وفِي الأعوام الماضية بدأ تيمور (٣٥ عاما) الظهور في الحياة السياسية والأنشطة الحزبية، ورغم أن النظام اللبناني هو برلماني جمهوري فإن الوراثة السياسية تعد أمراً شائعا في البلاد.
واتخذ النائب وليد جنبلاط من الذكرى الأربعين لاغتيال والده كمال جنبلاط مناسبة لتقليد نجله الزعامة في احتفال شعبي حاشد شهدته بلدة المختارة عرين الدروز في جبل الشوف اللبناني.
وجاءت صورة نقل الزعامة مماثلة للطريقة التي قلّد بها أهل الجبل الزعيم وليد جنبلاط القيادة عندما خلعوا عليه عباءة والده كمال بعد أيام على اغتياله.
وتوافدت الحشود التي جاء معظمها من قرى درزية إلى دار جنبلاط في المختارة بالإضافة إلى حضور سياسي كبير يتقدمهم رئيس الحكومة سعد الحريري.
وخلال سنوات من الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد ظل جنبلاط لاعبا أساسيا فيها نظرا لكتلته البرلمانية التي كانت ترجح أي جهة تميل إليها.
نية وترشيح كان جنبلاط كرر مرارا نيته ترشيح تيمور للانتخابات البرلمانية المقبلة، بالإضافة إلى إفساح المجال له في الانتخابات المقبلة لرئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه وليد جنبلاط الآن.
وكان كمال جنبلاط زعيماً للحركة الوطنية اللبنانية في بدايات الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، وأحد مؤسسي الحزب التقدمي الاشتراكي، ويعد من الشخصيات اللبنانية المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية، وهو كذلك أحد زعامات الطائفة الدرزية في جبل لبنان، إضافة إلى كونه مفكراً وفيلسوفا.
واغتيل كمال جنبلاط في 16 مارس/آذار 1977، ووجهت أصابع الاتهام إلى سوريا في تنفيذ عملية الاغتيال في جبل لبنان، وهذا ما ردده وليد جنبلاط الذي صافح المسؤولين السياسيين السوريين في ما بعد، لكنه أكد أنه لن ينسى.
يشار إلى أن وليد جنبلاط ظل صديقاً لسوريا طوال سنوات الحرب الأهلية، ورفع شعار "ادفنوا موتاكم وانهضوا"، وأعاد جنبلاط اليوم ترديد هذا الشعار لأهل الجبل.
المصدر: الجزيرة نت