عائلة المانية تحكي خلاصة تجربتها مع استضافة اللاجئة السورية "أريج" (وسط الصورة) بمنزلها بعد عام من العيش معها.
كان الجميع متوترا في الليلة الأولى من لقاء العائلة الألمانية الأول مع الفتاة السورية التي استقبلتها في بيتها ببرلين عبر مبادرة تطوعية تساعد اللاجئين، لكن ما أنجزته “أريج” بعد عام من ذلك مثير للاعجاب، إذ حققت علامة ١.٠ في امتحان الابيتور (الثانوية)، ما يجعلها في عداد المتفوقين، وحصلت على مقعد دراسي في كجامعة بغوتنغن. وكانت عائلة “ماسلينغ” البرلينية قد استقبلت اللاجئة اريج البالغة من العمر 21 عاماً والقادمة من سوريا التي تشهد حربا في العام 2015 في منزلها.
وبعد مرور عام من ذلك تفاجىء الجميع كيف مرت التجربة ببساطة، دون صدام ثقافي بين الجانبين خلال الفترة التي قضوها سوية.
وتقول القناة الألمانية الثانية في تقرير لها، بعنوان “ ابنتي الجديدة من سوريا”، إن أريج لم تكن تغادر منزلها في سوريا أحيانا لأيام جراء القصف، وتنقل عنها قولها إنها كانت دائماً تتصل بوالدتها عندما كانت تتسوق خوفاً عليها.
وتضيف القناة أنه على الرغم من كون مدينتها الحسكة ليست معروفة كثيرا في ألمانيا، لكن على الرغم من ذلك تشهد سقوط قتلى، وتنقل عن “أريج” قولها أن طفلين قتلا في الشارع الذي كانوا يسكنون فيه. واتخذت عائلتها قرار مغادرة المدينة قبل قرابة عامين.
وبعد أن تمكن والدها عبور البحر على متن قارب لمهربي، في رحلة خطرة، واصلا طريقهما للسويد، فيما أرادت “أريج” الذهاب لألمانيا بتأشيرة دراسة و تعلمت لعام كامل اللغة الألمانية، ثم بدأت بالبحث في موقع غوغل عن سكن لها، فوجدت مبادرة “فلوشتلينغه فيلكومين” التي تساعد اللاجئين في الحصول على على غرف في سكن مشترك، وتمكنت حتى الآن من اسكان 380 لاجئا منذ العام 2014.
وكانت عائلة “ماسلينغ” قد سمعت بالمبادرة ورأت أن منزلها الكبير غرب برلين، الذي يحتضن الوالدين والأطفال الثلاثة و كلبهم كبير وبالامكان استقبال لاجى فيه، فسجلت لديها بأن لديها غرفة، دون مقابل مادي.
وتؤكد الأم فانيسا أنه لم يكن لديهم أية خبرة في مساعدة اللاجئين أو السوريين الذين يعانون من صدمات أو في العمل التطوعي قبل ذلك.
ولدى عائلة ماسينغ ٣ أطفال هم “ماري” ١٤ عاماً ، موريتز ١٨ عاماً، وهنري ٢١ عاماً، وأصبحت أريج ابنتهم الرابعة، بحسب القناة، التي ذكرت أن الأم شعرت حيالها بالمسؤولية فيما يبدو أكثر من الأمومة، أو نمط من الأمومة بالإنابة، ونقلت عنها قولها:” إن أصبح أحد أولادنا في وضع أريج، لتمنينا زوجي وأنا أن تستقبلها إحدى العائلات لديها”.
وتتحدث السيدة الألمانية عن المخاوف التي ساورتهم خلال اللقاء الأول مع “أريج”، عن استقبال شخص غريب في منزلها يحتاج لمساعدة دائمة، وعن احتمال أن يكون الاختلاف الثقافي بينهم كبيراً، فيما كانت أريج بدورها متوترة غير راغبة في أن تصبح عبئاً على العائلة، لكن كل تلك المخاوف ما كان من داع لها، إذ تقول “فانيسا” إنه كان لدى الجميع منذ البداية مشاعر طيبة حيال بعضهم البعض.
وتشير القناة إلى أن “أريج” تعيش باستقلال عن العائلة وتبقى في غرفتها في كثير من الأحيان، وكأنها تريد أن تترك العائلة وحدها، ولا تشغل دور الطفل الرابع، وتذهب بشكل يومي لدورة تعلم اللغة الألمانية، وتتحدث بها بطلاقة، كما تذهب أحياناً مع ابنهم “موريتز” للاحتفال في الخارج.
وتقول ابنتهم “ماري” إن أريج لطيفة للغاية، ويضيف شقيقها هنري، مشيداً باندماجها السريع، قائلاً “إنه لأمر جنوني للغاية ما حققته لنفسها”.
وعلى الرغم من حصول الشابة السورية على مقعد دراسة في جامعة غوتنغن لدراسة طب الأسنان في الفصل الدراسي الشتوي القادم، لكنها ترغب في البقاء في برلين، أو أن تعود بأقصى سرعة ممكنة إلى هناك كطبيبة أسنان، وتقول السيدة الألمانية من جهتها لأريج إنه سيكون هناك دائماً غرفة فارغة لها، وهذه المرة كصديقة للعائلة.
(دير تلغراف عن القناة الألمانية الثانية )
( الصورة للفتاة السورية أريج وهي تتوسط الألمانية فانيسا وابنتها ماري)
↧