نفى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، وجود تفاهم تركي روسي حول المناطق الآمنة في سورية، وقال في تصريحات صحافية في الدوحة، التي يزورها ضمن وفد رسمي يرأسه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، "لم يقل أحد أن هناك تفاهماً متبادلاً حول مناطق آمنة بين تركيا وروسيا".
ولكنه استدرك: "يبدو أن هناك تفاهماً متبادلاً مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونحن ندرس ذلك والجميع يجب أن يدعم ذلك". ولفت جاويش أوغلو لدى افتتاحه، برفقة وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، المستشفى التركي في الدوحة، "أن بلاده تبحث إنشاء صندوق مع دول الخليج العربية لتوفير التمويل لإقامة المناطق الآمنة في سورية".
وفي ما يخص محادثات أستانة التي تأجلت ليوم واحد، قال جاويش أوغلو، إن بلاده تشجع المعارضة السورية على المشاركة في المفاوضات التي ستنطلق غداً بعاصمة كازاخستان، مضيفاً "الحل الأفضل هو الحل السياسي وهو ما ندافع عنه معاً، تركيا وقطر، ودول الخليج العربي، وقد حققنا بعض الإنجازات أخيراً، بإجلاء 45 ألف شخص من إدلب ومنذ وقف إطلاق النار الى مناطق أخرى، وعقد محادثات أستانة، ولكن علينا أن نستأنف مباحثات جنيف بأسرع ما يمكن للحصول على نتائج لهذه الجهود".
وأضاف "دائماً أشارك أية تطورات سياسية، مع وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونظرائي في المنطقة بمن فيهم وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ولدينا جميعاً نفس المواقف والرؤى، وقطر والسعودية تعتبران وجود تركيا في مفاوضات أستانة، وجود لهما هناك". وقال "حالياً نبذل مزيداً من الجهود لاستئناف محادثات جنيف والوصول الى بعض النتائج".
وعن إمكانية التوصل الى حل سياسي مع نظام بشار الأسد قال: "أعتقد أن شخصاً قتل بوحشية أكثر من 600 ألف فرد، وبعضهم يقول مليون فرد، لا يجب أن يستمر في حكم الدولة والشعب، ولا أعتقد أن المعارضة سوف توافق على ذلك".
وشدد على أنه "إذا تمت شرعنة هذا القتل، وهذه الجرائم ضد الإنسانية، فلا يمكن وقفها في أي مكان في العالم". واستطرد أوغلو "نحن مع الحل السياسي، ولا يعود لتركيا تحديد من يحكم سورية، ولكننا نقول ما نؤمن به ولا أعتقد أنه يمكن للمعارضة الاستمرار مع الأسد". وأضاف "الحكومة الانتقالية هي أفضل حل ثم صناديق الاقتراع، ثم يقرر الشعب السوري من يحكم البلاد سواء في البرلمان أو الحكومة".
وعن دعم دول الخليج للمناطق الآمنة بسورية التي تدعو إليها تركيا، قال جاويش أوغلو: "أولاً نحن بحاجة إلى الدفاع عن هذه الفكرة، وثانياً، عندما يصبح لدينا منطقة آمنة، فنحن بحاجة لبناء المنازل والمدارس، والمرافق، لذلك فنحن بحاجة الى إنشاء صندوق معاً لتطوير المناطق الآمنة ليستطيع الناس العيش فيها وفي ظروف مناسبة".
ولفت جاويش أوغلو إلى أن "هناك بالفعل 45 ألف شخص عادوا من تركيا الى جرابلس، وحتى لو كانت الظروف ليست ملائمة بشكل كاف، ولكن العديد من الأشخاص يعودون ونحن نزودهم بالمياه والكهرباء".
وأضاف: "عندما يكون لدينا مناطق آمنه، تتوفر فيها البنية التحتية واستطعنا أن نساعد اللاجئين على بناء منازلهم وتقديم خدمات أفضل لهم إضافة الى توفير الأمن فإنني على يقين أن العديد من اللاجئين سوف يفضلون العودة الى بلادهم، لذلك لا يزال هناك 3 ملايين سوري يعيشون فى تركيا وهم لن يذهبوا إلى مكان آخر، فهم يأملون في العودة ونريد أن نهيئ لهم الظروف لذلك".
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي، إن المستشفى التركي الذي تم افتتاحه رسمياً في الدوحة، اليوم الأربعاء، نتاج شراكة قطرية - تركية، مشيداً بالدعم القطري المقدم للشركات ولرجال الأعمال الأتراك. ويضم المستشفى، المملوك للقطاع الخاص، وبلغت كلفة إنشائه 82 مليون دولار، كافة الاختصاصات الطبية ويحتوي على 100 سرير و5 غرف عمليات متطورة، و24 عيادة متنوعة، وقسم للولادة، ووحدات عناية مركزة متطورة، وقسم طوارئ يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد وصل، مساء أمس، إلى العاصمة القطرية الدوحة قادماً من الرياض، في آخر محطة لجولته الخليجية التي بدأت الأحد، وشملت أيضاً البحرين والسعودية، على أن يلتقي، اليوم الأربعاء، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
المصدر: العربي الجديد - الدوحة ــ أنور الخطيب
↧