انسحب مقاتلو "جيش الفتح" من كلية التسليح والكلية الفنية، بعد هجوم عنيف من قبل قوات الأسد، التي تساندها المليشيات الطائفية وحزب الله، مستخدمةً أسلحة جديدة في المعركة، ما يعني عودة الحصار إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب، لكن هل كان سقوط حلب مفاجئًا؟
المتابع للأحداث خلال للفترة السابقة يجد أن الإعلام المقرب من الروس، تكلم عن اتفاق بين الروس والإيرانيين من جهة، والأتراك من جهة أخرى، يتم فيها مقايضة إيقاف دعم قوات "سوريا الديمقراطية" (الكردية)، مقابل إيقاف دعم تركيا لـ "جيش الفتح"، مع بقاء حلب منطقة خاضعة مدنيًا لسلطة النظام، دون وجود أي مليشيات للنظام أو المعارضة، وترجم الاتفاق بين الأطراف كالتالي:
النظام وحلفاؤه
بدأت معارك بين النظام وقوات "أسايش" في مدينة الحسكة، كادت تفضي إلى طرد قوات الأسد من محافظة الحسكة، لولا تدخل الأمريكان لصالح قوات "سوريا الديمقراطية"، والروس لصالح التهدئة في حميميم. وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام طيرانه ضد قوات "سوريا الديمقراطية وأسايش".
ورغم انتهاء المعارك بتنازل جزئي من قبل النظام عن محافظة الحسكة، إلا أن قوات "سوريا الديمقراطية" خسرت الحاضنة العربية، التي تشكل أكثر من 40% من قوتها الميدانية، والتي بدوت بالانشقاق عن القوات. كما خسرت صورتها أمام العالم كإقليم ديمقراطي يطمح بأن ينأى بأبنائه عن الحرب المجنونة في سوريا.
كما أن النظام عمد إلى فصل الموظفين والضغط على الإدارة الذاتية، التي تتبع لها قوات "سوريا الديمقراطية"، اقتصاديًا، بفصل الموظفين الرافضين للالتحاق بصفوف الاحتياط لديه في "فوج 154&8243;، إضافة الى تقيد حركة الطيران المدني إلى مطار القامشلي، ما جعل إقليم الإدراة الذاتية يعيش بعزلة وشح بالمواد اليومية، عدا تسليح المليشيات المسيحية تحضيرًا لعمل ضد إدارة الإقليم الذاتية، والتي يشاع أنها تطالب بأن تكون المناطق المسيحية" تحت حمايتها، ما يعني طرد إدارة الإقليم إلى خارج المراكز التجارية في المدن الكبيرة، ما يفقدها المعنى الحقيقي للإدارة والسيطرة.
الجانب التركي
عمل الجانب التركي على الاتفاق، مع الإدارة الذاتية لإقليم العراق بإغلاق معبر سمالكا، و تشجيع الأحزاب التي تنضوي تحت عباءة الإدارة الذاتية لإقليم العراق بالاحتجاجات المدنية ضد إدارة الإقليم الذاتي السوري، وإظهاره إعلاميا بأنه عبارة عن سلطة ميليشيات تستخدم من الأمريكان بمحاربة "داعش"، وأنهم مرتزقة لا يختلفون عن "داعش"، سوى بنوعية الدعم.
كما أن الجانب التركي فتح معركة درع الفرات بجرابلس ضد قوات "سوريا الديمقراطية" بشكل أساسي و"داعش" ثانية، المعركة التي من شأنها الضغط على "سوريا الديمقراطية" وإضعافها، بحيث تكون غير قادرة على وصل مناطق الإقليم ببعضها، ما ينهي حلم إقامة الإقليم بشكل حقيقي بعد إيقاف الحرب السورية.
كما أن افتتاح معركة جرابلس صرف نظر العالم، إعلاميًا على الأقل، عن حلب والتي سحب الأتراك فصائل "الجيش الحر" التي تمولها، للمشاركة بمعركة جرابلس.
أضف إلى ذلك دفع الإخوان المسلمين (أحرار الشام بشكل أساسي) للدخول بمعارك الساحل ومعركة تحرير حماة، ما أضعف السيطرة في حلب، وسمح لها لأن تكون جاهزة للسقوط.
هذا ما صرّح به إعلام النظام السوري ورئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم بكلمته "إن شاء الله… سنطبع العلاقات مع الدولة السورية".
إن معركة حماة والساحل هي معارك جانبية تفقد القوة، في حال خسرت المعارضة حلب، بل إن ادلب نفسها ستكون في عين المشروع الروسي لتحويلها، إلى إمارة الجحيم التي تضم التطرف، وعليها إما التسوية مع النظام أو تكون بدائرة "الحرب على الإرهاب".
يونس الكريم
المصدر: عنب بلدي
↧