وقعت مواجهات مساء الأربعاء بين يمينيين متطرفين وطالبي لجوء في مدينة باوتسن شرق ألمانيا التي شهدت عدداً كبيراً من الحوادث ضد اللاجئين، كما أعلنت الشرطة الخميس.
وقد بدأت المواجهات بعيد الساعة 19،00 بتوقيت غرينتش في إحدى ساحات مدينة باوتسن التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة شرق دريسدن، حيث تواجه حوالي 80 رجلا وامرأة ينتمي معظمهم إلى "حركة اليمين المتطرف" وحوالي عشرين من طالبي اللجوء، لفظيا ثم جسديا، كما جاء في بيان للشرطة.
وقال البيان إن حوالي مئة من عناصر الشرطة فصلوا بين المجموعتين، وبدأ عملهم على الساعة ١٩ بتوقيت غرينتش وانتهوا على الساعة ٢.٣٠ صباحاً.
وتابعت الشرطة إن “طالبي اللجوء قذفوا أفرادها بزجاجات وألواح خشبية”، فقاموا بالرد عليهم باستخدام الهراوات ورذاذ الفلفل، وعملوا على وضع حواجز بين الطرفين.
وأضافت الشرطة أن بعض "العناصر" قالوا أن طالبي اللجوء الذين رشقوا قوات الامن بزجاجات المشروب، هم الذين تسببوا بالمواجهات.
وقال اوفه كيلز رئيس شرطة باوتسن في مؤتمر صحفي ظهر اليوم إن المواجهات العنيفة بدأت من جانب طالبي اللجوء، حيث رمى ١٥ إلى ٢٠ من طالبي اللجوء القصر زجاجات بإتجاه اليمينيين.
وأضاف أنه في مواجهة سابقة في يوم الجمعة الماضي بدأ العنف من جانب الشبان اللاجئين.
وأكدت الشرطة أن عددا كبيرا من الأشخاص هاجموا سيارة اسعاف كانت تنقل طالب لجوء مغربيا في الثامنة عشرة من عمره، ومنعوها من الوصول إلى المستشفى. ونقل الشاب إلى المستشفى بسيارة أخرى تحت حماية الشرطة.
ثم عاد طالبو اللجوء الذين تبعهم المتطرفون في مجموعات صغيرة إلى مقر إقامتهم الذي اضطرت قوات الأمن إلى حمايته. وتولت قوات الأمن أيضا حماية ثلاثة مقرات إقامة اخرى في باوتسن وفي مدينة مجاورة، كما قال المصدر نفسه.
وتحقق شرطة مكافحة الجرائم حاليا بتهمة الاشتباه في خرق السلام وإلحاق إصابات جسمانية خطيرة.
وسُمعت صيحات من اليمينيين تؤكد أنها مدينتهم، وأخرى كـ”نحن الشعب” التي كان يتم قولها خلال المظاهرات المناهضة للشيوعية قبيل سقوط جدار برلين، وأصبحت تسخدم حالياً في التظاهرات المناهضة للهجرة.
وتريد المنطقة الإدارية في باوتسن فرض حظر على شرب الكحول ومنع التجول بعد الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي على حوالي ٣٠ من اللاجئين الشباب المقيمين في المدينة.
وشهدت باوتسن في الأشهر الماضية عددا كبيرا من الحوادث التي استهدفت طالبي اللجوء. وفي شباط/فبراير، شهد عدد كبير من الاشخاص المبتهجين، إحراق مقر إقامة للاجئين وعرقلوا تدخل رجال الإطفاء، وقد تسببت هذه الصورة بفضيحة مدوية في ألمانيا.
وفي آذار/مارس، تعرض الرئيس الألماني يواكيم غاوك الذي دافع مرارا عن اللاجئين ودعا الألمان إلى مساعدتهم، للشتائم خلال زيارة إلى باوتسن.
وفي 2015، أحصت السلطات في كل أنحاء المانيا حوالي ألف هجوم على مقرات اقامة للاجئين، وقد ألقيت على اليمين المتطرف المسؤولية عنها، وخصوصا في سكسونيا بألمانيا الشرقية السابقة، ومهد حركة بيغيدا المعادية للاجئين.
واستضافت ألمانيا العام الماضي أكثر من مليون مرشح للجوء، وهذا ما عرض المستشارة أنغيلا ميركل للضغوط ولمزيد من الانتقادات بسبب سياسة اليد الممدوة التي تطبقها حيال اللاجئين.
(دير تلغراف عن وكالة الأنباء الألمانية، فرانس برس)
المصدر: التلغراف - Dertelegraph
↧