تقابلت الريح و الشمس ذات يوم,
الشمس حيت الريح و قالت لها:
(( نحن أقوى ما فى الطبيعة, لا يوجد شىءٌ مثلنا فى القوة)).
الريح قالت فى غرور:
((أوافقك يا صديقتى علَى ما تقولين, لكن , لا تنسى أننى أقوى منك )).
تضايقت الشمسُ من الكلام الريح , و فكّرت قليلاً ثم قالت :
(( أعرف أنك تملئين الدنيا بوجودك , و تُخيفين الناسَ
بصوتك القوى, لكننى أضىءُ الكونَ بنورى,
و أبعثُ الدفءَ فى كل مكان بنورى ,
و لولاىَ لَغَطَت الثلوجُ الأرضَ كُلها , و مات الزرعُ ,
و جميعُ الحيوانات و الناس)).
الريحُ ضَحكَت من كلام الشمس و قالت :
(( لا تحسَبيني ضعيفة عندَما تجديننى هادئة ساكنة هكذا ,
فأنا عندما أهدأ أكون نسيما رقيقا- كما تشاهديننى الآن,
أما عندما أثور أصبح هواءً شديدا أو ريحا قوية ,
بل عاصفة هوجاءَ تقتلعُ كل ما يَقف أمَامها)).
فى ذلك الوقت كان رجلٌ يسيرُ فى الطريق,
و يلبَسُ عباءةً صوفية ثقيلة..
الريحُ نظرت الى الشمس , و قالت لها و هى تتحدَّاها:
(( التى تستطيعُ أن تنزعَ عباءةَ هذا الرجل أسرع من الآخرى تكون هى الأقوى)).
قالت الشمس للريح
: (( ابدئى أنت )).
بدأت الريح تجربتها الأولى ..
هبّت الريحُ بشدة , و أخذت تعصف بكل قوتها .
هاجمت الريحُ الرجلَ بعُنف ,
و دارت حولَه تريدُ أن تخلعَ عباءتََه دونَ فائدة ,
و عندَما تشتدُّ الريحُ و تعصفُ
يمسكُ الرجلَ عباءته بحرص و يلفُّها حولَ جسمه ,
و كلما زادت الريحُ من قُوتها أمسك الرجل بالعباءة,
و ضمَّها حولَ جسمه أكثرَ و أكثرَ.
أخيراً قالت الريحُ و هى يائسة:
(( تعبتُ ..
سأتوقفُ عن المحاولة,
أنا لا استطيعُ نزعَ عباءة هذا الرجل أبدا ,
يا صديقَتى الشمسُ ,
الآن جاء دَورُك , هَّيا أرينى ماذا ستعملينَ؟!)).
بدأت الشمسُ المحاولةَ..
أخذت ترسلُ أشعتها الدافئة شيئا فشيئا,
و سرعانَ ما أحسَّ الرجلُ بالحرارة,
ففكَّ العباءةَ,
ثم أشرقت الشمسُ بنورها و زادت من حرارتها,
شَعَرَ الرجلُ بالحَر الشديد,
فخلع عباءته, و سار َ فى الطريق دونَ عباءة.
قالت الشمسُ:
أيتُها الريح
, هل عرفت الآن منَ الأقوى؟
يا صديقتى ,
إننا نستطيعُ أن ننال باللين و الرفق
ما لا نقدرُ أن نُحققَهُ بالعنف و القوة
↧