اعتبر المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني الحشد الشعبي للمتطوعين لقتال داعش، الذي تتهمه منظمات دولية ومحلية بممارسات طائفية، بأنه فخر الامة، مشددًا على أنه لولاه لاحترقت المنطقة.
إيلاف من لندن: نقل والد أحد قتلى الحشد الشعبي عن المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني الذي افتى بتشكيل الحشد في 13 يونيو عام 2014 .. نقل خلال لقائه به أن "المرجع قام عندما عرف إني والد لأحد الشهداء أجلسني أمامه وأمسك بيدي".
وأضاف أن "سماحته أجلسني أمامه وقالي لي: أنتم فخر هذه الأمة ولولا أبناؤكم لاشتعلت المنطقة.. لقد أوقف أولادكم مخططات داعش وفاجأوهم".
واشار والد الفقيد: "لقد طلب منا أن نفتخر بأبنائنا وأن نبلغ جميع عوائل الشهداء سلامه".. متابعًا " قال لنا السيد (السيستاني) إن الله اختار بيوتكم عن سائر البيوت ليكون منها الشهداء".. واصفًا في حديث نقله اعلام العتبة الحسينية كلمات المرجع السيستاني، واطلعت عليه "إيلاف" اليوم، بأنها "بالغة التأثير على النفس".
اصرار
وقال: "كان لكلمات السيد السيستاني تأثير بالغ في نفسي كنت ابكي، وأنا استمع لهذه الكلمات المواسية وكنت أقارن بين هذه الكلمات وبين ما سوف يحدث في الآخرة عندما نلتقي الأئمة هناك".
وكشف الأب في سياق حديثه عن اصرار ابنه في مواجهة تنظيم داعش والدفاع عن العراق، إنه في مرة عرض على ولده أن يشتري له سيارة حديثة مقابل البقاء معه لكن إجابة الابن كانت صادمة حين اجابه قائلاً "أنت أبي؟ لن أصدق! ... لن استبدل الجنة بقطعة من الحديد".
وكان المرجع السيستاني أفتى في 13 من يونيو عام 2014 بـ"الجهاد الكفائي" التي حمل فيها المتطوعون السلاح بعد ثلاثة ايام من احتلال تنظيم داعش الارهابي لمدينة الموصل الشمالية، وتمدده لمناطق أخرى في محافظات ديالى وكركوك (شمال شرق) والانبار وصلاح الدين (غرب).
ونظمت الحكومة آنذاك هيئة أسمتها الحشد الشعبي لتنظيم عمل المتطوعين من تسليح وتجهيز وخصصت لهم رواتب مالية .. وقد استطاع المتطوعون من خلال دعمهم القوات المسلحة تحقيق انتصارات ضد داعش وطرده من 80 بالمائة من تلك المناطق التي كان قد احتلها.
ويتشكل الحشد الشعبي من فصائل ومليشيات مسلحة لمواجهة تنظيم داعش، حيث أصبح هو الغطاء القانوني لهذه الفصائل التي ازداد عددها مع مضي الوقت، وبلغ 67 تشكيلاً عسكريًا وبشكل اصبح معه كياناً لا يستهان به في حاضر ومستقبل العراق حيث تحول إلى قوات نظامية ترعاها الحكومة العراقية وتدربها. وفي يونيو عام 2015، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن الحشد الشعبي جزء من منظومة الامن العراقية، وأنه يتلقى تمويله من الحكومة العراقية. وفي يوليو الماضي، أمر العبادي بإعادة هيكلة الحشد الشعبي وتحويله إلى تشكيل عسكري يضاهي جهاز مكافحة الإرهاب.
وتمارس تشكيلات الحشد الشعبي نشاطها العسكري في العراق، وبعضها ينشط عسكريًا أيضاً في سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد .. ومرجعية معظمها المرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامئني.
ويدار الحشد الشعبي من قبل مجلس شورى أطلق عليه اسم "مجلس شورى المقاومة الإسلامية"، ويتألف من بعض قادة الفصائل المهمة المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، ويكون برئاسة أبو مهدي المهندس وهادي العامري وعضوية عشرة قياديين لفصائل في الحشد.
وعلى الرغم من أن الحشد الشعبي يتكون من سبعة وستين فصيلاً مسلحاً، ويضم حوالي 100 الف مسلح إلا أن 80 بالمائة من جهده العسكري يقع على عاتق سرايا السلام بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وفيلق بدر بقيادة رئيس منظمة بدر هادي العامري وكتائب حزب الله العراقي بقيادة جعفر الغانمي الملقب (ابو اسلام وعصائب أهل الحق بقيادة الشيخ قيس الخزعلي.
وفي مواجهة الانتقادات الدولية والمحلية لممارسات مقاتلين في الحشد في المناطق التي يتم تحريرها من تنظيم داعش، والتي وصفتها بالطائفية، فإن السيستاني طالما وجه المقاتلين في الجبهات عن طريق معتمديه خلال خطب الجمعة من الصحن الحسيني في مدينة كربلاء الى ضبط النفس وعدم ممارسة أي عمليات انتقام أو تفجير منازل أو الاستيلاء على الاموال، وطالب بعدم التمييز دينيًا ومذهبيًا وقوميًا في رعاية النازحين والمهجرين.. مؤكدًا أن المقاتلين مهمتهم تخليص العراق من هذا البلاء العظيم، ولذلك عليهم التحلي بأعلى حالات الانضباط والمعايير الانسانية والاسلامية وخاصة تجاه الشيوخ والنساء والاطفال وحتى من يلقون السلاح من المقاتلين في الجانب الآخر.