وتعتبر الجزيرة أن مساحات التدوين في أوساط الشباب العربي تعاود صعودها مجددا بعد خفوت دام عدة سنوات، لكن الأحداث التاريخية الجسيمة التي تواجه المنطقة ومصير شعوبها أعادت إلى الواجهة الاتجاه نحو التدوين كوسيلة للتعبير والتوثيق التاريخي، وبوصفه أفقا بلا حدود لإبداء الرأي والتفاعل مع آراء الآخرين.
وتراهن الجزيرة على مكانتها ومصداقيتها في أوساط الشباب العربي ووقوفها دوما بجانب خياراته وانحيازاته، حيث يأتي دعمها لمنصة حرة للتدوين في هذا السياق لفتح مساحات جديدة أمام تفاعلاته، وإيمانا منها بالتحولات الحاصلة في بيئة الإعلام والاتصال، حيث يصبح الجمهور صانعا أصيلا للرأي.
وينطلق الموقع بأكثر من مئة تدوينة، سيتم نشرها تباعا في الأيام الأولى للانطلاق. كما حققت صفحات مواقع التواصل التابعة لمدونات الجزيرة حالة فريدة من التفاعل، حيث وصل عدد متابعي صفحتها على فيسبوك إلى أكثر من أربعين ألف متابع قبل انطلاق الموقع، وآلاف المتابعين على موقع التدوين القصير "تويتر" ما يعكس حالة الترقب الحاصلة تجاه المشروع.
وتنتقل الجزيرة عبر مدوناتها إلى مساحة جديدة وجمهور جديد تعترف أنها غابت عنه فترة طويلة بسبب مركزية الخبر وأهمية الصحافة الرصينة في عالم يموج بالتسطيح والإسفاف. لكن مساحة الرأي ومركزيته لا تقل أهمية، وموقع الشباب منها وأقلامهم لا يقل أهمية ومركزية، ولهذا تساهم ليس فقط في احتواء هذا الشكل من العمل الإعلامي، بل وفي إحيائه مجددا.
ولم تهمل الجزيرة في مدوناتها الأشكال الجديدة في التدوين، من حيث انتشار التواصل المرئي والتعبير بالفيديو، فقد أتاحت مساحة كبيرة لها على مدونات الجزيرة، واستوعبت مساحة أخرى بخلاف القلم، لتؤكد على مسار التجاوب مع مستجدات واقع أدوات التواصل الجديدة وجمهورها الواسع، وتتيح للرأي مجددا بيئة أخرى من بيئاته.
المصدر: الجزيرة نت