رسالة هامة أوجهها ﻹخوتي المجاهدين في المقاومة الإسلامية الذين يقاتلون اليوم في حلب
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
حذار من بصيرة “الرقم المالي” وكرسي الزعامة ؟!!
.
مع بداية الأزمة السورية ومع بداية المظاهرات هناك ضد الحكم السوري الحالي سنة 2011، أجرت قناة فضائية عربية مقابلة مع الأمين العام “الحالي” لحزب الله الممدد له 12 مرة حتى الآن فقط لا غير !!
.
سأله المحاور يومها : هل ستقوم قيادة الحزب “الحالية” بإجراء إتصالات مع أطراف النزاع السوري ﻹيجاد حل للأزمة السياسية التي بدأت تكبر حينها ؟
.
أجابه ضاحكا ضحكة “المستحي” من هذا السؤال : نحن حزب صغير ومتواضع ولسنا في وارد أن نقوم بهذا المسعى الذي هو أكبر منا في دولة كبيرة كسوريا !!
إلا أنه فجأة وبعد فترة وجيزة، تم اتخاذ قرار من قبل قيادة الحزب “الحالية” وعلى رأسها السيد نصر الله بدخول المعركة عسكريا، معلنا أنه تدخل ليدافع عن قرى الشيعة والمقامات من العدوان التكفيري .
.
من حيث المبدأ، فإنه كان هناك موافقة كبيرة من قبل الشارع الشيعي اللبناني على هذا القرار للأسباب التي ذكرتها . إلا أنه قد آل الأمر اليوم إلى أن أعلن السيد نصر الله أنه يريد أن “يهزم العالم كله” في سوريا، وأنه سيقاتل كل من يرفع السلاح في وجه الحكم السوري الحالي ولو قتل كل شيعة لبنان، وذلك تحت شعار عجيب، وهو “بكربلا الكل استشهد” . وكأنه لا يوجد شيعة في العالم سوى شيعة لبنان وفقراء شيعة العراق وأفغانستان .حيث جعل نصر الله هؤلاء الفقراء كالمائة رجل الذين استشهدوا مع الإمام الحسين (ع)، متغافلا “عمدا” عن عشرات الملايين الشيعة الذين لطالما أعلنوا أنهم يملكون جيش العشرين مليون لتحرير القدس
.
فأدخلنا السيد نصر الله ومجموعته التي جاء بها قبل أكثر من 24 سنة-في كل المعارك التي تدور في كل سوريا، وفي مواجهة كل الذين قال عنهم في تلك المقابلة التلفزيونية أن حزب الله “ليس حتى بمستوى القيام بمصالحة سياسية بينهم” !! . وإذا به يرى نفسه “فجأة” قادرا على مواجهة وهزيمة كل هؤلاء “عسكريا” في كل سوريا، بطائفة لا يزيد عديد رجالها ونسائها وكبيرها وصغيرها ومريضها وسليمها ومقيمها ومهاجرها عن مليون وسبعمائة ألف نسمة !!
.
لا أتكلم الآن من موقع خوف على الحياة الدنيا، أبدا . إنما أتكلم من موقع الخوف على مصير الطائفة الدنيوي، والمصير الأخروي لي ولكم .
-
أنتم تعلمون كيف سيطرت المعارضات السورية على الأرض، وكيف كانت ولا تزال تباع المناطق السورية للمعارضات من قبل ضباط خونة، أو بسبب لعبة ماكرة من النظام نفسه . وقد تعاهدنا أن نقاتل في سوريا دفاعا عن المقامات المقدسة والقرى الشيعية في وجه كل معتدي، وإقامة حزام أمني بعمق يعتد به حول هذه الأماكن .
.
إلا أن ذلك لم يعد هو الهدف المعلن لقتالنا هناك، بل بات دورنا هو القتال حتى ضد من يحق لهم قتال من قتل أبنائهم بعدما باع الضباط الخونة من الجيش السوري المناطق التي تحت سلطتهم، لمعارضة داخلية أو أراذل أتوا من الخارج، فكان الرد بقتل المدنيين الذين لا يحل قتلهم، وتدمير بيوتهم، وبمشاركة الروسي الذي تتآمر كنيسته الشرقية مع الأمريكي وكنيسته الغربية ضد كل شيء إسمه “محمد” وبغض النظر عن مذاهب المحمديين . فبتنا اليوم في الكثير من المعارك، معتدين على مظلومين، ولسنا في موقع المنتصر لفئة مظلومة، وكل ذلك يجري تحت شعارات سياسية ودينية وهمية وواهية لا واقع لها، كمواجهة المشروع السعودي التركي الأمريكي العالمي إلخ . مع أن أصحاب هذه الشعارات “يحلمون” ليل نهار “فقط” بأن تكلمهم تلك الدول التي يدعوننا لقتال مشروعها في سوريا !!
.
معركة حلب اليوم مثال واضح ومصداق بين لما أحدثكم عنه، لا سيما المجازر التي ترتكب بحق أطفال ونساء تلك المناطق وبغض النظر عن دين ومذهب هؤلاء الناس . فإن الدول الراعية لجميع القوى المتصارعة في حلب اليوم، تحاول أن تستجلب ما تستطيع من مصالح إقتصادية لشعوبها عبر مقاتلين، منا ومن غيرنا من الذين نقاتلهم هناك، وترمي كل دولة فتات طعامها للمتصارعين على أرض حلب !!
من يمنع كل الأطراف من الإنتصار في حلب . وما الغاية من استمرار القتال هناك . أليست الغاية التي باتت واضحة هي تيئيس الكل ليستسلم الكل لمشروع تقسيم سوريا الآتي لاااا محالة ؟!!
.
أنتم اليوم أيها المجاهدون تقاتلون في الشمال السوري لاستنزافكم، وروسيا وأمريكا تمنعان النصر ﻷي من الطرفين، بينما الهجوم الكبير سيأتي من مكان آخر !!
حلب تبعد أكثر من 700 كلم عن لبنان . حلب ليس فيها أي مرقد لولي او قرية شيعية مهددة من قبل التكفيريين باستثناء “نبل والزهراء” اللتين يمكن أن نجد لهما حلا مقابل سيل الدماء الجاري بتخطيط من الشيطان الأكبر في الغرب والصليب الروسي في الشرق، والذي لاااا هم لهما سوى إبادة أمة الإسلام التي تدعي كل الأطراف أنها تقاتل ﻷجلها !!
.
ما يجري في حلب اليوم وكل سوريا هو عملية بناء لمشروع رسم خريطته مهندس عالمي “كافر بالله العظيم”، يوهمكم ومن حيث لا تشعرون وبلسان عربي مبين أنكم على الحق المبين .
.
لقد وقعنا كلنا الآن ف
ي فخ نصبه لنا أعداء الكل، وبتنا أسرى مواقف قيادات “لا تؤمن” أساسا بما تأمركم به !!
.
لقد دفع قائدكم الكبير قبل شهرين في سوريا حياته ثمن وعيه وإدراكه “لفخ حلب”، وهو أراد أن ينجيكم من هذا الفخ كمسؤول حريص على جنده، فعاجلوه “برصاصتين غادرتين” ما تزالان “تحومان” حول كل “ذي قرار” في قيادتكم الحالية يمكن أن تفكر بوقف التدخل في تلك الحرب العبثية في حلب وغيرها . فكونوا أوفياء لدم هذا القائد “الحريص” ولا تقتلوه مرة ثانية !!
.
لبنان الذي عملنا كلنا لنعيش فيه أعزاء، هو الذي بحاجة لجهدكم الآن في وجه من دمروا حياتنا وجعلوها ليلا في قلب النهار . هنا يثمر الدم عزا وكرامة عيش، وليس في حروب باتت عبثية ولن تجر علينا إلا ثارات كبرى ولو بعد حين !!
.
هذه رسالتي لكل مجاهد، لرفاق السلاح أيام الشباب، نحن لم نتعود أن نكون مقاتلين كالآلات لا تبصر ما تفعل . كنا دوما أصحاب فكر يحرك بنادقنا ومدافعنا، لا مجرد آلات عمياء تنفذ ما تتلقى من إشارات . المبادرة اليوم بين أيديكم أيها المجاهدين الأوائل بعد أن ارتهنت القيادة السياسية وباتت أخوف من الخوف نفسه على نفسها، “حرصا على حياة” !!
.
رغم المخاطر الكبيرة التي ستعرضني لها هذه الرسالة التي لم أتحدث فيها إلا بما يوجبه علي ديني وعقلي “ترميزا” كي تعرفوا ما الذي ينتظرنا في آتي الأيام من أهوال دلتنا عليها سنن التاريخ وروايات الصادقين . إلا أن هذه المخاطر لا تساوي شيئا مقابل ما سنتعرض له لاحقا “كطائفة” من ثارات كبرى لضحايا كثر سقطوا بغير حق في حرب باتت عبثية لخدمة مشاريع سلاطين الأرض، ولا تساوي هذه المخاطر شيئا مقابل نجاتنا من فتنة ستجعلكم وتجعلنا في صفوف الظالمين في الدنيا والآخرة .
.
لا تسمعوا ولا تسمحوا لدعايات قادة جبناء أن تسيطر على عقولكم، ولا تسمحوا لضيق عيش أن يجعلكم من الظالمين الذين ما حملنا السلاح إلا لقتالهم أينما كانوا !!.
.
لقد تم شراء كل الضمائر والعقول والذمم الدينية والوطنية في بلدنا وطائفتنا، إلا ما رحم ربي، فلم يعد أحد يجرؤ أن يقول ما ينفعنا في دين أو دنيا، في الحاضر أو المستقبل . وأسأله تعالى أن يجعلني وإياكم من هؤلاء المرحومين .
.
رسالتي هذه هي حجة عليكم في كل المعارك العبثية التي تخوضونها ف.ي حلب وغيرها اليوم، فتلقفوها، فالأمر خطير والمؤامرة الشيطانية مؤامرة كبرى !!
أستودعكم الله، وأسأله أن يردكم إلى دياركم وأهليكم سالمين دينا ودنيا، وأن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة بتعجيل ظهور وليه (عج) .
.
{فسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد}
الشيخ الشيعي عباس حطيط كان حتى الأمس القريب أحد أبرز كوادر ومنظري حزب الله.
↧