منذ أن كشف المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن، برامج تجسس للسلطات الأميركيّة ضدّ أهداف عالميّة، بالتعاون مع حكومات أوروبيّة وشركات اتّصال عام 2013، تقلّصت ثقة المستخدمين حول العالم بالحكومات بشكلٍ كبير، لتبدو مسلسلات الإثارة والجريمة أقرب إلى الواقع من الخيال، خصوصاً لجهة ما تحدّثت عنه من برامج تجسس وعمليّات عسكريّة غير مُعلنة حول العالم.
كشف "ويكيليكس" في آذار/مارس الحالي ينصبّ في نفس الإطار أيضاً. فتُعدّ تسريبات "vault 7" مفصليّة لجهة كشفها تفاصيل دقيقة حول طريقة عمل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، في مجال مكافحة القرصنة الإلكترونية.
وحدّدت الوثائق كيفية سيطرة الوكالة على الهواتف المحمولة وأنظمة تشغيل الحواسيب، وحتى التلفزيونات الذكية للتجسس على أهداف معينة. بالإضافة إلى "الأسلحة الإلكترونية" للوكالة، والتي تستهدف الأجهزة والحواسيب العاملة بنظام "ويندوز" و"أندرويد" و"آي أو إس" و"أو إس إكس" و"لينكس"، والتلفزيونات الذكية غيرها.
وأشارت تسريبات "ويكيليكس"، إلى أنّ وكالة الاستخبارات تمكّنت من تجاوز التشفير في الهواتف ورسائل التطبيقات الشعبية مثل "سيغنال" و"واتساب" و"تيليغرام". وبإمكان عناصر الاستخبارات اختراق أجهزة "أندرويد" وجمع مقاطع صوتية ورسائل قبل لحظة التشفير.
بين 2013 و2017 ظلّت المخاوف حول الخصوصيّة وإمكانيّة تعقّب الأشخاص أينما كانوا والاستماع إليهم، مستمرّة، لكنّ الخطوات حولها لم تكن بالقدر المطلوب. وفي ظلّ عدم اتّخاذ إجراءات رادعة لمثل هكذا تجسس وخرقٍ للخصوصيّة، فعلى المستخدمين حماية أنفسهم بأنفسهم.
وبالطبع، فإنّ عدم وجود تاريخ إلكترونيّ يمنع احتمال التجسس الإلكترونيّ على الأشخاص. وعلى المستخدمين أن يعوا أنّ استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية يُعرّضهم لذلك الخطر في أي وقت، وأن يستخدموا تلك الأجهزة وهم يعرفون أن لا شيء يُمكن أن يكون سرياً على الإنترنت المفتوح.
أما للمستخدمين الذين يودّون حماية أنفسهم، فتُعدّ الطريقة الأسلم هي التحديث المتواصل للأجهزة. فبحسب موقع "وايرد" التقني، ما يُمكّن القراصنة من اختراق الأجهزة هو ضعف أنظمتها. وتدفع الشركات بتحديثات جديدة لأنظمتها بشكلٍ مستمرّ، لتضمن أمناً إلكترونياً لمستخدميها.
وقالت مجلة "فوربس" إن التطبيقات كانت محقة في أنها مشفرة ولا يمكن اختراقها، وأن السلطات فعلاً لا تستطيع فك تشفير رسائلها، لأن الجواسيس يعمدون إلى التقاط الرسالة قبل وصولها إلى مرحلة التشفير. ويعني ذلك أن المشكلة لا تكمن في التطبيقات بل في ضعف دفاعية أنظمة التشغيل، وعلى رأسها "أندرويد" وiOS، وهما النظامان اللذان يشغّلان أغلب الأجهزة في العالم.
لذا، تُعتبر التحديثات خطوةً أساسيّة لحماية الأجهزة من القرصنة والتجسس.
للأجهزة العاملة على "آي أو إس"، تحثّ الشركة على التحديث الدائم والذي يمنع أي خرق إلكتروني. وللتأكد من أنّ الجهاز مُحدّث، يُمكن الدخول إلى الإعدادات Settings ثم General وبعدها Software Update. في حال ظهرت إشارة لتحديث جديد، يمكن الضغط على التنزيل.
يواجه مستخدمو "أندرويد" مشكلةً في التحديث، تكمن في أنّ الأجهزة التي لا تبيعها "غوغل" مباشرةً تنتظر وقتاً طويلاً قبل وصول التحديث لها. لكن يُمكن للمستخدمين التأكد من ذلك باستمرار عبر الدخول إلى الإعدادات Settings ثم عن الهاتف About Phone، وبعدها System Updates.
أما أجهزة "ويندوز"، فهي مبرمجة تلقائياً لتقوم بالتحديث فوراً. وفي حال أراد المستخدم التأكّد من أنّ جهازه محدّث، فعليه الدخول إلى Start وبعدها الإعدادات ثم التحديث والأمن Update & security وبعدها تحديث ويندوز Windows Update والبحث عن التحديثات Check for Updates.
ولتحديث التلفزيونات الذكية، توفّر الشركات عادةً تحديثاً تلقائياً. ولكن يُمكن التأكد منها أيضاً. لتلفزيونات LG، الدخول إلى القائم ثم الإعدادات، ثم "عن" About وبعدها خانة التحديثات. أما تلفزيونات "سامسونغ"، فعبر الدخول إلى القائمة، ثم الدعم Support وبعدها تحديث النظام.
ولتلفزيونات "سوني"، يمكن الضغط على زرّ "هوم" ثم المساعدة وبعدها تحديث النظام.
المصدر: العربي الجديد
↧