انتقد وزير الداخلية والبلديات #نهاد_المشنوق وبشدة "مشهدية التضامن مع سفير جهة متهمة بارتكاب احد أكبر التفجيرات منذ الحرب الاهلية اللبنانية"، في اشارة الى زيارة بعض الشخصيات والهيئات السفير السوري في بيروت بعد صدور القرار الاتهامي في مسجدي التقوى والسلام في طرابلس. وتساءل: "اليس التضامن مع الجهة المتهمة بتفجيرات طرابلس كالتضامن مع (جبهة) النصرة (فتح الشام اليوم) بعد تفجيرات الضاحية؟". وكشف المشنوق انه تقدم بطلب الى مجلس الوزراء بحل "الحزب العربي الديموقراطي" و"حركة التوحيد – فرع هاشم منقارة".
وأعلن عن خطة سيصار الى تنفيذها خلال ولاية المجلس البلدي الحالي لمدينة بيروت و تقضي بـ"اعلان جمهورية بيروت الخدماتية المستقلة"، مؤكداً ان "لبنان في قلب معركة العرب" رافضاً التطاول على المقدسات وعلى أماكن الحج مشدداً على انها "ارض عربية يملكها أهلها ويحكمها أهلها".
كلام المشنوق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي اقامه الحاج بشار صلاح الدين شبارو على شرفه في دارته في ضهور العبادية
التضامن مع القاتل على حساب القتيل
"لبنان لا يستقيم باثارة اسوأ التجارب المذهبية في تاريخنا وكلنا دون استثناء سقطنا في وقت من الاوقات بأفخاخ الرهانات الطائفية الضيقة والبغيضة، الفارق ان بعضنا تعلم وبعضنا يصر على منطق التمترس الطائفي، في التوقيت الخطأ والعنوان الخطأ والرهان الخطأ ايضا. هذا لبنان ليس وعدا مؤجلا وليس سرابا وليس حلما بعيد المنال، بل لبنان عشنا وعشتموه مع الرئيس رفيق الحريري قبل ان تمتد يد الغدر والقتل اليه.
لكن كيف سنذهب كلنا بمنطق التسوية؟ نحن كنا ولا زلنا طلاب تسوية لكننا نرفض ان تكون التسوية اسما حركيا لامرين هما الاستسلام او الانتظار، نحن لسنا تيارا مستسلما ولا تيار انتظار سياسي نحن تيار قرار بتمثيلكم، بمحبتكم وبقدرتكم وبقوتكم وبالتأكيد لن نقبل لحظة ان نكون تيار استسلام سياسي ولا تيار انتظار، وغداً ستظهر الايام اننا اصحاب قرار، صحيح ان خياراتنا محدودة، لكن خياراتنا بيدنا ولا يقرر عنا احد وعندما نمسكها بيدنا نستطيع التحكم بها على الرغم من كل ما تسمعونه من مشاكل وعلى الرغم من كل ما تشاهدونه من استعراضات".
وتابع: "آخر هذه الاستعراضات عند صدور القرار الاتهامي بتفجير المسجدين في طرابلس. هي اليد نفسها التي فجرت في طرابلس قبل ثلاث سنوات، طرابلس التي مع بيروت وصيدا والاقليم وجبل لبنان، كانت وستظل شوكة في خاصرة الوصاية السورية وسدا منيعا في وجه اي طموحات لاستيلاد الوصاية او وراثتها باسماء وعناوين ويافطات مختلفة. لاهل طرابلس باسمكم جميعا اقول ولعموم اللبنانيين لا تنصتوا للتهويل من هنا او هناك، ولا لعراضة هنا او عراضة هناك، راهنتم وراهنا دائما على الدولة والمؤسسات والقانون، وها هي الدولة والمؤسسات والقانون تجلوا بهذا القرار الاتهامي، كل الصراخ والعويل والزيارات الخالية من اي حس وطني لن تغير حرفا كتب في القرار الاتهامي، وكل الاصوات المرتفعة دفاعا عن القتلة لن تغير حرفا دفاعا عن القتلة. وحدها المحاكم اي الدولة والقانون والمؤسسات بوسعها ان تعدل في القرار الاتهامي فاما تثبته وتجعله ادانة واما تثبت بعضه، واما تبرأ المتهمين وهذا طمع ابليس بالجنة، وفق ما نعرف من وقائع ثابتة دائمة ومتصلة. حاولوا معنا في قضية ميشال سماحة وفشلوا ويحاولون اليوم في قضية المسجدين، واقول لكم بالفم الملآن سيفشلون ولن يحصدوا الا الخيبة والعار ولن تستطيع عراضات ايتام النظام الوصاية السورية في لبنان ان تعيدنا الى الوراء في مسارات العدالة المفتوحة من قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى قضية المسجدين التي ارجو من الله ان تكون آخر العهد بالعدوان على اللبنانيين واستباحة دمهم".
"لسنا خائفين"
وفي كلمته، قال المشنوق أيضاً: "ليطمئن القلق وليسمع المتكبر لسنا خائفين على مسار العدالة ولسنا ضعفاء الايمان بالدولة وقدرتها حين تتوفرالنزاهة العدلية والشجاعة الوطنية وهي متوفرة دائما مهما شاهدنا من شواذات ومهما شاهدنا من تجاوزات.
ما يقلقني في مشهدية التضامن مع سفير جهة متهمة باراقة دم اللبنانيين في احد اكبر التفجيرات التي عرفها البلد منذ انتهاء الحرب الاهلية والتي سقط فيها خمسون شهيدا و700 جريح. ما يقلقني ليس التأثير على العدالة، لان هكذا زيارات وهكذا تضامن، واكرر لن يغير حرفا لا بقضية المسجدين ولا في اي قضية اخرى. ما يقلقني هي الرسالة الموجعة التي يبعثها مواطنون لبنانيون لمواطنين لبنانيين آخرين. اليست من سخريات القدر ان من تضامنوا ويتضامنون مع قتلة هم اعلى الاصوات في البلد التي تحاضر في الحوار والتسوية وتدوير الزوايا. اي تسوية ستنتج مع جهات اصرت وتصر عند كل جريمة موصوفة وموقعة ان تعلن تضامنها مع القاتل ضد القتيل. لنقل الامور بصراحة، ماذا سيشعر اهلنا واخواننا في بيئة حزب الله لو ان شخصيات من تيار المستقبل او 14 اذار قررت زيارة ابو مالك التلي بعد توجيه القضاء اللبناني الاتهام لجبهة النصرة بالمسؤولية عن تفجيرات الضاحية المؤلمة لناجميعا؟
دعوني هنا من الموقف السياسي. ماذا سيكون موقف وشعور اهالي الضحايا الابرياء من اهلنا في الضاحية لو حصل مثل هذا التضامن ولو حتى شفهيا لا سمح الله؟
اليس التضامن مع ممثل الجهة المتهمة بتفجيرات طرابلس كالتضامن مع النصرة بعد تفجيرات الضاحية ؟ اي سلم اهلي نحمي بعد ذلك، اي استقرار يمكن له ان يصمد في وجه صلف من هذا النوع وتعال على ابسط المشاعر الوطنية والانسانية والمشتركة بين الناس؟
كلنا يعرف المواقف السياسية لبعضنا البعض ونعرف مواقعنا السياسية في الصراع الدائر في لبنان والمنطقة، لكن ما حصل في الايام القليلة الماضية من زيارات مشينة لمن سقطوا في كل امتحانات الانسانية يتجاوز الاصطفاف السياسي او الموقف الاستراتيجي.
انه ضرب لعرض الحائط بابسط المشتركات بين البشر بل بابسط اداب السلوك الوطني وهو يقترب للاسف من اعلان تبني الجريمة بحق من قتلوا ظلما وعدوانا".
وقَعت على حل "الحزب العربي الديموقراطي"
وتابع: "ولى زمن العدالة الخجولة، وولى زمن التسويات على دماء الناس وولى زمن ابتزازنا بالسلم الاهلي واقناعنا بان لعق جراحنا افضل من التعرض لجراح اضافية. انا اعلن امامكم انني وقعت اليوم طلبا الى مجلس الوزراء بحل "الحزب العربي الديموقراطي" و"حركة التوحيد - فرع هاشم منقارة" وسنتابع هذه القضية في السياسة والقانون حتى خواتيمها للاقتصاص من كل القتلة حماية لبقية الدماء من كل اللبنانيين واحقاقا لحق من اهدرت ارواحهم واثخنت جراحهم. وسنتقدم بطلب حل اي حزب او جمعية لبنانية وملاحقة اي فرد ممن يثبت تورطه او اشتراكه او تحريضه على هدر دم اهلنا في طرابلس. ومن يظن ان عاصمة لبنان الثانية لقمة سائغة لا ننصحه بتجريبنا.
annahar
↧