Quantcast
Channel: souriyati2 –سوريتي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

صحافة الدرون.. النقاش يحتدم وقافلة التكنولوجيا سائرة

$
0
0

إقرار إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، أوائل الأسبوع الحالي، قواعد قانونية جديدة ناظمة لعمليات جمع الأخبار بواسطة طائرات بلا طيار (درون)، أحيا النقاش في الأوسط الإعلامية والصحافية حول “صحافة الدرون” ومستقبلها، خصوصاً بعدما كانت في السنوات السابقة محاطة بالقيود وبالغموض الذي كان يكتنف معايير وشروط استخدام هذه التكنولوجيا في مجال التغطية الصحافية. ففي تقرير نشره موقع مجلة “فوربس” مؤخراً، تبيّن أن القواعد الجديدة التي أطلقتها إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية حول عمل الطائرات بلا طيار داخل الولايات المتحدة دخلت حيّز التنفيذ بدءاً من 29 آب/أغسطس الماضي، مشيرة إلى أن مجموعة من الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام خضعت طوال فترة الصيف لدورات تدريب مكثفة حول كيفية استخدام هذه التكنولوجيا في مجال جمع الأخبار وتغطية بعض الأحداث، وذلك في خطوة تساعدهم في مواكبة الفرص التي تتيحها تقنية الدرون، خصوصاً في تغطية الأحداث المتعلقة بالكوارث البيئية، كالفيضانات وحرائق الغابات والتي يمكن لتغطيتها بواسطة الدرون أن تكون أدق وأشمل. وفي حين يتوقع أن تتيح “صحافة الدرون” الكثير من الفرص في مجال التصوير الصحافي والعمل الاستقصائي بما فيها رسم الخرائط وتغطية الأحداث البيئية، فإن استخدام الطائرات بلا طيار من أجل جمع المعلومات والأخبار في مجال الصحافة ما زال أمراً حديثاً تحيطه إشكاليات عديدة، تقوم بدراستها ونقاشها واختبار مدى تأثيرها برامج الصحافة الجامعية، والتي يعدّ “مختبر صحافة الطائرات بلا طيار” أبرزها، وهو الذي تتأسس العام 2011 على يد مات وايت، أستاذ الصحافة والاتصالات الجماهيرية في جامعة نبراسكا-لينكولن، وذلك إلى جانب برنامج صحافة الطائرات بلا طيار في جامعة ميسوري . ويرى مات وايت أن مستقبل “صحافة الدرون” يبدو اليوم أكثر إشراقاً مما كان عليه في وقت سابق. فيما يعتبر ريك شو، أحد القائمين على برنامج صحافة الدرون في جامعة ميسوري، أنّ الكثير من القضايا المرتبطة بهذه التكنولوجيا ما زالت بحاجة إلى العمل. ويقول شو في مقابلة أجرتها معه دورية “كولومبيا جورناليزم ريفيو”، الأسبوع الماضي، إنّ “الكثير من الأمور التي نواجهها كمصورين صحافيين لا تغيب بدورها عن عمل صحافة الدرون، خصوصاً في ما يتعلق بقضية الخصوصية أو التعدي على ممتلكات الغير”، مضيفاً أنّ الإشكالية الأبرز لعمل صحافة الدرون قد تكون في النظرة التي يكنّها الناس تجاه هذه التقنية، إذ إن كلمة “بلا طيار” في تصور الجمهور لها دلالة سلبية، “الأمر الذي يحتّم علينا كصحافيين العمل على توضيح ماهية عملنا من خلال هذه التقنية والأهم هو كسب ثقتهم من خلال إقناعهم بأننا ذاهبون لاستخدام الدرون بطريقة مسؤولة تحترم القوانين ولا تحيد عن الأخلاقيات المهنية”. الأمر عينه يؤكّد عليه وايت، الذي يرى أنه من الأجدى لغرف الأخبار التي تنوي اعتماد الدرون في عملها الصحافي أن تقوم برسم سياسة تحريرية خاصة بها، تقرر من خلالها متى وأين يمكن استخدام الدرون بشكل آمن، وتلتزم بها. بل ويذهب وايت أبعد من ذلك، مقترحاً على غرف الأخبار توسيع نطاق عملها في هذا المجال من خلال الدمج مع تكنولوجيا الواقع الافتراضي، التي ستتيح للجمهور أن يشعر بأنه موجود في مكان الحدث، لافتاً إلى أنّ الدرون هي الأكثر فعالية وفائدة في تغطية القصص والأحداث في المساحات المكانية الشاسعة، خصوصاً الكوارث الطبيعية أو حتى الكوارث التي من صنع الإنسان نفسه. ويقول: “من الصعب أن أنقل نطاق الضرر الذي أحدثه إعصار عن طريق التصوير الفوتوغرافي أو بواسطة كاميرا الفيديو وأنا أقف في الشارع، لكن إذا توفرت لي تغطية جوية على ارتفاع 50 أو 100 قدم من الجو، فهذه صور يمكن استخدامها لإنشاء خرائط للمناطق المنكوبة، وعرضها في بث مباشر جنباً إلى جنب مع بيانات لشرح ما تتعرض له شرائح من المجتمع بفعل عاصفة أو إعصار أو بركان أو زلزال”. وكانت لشبكة “سي إن إن” الأميركية تجربة ناجحة في هذا السياق، إذ تتمتع بشراكة خاصة مع “إدارة الطيران الفيدرالية” أتاحت لها استخدام الدرون قبل صدور القواعد الناظمة الجديدة، فتمكنت الشبكة من تغطية أكثر من حدث بيئي، لا سيما فيضانات ولاية لويزيانا. وتعدّ شبكة “بي بي سي” نموذجاً آخراً عن وسائل الإعلام الكبرى، غير الأميركية، التي أدخلت الدرون إلى نظام عملها الصحافي. فقد لجأت الشبكة البريطانية إلى الدرون من أجل مواكبة رحلة للاجئين من تركيا إلى اليونان عبر البحر والتقاط أعدادهم في مسعى لإظهار حجم الأزمة. وسبق لقناة “روسيا اليوم”، التي كانت تختبر تكنولوجيا الدرون لعدة سنوات، أن قامت بتغطية تظاهرات في تركيا وأوكرانيا من خلال طائرة بلا طيار. وهكذا، فإن رفع القيود عن “صحافة الدرون”، سيكون تطوراً مفصلياً وسيخفض بشكل كبير نفقات التصوير الجوي الذي يعتمد على المروحيات ذات الكلفة الباهظة، إذ إنه من خلال استخدام طائرات بلا طيار، خفيفة الوزن، ومزودة بكاميرات الفيديو وأجهزة استشعار، سيتمكن الصحافيون من الحصول على تغطية شاملة ومباشرة وقدرة على الوصول إلى مكان الحدث في أي وقت، ومن دون عناء. إلا أنّ ذلك لا يلغي حقيقة وجود سلبيات محتملة لـ”طفرة صحافة درون مقبلة” على ما يقول مات وايت، موضحاً أنها خطوة قد تؤذن ببداية عهد جديد من التغطية التي ستشكل قواعد جديدة في غرف الأخبار وأساليب تغطية الأحداث عبر طائرات بلا طيار في كل منعطف وحدث جديد. كما يحذر مراقبون من احتمال الإفراط في استخدام “صحافة الدرون” لأغراض غير مهنية. إذ أشار تقرير سابق لـ”معهد رويترز للصحافة” إلى أن صحافيي ومصوري الفضائح “باباراتزي”، لن تردعهم الغرامات لكي يتوقفوا عن استخدام طائرات بلا طيار لالتقاط صور “ثمينة” وفريدة للمشاهير ونجوم الفن والرياضة والمجتمع في حالات ووضعيات خاصة ومثيرة. النقاش لا يتوقف هنا، بل يمتد أيضاً إلى الحديث عن الحروب واحتمال استبدال المصورين الصحافيين بطائرات بلا طيار لنقل وتوثيق مجريات الأحداث وأوضاع المناطق ونتائج المعارك. و يرى هاري دي كاتيفيل ، الصحافي في جريدة “تيليغراف” أن إرسال طائرات بلا طيار، بدلاً من مصور صحافي، إلى أماكن النزاعات والحروب، من شأنه الحد من المخاطر التي يتعرض لها هؤلاء، “لكن في الوقت عينه يجب ألا يغيب عنا أن اللمسة الإنسانية أمر أساسي في تغطية الحروب، لذا لا يمكن استبدال المصورين الشجعان الذين يخاطرون بحياتهم لنقل معاناة الناس ووطأة ما خلفته الحروب بطائرات بلا طيار، إذ إنّ للصورة في هذا الإطار وقعاً آخر”. لكن لدى الصحافي والمنتج التلفزيوني، أوغي بويتشيف، وجهة نظر مختلفة، عبّر عنها في مقال نُشر في “هافنغتون بوست” للرد على ما كتبه دي كاتيفيل. إذ اعتبر أنه، بدلاً من الحديث عن احتمال استبدال المصورين الصحافيين بطائرات بلا طيار، فالأجدى القول إنّ الدرون يمكن أن تكون أداة فعّالة في أيدي هؤلاء الشجعان لكشف المأساة البشرية. والحقيقة هي أن اللقطات التي يأخذها المصورون أو مراسلو الحروب ليست دائماً “لافتة” أو “ثاقبة”، إذ يضطر هؤلاء في بعض الحالات إلى الوقوف بعيداً من مكان الحدث أو خط المواجهات حفاظاً على سلامتهم.. “لهذا السبب، أنا أؤمن بشدّة أنه في غضون العقد المقبل، أو حتى قبل ذلك، فإن تكنولوجيا الطائرات بلا طيار، المزودة بكاميرات عالية الوضوح، ستغيّر دور المراسل الحربي كما نعرفه الآن”.

المصدر: المدن – المدن – ميديا


Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>