تهدد الهجمات الإلكترونية منشآت حيوية كالمفاعلات النووية ومحطات الكهرباء والمخازن النقدية للبنوك والدول، بالإضافة إلى فضح أسرار خطيرة لا يراد لها الخروج إلى العلن. وفي السنوات الأخيرة باتت تطاول المستخدمين كافة، وتهدد خصوصيتهم، بغض النظر عن موقعهم الاجتماعي وحساسيته.
إذ أعلنت شركة "ياهو"، أخيراً، عن تسريب بيانات نحو 500 مليون مستخدم 2014، وتضم البريد الإلكتروني، كلمات السر، الأسئلة السرية، أرقام الهواتف، وتواريخ ميلاد المستخدمين. وفي حزيران/يونيو الماضي اعترفت "تويتر" بتسريب عشرات الملايين من كلمات سر مستخدميه. وفي أيار/مايو أعلنت شركة "لينكد إن" تسريب كلمات سر أكثر من 100 مليون مستخدم في 2012. فيما يلي سنستعرض أبرز عمليات القرصنة في السنوات الأخيرة:
في أغسطس/ آب الماضي، شنّ قراصنة روس سلسلة هجمات إلكترونية على وسائل إعلام أميركية، تشمل صحيفة "نيويورك تايمز". كما كشفت جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت) عن هجمات إلكترونية جديدة على البنوك الأعضاء فيها، بعد سرقة 81 مليون دولار من بنك بنغلادش المركزي في فبراير/شباط الماضي.
وتعرض الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور لمحاولة اختراق أدّت إلى اكتشاف ثغرة أمنية في أجهزة "آبل"، يمكنها التسلل الى المكالمات، والكاميرات، والبريد الإلكتروني، وكلمة المرور والتطبيقات خاصة في أجهزة "آيفون"، وتبين أن شركة البرمجة والهايتك الإسرائيلية NSO هي التي طورت برنامج التجسس هذا.
في يوليو/تموز الماضي تعرضت شبكة حاسوب يستخدمه المقر الانتخابي للمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، لهجمات إلكترونية عدة، واتهم مقر كلينتون الانتخابي قراصنة روس بشن الهجمات، للحصول على معلومات تشوه كلينتون، دعماً للمرشح الجمهوري، دونالد ترامب.
أما في مارس/آذار الماضي فأعلنت مجموعة قراصنة إيرانيين "برستو" أنها هاجمت موقع شبكة "آي دايركت" الأميركية، رداً على "إعلان مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، حلفاء الغرب، تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية".
وأكد مسؤول سابق في المخابرات الفرنسية في مطلع الشهر الحالي أن الولايات المتحدة الأميركية كانت وراء عملية قرصنة معلوماتية استهدفت قصر الإليزيه في 2012، حين كان الرئيس السابق نيكولا ساركوزي يتولى الرئاسة.
وعدّ تسريب وثائق بنما في أبريل/نيسان الماضي التسريب الأضخم في التاريخ، إذ وصل عدد الوثائق المسربة إلى 11.5 مليون وثيقة سرية لشركة "موساك فونسيكا" للخدمات القانونية في بنما التي تملك منظومة مصرفية تجعلها ملاذاً ضريبياً مغرياً، وتظهر قيام عدد من نجوم السياسة والفن والرياضة بإيداع أموالهم في ملاذات مصرفية آمنة عبر الشركة.
في مطلع العام الماضي 2015 أعلنت الولايات المتحدة الأميركية فرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات كورية شمالية على خلفية الهجوم الذي تعرضت له شركة "سوني بيكتشرز إنترتينمت". وكانت مجموعة القراصنة "غارديينز أوف بيس" اخترقت الشبكة المعلوماتية للشركة في 2014، وسرقت بيانات 47 ألف شخص، وعرضت خمس أفلام من إنتاج الأستديو بشكل غير قانوني، كما نشرت رسائل بريدية لمسؤولين فيه، واتهمت السلطات الأميركية كوريا الشمالية بالتحكم بالمجموعة.
وفي العام نفسه، تم اختراق مكتب الولايات المتحدة لإدارة شؤون الموظّفين، والوصول إلى البيانات الشخصية لـ20 مليون موظف. وتعرضت أجهزة "أندرويد" لثغرة أمنية تسمح للقراصنة بالاستيلاء على نظام تشغيل أي هاتف، وحصل الأمر نفسه مع أجهزة "آبل" التي تعرضت لثغرة "يوم الصفر" التي عملت الشركة سريعاً على إصلاحها.
وأعلنت خدمة "سكايب" في يناير/كانون الثاني 2014 أنها تعرضت لاختراق، بعد يوم على إعلان "الجيش السوري الإلكتروني" المؤيد للرئيس بشار الأسد أنه تسلل إلى حسابات الخدمة. وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت في أغسطس/آب 2014 أن قراصنة أجانب اخترقوا حسابات تابعة للهيئة الأميركية لتنظيم الأنشطة النووية مرتين على الأقل خلال السنوات الثلاث الماضية.
وفي عام 2013 سرّب الموظف السابق لدى وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن وثائق سرية من الوكالة حول تفاصيل عن برامج تجسس أميركية، ولم تنته هذه القضية حتى الآن. وفي أبريل/نيسان 2013، شنت "أنونيموس" هجوماً على مواقع إسرائيلية، شملت البورصة الإسرائيلية، ورئيس الوزراء، ووزارة الدفاع، وموقع جهاز الأمن الداخلي، والصناعات العسكرية الإسرائيلية، إضافة إلى موقع مكتب الإحصاء الرسمي، وموقع وزارة التربية والتعليم، وآلاف الحسابات الإسرائيلية على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، دعماً للأسرى والقضية الفلسطينية.
اكتشفت شركة أمن المعلومات الروسية "كاسبرسكي" هجوماً إلكترونياً عالمياً حمل اسم "أكتوبر الأحمر" في 2012، ويعمل على جمع معلومات من سفارات وشركات أبحاث ومؤسسات عسكرية وشركات طاقة وغيرها. وفي يناير/كانون الثاني العام نفسه اخترق السعودي "أوكس عمر" خوادم سلاح الجو الإسرائيلي، فحصل على عدد كبير من البيانات والهويات والشهادات. بعدها، أعلنت صحيفة إسرائيلية أن قراصنة إسرائيليين اخترقوا آلاف بطاقات الائتمان السعودية، وهددت بنشرها إذا استمرت الهجمات الإلكترونية السعودية.
وتعرضت شركة النفط الوطني السعودية "أرامكو" لهجوم في أغسطس/آب 2012، مما أدى إلى تعطل نحو 30 ألف حاسوب، لكنه لم يؤثر في العمليات الحيوية المتعلقة بالنفط. وفي العام نفسه شن ناشطون إيرانيون هجمات إلكترونية استهدفت "بنك أوف أميركا" و"جي بي مورغان" و"سيتي غروب".
في يناير/كانون الثاني 2011 أعلنت الحكومة الكندية تعرضها لهجوم إلكتروني ضخم، استهدف وكالة البحث والتطوير الدفاعي الكندية، مما أجبر وزارة المالية ومجلس الخزانة الكنديين على فصل اتصالهما بالإنترنت. وفي يوليو/تموز أعلن نائب وزير الدفاع الأميركي أن قراصنة إنترنت سرقوا 24 ألف ملف من وزارة الدفاع في عملية واحدة خلال مارس/آذار، وقال إنّ الوزارة ترى أن دولة تقف وراء الهجوم.
في يناير/كانون الثاني 2010 عطلت جماعة "الجيش الإيراني السيبراني" خدمة البحث على الإنترنت لمحرك البحث الصيني "بايدو"، وكانت تحوّل مستخدمي محرك البحث إلى رسالة سياسية إيرانية. وكان فيروس "ستوكنت" انتقل إلى أجهزة حاسوب شخصية في محطة بوشهر الكهرذرية في إيران في سبتمبر/أيلول. وفي ديسمبر/كانون الأول تعرض موقع صحيفة "الأخبار" اللبنانية لقرصنة إلكترونية حجبته لعدة أيام.
خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2009 تعرضت البنية التحتية للإنترنت في إسرائيل لهجمات تركزت على مواقع إلكترونية حكومية، وتبنت مجموعة "أنونيموس" الكثير من تلك الهجمات. وفي العام نفسه تعاون الأميركي ألبرت غونزاليس (28 عاماً) مع قرصانتين روسيتين على سرقة بيانات 130 مليون بطاقة مصرفية، ونقلها إلى خوادم في أوكرانيا وهولندا ولاتفيا.
في عام 2007 تعرضت شبكات حاسوب الحكومة الإستونية لهجوم من قبل مجهولين، بعد خلاف مع روسيا حول إزالة نصب تذكاري، وعطل الهجوم بعض الخدمات الحكومية الإلكترونية والخدمة المصرفية عبر الإنترنت. واخترق مجهولون حساب البريد الإلكتروني المعلن لوزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، ضمن سلسلة هجمات متعددة للوصول إلى شبكة حاسوب البنتاغون في العام نفسه.
وكانت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أجبرت على حجب رسائل البريد الإلكتروني التي تصل قبل إطلاق المركبات الفضائية خوفاً من اختراقها في 2006، وأعلنت صحيفة أميركية أن خطط إطلاق مركبات الفضاء الأميركية الأخيرة حصل عليها مخترقون أجانب.
(العربي الجديد)
المصدر: العربي الجديد
↧