Quantcast
Channel: souriyati2 –سوريتي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

شام : قصة قصيرة

$
0
0
قصة بقلم الطفلة خديجه الشيخ عثمان   شـــام نعم ...إسمي شآم فتاة بدأت قصتها حين كان عمرها 6 سنوات ... حيث استيقظت باكرا ...وكلّي أملٌ أن يكون صباحا أسمع فيه زقزقة العصافير مع إشراقة الشمس وعبير تنشره الورود من حولي ، أن أسمع همس والدتي  ويدا حنونة من أبي يمسح بها رأسي ليعلمني بدخول يوم جديد ....   ولكن ... كان صباحا مختلفا صباح صراخ وعويل صباح سمعت فيه نحيب والدتي و رأيت دموع اخوتي.... ما الذي حدث ؟؟؟ أخبروني .... الجميع يبكي... زفرات أمي مع كلمات مازالت تتردد في أذني تقول : رحمك الله يا أبا عبد الله الحمد لله على قدر الله ، قدر الله و ما شاء فعل... رويدك مهلا امي من ؟؟؟ من فارقنا يا أمي ليقول لي اخي عبدالله : مات والدنا يا شام مات حبيبنا .... . صاعقة كانت تلك الكلمات والدي الحبيب أصابته شظية "هاون" غادرة بدأت ابكي وتتساقط دموعي والدي.... اين ذهبت وتركتني أين يدك الحانية تمسح بها جبيني كل صباح اين دعوتك لي ( رضي الله عنك ياشام قومي وانهضي ) كيف انساك ! كيف سأعيش بدونك . . حينها بدأت مسيرة حياة قاسية قاسية على امي... فلم تذق طعم النوم وهي تفكر كيف ستعيلنا وكيف ستنفق علينا من مال وطعام وكساء كانت تبكي وأسمعها تهمس دوما : رحمك الله تركتنا وذهبت ارجع فنحن بحاجتك....ثم تنهمر الدموع جلست افكر ...ماذا افعل وانا ابنة 8 سنوات فقررت انا واخوتي ان نعمل سوياً ونساعد والدتي. وبدأ عبد الله _وكان عمره 16 سنة _ ببيع الطعام الذي كانت تصنعه امي. اما نور... فكانت تبلغ ال14 عاما كانت تساعد والدتي في الخياطة . أما جود ذات ال10 سنوات كانت تمسح زجاج سيارات المارة. انا.... 8 سنوات من سيقبل بي كعاملة...لا أحد فاشتريت علبة من الحلوى وبدأت أقف عند إشارة المرور وفي الاسواق والطرقات ... بدأت أحوالنا تتحسن ولكن فصل الشتاء مختلف ....كيف سأقف...كيف سأبيع....من أين نأتي بالوقود فبيتنا شديد البرودة .. كل هذه الأسئلة عجزت عن الاجابة عليها ... وليت الأمر وقف هنا... كنا دائما نسمع صوت القذائف والقنابل فنختبأ و يرتعب أخي الصغير فأضمه لصدري....والخوف في وجهي .. ذات يوم ...اشتد القصف فضربت منزلنا قذيفة كادت تودي بحياتنا فنزلنا مسرعين إلى الملجئ..... وفي تلك الأثناء تعرفت والدتي على ام ايمن ...صديقة جديدة تؤنسها وتواسيها...دامت صداقتهما... وكانت ام ايمن تبادل جراحها مع والدتي التي كانت قصتها مشابهة لقصتنا فقد توفي زوجها في بداية الاحداث... وكانت لديها 3 شباب ، وفتاة يبلغ عمرها 18 سنة قامت بتزويجها وسافرت مع زوجها إلى بلده ، اما اولادها فـ شاب في ال20 من العمر استشهد تعذيبا في المعتقلات... واثنان اخذهم الجيش عنوة فلا تعرف مكانهم ولا مصيرهم ... بقيت أم أيمن وحيدة تعمل بخياطة الملابس ....... ذات يوم ذهبت الى اخي عبد الله وقلت له لماذ لا استطيع القراءة والكتابة مثلكم ... أريد ان اتعلم ... فوعدني أن يعلمني القراءة والكتابة كل يوم حتى اصبح افضل منهم ، وذهب الى خزانته ، واخرج منها كتبا كثيرة ، وقال لي : خذي هذه جميعا ملكك سوف اعلمك من هذه الكتب . واصبح كل يوم يعلمني حرفا حتى اتقنت جميع الحروف، ومن ثم بدأت بتركيب الأحرف لتصبح كلمة وكنت مسرورة جدا بذلك ، ثم بدأت بجمع الكلمات لتصبح جُملا ، ثم ازدادت شهيتي للقراءة فبدأت أقرأ من الكتب والمجلات حتى اتقنت القراءة والكتابة ، ومن ثم بدأت اتعلم الارقام والحساب والضرب والقسمة وزداد تعطشي وحبي للعلم والتعلم. فحين اقابل الجيران اسألهم اذا كان لديهم كتب كي استعيرها ، كنت اقرأ كل يوم حتى وانا اعمل... كانت امي سعيدة مني جدا وكنت انا ذاك حتى صار عمري 11 سنة جاءت صديقة والدتي ام ايمن وبدأت والدتي تشكي لها العبء والهم الذي تتحمله ،فاقترحت ام ايمن الهجرة من المدينة اللتي نحن بها عبر البحر ... فكرت والدتي كثيرا ووجدت انه الحل الوحيد للنجاة من الموت جوعا أو قصفا فوافقت والدتي وعرضت الفكرة علينا معظمنا رفض بلدي وطني ،هنا ولدنا ، هنا ترعرعنا ، هنا سالت دمانا وفقدنا أحبابنا ... هنا ذكريات والدي التي بقيت تلامسنا طيلة هذه السنوات ... لكنها رغبة أمي ...لم نستطع مواجهتها فهي التي أوصانا بطاعتها الله ورسوله وهي أدرى و أخبر منا بأمور الحياة ومشاقها ومتاعبها ونعلم أن الألم والحزن يعتصر قلبها أكثر منا ولكنها لم تظهر ذلك لنا ... بدأت والدتي بحزم الحقائب وباعت ممتلكات بيتنا نعم ...بعنا ذكرياتنا لنجمع المال ونقدمه ثمنا لسفر تحفه المخاطر والمخاوف ... جمعنا المال المطلوب و اخبرتنا أم أيمن بميعاد الرحيل بدأت رحلتنا الى شمال البلاد ، عانينا من مشقة السفر وتعب الطريق لكن  وفي النهاية وصلنا الى تركيا، ومن تركيا قررنا الذهاب الى المانيا فاتفقنا مع شخص يعمل في تهريب اللاجئين مقابل مبلغ مالي هائل ، عبر البلم (مركب مطاطي يعمل بمحرك). وصلنا الى المكان الذي سننطلق منه وجهزنا انفسنا فكان هناك اكثر من مركب وعدد الناس كبير. فقلنا لصاحب المركب الن ننطلق بعد فأجابنا انه ما زال هناك الكثير من الناس لم تأتي بعد قال له اخي ان عدد الناس كبير جدا ولن يتحمل المركب هذا العدد كله فقال له : لا داعي للخوف ابدا. صعدنا الى المركب وكنا نرتجف من الخوف ولم نكن نشعر بالامان ، انطلق المركب وبينما نحن في وسط البحر تعطل المحرك.... وبدأ الماء يتسرب للمركب ، وبدأ صراخ الأطفال والنساء فرمى صاحب المركب ستر النجاة قائلا : كل واحد ينجو بنفسه.... ألبستني أمي السترة وألبست إخوتي.... ولكن أين سترتك يا أمي ؟؟! نظرَت إلي نظرة فيها رأفة ممزوجة مع ابتسامة قائلة ( لاتخافي ياشام) نظرتُ إلى عبد الله أخي ، إلى نور إلى أمي ..... لم أكن أدري أنها نظرات وداع .... لم أكن أدري أنها لحظات الفراق.... نعم غرق المركب ومات إخوتي وضحت أمي بروحها لأعيش وأكتب لكم من أرض اللجوء قصة شام بقلم خديجة محمد انس الشيخ عثمان

Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

Trending Articles