المحكمة الدولية الخاصة بلبنان
إفادة النائب السابق باسم السبع
وعلّق السبع على القرار 1559 وعلى لقاء البريستول والبيان الصادر عنه، وقال :»زيارة الوزير وليد المعلم إلى بيروت في الأول من شباط 2005 هدفت إلى الإيحاء بأن القيادة السورية تحاور الرئيس الحريري».
وأشار إلى «أن لقاء الرئيس الحريري والمعلم في شباط/فبراير 2005 كان آخر قناة اتصال مع القيادة السورية وكانت نتائجه باردة»، مشيراً إلى «أن باسل فليحان وغطاس خوري شاركا في لقاء البريستول باسم الرئيس رفيق الحريري».
كما عرض الادعاء في المحكمة الدولية شريط فيديو مسجلا عن زيارة الرئيس الحريري للمطران بولس مطر بتاريخ 10 شباط.وأشار إلى أن الرئيس رفيق الحريري أكد في لقائه مع المطران بولس مطر « أن لبنان لا يمكن أن يحكم ضد سوريا ولا يمكن أيضاً أن يحكم من سوريا».
وقال السبع «الرئيس الحريري قال إن ما بعد التمديد لرئيس الجمهورية غير قبل التمديد لرئيس الجمهورية، وإن لا ودائع انتخابية بعد الآن والاتفاق مع بكركي مستمر»،
مضيفاً ان الحريري «أراد أن يعلن أنه ذاهب بعكس الاتجاه الذي طلبته القيادة السورية».
وتعليقاً على الصورة التي جمعته بالرئيس الحريري قبل دقائق من اغتياله، قال «أراد مواجهة الحملة عليه بالضحكة».
ولفت إلى «أن انفجار 14 شباط 2005 وقع عندما أنهى كلامه في مجلس النواب». وقال السبع: «أنا لا أتصور أننا أمام شبح النظام السوري في قاعة المحكمة، إنما نحن أمام وقائع حقيقية حصلت قبل اغتيال الرئيس الحريري».
وأشار إلى «أن الحريري وصله في بداية عام 2000 تنبيه من أحد المسؤولين الأمنيين بأن وضعه غير سليم وأمامه خيار من ثلاثة إما الموت أو السجن أو الرحيل».
وأعلن «ان حزب الله لم يكن في واجهة الاشتباك السياسي مع الرئيس الحريري بل في دائرة الحوار معه».
وقال «تحدثنا عدة مرات أنا والرئيس الحريري عن الود المفقود بينه وبين أميل لحود وكانت له ممارسات تتناقض مع رؤية لحود».
وبحسب المتابعين لجلسات المحكمة الدولية فقد جاءت إفادة الشاهد باسم السبع مليئة بالتفاصيل الدقيقة لعلاقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالنظام السوري ورئيسه بشار الأسد، وقد تناولها بدءاً من اللقاء الأول الذي تم بين الحريري والأسد في عام 1999 بناء على طلب من الرئيس الراحل حافظ الأسد «الذي كان وضعه الصحي غير مطمئن» كما قال السبع، حيث كوّن من خلال هذا اللقاء نظرته إلى بشار إذ قال للسبع بعد خروجه من الاجتماع «الله يعين سوريا، رح يحكمها ولد».
وكشف السبع الذي رافق الرئيس الشهيد في زيارته إلى جبل قاسيون إلى حيث كان ينتظره بشار في شقة كان يستخدمها شقيقه باسل في لقاءاته، أن الحريري اتفق بعد هذا اللقاء مع بشار على عقد لقاءات أخرى، لكن هذه كانت المرة الأولى التي «لا نمرّ فيها على أي مسؤول سوري لا في رحلة الذهاب ولا في العودة».
وبعدما قدّم السبع تفاصيل عن العلاقة التي كانت قائمة بين الحريري والنظام السوري، كشف أن الأمور بدأت تتطوّر نحو الأسوأ بدءاً من عام 1999، وتحديداً بعد وصول الرئيس السابق أميل لحود إلى السلطة، حيث بدأت بإخراج الحريري من السلطة والمضايقات الكثيرة التي تعرّض لها وأعوانه.
وفي تفاصيل الاجتماعات التي عقدها الحريري مع الرئيس السوري بعد وصوله إلى السلطة عقب وفاة والده، كشف السبع أن الأسد طلب لقاء الحريري «وعادة خلال اللقاءات مع الرئيس السوري لا يشارك أي مسؤول أو مستشار لدى الحريري في هذه الاجتماعات، إلا أن الرئيس الشهيد فوجئ بوجود ثلاثة ضباط أمنيين هم رستم غزالة وغازي كنعان ومحمد مخلوف، ولم يتكلّم الأسد كثيراً خلال هذا الاجتماع بل تناوب الضباط الثلاثة عليّ».
وأضاف السبع نقلاً عن الرئيس الحريري « لقد كان العرق يتصبّب من قدمي وشعرت أنه يجب عليّ أن أقف وأغادر الاجتماع لأن الإهانة كانت كبيرة لي ولبلدي»، موضحاً أن غزالة كان الأقسى في تعنيفه حيث قال له « أنت من دون سوريا والرئيس بشار لا تساوي شيئاً. نحنا عملناك رئيس حكومة ونحنا منرجع نعملك رئيس حكومة».
وعن مرحلة التمديد للرئيس لحود، والاجتماع الشهير الذي عقده الرئيس الشهيد «على الواقف مع الأسد»، قال السبع إن الحريري فور عودته إلى بيروت توجه إلى منزل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط «وكان هناك مروان حمادة، غازي العريضي وأنا، وبدا على الحريري أنه تعبان». أضاف أنه لدى سؤال الحريري عما إذا حاول أن يفسّر للأسد رأيه في مساوئ التمديد «الأسد قال لي بالمباشر أنت هنا ليس لتعطي رأيك بل لتنفّذ أمراً. رح تروحوا على التمديد أو بكسّر بيروت على رؤوسكم».
http://www.alquds.co.uk/?p=312138
17-03-2015
↧