على قاعدة استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، تحبك خيوط صفقة معقدة للتبادل بين "محور الممانعة" من موسكو الى مقار حزب الله في الجنوب اللبناني مروراً بدمشق من جهة، وبين أنقرة وكتائب الثوار جهة أخرى، محورها هو جثث الطيارين الروس المحتجزة لدي الثوار.
وتشير صحيفة "النهار" اللبنانية إلى أن المعلومات الشحيحة المسربة عن تلك الصفقة تشي بأن الخطوط العريضة قد وضعت، ولكن العبرة في التنفيذ، علماً أن مثل تلك المفاوضات عادة ما تكون معقدة في ظل استعار النار السورية، وخصوصاً على الحدود السورية – التركية.
وتكمن بنود صفقة التبادل في إطلاق أربعة أسرى من "حزب الله" لدى كتائب الثوار، هم محمد مهدي شعيب (27 عاماً) من بلدة الشرقية (النبطية)، وحسن نزيه طه (30 عاماً) من الهرمل، وموسى محمد كوراني (32 عاماً) من ياطر (بنت جبيل)، وقعوا في الاسر في تشرين الثاني 2014 وظهروا في فيديو لـ"جبهة النصرة" في شباط الفائت، إضافة الى أسير من عائلة ترمس و7 جثث لعناصر من الحزب سقطوا في خلصة جنوب مدينة حلب في المواجهات الأخيرة، وتشمل الصفقة جثث خمسة طيارين روس كانت أسقطت مروحيتهم فوق إدلب في الاول من آب الفائت، بحسب الصحيفة.
أما على الضفة المقابلة، فسيطلق أربعة ضباط أتراك أسرتهم قوات النظام قرب الحدود داخل الأراضي السورية، إضافة الى مئات المعتقلين في السجون السورية، بحسب الصحيفة.
وبحسب المصدر، فإن عملية التفاوض بدأت عبر وسيط عربي، ولفت إلى أن "حزب الله" أسر عدداً لا بأس به من عناصر "النصرة" في الأشهر الأخيرة، مما يشكل ورقة ضغط وازنة لإنجاز عملية التبادل التي تشبه تلك التي أنجزها الحزب، وأفضت في 25 تشرين الثاني 2014 الى الإفراج عن أسيره عماد عياد مقابل الإفراج عن عنصرين من "الجيش الحر" كان يعتقلهما، هما مرعي مرعي ومرهف عبد الغني الريس، وتمت عملية التبادل في منطقة القلمون مع الجيش الحر.
ولم يسبق "حزب الله" أن أعلن عن تفاصيل عمليات التبادل التي أنجزها، سواء كانت مع تل ابيب عبر الوسيط الألماني، أو مع الجيش الحر مروراً بجبهة النصرة وانتهاءً بتنظيم داعش، ولم يعلق على تلك المعلومات. وسبق أن قالت مصادره إن عناصره لدى "النصرة" وقعوا في الاسر بعدما ضلّ الدليل الطريق خلال المواجهات، ثم وجدوا أنفسهم في مناطق تسيطر عليها كتائب الثوار وجبهة النصرة.
صحيفة "النهار" اللبنانية
↧