فقدت دمشق يوم الأربعاء ثلة من المحامين جراء التفجيرات التي استهدفت القصر العدلي القديم في منطقة الحميدية بالتزامن مع الذكرى السادسة للثورة السورية والتي كان للمحامين دور بارز مع انطلاقتها من خلال اعتصامهم أمام المحاكم تنديداً بالاعتقالات التعسفية بحق المتظاهرين.
الفصائل تدين تفجيرات القصر العدلي
وارتفعت حصيلة ضحايا تفجيرات أمس في القصر العدلي إلى 38 بينهم 14 محامياً، وأدانت فصائل الجيش السوري الحر وحركة أحرار الشام وجيش الإسلام هذه التفجيرات معتبرة أن النظام وراء تنفيذها فهو المستفيد الوحيد منها، كما نفت هيئة "تحرير الشام" أن يكون لها أي صلة بهذه التفجيرات.
وقال بيان حركة أحرار الشام إن "هذه التفجيرات تأتي بالتزامن مع احتفالات الشعب بمرور ست سنوات على الثورة المباركة وأن النظام يهدف لتشويه صورة الثورة والثوار واستعطاف المجتمع الدولي"، موضحة أن "العمليات العسكرية التي ينفذها مقاتلو المعارضة تستهدف تجمعات النظام الأمنية وثكناته العسكرية بينما يتهم معارضيه بتنفيذ تلك التفجيرات التي تستهدف المدنيين والأبرياء من الشعب".
تورط النظام بالتفجيرات
وأكد المحامي أنور البني لـ "أورينت نت" أن هناك مؤشرات تدل على تورط النظام في تفجيرات الحميدية أمس الأربعاء، فخلال الأسبوعين الماضيين قام النظام بنقل جميع البيانات والملفات من القصر العدلي في الحميدية إلى منطقة المزة بشكل سريع وغير متوقع ما آثار ريبة العديد من المحامي وقتها حول سبب هذا النقل السريع، مضيفاً أن "الملفات تم رميها على الأرض في القصر العدلي الجديد لعدم جاهزية المكان، فالنظام كان يريد فقط أن ينقل الإضبارات بأسرع وقت ممكن".
وأشار البني إلى أن نظام الأسد المستفيد الوحيد من التفجيرات على اعتباره الراعي الأول للإرهاب في المنطقة، ويريد أن يظهر أمام المجتمع الدولي بمظهر الدولة التي تحارب التطرف الإرهابي، فكيف يدخل شخص يحمل متفجرات إلى القصر العدلي وهناك عشرات الحواجز المنتشرة حول المكان.
النظام.. واعتقال 80 محامياً
واعتقل نظام الأسد منذ انطلاقة الثورة عشرات المحامين جراء مطالبتهم بإيقاف الاعتقالات التعسفية التي تقوم بها ميليشيات الشبيحة بحق مئات المتظاهرين من مختلف المناطق السورية وبسبب ممارستهم السلمية لحرية التعبير والتجمع.
https://www.youtube.com/watch?v=zXnX9lOqtzM
وكان عشرات المحامين قاموا بتاريخ 25/7/2011 بالاعتصام في القصر العدلي في دمشق للمطالبة بالإفراج عن المحامين المعتقلين ومعتقلي الرأي وتعرضوا للضرب والإهانة من قبل عناصر النظام.
وفي 22 آب من عام 2011 نظمت مجموعة من المحامين اعتصاما أمام محكمة العدل في مدينة الرقة واعتقل النظام 19 محامياً. ونظم محامون في 23 من العام نفسه اعتصامات في عدة مدن كبرى أمام محاكم العدل وفروع نقابة المحامين لشجب الاعتقالات التعسفية والإساءات التي نفذها عناصر الأجهزة الأمنية ضد المحامين، ولانتقاد نقص استقلالية نقابة المحامين السوريين.
دور مشرف للمحامين
وأشار أنور البني إلى أن هذا التفجير جاءت بالتزامن مع انطلاق الثورة السورية والتي كان للمحامين دور مشرف فيها من خلال اعترضهم على انتهاكات نظام الأسد بحق المعتقلين، وتنفيذهم سلسلة اعتصامات في القصر العدلي للمطالبة بكف أيدي الأجهزة الأمنية وعدم إجراء اعتقالات تعسفية.
يذكر أنه خلال الأشهر الثلاث الأولى من انطلاقة الثورة تعرض أكثر من 80 محاميا لاعتقالات تعسفية بسبب ممارستهم السلمية لحرية التعبير وحرية التجمع.
أورينت نت
↧