ظهرت أولى مؤشرات التحوّل الأميركي حيال القضية السورية، من خلال تصريحات لوزير الخارجية الأميركي الجديد، ريكس تيلرسون، هدد فيها روسيا، حليفة نظام بشار الأسد الأبرز، بأن "بلاده لن تتعاون عسكرياً معها، قبل أن تتوقف موسكو عن وصف كل معارضي النظام السوري بالإرهابيين".
وأشارت صحيفة "العربي الجديد" إلى أن مصادر في المعارضة السورية اعتبرت هذه التصريحات "مؤشراً إيجابياً على تغيّر في السياسة الأميركية لصالح الشعب السوري".
وبدأت المعارضة باستكشاف موقف الإدارة الأميركية الجديدة من القضية السورية، قبيل أيام من جولة رابعة من مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، من المتوقع أن تتناول القضايا الأكثر أهمية في المسار التفاوضي بين المعارضة والنظام، وفي مقدمتها الانتقال السياسي، والانتخابات، ومسألة الدستور.
وصدرت العديد من المؤشرات التي تؤكد أن الإدارة الأميركية الجديدة على وشك "نسف" استراتيجية المهادنة التي اتبعتها إدارة الرئيس باراك أوباما مع الروس والإيرانيين في سورية على مدى سنوات، والتي مكنتهم من السطو المسلّح عليها.
وأضافت الصحيفة أن السوريين كانوا يتوقعون أن تقف إدارة أوباما مع مطالبهم السلمية بالتغيير الديمقراطي، ولكن هذه الإدارة اكتفت بدور المتفرج على التراجيديا السورية، ما أدى إلى إطالة أمد الصراع، ودخول روسيا وإيران كلاعبين معطلين لأي حل سياسي يستبعد بشار الأسد، وأركان حكمه من السلطة.
وردّد معارضون سوريون أن "إدارة الرئيس السابق أوباما خدعتهم، ولم تحاول الدفع بشكل جدي باتجاه إيجاد تسوية، بل تركت سورية تأكل نفسها، ولم تعترض على تدخل إيراني، ومن بعده روسي مباشر، جنّب النظام السقوط، وعرّض البلاد للتشظي والتقسيم."
في المقابل، كشفت صحيفة ناشيونال إنتيرست، في وقت سابقٍ أن كل الإشارات القادمة من البيت الأبيض تؤكد أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أوكل مهمة طرد إيران وحزب الله من سوريا إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين. مشيرة ً إلى أن ترامب سيعطي فرصة للروس من أجل التوصل إلى حل واتفاق نهائي، على أن يشمل القضاء على تنظيم الدولة وتمكين أكراد سوريا.
المشكلة الكبرى التي يبدو أنها ستواجه بوتين، بحسب الصحيفة الأمريكية، هي مشكلة إعمار سوريا وجمع الأموال اللازمة لإعادة إعمار البلاد التي أكلتها الحرب الأهلية منذ ست سنوات، حيث تُقدر قيمة الأموال اللازمة لإعادة إعمار سوريا بنحو تريليون دولار، فضلاً عن أن الحرب السورية كلفت الخزينة الروسية قرابة 3 ملايين دولار منذ عام 2015.
حتى الدول الخليجية التي يمكن الاستفادة منها في إعادة إعمار سوريا، فإنها لن تقبل بالمشاركة في هذا المشروع دون أن يتم الإطاحة بنظار بشار الأسد، في حين أن إيران المتداعية اقتصادياً لن تكون قادرة على الإسهام في إعادة الإعمار، خاصة أن طهران تستعد على ما يبدو لمواجهة عقوبات جديدة قد تفرضها واشنطن عليها.
↧