الحرب "الأهلية" في سوريا ليس لها نظير ولا يوجد لها حل، وهي على الأغلب سوف لن تنتهي مطلقاً. تلك كانت خلاصة التحليل الدراماتيكي للصحفي ماكس فيشر في صحيفة نيويورك تايمز.
أظهرت دراسة أكاديمية أن النزاعات المماثلة لنمط الحرب "الأهلية" في سوريا تدوم لـ 10 أعوام كحد وسطي . أي أن السوريين لم يتجاوزوا بعد منتصف ألمهم.
إلا أن هناك عدداً من العوامل المعينة التي من شأنها أن تساهم في ديمومة النزاعات وهي جمعيها حاضرة في سوريا، حيث ترى الأستاذة والخبيرة في الحروب الأهلية في جامعة سان دييغو في كاليفورنيا "أنها قضية شائكة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً".
وبناءً على ذلك فإنه من المحتمل أن هذا الصراع سوف لن ينتهي أبداً. وقد تمكنت منظمة الأمم المتحدة منذ عام 1945 من وضع نهاية لثلثي الحروب الأهلية التي كانت قد تورط فيها طرفان متحاربان، ولكن عندما يكون هناك أكثر من طرف متورط كما هو الحال في سوريا فتنخفض نسبة النجاح في إنهائها لأقل من الربع.
ثلاثة أسباب تجعلنا نعتبر المعركة الحاصلة في سوريا معركة ميؤوس منها:
1. من المعتاد أن تتوقف الحروب الأهلية بسبب نفاذ الذخائر والمقاتلين، ولكن بالنظر إلى كافة المجموعات المقاتلة في سوريا المدعومة من قبل قوى خارجية أجنبية (الولايات المتحدة، روسيا، السعودية، إيران و الآن تركيا )، نرى أن بوسع المقاتلين الاعتماد على قوى جديدة والتسلح على الدوام، ولذلك فإن العوامل التي تساهم في تبطيئ هذا الصراع مع مرور الوقت، نجدها غائبة هنا.
الدعم الأجنبي لا يستبعد فحسب الآليات التي من شأنها أن تؤدي إلى السلام، وإنما إضافةً إلى ذلك يقوم بإدخال آليات ذاتية الدعم تسهم في تفاقم النزاع أكثر فأكثر.
2. قتل المدنيين الأبرياء هو المكون الرئيسي لاستراتيجية اختلاف الأطراف المتنافسة. الدعم الشعبي يمكن أن يقود إلى الإنتصار في الحروب الأهلية المألوفة البعيدة عن التدخل الأجنبي، ولكن تلك القوى الأجنبية هي من تحدث فارقاً في سوريا. فأولئك الأجانب لا يشاطرون المدنيين مشاعرهم وليس لديهم أي دافع لإظهار طيبة قلبهم. هنا دعم السكان المدنيين لم يعد له لزوم، ويؤخذ فقط من أجل تحقيق أهداف محسوبة ودقيقة.
3. بات من المستحيل اليوم أن يكون هناك نصر أو هزيمة لكافة الأطراف المتحاربة في هذه القضية، طالما أنه لا توجد قوة متورطة تستطيع التنازل والاعتراف بانتصارات الخصم. في حين أن الطرف الخاسر سيكون مستهدف بكل وحشية لذلك فإن هذا لن يتسبب إلا في اضطراب التوازن على المستوى الإقليمي. ففي حال انتصار طرف على آخر من الممكن أن يتبع المنتصر سياسة الإبادة الجماعية للطرف المهزوم. لهذا السبب يكون من الضروري تفادي تحت أي ظرف أن يحظى الطرف الآخر بالانتصار. فضلاً عن ذلك، ان فقدان سوريا باعتبارها القاعدة الاستراتيجية سيكون له تبعات عكسية كبيرة على العديد من الأنظمة كإيران و السعودية العربية على سبيل المثال
فعلياً، الحرب "الأهلية" في سوريا خلفت أكثر من 400.000 قتيل. وأكثر من 4 مليون سوري فار من بلده، ويجب التنويه إلى أن هذه الأرقام غير رسمية لأنه لم يتمكن أي طرف من توثيقها.
اكسبرس بيزنس: ترجمة ياسمين دمشقي- السوري الجديد
↧