آلاء محمد
على الرغم من وصولها إلى بر الأمان مع اطفالها، ما زالت السيدة الحلبية "أم محمد" تذرف الدموع غزيرة في كل مرة كانت تتحدث فيها عن زوجها الذي قتل على يد قوات النظام السوري بدم بارد وعلى مرأى منها ومن أطفالها، الذين ما زالوا يعاني الطفل الاكبر منهم من مشاكل نفسية سببها ذلك المشهد المروع.
تقول "أم محمد": "الحادثة وقعت قبل عامين عندما تسللت وحدات من جيش النظام وحزب الله إلى بلدة رتيان بريف حلب الشمالي، حيث قام عناصر باقتحام المنازل عند الفجر وذبحوا عائلات بأكملها واعتقلوا العديد من الشبان من منازلهم وقاموا بتصفيتهم على الفور، لقد كنت أمسك أطفالي فيما زوجي يعد البندقية ويحشوها بالرصاص لاستخدامها في حال اقتحام النظام لمنزلنا".
وأضافت أنه "عند اقتحام النظام لمنزلنا، أطلق زوجها الرصاص وقتل اثنين من عناصر النظام فقام عناصر النظام بإطلاق الرصاص على قدميه فسقط أرضاً وقاموا باعتقالنا جميعاً وأخرجونا إلى الخارج، حيث أمسك أحد عناصر النظام برأسي وأجبرني على النظر إلى زوجي الذي كان يصرخ ودموعه تنهمر قبل أن يطلق احدهم الرصاص على رأسه ويرديه قتيلاً، لافتة أنها لم تصدق الامر بداية من هول الموقف أما أطفالها فقد كانوا يبكون (لا إرادياً) باستثناء ابنها الأكبر ابن السابعة الذي كان يعي تماماً ما يحصل".
وذكرت أنه "بعد قتل زوجها قام عناصر النظام بوضع "طماش" على عينيها وعيني أطفالها، وبدأوا يمارسون عليها الضغط النفسي والرعب حيث يقوم أحد العناصر بتذخير البندقية وفوهتها موضوعة على رأسها فيما بنادق أخرى موجهة إلى رأس أطفالها، لينادي على سيده ويساله قتلها، ليرد عليه الضابط المسؤول قائلاً له: (اقتلها) وعندما يهم بقتلها ينادي الضابط من جديد (توقف)، لافتة إلى أن الأمر هذا تكرر عدة مرات قبل أن أسمع صوت إطلاق نار بعيد بدأ يقترب شيئاً فشيئاً قبل أن يُزاح الطماش من على عيني ويأمرني الضابط بالمضي بعيداً مع اطفالي، وأدركت أن فصائل الثوار بدأوا اشتباكاً معهم لطردهم".
ولم تجرؤ أم محمد على العودة إلى منزلها بعد حادثة قتل زوجها في ذلك يوم، حيث توجهت إلى الجهة الشمالية من البلدة حيث يقيم أحد أقاربها ومكثت لديهم ثلاثة أيام، قبل أن تعود بعد طرد عناصر النظام من البلدة، حيث وضبت أمتعتها وأمتعة اطفالها وغادرت البلدة قاصدة تركيا، فلم تعد قادرة على أن تعيش في بلاد مهددة على مدار الساعة من قبل عدة اطراف بما في ذلم عناصر الثوار أنفسهم.
ووصلت "أم محمد" إلى الأراضي التركية بعد رحلة ملؤها العناء واستمرت ليومين على الحدود الفاصلة بين سوريا وتركيا هرباً من حرس الحدود التركي الذي كان يعتقل أي شخص يدخل الحدود بطريقة غير شرعية، حيث استقر بها المطاف في مدينة غازي عنتاب التركية، لتبدأ البحث عن عمل ومنزل ياويها وأطفالها، لتتعرف على أحد الاشخاص الذي وضب لها مكاناً في إحدى الجمعيات الخاصة بالأرامل في عنتاب.
تقول "أم محمد": على الرغم من وصولي لبر الأمان، إلا أن طفلي "محمد" ما زال يستيقظ ليلاً ويصرخ بملئ صوته "لا تقتلوني" وحتى الآن لم نجد حلاً لمشكلته على الرغم من عرضه على عدة اطباء نفسيين.
خاص موقع سوريتي والموقع يرحب بنشر مقالاتكم او قصصكم او مشاكلكم او همومكم فقد أنشأناه منكم واليكم
↧