انسحب تنظيم "داعش" من مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، بناءً على اتفاق مسبق تم عقده مع قوات "مجلس منبج العسكري"، يقضي بانسحاب التنظيم من المدينة، مقابل فتح معبر بري باتجاه الشمال نحو جرابلس، وقد تمت العملية على الشكل التالي:
1- "120" آلية للتنظيم، تتضمن الآليات الثقيلة والخفيفة، العسكرية منها والمدنية.
2- انسحاب 175 مقاتل (سوريين ومن جنسيات مختلفة) نحو جرابلس من أحياء مدينة منبج الشمالية.
3- انسحاب أكثر من 3000 مدني، منهم أكثر من 1000 تم اصطحابهم من قبل التنظيم كدروع بشرية، أغلبهم من السجناء والمحكومين في سجون التنظيم.
4- نقل المعدات الاستراتيجية التي ما زالت تعمل في الخدمات العامة، كالأفران ومحطات التوليد الكهربائية وأدوات إستخراج النفط.
5- ترتيب الانسحاب من حي السرب، بعد تجمع العربات على دفعتين في دوار الدلة، نحو مناطق سيطرة داعش في جرابلس عبر قرية الغندورة، وبدأ الانسحاب فعلياً الساعه العاشرة ظهراً، بعد تجميع الأهالي، وبقي بعض المقاتلين من الكتيبة الألبانية الذين رفضوا الانسحاب، إلا انهم قتلوا بعد عملية الإقتحام التي قامت بها القوات الكردية.
6- نقلت بعض العناصر نحو الباب، وبذلك تنحصر سيطرة داعش في ريف حلب الشرقي بكل من (الباب - دير حافر - جرابلس - مسكنة).
7- خرائط كاملة من داعش تشير إلى أماكن وجود الألغام والعبوات الناسفة في حي السرب وطريق جرابلس، وأكدت المعلومات أن التنظيم خلف ورائه بضع آليات ثقيلة بعد سحب المعدات الرئيسية منها.
8- كل المعلومات التي تتحدث عن عدم قصف مناطق التي توجد فيها الأرتال المنسحبة من منبج، هي معلومات خاطئة، فقد تم قصف الرتل الثاني الذي توجه نحو الغندورة، وقتل 30 مدنياً و20 عنصراً من داعش.
عملية الانسحاب:
لم يوافق تنظيم داعش على اهم بنود الاتفاقية الأولى، التي تم بحثها في سد تشرين، والتي تنص في أهم بنودها على انسحاب التنظيم من منبج دون الأسلحة الثقيلة، وجاء الرفض من قيادة التنظيم التي تعتبر منبج منبع للقوات المتوجهة نحو أوروبا، للقيام بالعمليات الخارجية، ولكن يبدو ومن خلال المعلومات أن غرفة العمليات الخارجية والتي يقودها أبو محمد العدناني؛ قد انتقلت إلى الرقة مع كل من أبو سليمان الفرنسي قائد التخطيط، ومساعده أبو أحمد السوري، ومجموعات كانت موجودة سابقاً في منطقة الكهف القريب من جبل منبج، والذي كان مقراً لاجتماعات المجموعات الخارجية.
ولكن بعد هذه التطورات قرر اغلب مقاتلي التنظيم السوريين الانسحاب من منبج، وبعد اجتماع في منطقة السرب، بدأ التخطيط للانسحاب؛ حينها لم يكن تنظيم داعش يثق بقوات سوريا الديموقراطية، ويتخوف من أن أي انسحاب غير محسوب، قد يؤدي لاستهدافه براً من قبل قوات سوريا الديموقراطية، والتي تبعد عن منطقة السرب نارياً ما لا يتجاوز 400 متر، كما ان التنظيم كان يعي تماماً أن أي انسحاب لابد أنه سيستهدف من قوات التحالف.
ولا بد من التأكيد على أن التنظيم كان يسيطر فقط على حي السرب، وجزء من حي الوادي، داخل الأحياء الشمالية لمدينة منبج، حيث لجأ التنظيم لعملية أمنية تقضي بإرسال ست عربات نوع (بيك آب) للتوجه نحو جرابلس، وتحديداً دوار الهرم في المدينة، إلا أن هذه العربات تعرضت -فعلياً- لإطلاق نار من قوات سوريا الديموقراطية، وجرح وقتل فيها 6 مدنيين، حيث كان يجري التنظيم اختباراً، وأخفى المدنيين في صناديق داخل البيكابات.
إلا أن تعرضها لإطلاق النار اجبرهم على جعل المدنيين دروعاً بشرية، من أجل إتمام الانسحاب من الثغرة تم السماح بها من القوات المهاجمة؛ وفعلا تم ذلك، لكن داعش خوفاً من أي عملية برية قد تستهدفهم في منطقة الدادات، قام بتفخيخ أغلب عرباته التي نقل بها قواته، والعربات التي تحوي القادة الأمنيين والعسكريين، بحال حصول أي هجوم فإن هذه العربات ستنفجر.
هل تم قطع إمدادات داعش في منبج؟
لم يتم قطع إمدادات التنظيم فلم تزل عدة مناطق استراتيجية متصلة ببعضها البعض في حلب، تمتد من منطقة الراعي حتى الباب، ثم دير حافر ومسكنة تحت سيطرته، ورغم ضيق مناطق السيطرة هناك، إلا أن داعش يحشد فيها أهم المقاتلين لديه، وأهم المخططين العسكريين القادرين من حيث النتيجة، السيطرة على مواقع أكثر اتساعاً، والحفاظ على مناطق سيطرتهم، وظهر هذا من خلال عملية الطبقة الأخيرة التي قامت بها قوات النظام، وخسرت ما حققته من تقدم بري على مدى شهر كامل.
المصدر: الاتحاد برس
↧