كشف تقرير "للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات" عن بعض خفايا وتبعات قتال ميليشيا حزب الله اللبنانية في سوريا، إلى جانب قوات النظام السوري، تنفيذا لأوامر المرشد الإيراني، حيث يشير التقرير أي إلى أن الانضباط والروح المعنوية لدى مسلحي حزب الله على الجبهات في سوريا باتت شبه معدومة.
وحمل التقرير عنوان "اللغز السوري لحزب الله"، وأعدته المنظمة الدولية استناداً على مقابلات مع مصادر داخل حزب الله، وأخرى مقرّبة من هذه الميليشيات المرتبطة بالنظام في إيران.
وأبرز ما تضمنه التقرير، المعاناة التي تواجه حزب الله، في ظل الخطاب الطائفي التحريضي الذي كشف عن الهوية الحقيقية لهذه الميليشيات، بالإضافة إلى مشكلات الانضباط في صفوف مقاتليه.
حزب الله في سوريا بأوامر خامنئي
ويؤكد التقرير أن الحزب أرسل مسلحيه إلى سوريا عام 2013 لينقذ نفسه بالدرجة الأولى، وتلبية لأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي الساعي إلى تمدد إيران في المنطقة عبر ميليشيات طائفية، مشيراً إلى أنه في حال انهار نظام بشار الأسد أو هزم أمام المعارضة السورية، لواجهت ميليشيات حزب الله خلفاً معادياً في دمشق، وخسرت طريق السلاح الأساسية لها من إيران، وفق شبكة "سكاي نيوز".
سقوط القناع الطائفي للحزب
ويضيف التقرير أن هدف حزب الله الأساسي المتمثل بالحفاظ على النظام السوري قد تحقَق، لكنه يتخبط في الحرب التي لم تنته حتى اليوم، مشدداً على أن اللهجة الطائفية التي يستخدمها حزب الله، خلال الحرب في سوريا، سببت ضرراً كبيراً لسمعته محلياً وإقليمياً.
وأردف التقرير أن قناع الحزب الطائفي الذي كان يحاول الحفاظ عليه طيلة السنوات الماضية التي سبقت الحرب السورية قد "سقط"، فكان يدّعي أنه قوة لبنانية مهمتها تنحصر بمقاومة إسرائيل.
تقلص شعبية حزب الله
كذلك يشير التقرير إلى تقلص شعبية حزب الله، التي بنيتْ سابقاً إثر مواجهته إسرائيل، وأصبح ميليشيات طائفية شيعية، وفي بعضِ مناطق سوريا، يراه الناس قوة غريبة محتلة لأرضهم.
الانضباط والروح المعنوية لدى مسلحي الحزب الله في سوريا شبه معدومة
من جهة أخرى، قال تقرير منظمة "المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات"، إن الانضباط والروح المعنوية لدى مسلحي حزب الله على الجبهات في سوريا باتت شبه معدومة، وينقل عن مقاتل سابق في الميليشيات الطائفية، شارك في معارك ضد إسرائيل، أن "المقاتلين في سوريا أقل التزاما وأقل انضباطاً".
بيئة حزب الله
وفي لبنان، تؤكد الشهادات، التي ارتكز عليها التقرير، ارتفاع الغضب تجاه ميليشيات حزب الله، لاسيما داخل البيئة التي كانت تعد لسنوات حاضنة وداعمة للحزب، كما أن مراقبين يحذرون من انعكاس الأجواء الطائفية المشحونة داخل الحزب على الداخل اللبناني.
فمحيط حزب الله في لبنان، لم يعد قادراً على إخفاء الإحباط وخيبة الأملِ اللذينِ يشعر بهما باستمرار، مع سقوط مقاتليه في أرض سوريا، والعائلات المناصرة لميليشياته لم تعد تخفي بعد الآن حسرتها وضيقها، إثر الزجِ بأبنائها في نزاعٍ لم يختاروه.
يشار أن ميليشيا حزب الله، شاركت القتال إلى جانب قوات الأسد في نهاية 2012، وارتكبت الميليشيا اللبنانية عدة مجازر في مدن وبلدات سورية، وعملت على تهجير أهالي مناطق حدودية مع لبنان بشكل قسري، في حين تبلغ خسائر البشرية منذ تدخله في سوريا نحو 1000 قتيل إلى جانب آلاف الجرحى.
أورينت نت
↧