معه الخدمة الإخبارية بموقع ياهو، نُشر الجمعة، إلى إمكانية تعاونه مع الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم "داعش".
واعتبر أن اقتراح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إقامة "مناطق آمنة" في سوريا، ليس واقعياً على الإطلاق ولن يساعد في حل الأزمة، مشترطاً أن تتخذ واشنطن "موقفاً سياسياً واضحاً" حيال نظامه والتنسيق معه كشرط مسبق للتعاون معها.
ولم يتطرق ترامب، منذ فوزه بالرئاسة، إلى الأزمة السورية إلا بالتأكيد خلال مكالمة مع العاهل السعودي، أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضي، على المضي قدماً في فكرة إنشاء مناطق آمنة بسوريا.
ويرى خبراء أمريكيون أن ترامب وإدارته حتى الساعة يعيشان حالة من "التخبط" في كيفية التعامل مع الفوضى، التي ورثها عن سلفه باراك أوباما في سوريا نتيجة سياسته المترددة هناك.
عبد الله حاتم- الخليج أونلاين
↧