كانت الساعة الثانية بعد الظهر عندما تم إستهداف مشفى مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي ببراميل متفجرة تحوي غاز الكلور السام ، في هذا الوقت كان الدكتور علي الدرويش برفقة مساعده والمخدر منهمكاً بعمله في غرفة العمليات.
و رغم تسرب غاز الكلور إلى غرفة العمليات ، لم يترك الدكتور علي مريضه الذي كان مخدراً وإنما تابع عمله بالرغم من استنشاقه لغاز الكلور ، إلى أن تم إسعافه إلى إحدى المشافي وإجراء صورة صدرية تبين من خلالها إستنشاق كميرة كبيرة من غاز الكلور ليُصار إلى تحويله إلى مشافي الشمال السوري حيث نال شرف الشهادة وهو في طريقه إلى هناك.
لم يكن الدكتور علي هو أول طبيب يستشهد على ثرى ريف حماة الذي يتعرض لإجرام الأسد وحليفه الروسي ، فقد سبقه الدكتور حسن الأعرج إبن مدينة كفرزيتا أيضاً والذي وهب حياته للثورة في الوقت الذي آثر فيه غيرهم ترك سوريا البلد الأخطر في العالم والهجرة عنها إلى بلد يستطيعون فيه العيش بأمان ومزاولة عملهم دون مخاطر.
الشهيد علي أحمد الدرويش مواليد 10-4-1977 من مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي الأبن (الذكر) الوحيد لعائلته ، أب لثلاثة أطفال لم يتجاوزوا ال 10 أعوام . كما أنه المعيل الوحيد لأخته وأطفالها بعد إستشهاد زوجها.
تخرج من جامعة حلب وإختص في الجراحة العظمية في مشفى حماة الوطني حيث عمل في عدة مشافي منها مشفى كفرزيتا التخصصي ومشفى الوسام ، ومع بداية الثورة عمل في عدة مشافي منها مشفى معرة مصرين ، مع بداية التدخل الروسي في سوريا في أواخر عام 2015م وإستشعاره لضغط العمل في مشافي ريف حماة الذي يتعرض للقصف المستمر وإشتعال الجبهات ومنها كفرنبودة ومورك إنتقل للعمل في مشافي كفرزيتا ومنها مشفى المغارة تطوعاً وفقاً للناشط شحود الجدوع.
كان يوم إستشهاد الدكتور علي مؤلماً لأبناء ريف حماة وخاصة من عرفه من المرضى ومنهم الشيخ أحمد الذي كتب على صفحته على الفيس بوك:"لا أعرفه أبداً, لكنه أنقذ حياتي في يوم من الأيام أثناء إصابتي بالطيران الحربي، وهاهو اليوم إنتقل إلى جوار ربه, اللهم إنه أصبح ضيفاً عندك يا كريم أكرم ضيافته يا رب العالمين".
رحل الدكتور علي الدرويش ليزداد الوضع الطبي في ريف حماة سوءً خاصة بعد خروج عدد من مشافي ريف حماة الشمالي عن الخدمة بسبب استهداف الطيران السوري والروسي لها.
↧