الشيخ
حاز نص البارحة على قبول القراء، وحض البعض من متابعي الداخل على وضع لايك دون الخوف من المسائلة القانونية وبعض متابعي "الهسي" خرجوا مشكورين عن صمتهم وأكدوا لي إني "ما شي حالي وبيجي مني....."
الحمد لله هادا كلو بفضل رضا الأم ودعا الوالدين...
في المساء... الأنا المتمرد الشرير القابع في داخلي وبعد أول قدح كونياك احتفالاً بنجاح النص وحصوله على عدد لا يستهان به من الأصابع الزرقاء المرفوعة قرر أن يقلب الطاولة:
- بكرا بتنزل نص يبزقوا عليك بعده... يا بتسب أبونا باولو وجماعة الائتلاف ليمسحوا الثورجية فيك الأراضي، يا بتقدح لك كم كفرية مرتبين تهز فيهم بدن الشباب المؤمن وبتحكي عن المقدسات وبتتجاوز الخطوط الحمراء، وبتخليهم يترحموا على مقال طلعنا عالحرية، يا بتعلك عا النظام ليطيروا ها الكام منحبكجي اللي لسا باقيين لك أو ليحظروك ويقولوا: لأ عم يزودها كتير هادا إياد... لازم يحفظ خط الرجعة.
- المعارضات وأبونا انحل باطي وأنا عم شل عرضهم... وكفريات مو وقتها... الشباب دايرين بالبلطات بدهون يقتصوا لكرامة الذات الإلهية، والنظام أخد حقوا وزيادة يعني المواضيع كلها استنفذت وما عاد فيه شي نكتب عنه.
- إي لكان سكر ها الكومبيوتر وروح اشتغل لك شغلة تنفع الله والعباد فيها... "هكذا قال لي عقلي الباطن"،
بالفعل سكرت الوورد وفتحت اليوتيوب لشوف شي فلم للسيدة الفاضلة نبيلة عبيد... والتي اعتبرها بحق من أفضل ممثلات جيلي، -بالإذن من الست منى واصف والنجمة أمل عرفة بس عن جد بدكن سنين لتوصلوا لإبداع نبيلة عبيد... وحتى يمكن راحت عليكم-.
لمن لا يعلم فإن المجتمع الاستهلاكي يتجسس على كل حركة تقوم بها على الشبكة العنكبوتية، وذلك عن طريق ال أي بي IP حيث تعلم محركات البحث عما كنت تبحث، وتعرف اهتماماتك وتبدأ بإمطارك بالدعايات لشراء السلعة، أنا على سبيل المثال ومنذ أسبوعين اصطدم بإعلانات لشراء ماكينة خياطة، أفتح الإيميل فأجده يخبرني أي مكنة خياطة يجب أن أشتري، اليوتيوب يعرض لي أفلام عن مكنات الخياطة... وأنا ليس بيدي حيلة لكي أخبر الأي بي الخاص بي أنني والله اشتريت مكنة خياطة وحكيت قصتها عا الفيس بوك... والله لح ابلع ورق المصحف وأنا بحلف للكومبيوتر أني اشتريتها... وما في خواص "أي نتيجة".
لا حياة لمن تنادي...
تذكرت أن اليوتيوب أيام كنت في سوريا لم يكن يقترح علي سوى مشاهدة أفلام إباحية وذلك لأن الأي بي مشترك بين عشرات الجيران.... ويبدو أن الغالبية كانت .... لا تبحث عن ماكينات خياطة.
المهم أول فيلم يقترحه اليوتيوب اليوم هو رد الشيخ أسامة الرفاعي على مقال "طلعنا عالحرية"....
خير اللهم اجعله خير...
شاهدت الفيديو.... ثلث ساعة قام الشيخ فيها بتحليل مقال المجلة "بالأحرى تحريمه"،
وذكر تاريخ المشايخ منذ الستينات واعتبر أن النظام السوري أو كما سماهم: "هؤلاء الملاحدة سرقوا السلطة وسرقوا النقود وحاربونا في ديننا ودنيانا، .... عانى شعبنا من هؤلاء الملاحدة الذين حكمونا نصف القرن الماضي"
لا إله إلا الله...
أنا لن أتناول شيخنا الرفاعي إمام جامع كفرسوسة وصاحب الأيدي البيضاء بأي سوء... لأنه رجل فاضل... وله فضل في نشر الدين وهو رئيس رابطة علماء الشام... التي كانت موجودة في سوريا أيام الملاحدة، وفي فترة حكم الزنادقة كان إمام وخطيب المسجد المسمى على اسم والده المغفور له الشيخ عبد الكريم وكان يدرس في جامعه وله برنامج دروس في جامع بني أمية.... كل ذلك قبل الثورة أيام حكم نظام الملاحدة العلماني:
يتكلم الشيخ في الفيديو عن:
"هذا الكائن الكسيح الإلحاد........ في فترة حكم هؤلاء الملاحدة الزنادقة اقبل الناس على الدين... ردة فعل قوية... نحن نكاية بكم نذهب إلى المساجد..."
شيخي يفترض أن الذهاب للمسجد للتعبد الناجم عن القناعة والإيمان وليس للنكاية بالكفارالملاحدة...!
المهتم يمكنه رؤية فيديو الشيخ وكلامه عن بلادنا بلاد التدين الفطري وعن نصف قرن من حكم الملاحدة الزنادقة.
يقول ابن عساكر الدمشقي:
واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم ..
يرجى التأكيد على جملة " لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم.."
أي أن الوقيعة فيهم مسموحة بما هم منه ليسوا ببراء، ومن يوتيوباته تدينونهُ....
** **** ** *****
تذكرت نكتة سورية أو بالأحرى اثنتين،
الأولى عن شخص كان يسخر من الحماصنة وفي الحج قرر أن يتوب وأن يتوقف عن السخرية من بالحماصنة لأن هذا همز ولمز ولا يجوز...
المهم وهو يطوف حول الكعبة اقترب منه حاج حمصي وسأله:
خيو بتعرف من وين الئُبلِة...؟ "أي أتعرف أين اتجاه القبلة...؟"
نظر الرجل للسماء وقال:
يا ربي أنت شايف... هنن بيستفزوني.
الثانية كانت تتحدث عن السيد عبد الرؤوف الكسم الذي لم يشتهر بجمال طلعته، فقد رزقه الله بطفل من صلبه بالتأكيد... ولكون الطفل يشبه والده، شعرت العائلة بالحزن...
عندها قرر رئيس الوزارة منح مبلغ مليون ليرة مكافأة لأول شخص يقول له أن الطفل جميل، والمليون في الثمانينات كانت ثروة طائلة... سمع بالقصة رجل "حربوق" يحب الرزق فذهب للمهندس الكسم رئيس الوزارة يعرض خدماته.
- أنت بتعرف شو المطلوب....؟
- بعرف سيدنا...
دخل عبد الرؤوف الكسم للغرفة الأخرى وعاد يحمل اللفة التي بها الطفل الرضيع، نظر الرجل لوجه الطفل ولم يتمكن من أداء المهمة فقال:
- لك يعدمك ياه ورزقي على الله.
** **** ** *****
بناءً على ما تقدم وعلى حيثيات كلمة الشيخ أسامة حفظه الله، أجد نفسي مضطراً للقول بأن النظام "الزنديق" قام في نصف قرن ببناء 23.000 مسجد في بلد بني فيها أقل من 6000 مسجد خلال 1350 عام.... منذ الفتح الإسلامي إلى عهد النظام الملحد.
رأس النظام كان وما يزال يصلي الأعياد برفقة بعض المشايخ... وكم من صورة تجمعه بعلماء من رابطة علماء الشام على موائد الإفطار.
معاهد الأسد لتحفيظ القرآن كانت وما تزال تخرج لنا مثقفين من شاكلة الشيخ غفر الله لنا وله، النظام يمكن قول أي شيء عنه إلا وصفه بالإلحاد فهذا شرف لا يستحقه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله على ما تقدم وما تأخر من ذنبي.
إياد الغفري - ألمانيا
15 آذار 2017
↧