أعاد جنوح قطار الرياض - الدمام فجر أمس الجمعة، الجدل حول سلامة أنظمة القطارات في السعودية، خاصة وأن الحادثة التي تسببت في إصابة نحو 18 راكباً، كانت إصابة أحدهم بليغة، جاءت قبل نحو أسبوع من إطلاق خط القطارات الجديد الذي يربط العاصمة الرياض بالقريات في أقصى الشمال، مرورا بالمجمعة والقصيم وحائل والجوف.
وفور وقوع الحادث تم إعلان حالة الطوارئ، كما تم تشغيل القطار الاحتياطي لنقل 193 راكباً، إضافة إلى طاقم الرحلة، وهم ستة ملاحيين، وتم تقديم الإسعافات الأولية للمصابين.
وتم إغلاق الخط المتضرر حينه، وباشرت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بإصلاح الأضرار التي تعرض لها الخط الحديدي والقطار، تمهيداً لاستئناف الحركة عليه.
وبرر رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المكلف، الدكتور رميح الرميح، وقوع الحادث بالأمطار الغزيرة التي تعرضت لها السعودية في الأيام الثلاثة الماضية، وقال إن: "الأسباب الأولية لحادث قطار الركاب رقم 14 الذي وقع عند الساعة الواحدة من صباح أمس الجمعة، كان نتيجة انجراف جزء من الخط الحديدي عند الكيلو 10 قرب الدمام، بسبب تعرضه لسيول شديدة بخلاف مجراها الطبيعي، أدت إلى جنوح القطار عن الخط وانفصال العربات عن بعضها وانقلاب العربة رقم خمسة.
تبرير رئيس الشركة لم يكن مقعنا، خاصة وأن الحادثة ليست الأولى التي تقع بسبب سوء الأحوال الجوية، ويؤكد المختص في السلامة الدكتور مراد العقبي أن مشكلة الخطوط السعودية أنها لا تنسق مع هيئة الأرصاد، أو أنها لا تهتم بما تقول، ويقول لـ"العربي الجديد": "ليست المرة الأولى التي ينقلب فيها قطار بسبب سوء الأحوال الجوية، وقع ذلك عدة مرات بسبب الغبار والرمال، وهذه المرة حدث ذلك بسبب الأمطار والسيول، وكان يجب على إدارة القطارات أن تتأكد من سلامة الخطوط الحديدية لديها، وعدم تعرضها للضرر بسبب الأمطار والسيول، فلا يمكن أن تكون هذه السيول مفاجأة".
ويضيف: "الطويق محدد وواضح، وكان يجب على إدارة القطارات أن تكون على معرفة بكل متر فيه، وأن تضع مصدات خاصة للمناطق التي تكون عرضة للسيول، ولكن من حديث رئيس المؤسسة، بدأ واضحا أنهم لم يخططوا لهذا الأمر، مع أن الأمطار لم تكن مفاجئة، بل كانت معروفه منذ أيام، كما أنها كانت أمطارا متواصلة منذ يوم الأربعاء، فكان الأجدر تأجيل الرحلات لحين تحسن الأحوال الجوية".
ويعمل في السعودية قطار واحد يتنقل بين الرياض والمنطقة الشرقية مرورا بالأحساء، وتعرض خلال الأعوام الثلاثة الماضية لأكثر من خمسة حوادث، بسبب قدم السكك الحديدية، ولأسباب مناخية، وتخطط السعودية لإطلاق خط قطارات جديد يربط العاصمة الرياض بالمنطقة الشمالية، وأيضا لخط جديد يربطها بالمنطقة الغربية وصولا لمكة المكرمة، ويخشى مختصون أنه في حاله عدم تحسين أنظمة السلامة والأمان، ستكون الحوادث أكثر، ويؤكد المختص في المواصلات ماجد الربيعي أن الطريقة التي يتم العمل بها في تحريك القطارات في السعودية قديمة، تحتاج للتعديل لتتماشى مع الظروف المناخية للبلاد.
ويقول لـ"العربي الجديد": "يجب أن يكون هناك تواصل أكبر بين هيئة الأرصاد وبين كل أنظمة المواصلات في السعودية، ولكن في تصوري المشكلة تكمن في ضعف أنظمة الإنذار المبكر التي لا تطلق التحذيرات في وقت كاف، أو تكون غير دقيقة"، ويضيف: "لا أعتقد أن قائد القطاع كان سيتحرك به لو كان يعلم أن هناك سيولا جارفة تعترض طريقه، ولهذا لا بد من تحقيق واسع لمعرفة المتسبب في تحرك القطار وسط ظروف مناخية غير مواتية".
المصدر: العربي الجديد - الرياض - خالد الشايع
↧