Quantcast
Channel: souriyati2 –سوريتي
Viewing all 26683 articles
Browse latest View live

تسعة قتلى من النظام وحزب الله بانفجار سيارة مفخخة في ريف حمص الشرقي

$
0
0
قُتل تسعة عناصر، وجرح آخرون من قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني، اليوم الأحد، بانفجار سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين في ريف حمص الشرقي وسط سورية. إذ قتل ستة عناصر وأصيب آخرون بجروح، إثر انفجار سيارة مفخخة في مواقع قوات النظام وحزب الله اللبناني في منطقة حميمة بريف حمص الشرقي، تبعها هجوم لمقاتلي تنظيم ‹داعش› تمكنوا خلالها من سحب قتلى عناصر النظام، وأسر جريح بعد الهجوم واغتنام بعض الأسلحة الفردية. كما أن عنصرين من قوات النظام قتلا أثناء مرورهم على طريق المسعودية - أم حارتين بريف حمص الشرقي، إثر انفجار لغم أرضي بهما، وعند وصول إسعافات من قبل مجموعات أخرى انفجر لغم ثاني، وتسبب بمقتل عنصر من ميلشيا الدفاع الوطني، وجرح النقيب محمد الحسن. تنظيم ‹داعش› يعتمد في هجماته على الكر والفر ويتجنب الهجوم المباشر والسيطرة، بسبب كثافة الغارات الجوية على مواقع الاشتباكات ويعتمد على الهجوم المباغت السريع والانسحاب لمواقعه فوراً.

عشرات القتلى من النظام بعمليات انتحارية ومفخخات داعش في دير الزور

$
0
0
قتل 12 جنديا من قوات النظام وأصيب العشرات منهم، بهجمات ‹انغماسية› شنها عناصر تنظيم ‹داعش› على مواقع لقوات النظام، بمنطقة حميمة جنوب غربي دير الزور. إذ قالت وكالة ‹أعماق› ذراع التنظيم الإعلامية، إن عناصر التنظيم شنوا هجوما على نقطتين عسكريتين لقوات النظام ومليشياته، غربي حميم) الواقعة من جهة البادية، بدأوه بعربة مفخخة، أعقبها اقتحام مجموعات من عناصر التنظيم بعربات مصفحة هذه المواقع، دار على إثرها مواجهات عنيفة، استخدم فيها صنوف عديدة من الأسلحة. كما أوضحت ‹أعماق› أن 12 عنصراً من قوات النظام قتلوا، وأصيب أكثر من 30، وأكدت أن عناصر التنظيم تمكنوا من تدمير دبابتين بصاروخين موجهين، فضلا عن الاستيلتء على دبابة طراز T62 وجرافة وأسلحة رشاشة وذخائر متنوعة. منطقة البادية تشهد مواجهات على أكثر من محور، يسعى النظام لاستغلال عامل الوقت، وفق الخطط المرسومة روسياً، من خلال سحب مجموعات من عناصره وإعادة تجميعها وتوجيهها إلى منطقة البادية، التي ستكون إحدى أهم ساحات الصراع بعد نهاية معركة الرقة.

الشبيحة الأسدية في سورية – نماذج

$
0
0
ارتبط مصطلح الشبيحة في سورية بالدائرة الضيقة للعائلة المالكة الأسدية وأقربائهم، فقد كان لكل شخصيةٍ من هذه العائلة مجموعةٌ من الحراس الشخصيين، يتم انتقاءهم بعناية فائقة، وعلى الرغم من تنوع الأهداف لدى كل شخصية، فهناك هدف مشترك يجمعهم، وهو التذكير الدائم بقوة وسطوة العائلة الأسدية وأقربائها من أمثال آل مخلوف في اللاذقية وريفها، وآل نجيب في جبلة وريفها. إن كلمة “الشبيح” في سورية هي المعادل الموضوعي لكلمة البلطجي التي سمعنا بها في أثناء الثورة المصرية، وكذلك الأزعر في الأردن، وإلى حد ما المرتزق في ليبيا، وكلها مرادفات لمعنى واحد، وهو كل من يستخدم العنف والإكراه خارج القانون في سبيل تحقيق أهداف خاصة به أو بآخرين مقابل عائد مادي. أغلب الناس يُرجع نشأة الشبيحة إلى آل الأسد، مع الاختلاف في تحديد من بدأ ذلك، لكنّ المؤكد أنّ هناك أسماء لمعت في عالم التشبيح، وكلّها من عائلة الأسد وأبرزهم: منذر الأسد، هلال الأسد، هارون الأسد، أمير الأسد، نمير الأسد، علي الأسد، فوّاز الأسد، مالك الأسد ومحمد الأسد المعروف بشيخ الجبل. لكن هناك من يرى أنّ مالك الأسد (ابن الشقيق الأكبر لحافظ الأسد) وبعضهم يقول إن نمير الأسد هو صاحب الرّيادة في تأسيس هذه المجموعات، وذلك بعد دخول “الجيش السّوري” إلى لبنان عام 1976،حيث اقتصر عمل مجموعته على التهريب (دخان، وأدوات كهربائية) من لبنان إلى سوريّة، لكن التأسيس الفعلي كان على يد محمد توفيق الأسد المعروف بشيخ الجبل (وهو ابن عم بشار الأسد) الذي طوّر عمل الشبيحة، ابتداءً من انتقاء الأشخاص الذين يريدون الانضمام إلى هذه المجموعات، وانتهاءً بتنوع الأعمال المنوطة بهم، فقد كان الدخول إلى عالم الشبيحة يستلزم بعض الشروط التي لا بدَّ منها، وهي أوّلًا، وقبل كلِّ شيء، انعدام الثّقافة، الطّاعة العمياء، البنية الجسدية القوية والولاء للمعلّم، ولا مانع من أن يكونوا مجرمين وأصحاب سوابق. وقد تطوّر عملهم ليشمل تهريب المخدرات والخمور والأسلحة والسّيارات المهرّبة والمسروقة والأدوات الكهربائية والمنزلية، حتّى وصل بهم الأمر إلى فضّ النزاعات بين الناس والحكم لصالح من يدفع أكثر، وهذا التّطوّر في العمل استلزم وجود سجون خاصة بهم، يسجنون بها من يخطفونه إلى حين قبوله بما يُفرض عليه. لكل مجموعة منهم زعيمٌ يُعرف باسم (المعلّم) -يطلق الاسم نفسه على رئيس فرع المخابرات أو القائد المدعوم في الجيش- وهو الذي يقود المجموعة ويخطط ويفضُّ النزاعات بين أفراد المجموعة، ويكون صلة الوصل بين عناصر المجموعة وبين (المعلّم) الكبير الذي هو أحد أفراد آل الأسد أو من في حكمهم، وفي بعض الأحيان يقود (المعلّم) الكبير بنفسه المجموعة، كما كان الحال مع شيخ الجبل الذي كان يقود تشكيلًا ضخمًا من عناصر الشبيحة حتى إنه لُقَّبَ بـ “حاكم اللّاذقية”، وقد كان له دور بارز مع اندلاع الثّورة السّورية، بوصفه أحد أقوى رجالات النظام في اللاذقية. (قُتِلَ شيخ الجبل في آذار/ مارس 2015، مع إشارات تدل على أنّ بشار الأسد كان وراء مقتله، وذلك لنفوذه الواسع في اللاذقية وما حولها، ومحاولاته اتخاذ بعض القرارات خارج دائرة السّلطة الأسدية). أغلب الشبيحة ينتمون إلى الطائفة العلوية بحكم أن (المعلّم) ينتمي إلى آل الأسد وبحكم علاقات القربى والثّقة، لكن هذا لا يعني أنّ هذه المجموعات لا تضم أفرادًا من طوائف أخرى. ومن المثير للاهتمام أنّ باسل الأسد، قبيل مصرعه في 1994، سعى إلى الحدّ من نفوذ الشبيحة خوفًا من أن يكون لهم شأنٌ وقوّة في المستقبل تخرج عن سيطرة “الّدولة”، وكذلك رغبةً منه في تقليص دائرة نفوذ العوائل التي تعتمد على الشبيحة، بخاصةً أنّ نمو هذه الظاهرة كان يتعارض إلى حدٍ ما مع التّوجّه إلى تسلم باسل الأسد السّلطة، وكذلك توجّه الشّخصيات في العائلة المالكة ومن حولهم من كبار رجالات الحزب والجيش إلى إقامة مشاريع وإنشاء شركات تجارية، وهذا يتعارض مع وجود مجموعات الشبيحة الخارجة عن القانون الأسدي. وبالفعل استطاع باسل الأسد أن يعتقل كثيرًا منهم ويزجهم في سجن صيدنايا مدة قصيرة، حيث خرجوا بعد موت باسل الأسد ليعودوا إلى الظهور بقوّة أكبر بعد اندلاع الثورة السّورية. الشبيحة والثورة السورية: تغيّرت بنية الشبيحة، بعد ثورة الكرامة في سورية، فبعدما كان يُختار أفرادها وفق الشروط التي ذكرناها آنفًا، وهي (انعدام الثقافة، الطاعة العمياء، البنية الجسدية القوية، الولاء المعلّم) فقد أصبح الولاء المطلق لبشار الأسد هو العنصر الأول والأهم، ويُلاحظ ذلك من خلال شعاراتهم وعباراتهم التي يكتبونها على الجدران مثل (يا بشار لا تهتم.. عندك رجال بتشرب دم، منغيّر الله وما منغيّر بشار)، وكذلك تغيّرت المهام، فبعد أن كانت مهامها هي التهريب من لبنان إلى سورية وبالعكس وخدمة (المعلّم) من آل الأسد في كل ما يسعى إليه، فإن الوضع الجديد اقتضى إنشاء مجموعات جديدة من الشبيحة في كل منطقة في سورية، وليس مهمًا في الحالة الجديدة أن يكون (المعلّم) من آل الأسد، وكذلك ليس مهمًا أن يكون علويًا، لأن المهام الجديدة والمتمثلة في قمع انتفاضة الشعب السوري تقضي تغطية كافة نقاط التظاهر، ولا سيّما في المدن الحساسة. إذن مع تغيير البنية وتغيير المهام وأيضًا التجديد في التمويل (التعفيش) أصبحت الشبيحة هي الذّراع غير الرسمي لنظام الأسد، وهي بمنزلة القوات الخاصة له، إذ إنها تقوم بكل ما هو قذر وبشع في كافة أنحاء سورية. لن تستطيع هذه المقالة تغطية كافة مجموعات الشبيحة التي تعمل في سورية، وسيقتصر البحث على ثلاث مناطق: هي حمص وسلمية وصبورة. حمص: تُعد مدينة حمص من أوائل المدن التي شهدت تظاهرات ضد النظام، وهي أكثر المدن السورية فرزًا بين الطوائف، حيث إن هناك أحياء كاملة يقتصر العيش فيها على طائفة معينة دون الأخرى، مثل حي الزهراء الذي يُعدّ المعقل الأساس للشبيحة وحي الخالدية الذي كان الحاضنة الأساسية لتظاهرات ضد النظام. ومع بداية الثورة، أوعز العميد (بسام حسن)، وهو ضابط رفيع المستوى في القصر الجمهوري وأحد مستشاري بشار الأسد، إلى ابن اخته المهندس (صقر رستم) بتشكيل ميليشيا، عُرفت في ما بعد باسم (اللجان الشعبية) حيث شكلها سريعًا من المتطوعين الموالين لبشار الأسد، ثم أتبع ذلك بتشكيل سرية للمهام الخاصة من الثُقات، وهي التي تقوم بأعمال القتل والخطف والتعفيش، وكان المهندس صقر، قبل أن يصبح حاكمًا لحمص، معاونًا لمدير منطقة حسياء الصناعية حيث طُرد من عمله في إثر فضيحة فساد. من أهم الأسماء التابعة لصقر رستم في حمص: علي شنق، لقد تم تداول هذا الاسم كشبيح رقم واحد، في مجموعة صقر رستم، في بداية الثورة إلا أنه اختفى أو أُبعد أو قُتل. محمد علي، وهو المسؤول عن حواجز الخالدية وكرم ميسّر، وكذلك يكلفه رستم بأعمال القتل والخطف والنهب على طريق حمص- طرطوس. أحمد السايس، وكان المسؤول الرئيس عن تصفية عائلات كاملة في حي جوبر والسلطانية، بعد أن داهم الجيش تلك الأحياء. عيسى السايس، وهو مندوب صقر رستم إلى طريق دمشق – حمص، حيث نهب وسرق بلدات النبك وقارة ويبرود، وهناك من يقول، من أهالي حمص، إنه في أثناء قيادته قافلة من المسروقات من تلك البلدات، حاول أحد حواجز الجيش إيقافه، لكنه أطلق النار على الحاجز وقتل ضابطًا برتبة رائد مع ثلاثة عناصر، من دون أن يُحاسب بعد فعلته. تيسير إسماعيل، وهو اليد اليمنى لصقر رستم وضابط أمن الميليشيا، وهناك شائعات تقول إنه يفتخر بأن لديه أذنًا مقطوعة لكل شخص قتله، وهو المسؤول عن عمليات الخطف ضمن أحياء المدينة. أما تمويل هؤلاء الشبيحة الذين يزداد عددهم يومًا بعد يوم، فقد كان يعتمد على اقتصاد الحرب، كما يقول الباحث الاقتصادي كمال يوسف، في تصريحات صحفية: “إن عمليات التعفيش تجري كجزء من اقتصاد حرب متنامٍ في سورية، حيث إن النظام يعدّ أعمال السلب والنهب بمنزلة تمويل ذاتي لمقاتليه ومكافأة لهم، خصوصًا مع تدنّي الرواتب التي كان النظام يقدمها لهم”. طبعًا عمليات التعفيش لم تقتصر على الأحياء السّنية في المدينة، وإنما طالت حتى الأحياء الموالية، وحادثة الانفجار الضخم في مستودع الأسلحة التابع لصقر رستم في المدينة الرياضية التي تقع جنوب حي مساكن الشرطة، خير دليل على ذلك إذ إنه، في الأول من آب عام 2013، حدث انفجارٌ ضخم هزَّ مدينة حمص بأسرها، وقال إعلام النظام وقتئذٍ إنّ المستودع استُهدف من قبل المعارضة المسلّحة بصورايخ محلية الصنع، لكنّ معظم السكان كان يقول العكس إذ يعتقدون أن الانفجار مفتعل، لأنه، بعد الانفجار مباشرةً قامت الميليشيات بالانتشار في الأحياء القريبة من موقع الانفجار وبدؤوا بنشر الذعر بين المدنيين، وقالوا إنّ جبهة النصرة قادمة إلى الحيّ، فأصبح الحي خاليًا من سكّانه، وكان هذا الإخلاء هو الأرضية المناسبة لسرقة الحي بكامله، حيث قال بعض الأهالي إنّ الشبيحة أغلقوا الحي مدة أربع ساعات وكانت كافية لسرقة ما يزيد عن خمسمائة منزل، بعد ذلك خرجت مظاهرة في الحي تندّد بـ صقر رستم الذي وعد بإجراء تحقيق في عمليات السّرقة والنّهب لكنّ ذلك لم يتم. السّلميّة: تعدّ السّلميّة من أكثر المدن السورية غنًى على الصّعيد الثّقافي وأكثرها فقرًا على الصعيد الاقتصادي، وقد شاركت هذه المدينة في الثّورة السّوريّة بفاعلية عالية، لذلك كان نصيبها من انتهاكات الشبيحة عاليًا أيضًا. بعد اندلاع تظاهرات ضد بشار الأسد في السّلميّة تأسس الشبيحة على يد شخص يدعى (مصيب سلامة) وهو شقيق اللواء أديب نمر سلامة (الذي كان رئيس فرع المخابرات الجّويّة في حلب، وقد عُزل في عام 2016، ونُقل إلى دمشق ليكون معاون مدير إدارة المخابرات الجويّة)،يمارس (مصيب سلامة) عمله التّشبيحيّ في منطقة السّلميّة وما حولها، ويُعدّ حيّ (ضهر المغر) جنوب السّلميّة مقرّه الرّئيس كما أنّ قرية (خنيفس) أحد أهم معاقله التي يمارس على ساحتها عمليات الخطف والسّلب، وهي قرية غرب السّلميّة على طريق حمص، وتسمّى (جمهوريّة الشبيحة). يتبع (مصيب سلامة) مجموعات من الشبيحة يتولّى زعامة كل مجموعة شبيح متمرّس في الخطف والقتل والسّلب، ويأتي على رأس هؤلاء المدعو علي حسن الملقّب بـ علي حمدان، محمود عفيفة، طالب بشور الملقّب بـ أبو علي اللبناني (وهو من سكان جبل محسن في لبنان سابقًا)، إبراهيم الصالح (وقد قتل في خلاف مع أحد الشبيحة على المال المسروق). لدى (مصيب سلامة) شبكة من العلاقات داخل النظام، يقومون بتسهيل حركته والتّستّر على جرائمه وقبض أتعابهم مقابل ذلك. ويعتبر (محمود عفيفة) من أتباع مصيب سلامة، وهو من قرية (خنيفس) لكن مع تطور عمل الشبيحة استقلّ بنفسه وأسس مجموعته الخاصة في قريته على طريق حمص- السّلميّة. عمِل منذ البداية على قمع التظاهرات في السلمية وحماة، وقد اشتهر بطرق تعذيبه للمخطوفين، إذ كان لديه ضبع في مزرعته وضعه في قفصً حديدي وكثيرًا ما كان يرمي بالمخطوفين وهم أحياء إلى الضّبع، ومنهم شاب من مدينة إدلب يدعى بكري (كما روى أحد المنشقين عنه) كذلك كان لديه بئر يرمي بها جثث المخطوفين الذين يموتون تحت التعذيب والذين لم يستطع أهلهم دفع الفدية. لقد تغوّل هؤلاء الشبيحة على مدينة السلمية وما حولها وطالت عملياتهم حتّى القرى العلوية مثل أبو حكفا، وكان الحاجز التّابع لهم يسمّى (حاجز المليون) حيث إنّ الشبيح لا يبرح الحاجز ما لم يجمع مليون ليرة يوميًا، ونتيجة تغوّلهم هذا وقتلهم لأحد أبناء السلمية وهو صاحب كازية، قام أهالي السلمية في عالم 2014 بتظاهرة ضدهم، حيث هتف المتظاهرون، على مسمع من أجهزة النظام: (سلمية إيد وحدة، بالروح بالدّم نفديك سلمية، بدنا نعيش بكرامة وما بدنا بيت سلامة، بدنا نعيش بأمان وما بدنا بيت حمدان) وفي إثر تلك الاحتجاجات عمد النّظام إلى استدعاء (مصيب سلامة) وكبار أعوانه وعلى رأسهم (علي حمدان) إلى دمشق، لكن سرعان ما تمّ لفلفة الموضوع وأُعيدوا إلى السّلمية تحت قناعٍ جديد، حيث أُنشئ ما سمّاه النظام (الدوريّة المشتركة) التي تضم أفرادًا من جميع فروع الأمن في المنطقة، وأسند قيادتها إلى الشبيح علي حمدان. الصبورة: أما الصبورة، فهي مركز ناحية تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة السلمية ويبلغ عدد سكانها نحو 20 ألف نسمة وتعدّ من القرى الموالية لبشار الأسد وأحد أهم روافد الشبيحة في المنطقة، وعلى الرغم من الحالة الاقتصادية المزرية التي تعيشها البلدة (إذ يعتمد أبناؤها على وظائف الدولة والجيش وعلى الزراعة التي بدأت تنحسر مؤخرًا بسبب الجفاف الذي أصاب المنطقة) إلا أنّ الكثيرين من أبنائها ماتوا دفاعًا عن بشار الأسد في أماكن مختلفة من سورية، ويضم تل الصبورة (وهو مقبرة البلدة) أكثر من خمسمائة رفات من بينهم ضباط ذوو رتب عالية، مثل العميد جهاد قدور الذي مات في الزبداني، وكذلك العقيد محمود حسن الطويل وأخوه العقيد محمد حسن الطويل، والملازم أوّل أمين محمد العلي، وكذلك العقيد زهير محمود رمضان، والطّيار كمال خلّوف، وجميعهم من عائلات فقيرة انتسبوا إلى الجّيش لتحسين حياة أهاليهم المادّية. يُعدّ (وريس يونس)، المكنى أبو جعفر، مؤسس الشبيحة في الصبورة وقد كان رجلًا مغمورًا لكنه اشتهر فيما بعد على مستوى محافظة حماة كلها، فبعد أن فشل في الحصول على الشهادة الإعدادية، وبسبب فقر الحال، تطوّع في الشرطة العسكرية وأعلى منصب وصل إليه، قبل الثورة، هو مسؤوليته عن مفرزة الدخول إلى مشفى تشرين العسكري. بعد الثورة ونتيجة علاقته بالمخابرات الجوية اعتُمد ليتولى تشكيل الشبيحة في صبورة والقرى المجاورة، مثل عقارب الصافي والمبعوجة وغيرهم، وبالفعل شُكلت هذه المجموعات من الفقراء والعاطلين عن العمل، وأصبحت من القوة بحيث تضاهي مجموعة مصيب سلامة في السلمية، وكان أول عمل لهذه المجموعة هو قمع الأصوات المعارضة في الصبورة وما حولها، وهذا ما حصل مع السيد ناصر ديوب (وهو أحد السجناء السابقين في حزب العمل الشيوعي) حيث ضُرب وعائلته ورُحّلوا، وكذلك أُطلقت النار على منزل السيد نزير دنيا وأُجبِر على النزوح خارج القرية. عُيّن (وريس يونس) فيما بعد عضوًا في مجلس الشعب عام 2012، لكنه بعد عامين قُتل على طريق حماة – السلمية، وهي منطقة تقع تحت نفوذ آل سلامة، حيث قال الإعلام السوري آنذاك إن العصابات هي من قتلته، لكن لبعض أهل الصبورة رأي آخر إذ يقولون إنه صُفّي بعد أن كان عائدًا من فرع المخابرات الجوية في حماة، محملًا برواتب شبيحته. استلم المجموعات بعد قتل (وريس يونس) أحد أهم رجاله إجرامًا وهو المدعو (غزوان السلموني) الذي كان يعمل جابي عدادات مياه في الصبورة، قبل أن يتحول إلى ملياردير خلال فترة قصيرة، لكن في أثناء استلام (غزوان السلموني) قيادة الشبيحة، حدث أمر مهم كان له أثر على عمل الشبيحة، وهو أن ستة أشخاص إيرانيين قدموا إلى الصبورة وأنشؤوا مستشفى حديثًا وزودوه بأفضل التجهيزات، ومن ثم استقروا في القرية وأخذوا بتجنيد الشباب الصغار (لا يأخذون من عمره فوق الخامسة والعشرين) ويرسلونهم إلى إيران في دورات تدريبية مدة أشهر، ثم يعودون إلى القتال في صفوف الميليشيات المرتزقة ليعودوا في النهاية إلى الصبورة في توابيت. أصبح الإيرانيون مصدر منافسة لـ (غزوان السلموني) ولا سيما أنهم يدفعون رواتب أعلى من رواتب (غزوان)، وما زالوا حتى كتابة هذه السطور يمارسون عملهم في مقر إقامتهم في الصبورة. في العشرين من آب 2015، وهو يوم لا ينساه أهل السلمية، قام (غزوان) وشبيحته بإطلاق النار على عناصر حماية السرايا الحكومية في السلمية (وهو بناء يضم مكتب مدير المنطقة والمحكمة) وأصاب عددًا منهم، وذلك بعد منعه من دخول المحكمة بسلاحه مما أدى إلى مشادّة كلامية بين الطرفين أعقبها إطلاق النار من قبل (غزوان) ومجموعته، بعد ذلك انسحب إلى مقره في الصبورة من دون أن يترتب على ذلك أي إجراء. يقول بعض أهالي الصبورة إن (غزوان السلموني) قام مؤخرًا بترخيص محطة فضائية اسمها (شام) وتبث من السلمية، حيث دفع مبلغ خمسين مليون ليرة لترخيص المحطة. بعد مجزرة المبعوجة التي قام بها تنظيم الدولة، في 31 آذار/ مارس 2015 وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء، قام النظام باعتقال (غزوان) وذلك بسبب هروبه وشبيحته من المبعوجة في إثر هجوم داعش، لكن بعد فترة قصيرة أُفرج عنه وأخلي من مسؤوليته، فعمّت الأفراح ناحية الصبورة حيث جرى إطلاق رصاص كثيف ابتهاجًا بهذه المناسبة (العظيمة)، حتى إن أحد الأهالي علّق ساخرًا: (لو أن هذا الرصاص اُستخدم ضد داعش في المبعوجة لما استطاعت أن تنفذ جريمتها). يُعدّ عضو مجلس الشعب (فاضل وردة) هو المسؤول عما يُسمى ميليشيات الدفاع الوطني، أي الشبيحة، في ريف حماة الشرقي، ومقره السلمية، ومن المفترض أن يتبع له كافة الميليشيات، سواء في الصبورة أو غيرها، لكن الواقع أن قائد كل مجموعة هو رئيس عصابة، ويمارس عمله مستقلًا وبارتباط مباشر مع أحد فروع المخابرات. في النهاية يمكن القول إن مفهوم الشبيحة تطوّر خلال فترة حكم بشار الأسد ليصبح أداة قمع رديفة ومساندة لأدوات القمع التقليدية، وإن الأعمال التي تُناط بها هي من القذارة والبشاعة بحيث تعفّ عنها، أحيانًا، بعض أدوات القمع التقليدية، ويمكن القول أيضًا أن الشبيحة في عهد بشار الأسد لم تعد بالضرورة تقتصر على طائفة محددة أو منطقة محددة، بل شملت جميع الطوائف وغطّت كافة مناطق سورية. بسام جوهر..Geroun

بالفيديو: ‹لواء فاطميون› يعرض تدريبات عناصره في معسكر بحماة

$
0
0
نشر ‹لواء فاطميون› أحد أبرز الميليشيات الشيعية في سورية،شريطاً مصوراً عرض فيه تدريبات عسكرية لميليشياته داخل قطعة عسكرية مجهزة في سورية. إذ بثت مواقع موالية للميليشيا مقطعا مصوراً لعناصرها أثناء تلقي تدريباتهم العسكرية، وذلك في معسكر بُني لهم حديثا في ريف حماة الشرقي وسط سورية، الذي يحوي على مقاتلين أفغان أرسلوا عن طريق ‹الحرس الثوري› الإيراني للقتال إلى جانب قوات النظام، فيما يقدر عدد هذا اللواء المتواجد بقرابة عشرين ألف مقاتل. كما إن قوات النظام بدأت في إنشاء وإعطاء مواقع عسكرية خاصة للميلشيات الطائفية الموالية لها، الأمر الذي يدل على عجز النظام الكامل عن القتال خلال معاركه ضد قوات المعارضة في جميع الأراضي السورية، مستغلاً اتفاقية ‹خفض التصعيد› في إنشاء تلك القطع والمعسكرات التدريبية واستملاكها لصالح المقاتلين الأفغان والإيرانيين وأيضا لميليشيا حزب الله.ميليشيا ‹لواء فاطميون› دخلت القتال إلى جانب صفوف قوات النظام في مطلع عام 2015 وذلك بدعوة رسمية من ميليشيات ‹الحرس الثور›" الإيراني، فيما يتركز تمركز تلك الميليشيات بشكل كبير في مناطق ريف حماة وريف حمص والبادية السورية. https://www.youtube.com/watch?v=fKM5lnT8w6E المصدر: الاتحاد برس

الجيش اللبناني يخلي عدة مناطق بجرودعرسال وحزب الله يحشد قرب الحدود السورية

$
0
0
بدأ الجيش اللبناني اليوم الأحد 16 تموز/يوليو، بإيعاز سكان المناطق والقرى الواقعة في جرود مدينة عرسال شمال لبنان، بضرورة إخلاء منازلهم والابتعاد عن مناطق محددة قريبة ومحيطة ببلدة عرسال. وقالت مصادر إعلامية، إن الجيش اللبناني أبلغ أهالي عرسال بوجوب اخلاء منطقة "وادي حميد وجروود عرسال" خلال مدة 24 ساعة، وأعلن إغلاق جميع الحواجز المؤدية لجرود عرسال وإلى وادي حميد ابتداءاً من اليوم الأحد. تزامن ذلك مع حشود عسكرية كبيرة لميليشيا "حزب الله" تضمنت قوات مشاة وعربات مصفحة على خطوط الدفاع الأولى المحاذية للحدود السورية، في ظل الأنباء الوادرة عن وجود عملية عسكرية وشيكة سيقوم بها حزب الله في مناطق القلمون الغربي بريف دمشق لاستكمال السيطرة عليها. وكان ناشطون قد تناقلوا على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الجمعة 14 تموز/يوليو، معلومات عن بدء حزب الله بحشد قواته داخل بلدة "فليطة" في القلمون الغربي. وقال الناشطون في عدة تغريدات على موقع تويتر، إن حزب الله حشد نحو 200 من عناصره بسلاحهم وعتادهم الثقيل والمتوسط في بلدة فليطة دون ورود معلومات عن الأسباب إلا أن معلومات وردت عن اقتراب إعلان عملية عسكرية في المنطقة. المصدر: الاتحاد برس

لجان القلمون الشرقي تتوصل لاتفاق تهدئة مع النظام بريف دمشق

$
0
0
توصلت كل من اللجان المندوبة للتفاوض عن مدن وبلدات القلمون الشرقي اليوم الاحد 16 تموز/يوليو، لاتفاق (تهدئة مبدئية) مع قوات النظام، تمهيداً لتحييد المدن والبلدات عن أي عمل عسكري. ونصت الاتفاقية على 4 بنود (اختبار) قابلة للتعديل والتجديد بين الطرفين بحسب الظروف الوتغيرات المطروحة على الأرض الآن ولاحقاً وهي: 1 - إخراج السلاح الثقيل والمتوسط من المدن ومنع المظاهر المسلحة 2 - تفعيل المشافي وادخال الدواء والمواد الطبية والخدمات كافة الى المدن وعدم التضييق على الحواجز 3 - تشكيل لجنة مشتركة لبحث ملف المعتقلين والموظفين المفصولين 4 - تتم ادارة المدن من خلال مجلس محلي منتخب بصلاحيات كاملة ياتي ذلك بعد أن توصلت اللجان المفاوضة عن مدن وبلدات القلمون الشرقي يوم الثلاثاء الماضي 11 تموز/يوليو، لعدة نقاط أساسية تتعلق بالمفاوضات القائمة مع النظام السوري، والتي نصت على ما يلي: (التقاء وجهات النظر حول تحييد المدن والمناطق السكنية عن الصراع، وطرح ومناقشة وضع المنطقة ضمن مناطق خفض التوتر وربطها بحل شامل يُناقش في جلسات لاحقة، وترحيل موضوع انتشار الجيش خارج نقاطه الحالية وطبيعة عمل وتواجد قوات الفصائل ومستقبلها ودورها في ظل سوريا مختلفة ومستقبلية ينشدها الجميع، والتركيز من الوفد المفاوض والضغط باتجاه إنهاء معاناة الأهالي من الحواجز والتضييق عليهم، وطرح موضوع إعادة المهجرين إلى المدن مهين والقريتين من المخيمات). يذكر أن الأسابيع الماضية، شهدت عودة عشرات العائلات إلى قراهم في القلمون الغربي قادمين من المخيمات في بلدة عرسال شمال لبنان، وذلك بعد ما شهدته المخيمات من قتل وتنكيل واعتقال بحق اللاجئين بعد اقتحامهما من الجيش اللبناني. المصدر: الاتحاد برس

صحيفة “نيويورك تايمز”الامريكية : الولايات المتحدة سلمت العراق لإيران لتهيمن عليه

$
0
0
نشرت صحيفة أمريكية اليوم الأحد 16 تموز/يوليو، تقريراً استعرضت من خلاله ما وصفته بـ (الاخطاء الأمريكية في العراق)، التي ادت لوضع العراق تحت سيطرة إيران وفرض هيمنتها عليه بشكل كامل. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية، إن الهيمنة الأمريكية على العراق جاءت بعد تسليم واشنطن له لإيران، نتيجة أخطاء مقصودة وغير مقصودة أو بمعنى آخر كانت واشنطن تريد التخلص ولو بنسبة بسيطة من تبعيات حرب 2003، ما جعل العراق لقمة سائغة لإيران التي تعد الآن العدو اللدود للولايات المتحدة، مشيرة إلى ان المليشيات التي ترعاها إيران تسيطر على العراق، بل حتى كبار القادة والساسة العراقيين بحاجة إلى مباركة طهران. وأضافت: "عندما غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 للإطاحة بنظام صدام حسين، كانت ترى فيه حجر الزاوية لنشر الديمقراطية بالشرق الأوسط، وقد قدمت في سبيل ذلك أكثر من 4500 جندي ومليارات الدولارات، حتى انه في اليوم الثاني من الغزو كان هدف واشنطن ينصب على أمر واحد فقط هو كيفية تحويل العراق من ألد الأعداء لدولة عملية حليفة لها"، لافتة إلى أن الولايات المتحدة وعلى مدار 3 سنوات كانت مشغولة بشكل شبه تام بقتال تنظيم "داعش"، وقد أرسلت نحو 5 آلاف جندي لإخراج هذا التنظيم من الموصل، ثاني كبرى مدن العراق، لكن إيران لم يغب عن بالها مواصلة السيطرة على جارتها وأيضاً تنفيذ واحد من أهم مشاريعها الاستراتيجية ألا وهو ممر بري يربط طهران بالبحر الأبيض المتوسط. واعتبرت الصحيفة أن زيادة حدة التوترات والنعرات الطائفية في العراق، هي نتاج طبيعي لزيادة هيمنة إيران عليه، وبذلك لا يمكن اعتبار العراق سوى جزء من مشروع الهيمنة التوسعية الإيرانية، لاسيما وأن إيران تستخدم نفوذها في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان واليمن وحتى دول أخرى بالمنطقة. وتروي الصحيفة مشاهد صورتها عبر عملاء لها داخل العراق قائلةً: "في بعض المراكز الحدودية بين العراق وإيران، تبدو السيادة العراقية ثانوية لحافلات تمر يومياً تنقل عناصر في مليشيات تابعة لإيران في طريقها إلى سوريا، حيث يجري نقلهم براً للعراق ومن ثم جواً إلى سوريا للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد، إضافة لعشرات الشاحنات المحملة بمختلف البضائع الإيرانية التي تمر عبر المنافذ بينها بضائع منتهية الصلاحية واُخرى غير مشروعة حتى عقود تنظيف مدينة النجف جنوبي بغداد أسندت الى شركة تنظيف إيرانية". أما على مفاصل السياسة، فتبدو هيمنة إيران على عدد كبير من أعضاء مجلس النواب العراقي واضحة، حتى إن اختيار أي وزير يخضع لموافقة أو عدم موافقة إيران، في حين يسيطر الحشد الشعبي تقريباً على مفاصل الجيش والعسكر، وذلك بعد أن تمكنت إيران من جعله جزءاً من الجيش العراقي النظامي، لأمر الذي يضمن هيمنة تلك المليشيات ذات الهوى الإيراني على المحافظات العراقية وفق الصحيفة. هذه المليشيات بدأت تنظم نفسها سياسياً مع قرب الانتخابات التشريعية العام المقبل، الأمر الذي يمكّن إيران من ممارسة نفوذ أكبر على النظام السياسي بالعراق، فيما تستغل إيران الفوضى الضاربة بالعراق من أجل إتمام مشروعها لربط طهران بحلفائها في سوريا ولبنان، الأمر الذي سيمكنها من نقل الأسلحة والإمداد البشري لنظام الأسد وأيضاً لحزب الله في لبنان. لقد كانت رسائل التحذير، الصادرة من دبلوماسيين أمريكيين بالعراق، واضحة قبل الانسحاب الأمريكي عام 2011، حيث قالوا إنه إذا غادرت أمريكا فإن إيران ستملأ الفراغ، وهذا ما حصل، وفي رغبت واشنطن في أن تحجم إيران بالعراق فإنها ستصطدم بالنفوذ الإيراني الواسع جداً، فهناك الكثير من العراقيين يقولون بأن الإيرانيين يتمتعون بالحرية الكاملة في البلاد، في حين أشارت إدارة ترامب إلى أنها ستولي اهتماماً أكبر للعراق كوسيلة لمواجهة إيران، وهنا سيتمحور سؤال واحد لا ثاني له (ماذا إن كان الأوان قد فات؟!)..

قصة “أم علاء” مع تجار الحروب وأصحاب البيوت للآجار الذين لا يرحمون

$
0
0
فقدت السيدة (أم علاء) زوجها منذ الأشهر الأولى للثورة، وتعرضت مع طفليها الصغيرين لشتى أنواع البؤس والمعاناة عقب وقوع بلدتها ضمن المناطق الساخنة، لتبدأ في رحلة نزوح ذات متاعب لا تنتهي. المشهد الجديد من مأساة “أم علاء” تمثل في مسألة السكن. “لأنني لا أملك مالاً يكفي لاستئجار منزل جاهز قررت السكن في شقة غير مكسية”. تبدأ أم علاء حديثها لـ”اقتصاد” عن إحدى قصص النزوح المؤلمة. عشرات النازحين الذي قرروا الاستقرار في البلدات المتاخمة لدمشق آثروا العيش في بيوت غير صالحة للسكن. أم علاء أوضحت أن الشقة التي سكنت فيها خالية من كل شيء. ليست مجهزة بمطبخ أو حمام ولا حتى نوافذ أو أبواب. “استعضنا عن النوافذ والأبواب بإغلاقها بالنايلون وعن المطبخ والحمام بطشت ماء للجلي والتنظيف والاستحمام”. على الرغم من المعيشة الصعبة التي لا تكاد تحتمل لم تهنأ أم علاء بليلة مستقرة في منزلها الجديد ,تنشط منظمات إنسانية في المناطق القريبة من العاصمة والتي شهدت نزوح عشرات الآلاف من أهالي المناطق الساخنة، في تجهيز المنازل تجهيزاً بسيطاً بغية جعلها صالحة للسكن. وتقدم المنظمات – وفقاً لشهادات العديد من النازحين – نوافذ وأبواب وتمديدات صحية وأرضية للغرف وتجهيزات المطبخ والحمام. بالنسبة لأم علاء؛ بدأت معاناتها الجديدة انطلاقاً من هذه الفكرة. “أتى فريق من إحدى المنظمات الإنسانية وبدأ في تجهيز البيت الذي أقطن فيه.. فرحت لأن المنزل أصبح أفضل بكثير.. لكني تفاجأت بأصحاب البيت بعد فترة أسابيع يطلبون مني مغادرة المنزل”. “المسألة واضحة.. إنهم يتاجرون بنا نحن النازحون.. يكسون بيوتهم وشققهم ليؤجروها لاحقاً بأسعار باهظة”. قصة أم علاء تكررت مع غيرها من النازحين. وتقول أم علاء إن الحادثة تكررت معها ثلاث مرات في مدينة “جديدة”، بريف دمشق. ويعيش عشرات الآلاف من مهجري مدينة داريا والزبداني وحلب وحماة ومناطق كثيرة من سوريا، أوضاعاً يرثى لها داخل العاصمة وفي المناطق المحيطة بها، دون أن يكترث أحد بأحوالهم المزرية، بل وغالباً ما يكونون عرضة للمتاجرة كونهم الطرف الأضعف. محمد كساح – خاص – اقتصاد قصة “أم علاء” التي طُردت من بيتها ثلاث مرات

فلتان سوق الدواء في سورية : متاجرة علنية بالأدوية في ريف دمشق والأسعار وفق أهواء الصيادلة!!

$
0
0
استغلال كبيرة يتعرض له المواطن المريض وذويه، نتيجة الفلتان الذي يعانيه سوق الدواء في سورية، وخاصة في ريف دمشق، فالفارق بلغ نحو 800 ليرة للدواء الواحد بين صيدلي وأخر. إذ حسب شكوى واردة إلى موقع "بزنس 2 بزنس سورية" بلغ سعر حقنة الالتهاب، في إحدى صيدليات ريف دمشق نحو 220 ليرة في حين بلغت في نفس البلدة (عين منين) وعند صيدلي أخر نحو 1000 ليرة، والسبب يعود في التلاعب بأسعار هذا الدواء أو غيره، هو نقصه وفقدانه، وفق حديث الصيادلة، وبالتالي تحكم الصيادلة بتسعيرته وفق ضمائرهم!.وطبعا ينسحب ذلك على عدد كبير من الأدوية، التي باتت إما مفقودة أو محتكرة أو غير ذلك. حتى في الدواء المنتج محليا لم يسلم المواطن من الغبن والاستغلال، ويأتي ذلك في ظل غياب تام عن مراقبة أسعار الأدوية في صيدليات ريف دمشق، وخاصة في مناطق "عين منين ـ التل ـ حلبون ـ الدريج ـ معربا"، فالتحكم من قبل الصيادلة والموزعين هو السائد، ورغم أوجاع المريض فإن أوجاع أسرته مستمرة بين مطرقة تأمين الدواء المطلوب، وسندان التحكم بالأسعار...فأين هي وزارة الصحة من هذا الفلتان في أسعار الأدوية؟!...يسأل متابعون. وبينت الشكوى لموقع "B2B-SY" ان الكثير من الصيدليات ينسقون بين بعضهم البعض، من حيث تسعيرة الدواء ولكي لا يحدث نوع من التضارب او المضاربة في الأسعار، في حين بعض الصيدليات تخرج عن هذا التنسيق لتبيع على هواها أيضا..وفي كلا الحالتين يتم تسعير الدواء بشكل مزاجي وليس وفق التسعيرة المرعاة من قبل وزارة الصحة. ونحن بدورنا نأمل من وزارة الصحة ومن محافظة ريف دمشق التحرك عاجلا لوضع حد لهذا الاستهتار الذي يحدث بتلك المناطق ومنع المتاجرة بالدواء ومعاقبة كل من تسول نفسه استغلال المواطنين وحاجاتهم الاساسية... المصدر: أخبار الاقتصاد

لهذا الأسباب الكثير من المنتجات في الأسواق السورية انخفضت جودتها رغم ارتفاع سعرها..وإليكم الحل

$
0
0
تدني جودة المنتجات سواء المستوردة أو المنتجة المحلية بات هاجسا لكلا الطرفين "المستهلك والصناعي أو المستورد"، فتدني جودة المنتجات يعني ضرباً لسمعة الصناعي وقبل ذلك تعريض المستهلك للغبن وربما للخطر أيضا،.. وطبعا فإن توفر عنصر الجودة في المنتجات لا يمكن إلا إذا كان هناك بيئة صناعية صحية وقدرة شرائية بنفس الوقت، وهذا ما تواجهه صناعتنا حاليا، ومستهلكنا أيضا. خاص موقع بزنس2بزنس سورية| وسيم وليد ابراهيم كان رئيس غرفة تجارة دمشق "غسان القلاع" لفت سابقا، أن المصانع السورية تفتقر للكثير من العوامل والعناصر المساعدة في اعتماد أنظمة الجودة، لافتاً إلى أن موضوع الجودة لا يهتم به المعنيون بالشكل اللازم وهم جعلوه خلف ظهورهم. صناعيون كثر، اضطروا بل وأجبروا على تخفيض من جودة منتجاتهم أما لماذا فإليكم الأسباب بحسب متابعة الفريق الاقتصادي لموقع "بزنس2بزنس سورية": انخفاض القدرة الشرائية للمستهلك دفع بالعديد من الصناعيين إلى تكييف منتجاتهم وفق هذه القدرة، فكلما انخفضت القدرة الشرائية انخفضت جودة المنتجات المصنعة أو المستوردة، وهذا لا يعني بالضرورة أن كل المنتجات المتواجدة في الأسواق هي ذو جودة ضعيفة، طبعا لا فهناك منتجات ذو جودة عالية ومتوسطة وهي مخصصة لطبقات معينة في المجتمع، أو لمن استطاع إليها سبيلا...أما الأغلب في الأسواق هي المنتجات الشعبية التي تحاكي ظروف المستهلك الاقتصادية، وهم السواد الأعظم من الشعب الذي يعاني من ضيق الوضع الاقتصادي في الدخل. أحد التجار بين لموقع " بزنس 2 بزنس سورية"، أنهم مضطرون لاستيراد سلع من النخب المتوسط، لكي تناسب القدرة الشرائية، حيث يتم الطلب من الشركات المصنعة بتصنيع سلع معينة بمواصفات معينة تتحمل تكاليف التصنيع والشحن والنقل وصولا إلى المستهلك وبسعر يمكن من خلاله المستهلك أن يتقبله،، كحال المدخرات التي تنشر في الأسواق والتي ارتفعت أسعارها 100% خلال عام واحد فقط، وفي حال تمت مقارنة الجودة، فإن الجودة ليست على حالها بل انخفضت رغم رفع سعرها، أما لماذا فهذا يعود لضعف القدرة الشرائية للمستهلك، فالمستورد مضطر للاستيراد بأسعار تحقق له ربحا من جهة، وقادرة بنفس الوقت على تصريف منتجاته من جهة أخرى دون أن يحدث أي ركود لسلعه..وينطبق ذلك على بقية الصناعات بدءا من الألبسة وصولا إلى الأجهزة الكهربائية وغيرها. ومن هذا المنطلق بين باحث اقتصادي، أن من أهم الصعوبات التي تواجه نشر ثقافة الجودة لكلا الطرفين: الأول المنتج ( الصناعي والتاجر والمستورد) والطرف الثاني المستهلك، إذ أن عامل الربح والربح السريع هو من أهم عناوين معظم من هم بالطرف الأول وأن العامل الاقتصاد في التضخم وارتفاع الأسعار واستنزاف العائد الشهري للمستهلك في الكم على حساب الجودة أدى هذا إلى التخلي عن معظم السلع والمواد. واقترح الباحث بإيجاد قوانين وأليات تمنع دخول المنتجات المتدنية وتوقف الخدمات والصناعات المحلية ذات الجودة المتدنية من خلال هيئة المواصفات والمقاييس وهي الجهة الوحيد المخولة للتعامل مع معايير الجودة والحفاظ على الاقتصاد الوطني والفردي من الهدر في منتجات سيئة لا تدوم ومكلفة جداً وباهظة، ومن الممكن أن تكون خطرة على الصحة والحياة في بعض المنتجات (الأدوية- الأغذية – قطع السيارات…..)، وبالمحصلة فإن تكلفتها أغلى من المنتجات ذات الجودة العالية ربما في الصيانة أو عدم تلبية الغرض منها أو إعادة شراء المواد أو الخدمات بتكلفه مضاعفة، وهنا نجد دول كثيرة تنبهت لهذه المشكلة وباتت كل فترة تقوم بجمع هذه المنتجات المقلدة والرديئة للتخفيف من أعباء الهدر في الأموال العامة والخاصة”. يشار إلى أن المواصفة تعتبر العنصر الرئيسي ضمن الأنشطة المتعلقة ببناء الجودة والمسماة اليوم (MSTQ)، أي المترولوجيا والمواصفة والاختبار والجودة، وتهدف الجودة بشكل رئيسي لإرضاء الزبون سواء كان داخل المؤسسة أو خارجها، ويتم حشد كل الجهود في المؤسسة لتحقيق هذا الهدف. المصدر: أخبار الاقتصاد

أكثر من 500 مليون ليرة سعر شقة بدمشق..أسعار العقارات إلى أين؟!

$
0
0
أسعار فلكية تسجلها العقارات في دمشق وريفها، فهل يعقل أن يصل سعر شقة سكنية في المهاجرين بمساحة لا تزيد عن 100متر مربع، إلى أكثر من نصف مليار ليرة؟.. هل بنيت بماء الذهب والفضة حتى يتم وضع هكذا سعر لها؟..وكذلك الأمر ينسحب على المحال التجارية والتي بلغت أسعارها أكثر من مليار ليرة في بعض أسواق دمشق المشهورة كالحمرا والصالحية.. إذا هنا لا بد من طرح سؤال هام: على أي أساس يتم تحديد سعر العقار في سورية؟..وهل لدينا قوانين ناظمة تضع النقاط على الحروف في تحديد سعر واقعي ومنطقي للعقارات؟. إنهاء حالات الفساد "وزارة المالية" في خطوتها الأخيرة، أثارت الكثير من استهجان المتاجرين بأسعار العقارات، حيث بين وزير المالية الدكتور مأمون حمدان في تصريح له مؤخرا، أن اللجنة المكلفة بتحديد الأسس الواجب اعتمادها للوصول إلى القيم الرائجة لأسعار العقارات في المناطق كافة تعمل حالياً على استكمال التقارير التي تردها من الجهات المعنية حيث ستعمل اللجنة على تقييم العقارات السكنية والتجارية والخدمية وغيرها حسب السعر الرائج لها في كل منطقة في جميع المحافظات وذلك وفق معايير مدروسة ومنطقية من شأنها الاستغناء عن العامل الشخصي والمزاجي للموظف الموكل إليه تقدير قيم هذه العقارات عند حدوث عمليات البيع والشراء لجهة استيفاء ضريبة البيوع العقارية المستحقة للمالية أو لجهة إعطاء ضمانات للمصارف عند إجراء عمليات الإقراض الأمر الذي سينهي حالات الفساد في هذا القطاع ويضمن حصول الدولة على حقها من ضريبة البيوع العقارية دون أن يتعرض المكلفون لأي ظلم.‏ كذلك الأمر تسعى وزارة المالية إلى إصدار قانون خاص بالبيوع العقارية والذي من شأنه تحقيق العدالة الضريبية في هذا القطاع، وفق قولها. للمقتدرين فقط! إذاً هي إجراءات حكومية للجم التصاعد المتسارع لأسعار العقارات دون أسباب منطقية، إلا أن هذا التحرك كان متأخراً، فأسعار الشقق السكنية باتت محصورة ضمن فئة المقتدرين مادياً، ويمكن القول للمقتدرين جداً، فلا يستطيع ذوي الدخل المحدود شراء شقة سكنية في دمشق، فهذا يعتبر ضربا من المستحيل، وكذلك الأمر في ضواحي دمشق، ويمتد ذلك أيضاً إلى الأرياف التي أصابتها العدوة بارتفاع أسعار العقارات، والتي بلغ سعر المتر المربع فيها غير المكسي إلى أكثر من 300 ألف ليرة…أي ما يعادل سعر نصف شقة قبل الأزمة كالمنشار باحث في الشؤون العقارية بين، أن سوق العقارات في سورية وصل إلى هذه الحالة، نتيجة غياب التنظيم عنه، حيث ترك لفترة طويلة على هذه الحالة، وإلى الآن أيضاً، وأن خطوات وزارة المالية تعتبر جيدة إلا أنها متأخرة جداً، وخاصة أن الأزمة عززت من ظاهرة المتاجرة في العقارات وفي إيجارها، فمع التحركات السكانية من المناطق الساخنة إلى المناطق الآمنة، ارتفعت أسعار العقارات في المناطق الآمنة، بشكل كبير وملحوظ، وكان اللاعب الأساسي هنا هو المكاتب العقارية، الذين قاموا برفع أسعار العقارات من جهة وأسعار الإيجارات من جهة أخرى لتحقيق أكبر نسبة ربح لهم، كونهم “كالمنشار” يأخذون نسبهم من كلا الطرفين، وقد لمسنا انه خلال السنوات الماضية وجدنا أكثر من أسرة تعيش في منزل واحد، وتتعاون على دفع إيجاره الشهري لصاحب المنزل، ما يؤكد أن الإيجارات أيضاً مزاجية ولا تخضع لأي تقييم أو قانون ينظمها ويحددها. عدوى السعر ولفت الباحث في الشؤون العقارية، أن هناك عامل مهم ساهم في رفع سعر العقارات، وهي قلة العرض الناتجة عن صعوبة البناء وارتفاع تكاليفه بالمقابل ارتفاع الطلب، الذي صاحبه استغلال ملحوظ من أصحاب العقارات ورؤوس الأموال. وهناك عامل ثالث، بحسب الباحث وهو ما يسمى بمصطلح السوق “عدوى السعر” فعندما يباع عقار بسعر مرتفع، دون أي سبب منطقي، فإن أسعار العقارات المجاورة لهذا العقار سترتفع أسعارها كونه أصبح سعراً رائجا، وإن كان غير منطقي، وهذا ما يحدث في مناطق ريف دمشق، فسعر الشقة وصل إلى أكثر من 30 مليون ليرة في بلدات ريف دمشق البعيدة عن دمشق بحدود 20 كيلو متر، ورغم بعدها عن العاصمة دمشق إلا أن أسعارها مرتفعة، والسبب يعود لما ذكرناه سابقاً. تشكيل اللجنة سريعاً ورأى الباحث أنه على وزارة المالية السعي السريع لتشكيل اللجنة التي يجب أن تضم خبراء في مجال العقارات، ومختصين بهذا الأمر، حيث أن تقييم وتحديد سعر العقار يقوم على عدة عوامل، أهمها، قربه من مركز المدينة، مساحته، الخدمات المتوفرة بالقرب منه، إكساءه، تدرجه من حيث ارتفاعه، “الطوابق”، اتجاهه وتموضعه ضمن العقار الكلي، وضعه القانوني في السجلات العقارية. المصدر: سينسيريا‏ المصدر: أخبار الاقتصاد

جهود توحيد المعارضة في الغوطة تفشل بموازاة مساعي النظام لقضم مناطقها

$
0
0
فشلت المبادرة الأخيرة لتوحيد الفصائل في الغوطة الشرقية لدمشق، إثر تشكيك (فيلق الرحمن) بنوايا (جيش الإسلام)، ومطالبته بحلّ العقد العالقة بينهما جراء الاقتتال الداخلي في الغوطة قبل أشهر، في وقت يكثّف النظام السوري هجماته على محاور في المنطقة مصحوبة بقصف عنيف بالطيران والمدفعية، سعياً لتقليص رقعة وجود المعارضة. ولم يفلح إعلان (جيش الإسلام) أول من أمس بحلّ نفسه، والموافقة على مبادرة «المجلس العسكري في دمشق وريفها»، بإنهاء الانقسام بين الطرفين والتوحد ضمن «جيش موحّد» في الغوطة، و«القتال في صف واحد لمنع النظام من قضمها»، كما قالت مصادر مدنية في الغوطة الشرقية لدمشق. وشكك (فيلق الرحمن)، وهو أبرز التشكيلات المقاتلة في القطاع الأوسط في الغوطة، بنوايا (جيش الإسلام)، وهو أبرز التشكيلات وأكبرها في قطاعي المرج وأوتوستراد دمشق – حمص الدولي، ما عرقل فرصة تنفيذ المبادرة الأخيرة للتوحد. وقال مصدر في (جيش الإسلام) إن المبادرة «تنهي انقساماً طال أمده في الغوطة، وتساهم في توحيد الجبهات ومنع استغلال النظام لعزلة القطاعات عن بعضها في الغوطة للتقدم فيها واستفراد الفصائل فيها»، لافتاً إلى أن «خطة التوحيد تنهي التشتت، وتستجيب لمطالب سكان الغوطة الذين تأذوا من الانقسام والاقتتال الداخلي، ويطالبون بالتوحد». وكان «جيش الإسلام» أكد في بيان أصدره، أول من أمس، أنه موافق على المبادرة التي أطلقها المجلس العسكري في دمشق وريفها بقيادة العقيد الركن الطيار «عمار النمر» قبل أسبوع، لإنهاء الأزمة في الغوطة الشرقية، معرباً عن استعداده للتعاون الكامل في سبيل إنجاح المبادرة. وتنص مبادرة المجلس العسكري على «حل التشكيلات العسكرية في الغوطة، والعمل على معالجة كل فكر دخيل يعارض مبادئ الثورة وتشكيل جسم عسكري واحد للغوطة يكون نواة لجيش سوري وطني موحد، ويتم تعيين قائد عام لهذا الجيش بناء على شروط ومواصفات محددة يتفق عليها، إضافة إلى حل كافة المؤسسات المدنية والخدمية وإعادة هيكلتها في جسم واحد بمشاركة الجميع. وإعادة هيكلة أجهزة القضاء والشرطة والهيئة الشرعية بما يضمن المصلحة العامة للغوطة وأهلها، وحصر كافة القضايا والخلافات العالقة ضمن ملف واحد ويحال هذا الملف إلى جهة مهنية». لكن (فيلق الرحمن)، رأى في إعلان (جيش الإسلام) «محاولة جديدة للمزايدة الإعلامية الفارغة والتهرب من رد الحقوق وتحمُل مسؤولية الاعتداء على الغوطة الشرقية وبلداتها»، معتبراً أن (جيش الإسلام) «شكل مجلساً عسكرياً وأنفق عليه ليتبع له بشكل مباشر ويتلقى ضباطه رواتبهم الشهرية من مالية جيش الإسلام مثلهم مثل عناصره»، متهماً الفصيل «باستثمار الكثير من المنظمات والهيئات التي قام بتشكيلها في مناطق سيطرته لتكون واجهة يستخدمها بأسماء وشعارات جديدة». وقال المتحدث باسم (فيلق الرحمن) لـ«الشرق الأوسط»، إن (جيش الإسلام) قام بالمبادرة «بعد تلمسه تراجعه شعبياً»، واصفاً ما قام به بـ«المزايدات ليتهرب من المواجهة ويتهرب من استحقاقات عليه»، أبرزها القضية العالقة بينهما وهي «إعادة 60 طنا من المواد الخام التي تستخدم في الصناعات العسكرية والمتفجرات والقذائف، استولى عليها من مخازن فيلق الرحمن خلال الحملة الأخيرة على مقرات الفيلق»، بحسب ما قال علوان. وتنقسم الغوطة الشرقية فعلياً إلى أربعة قطاعات، حيث ينتشر (فيلق الرحمن) في القطاع الأوسط على جبهات جوبر وعين ترما وكفربطنا وعربين وصولاً إلى أطراف حمورية، بينما تتركز عناصر (أحرار الشام) و«جبهة النصرة» في جبهة حرستا، في وقت ينتشر فيه (جيش الإسلام) الذي يتخذ من دوما قاعدة له، على جبهتين، هي المرج، وجبهة أوتوستراد دمشق – حمص الدولي. وبينما يحاول النظام اقتحام عين ترما لفصل جوبر عن محيطه، قالت مصادر (جيش الإسلام) إن قواتها لم تشارك في القتال منعاً لأي اقتتال داخلي مع (فيلق الرحمن)، وتقدم المؤازرة عبر إطلاق معارك على أطراف الغوطة في الجبهتين التابعتين لجيش الإسلام لإشغال قوات النظام وتخفيف اندفاعها نحو جوبر وعين ترما. لكن (فيلق الرحمن) يؤكد بحسب علوان، أنه لا يحتاج إلى المؤازرة، مشيراً إلى أن (جيش الإسلام) يخوض معارك دفاعية لصد تقدم النظام إلى الغوطة منذ مطلع الشهر الحالي عبر ثلاث جبهات. واندلعت اشتباكات أمس في منطقة حوش الضواهرة في الغوطة الشرقية بعد أن قصفت قوات النظام السوري بلدة أوتايا بمنطقة المرج، ترافقت مع سقوط عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض على المنطقة. وجاء ذلك إثر هجوم شنته قوات النظام في المنطقة، بحسب ما أفاد (المرصد السوري لحقوق الإنسان)، الذي أشار إلى تنفيذ الطائرات الحربية 7 غارات، استهدفت بثلاث منها مناطق في أطراف بلدة حوش الضواهرة وأماكن أخرى في بلدة النشابية، بمنطقة المرج، في حين استهدفت ببقية الغارات مناطق في بلدة الشيفونية المحاذية لدوما وأماكن في أطرافها. وأضاف: «تجددت الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي جيش الإسلام من جهة أخرى، على محاور في جبهة حوش الضواهرة، إثر هجوم من قبل قوات النظام في محاولة لتحقيق تقدم في المنطقة، حيث ترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين طرفي القتال، وقصف لقوات النظام على مناطق في حوش الضواهرة ومحيطها». كما أشار المرصد إلى أن قوات النظام قصفت بعد منتصف ليل السبت - الأحد مناطق في حي التضامن جنوب العاصمة. المصدر: الشرق الأوسط

مؤشرات على قرب اندلاع معركة في جرود عرسال اللبنانية

$
0
0
تضاعفت المؤشرات على قرب اندلاع معركة في جرود عرسال اللبنانية، وفليطة السورية، بين مسلحين متشددين من جهة، و«حزب الله» اللبناني من جهة أخرى، في مسعى من الأخير لطرد عناصر تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش» من التلال الحدودية مع سوريا. وبعد غارات متكررة شنها سلاح الجو السوري النظامي مستهدفاً مواقع لـ«جبهة النصرة» في الجرود خلال الأسبوع الماضي، حذر الجيش اللبناني عمال المقالع في محلة وادي حميد في عرسال بوجوب «توخي الحذر» خلال توجههم إليها، وعدم التجول بعيداً عنها، وذلك اعتبارا من اليوم الاثنين. وأفاد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري بأن الجيش اللبناني طالب أصحاب المقالع والكسارات في جرود السلسلة الشرقية في عرسال بسحب المعدات والآليات حفاظا على الممتلكات الخاصة وأموال الناس من هذه الكسارات والمقالع. وفي مقابل استنفار زعيم «النصرة» في القلمون السوري أبو مالك التلي لعناصره، حيث بدأ بحشد المقاتلين تحضيراً للمعركة، قالت مصادر سورية في القلمون لـ«الشرق الأوسط» إنه رصدت تحركات وتحضيرات لـ«حزب الله» المنتشر في جرود فليطة السورية الحدودية مع جرود عرسال اللبنانية، فضلاً عن تعزيز مواقعه في جرود نحلة اللبنانية المحاذية لجرود عرسال، حيث يثبت الحزب مواقع عسكرية له منذ نحو عامين. وأشارت إلى أن تلك التحضيرات «تشير إلى أن الحزب ينوي إطلاق هجومه من جرود فليطة والجراجير باتجاه الأراضي اللبنانية إلى الغرب». هذه المعلومات، تلتقي مع ما أكدته مصادر ميدانية من الضفة اللبنانية للحدود، أنه «لم يلحظ أي تحرك استثنائي لمقاتلي الحزب في المنطقة داخل الأراضي اللبنانية»، مضيفة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «لم ترصد أي تعزيزات استثنائية للجيش اللبناني في المنطقة»، ما يعزز الاعتقاد أن المعركة يقودها «حزب الله» من الضفة السورية للحدود. بدورها، قالت مصادر أمنية، إن الجيش «على أهبة الاستعداد الدائم لمنع المسلحين المتشددين من التقدم إلى الأراضي اللبنانية»، وإن الانتشار المكثف على الحدود الشرقية «يسعى لإحباط أي محاولات للاقتراب أو التوغل في العمق اللبناني». وكما التحضيرات للهجوم من قبل «حزب الله»، بدأ تنظيم «جبهة النصرة» استعداداته لإحباط إقصائه من المنطقة، رغم أن زعيم التنظيم «يراهن على معطيات ومتغيرات يمكن من خلالها توقيف هجوم حزب الله الذي بات قريبا على جرود القلمون في الجراجير وفليطة وعرسال»، حيث يشاركه «داعش» بتقاسم الطرف الشمالي من جرود عرسال ويمتد نفوذه إلى جرود رأس بعلبك والقاع شمالاً. وقالت مصادر سورية إن التلي «طلب من عناصره إعلان النفير العام في المخيمات المؤيدة له في جرود عرسال والبعيدة عن البلدة، وأكبرها مخيم القارية الذي يمون على جزء منه، ومخيمات الجفر ووادي الحصن استعدادا لمعركة الجرود»، وذلك في سعي منه «لتجنيد نحو 100 مقاتل يلتحقون بـ250 مقاتلاً من النصرة ينتشرون في الجرود». هذا الاستنفار لجبهة النصرة إيذانا ببدء المعركة، يضاف إليه استعداد 450 عنصرا من «داعش» ينتشرون في القسم الشمالي من جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع للقتال، وهم بالأصل يرفضون أي مفاوضات مع «حزب الله» للخروج من المنطقة. هذا وتناقلت وسائل إعلام سورية معلومات عن أن التنظيمين عقدا اجتماعا تصالحيا ظهر السبت، حضره التلي عن «النصرة»، ووزعيم «داعش» في الجرود موفق الجربان المعروف بـ«أبو السوس» مع عدد من وجهاء المنطقة، واتفقا على فتح الحواجز بين الطرفين، وإزالة النقاط العسكرية والسواتر في منطقة سرج النمورة وسهل العجرم. وتحدثت وسائل إعلام محلية لبنانية منذ مطلع الأسبوع الماضي عن اقتراب «معركة الحسم» في جرود عرسال، عقب إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله الأسبوع الماضي «إن الموجودين في جرود عرسال هم تهديد للجميع بما فيها مخيمات النازحين السوريين، لأنهم كداعش التي كانت في الموصل»، قائلاً: «آن الأوان للانتهاء من هذا التهديد»، معربا عن اعتقاده «بأنها الفرصة الأخيرة، والتي يمكن من خلالها الوصول إلى تسويات معينة». المصدر: الشرق الأوسط

النظام يسحب امتيازات من الميليشيات المحلية

$
0
0
سحب النظام السوري امتيازات أمنية من كل الميليشيات والأفرع الأمنية والأجهزة المرتبطة بوزارة الداخلية، وحصرها بالشرطة العسكرية التي أوكلت إليها مهمة سحب أي مهمات أمنية صادرة عن أي جهة ما عدا «مكتب الأمن الوطني». وخصّ مصدر مطلع داخل العاصمة دمشق «الشرق الأوسط»، بمعلومات عن صدور قرار بتكليف الشرطة العسكرية بمتابعة كل أنواع المخالفات التي ترتكبها السيارات الأمنية والعسكرية وما يعرف بالقوات الرديفة، بعد أن كانت مثل هذه المخالفات من ضمن صلاحيات شرطة المرور التابعة لوزارة الداخلية. وأكد المصدر أن «برقية تلقاها قائد الشرطة العسكرية من مكتب الأمن الوطني برئاسة اللواء علي مملوك تطلب منه تكليف عناصره بسحب أي مهمات أمنية صادرة عن أي جهة ما عدا مكتب الأمن الوطني، واعتبار كل المهمات الصادرة عن وزير الداخلية بحكم الملغاة، اعتباراً من تاريخ الثالث من يوليو (تموز) 2017، بما فيها رخص حمل السلاح، والزجاج الداكن (الخاص بالسيارات)، على أن تستثنى من هذه الإجراءات القوات النظامية الصديقة، أي القوات الروسية، وضباط وعناصر الحرس الثوري العاملين في سوريا، وقوات (حزب الله)». ومن المعروف أن رخص حمل السلاح وما يعرف بتسهيل المرور، والمؤازرة، والزجاج الداكن، كانت تصدرها وزارتا الداخلية والدفاع، كما تصدرها جميع الأفرع الأمنية والميليشيات المحلية والأجنبية التي تقاتل إلى جانب النظام وتخص بها عناصرها وغيرهم، لقاء مبالغ مالية. ويتندر سكان العاصمة على أن رخصة حمل السلاح والمرور عبر الخط العسكري الصادرة بتوقيع وزير الداخلية، أو ميليشيا الدفاع الوطني، تبلغ تسعيرتها مليون ليرة سورية (ما يعادل ألفي دولار أميركي)، وتنخفض وترتفع قيمة الرخصة حسب التسهيلات والصلاحيات التي تعطيها لحاملها، ونفوذ الجهة الصادرة عنها. وكان قد سبق تلك الإجراءات قرار صدر الشهر الماضي عن مكتب الأمن الوطني عبر برقية تحمل وسم «سري للغاية» (حصلت الشرق الأوسط على نسخة منه)، تفيد بوقف كل عمليات «الترفيق» في محافظة حلب وريفها، وهي العملية التي كان بموجبها يفرض على أي جهة صناعية أو تجارية، وحكومية أو خاصة ترغب في نقل بضائعها، أو شراء أي مواد من داخل محافظة حلب أو خارجها، الاتفاق مع إحدى الجهات المسلحة التابعة للنظام، أو القوات الرديفة، لفرز عناصر وآليات لترافق بضائعه أثناء شحنها لقاء مبالغ مالية طائلة، مما كان يزيد كلفة الإنتاج. وبالوقت نفسه يمثل إيراداً مالياً أساسياً لهذه المجموعات في حالة هي أقرب إلى الإتاوات. ويعد هذا الإجراء، الأول من نوعه، منذ إعلان رئيس النظام السوري بشار الأسد، خلال ترؤسه جلسة مجلس وزرائه في 20 يونيو (حزيران) الماضي، عن حالة الانفلات الأمني التي تعيشها المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام، وخصوصاً العاصمة دمشق، إذ وصف الأسد ما يمارسه مسؤولو النظام وأبناؤهم وعناصر «القوات الرديفة لجيشه»، بالأعمال الإجرامية و«المافياوية»، وتطرق خلال هذا الحديث إلى مظاهر المواكب الضخمة لمسؤولي نظامه وأبنائهم، وقطع الطرقات حتى من قبل غير العاملين في الدولة و«ممارسات البلطجة بحق المواطنين». وبدا كلام الأسد بمثابة إشارة الانطلاق في عملية شاملة يرجو منها النظام استعادة السيطرة على مناطقه التي باتت بعد أكثر من ست سنوات من الحرب، واقعة تحت سيطرة الميليشيات المحلية المعروفة بالشبيحة من «دفاع وطني»، و«لجان شعبية»، والمجموعات العسكرية التابعة لجمعية «البستان» التي يديرها ابن خالة الأسد، رامي مخلوف، وقوات ما يسمى «بصقور الصحراء»، و«مغاوير البحر» وغيرها، فضلاً عن الميليشيات الأجنبية مثل الإيرانية والعراقية الرديفة لقوات النظام. المصدر: الشرق الأوسط

السوريون في فرنسا…قرن من الوجود الخلاّق في فرنسا ومستعمراتها

$
0
0
ليس ثم إحصاءات دقيقة عن عدد السوريين في فرنسا، وإن كانت بعض الإحصاءات تشير إلى أنهم يتجاوزون بقليل 70 ألف شخص، في حين تذهب إحصاءات أخرى إلى أن عدد الفرنسيين من أصول سورية حوالى 350 ألف شخص، دون إحصاء الطلبة. ويعود وصول أوائل السوريين للاستقرار في فرنسا أثناء الحرب الكونية الأولى، ثم تبعهم آخرون بعد انتهاء الانتداب الفرنسي على سورية، سنة 1946، ثم شهدت فرنسا قدوم موجات سورية في ثمانينيات القرن الماضي، أغلبهم طلبة وأطر. العلاقات بين فرنسا وسورية عريقة ضاربة في التاريخ، ولعل من بينها حروباً صليبية وتجارة ورحّالة ومستشرقين .. وصل إذن سوريون في موجة هجرة أولى إلى فرنسا في بداية القرن الماضي، من الفئات الميسورة التي كانت أوضاعها الاقتصادية جيدة، لغرض تحصيل مختلف المعارف والعلوم. في حين أن بعضهم الآخر اضطر للهجرة بسبب بطش الاحتلال العثماني لسورية، فحظي برعاية كبيرة من قبل الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، وتمتع بتسهيلات للإقامة. ولم يقتصر وصول السوريين إلى فرنسا، بل تعدَّاه إلى العديد من مستعمراتها، بعضها يطلق عليها، الآن، فرنسا وراء البحار، وخاصة جزر المارتينيك الفرنسية، في الفترة ما بين 1920 و1946، أي خلال فترة الانتداب الفرنسي، كموجة أولى. ثم جاءت موجة ثانية بعد الحرب الكونية الثانية. وامتهن السوريون، في بداياتهم، التجارة، بيع الملابس والقماش وتسويق الأحذية والملابس الجاهزة، قبل أن يفتحوا متاجرهم. ويعتبر حضورهم قوياً، الآن، لدرجة أنه يندُرُ أن تجد بلدة لا يوجد فيها تاجر من أصول سورية. وأشهر مكان يتجمع فيه السوريون ويدل عليهم هو شارع فرانسوا-أراغو، في مدينة فور- دو فرانس، عاصمة المارتينيك. لدرجة أنه يطلق عليه شارع السوريين، وخلّدتها رواية تحمل نفس الاسم (شارع السوريين) للروائي رافائيل كونفيان، كما تحيل إلى الشارع ذاته طفولة الروائي الفرنسي المارتينيكي الكبير باتريك شاموازو، (الحاصل على جائزة الغونكور الأدبية سنة 1992)، في عمله "Antan d’Enfance". وعلى الرغم من النفور الذي استقبل هؤلاء القادمين الجدد من السكان المحليين، إلا أنه كان في نفس درجة الاحتراس من كل القادمين الجدد. ولكن الاندماج تم بشكل رائع، حيث، إن السوريين يتقنون الآن اللغة المحلية "كريول"، كما أن كثيراً من الأسماء السورية أصبحت محلية وطبيعية (كما هو شأن اسم "عمر" في كل أميركا اللاتينية)، مثل يعقوب، موسى، عبود، وهاجر، وكرّاز وغيرها. اندمج السوريون بشكل رائع فأصبحوا رؤساء بلديات ومسؤولين محليين نافذين. وعلى الرغم من أن أغلبية السوريين، في مارتينيك الفرنسية، هم من الطائفة المسيحية، إلا أن علاقاتهم بإخوانهم المسلمين في غاية القوة والمتانة والتضامن. ثم توَاصلت الهجرات إلى فرنسا، وخاصة مع موجات اللاجئين في حقب تاريخية مختلفة، من بداية الاستبداد مع الأسد الأب إلى الثورة السورية على الأسد الابن. لاجئون في فترات زمنية مختلفة في حكم حافظ الأسد تغير الأمر كله، فقد سمح النظام لكثير من الموالين له بالقدوم إلى فرنسا ومتَّعَهم بمنح دراسية قيمة. والواصلون السوريون، هم مثل العراقيين، وخلافاً للهجرة المغاربية، التي كانت لغرض اقتصادي، وكان أفرادها أميين أو شبه أميين، قدموا لمتابعة دراسات جامعية عليا. وقد نجحت أغلبيتهم في تحصيلها الأكاديمي والعلمي ففضلت الاستقرار في فرنسا، على أن تعود إلى بلادها الأصلية، بسبب جاذبية سوق العمل في فرنسا وأوروبا وأيضاً بسبب الاستبداد وغياب المسؤولية والمُواطَنَة في سورية. وبعد اشتداد قمع نظام حافظ الأسد ضد شعبه، غادر كثير من المعارضين السياسيين سورية إلى فرنسا، هرباً من القمع والجرائم والإبادات. ومثلما هو شأن اللبنانيين فإن السوريين يوجدون في كبريات المدن الفرنسية، ويعملون في التجارة والخدمات، إضافة إلى جيش من الأطباء والمهندسين والباحثين والمدرسين. الربيع العربي والثورة السورية اضْطُرَّ أكثر من 5 ملايين سوري، منذ بداية الثورة السورية، لمغادرة أرض الوطن، مع اشتداد قمع النظام وإجرام المليشيات الأجنبية المؤيدة له، (من أفغانستان إلى لبنان، مروراً بالعراق)، وكان من المنطقي أن يصل بعضهم إلى فرنسا، بحكم التاريخ المشترك، وأيضاً بسبب وجود جالية سورية فيها. ومنذ بداية تدفق المهاجرين إلى أوروبا وعدت فرنسا الرسمية باستقبال 30 ألف من طالبي اللجوء، أغلبهم من السوريين (وهو رقم ضئيل و"مُهين"، كما اعترف ساسة وحقوقيون فرنسيون بذلك)، مقارنة بالأريحيّة والكرم الألمانيين اللذين عبّرت عنهما المستشارة أنغيلا ميركل)، إلى نهاية سنة 2017. وعدد ما استقبلته، لحد الآن، يلفه الغموض، وأكثر التقديرات الإيجابية تتحدث عن استقبال 7000 شخص. وتجدر الإشارة هنا أن العديد من السوريين عبروا عن رفضهم القدوم إلى فرنسا والبقاء فيها (حيث اشتعل نقاش، وظفه اليمين المتطرف الفرنسي وشرائح من اليمين التقليدي لصالحه، في غير صالح استقبال كثير من اللاجئين)، ويفضلون البقاء في ألمانيا (التي توجد بها جالية سورية وازنة)، ويفضلون بلداناً أوروبية أخرى، كألمانيا وبلجيكا. ومن بين كوابح القدوم إلى فرنسا الانتظار الطويل قبل الحصول على اللجوء في فرنسا، وهو تسعة أشهر، في المتوسط. إضافة إلى أنه ليس من حق الراغبين في الحصول على اللجوء الاشتغال في هذه الفترة، وهو ما يحرمهم من كل وسائل الحياة، تقريباً.. قابلية السوريين السهلة للاندماج لم يأت السوريون إلى فرنسا بغرض العمل، كما هو شأن معظم المغاربيين والأفارقة في بداياتهم، بل للتحصيل العلمي، وكثير منهم تلقى دراسة وتكويناً عالياً في بلده، وهو ما سهّل عملية اندماجه في المجتمع الفرنسي بسهولة وسرعة قياسيتين، وجعلهم يساهمون في تقدم البلد ورخائه. وأما الجيل الثاني فهو أكثر اندماجاً من سابقه. وحتى اللاجئون الذين قبلت فرنسا منحهم اللجوء والإقامة، والذين أدركوا أن "ظلم ذوي القربي أشد مضاضة" فهم في الطريق القويم نحو حياة الاندماج والمستقبل. وكثيراً ما نقرأ في الصحف ونشاهد في وسائل الإعلام أمثلة نجاح في تحصيل اللغة أو النجاح في الدراسة أو في الاندماج والعمل، لهؤلاء الذين وصلوا قبل وقت قصير، تُثير الإعجاب. ورغم أنه لا أحد يستطيع أن يتكهن بالمستقبل القريب، ولا بتطورات المفاوضات والأوضاع في سورية، إلا أن كثيراً من السوريين، رغم اندماجهم السريع والناجح، لا يرون مستقبلاً حقيقياً لهم إلّا في أرض الشام. خصوصاً بعد كل ما رأوه من النفاق الغربي في تطبيق معاهدة جنيف حول اللاجئين وتصاعد العنصرية واليمين المتطرف الأوروبي بشكل عنيف ومخيف. بالمختصر: إنّ حنينهم وأملهم في العودة إلى وطنهم لَمّا يفارقهم، قط. محمد المزيودي- العربي الجديد

دويتشه فيله : السوري حمد عبود.. رحلة اغتراب مع ألم مبطن بأسلوب ساخر / كتاب “الموت يصنع كعكة عيد الميلاد”؟

$
0
0
ترشيح الكاتب السوري حمد عبود مع المترجمة الألمانية لاريسا بيندر في القائمة القصيرة للجائزة الدولية للأدب للعام 2017 عن كتابه "الموت يصنع كعكة عيد الميلاد". الكاتب السوري والذي ولد في عام 1987 في محافظة ديرالزور خرج من وطنه في نهاية العام 2012 في رحلة اغتراب عبر مصر والإمارات العربية المتحدة وتركيا، قبل أن يستقر في النمسا و يقيم في العاصمة فيينا. التقينا الكاتب في برلين قبل حفل توزيع الجوائز وكان لنا معه الحوار التالي. DW: تبدو سعيداً أستاذ عبود، هل صحيح أن عائلتك في برلين الآن؟ عبود: صحيح، أمي وأختي وصلتا البارحة إلى برلين. لم أرهما منذ أربع سنوات. وأخي أيضاً جاء من باريس. أنا سعيد أن عائلتي استطاعت بعد هذه المدة الطويلة من الاغتراب أن تجتمع مرة أخرى في برلين. الآن يستطيعون أن يعيشوا معي لحظات توزيع الجائزة. وهذا يمثل فرحة إضافية بالنسبة لي.  منذ نهاية العام 2014 و أنت في فضاء الكتابة باللغة الألمانية، ونحن الآن نتحدث مع بعضنا بالألمانية. كيف استطعت أن تتعلم بشكل مذهل و بهذه السرعة؟ في البداية كنت أرغب أن أتحدث مع الناس على الفور. كنت في أحد أرياف النمسا حيث يتكلم الناس هناك قليلا من الإنكليزية. وأنت أعلم أنني أريد أن أغوص في فضاء الأدب وأنه ليس من الممكن أن أعود لسوريا على الأمد القريب. تعلم الألمانية كان بالنسبة لي إشارة أنني أتطلع إلى الأمام وليس للخلف. وهذا ما فعلته خلال السنوات الأربعة الماضية. أنت واحد من الكتاب الست المرشحين للجائزة الدولية للأدب والذين جاؤوا  لهذا الغرض إلى برلين. أنت و المترجمة لاريسا بيندر مرشحان من خلال كتابك "الموت يصنع كعكة عيد الميلاد". هل تستطيع أن تخبرني من أين جاء هذا العنوان؟ في العادة لا يشرح الكاتب النص، ولا حتى العنوان. ولكن عنوان الكتاب يتضمن عدة معاني بأسلوب ساخر. الموت ربح العديد من الأصدقاء السوريين، والذين خسرناهم نحن. هم الآن في طرفه. عندما يتحدث السوريون مع بعضهم، فهم فكاهيون وخفيفو الظل. لهذا السبب أعتقد أن الموت يحتفل أنه فاز بالعديد من الأصدقاء الجدد. هذا هو أحد أوجه سبب تسمية الكتاب. الأوجه الأخرى، أو الانعكاسات، يستطيع القارئ بنفسه أن يكتشفها.  خرجت من سوريا في عام 2012 وبعد ذلك بقيت أربع سنوات على طريق الاغتراب. ما هو سبب اغترابك؟ كنت أدرس هندسة الاتصالات في حلب عندما تطور الوضع من مظاهرات سلمية إلى صراع مسلح. عندها أدركت أن الوقت قد حان. الكثير من أصدقائي أدخلوا السجن، حتى صديقي المقرب تم إعدامه من قبل الحكومة السورية، وتم إغلاق الجامعة وبذلك لم يبق لي مبرر لعدم الذهاب للخدمة العسكرية. وعائلتي التي كانت تعيش في حلب أيضا كانت في خطر. يضاف إلى ذلك أنني كنت كاتبا وكنت أسمع من الأصدقاء الآخرين ما يتعرض له الكتاب الآخرون في السجون. لهذا السبب رأيت أنه من الضرورة أن أخرج. الحكومة خطيرة جدا، و ما تفعله مع الناس غير قابل للتصديق. حتى عندما كان المرء يتحدث أو يكتب أو يكون ناشطا في مواقع التواصل الإجتماعي، كان هذا يشكل خطراً كبيراً على حياته. في سوريا لم يعد لدى شيء أفعله. اعتقدت أنني عندما أذهب إلى مصر، أستطيع أن أفعل شيئا وبالتحديد الكتابة. حاولت أن أكتب في الصحف المصرية الهامة عن الوضع في سوريا، وهذا ما فعلته لأربعة شهور، إلى أن تطور الوضع، وعرفت جميع وسائل الإعلام العالمية ما يجري في سوريا. عندها تركت العمل الإعلامي وعدت إلى الكتابة الأدبية. كنت أشعر أن دوري وواجبي هو أن أنهي ما بدأت به ولكن الوضع تأزم وأصبح أكثر تعقيداً.  قمت بنشر ديوان شعر في سوريا. في إحدى القصائد تقول: "الشيء الذي يقتلنا هو البعد". ألا يمكن للبعد أن يساعد أيضاً في تأمين رؤية أوضح للأشياء؟ صحيح. يحتاج المرء لمسافة أبعد لكي يتمكن من رؤية الصورة العامة. لكنني كتبت عن البعد عندما كنت قد هربت للتو إلى مصر. في ذلك الوقت كان البعد يسبب لي الألم. كان أصدقائي مازالوا هناك وأبي كان قد بقي في سوريا. الآن، وبعد خمس سنوات، أستطيع أن أتحدث عن البعد بطريقة أخرى.  هل ستعود والدتك و أختك إلى سوريا؟ عاشتا لمدة طويلة في مصر، وكانتا طول هذه المدة بانتظار أن تستقر أوضاعنا أنا وأخي. هم الآن في فرنسا. كنا قد هربنا إلى مصر في شهر آب/أغسطس من عام 2012 وأخي كان هناك قبلنا بعدة شهور. انتقلنا من القاهرة إلى الاسكندرية، وأنا وأخي سافرنا إلى دبي ولكن بسبب عدم امتلاكنا للأوراق الضرورية، تم تسفيرنا إلى اسطنبول. كنا دائما نبحث عن وسيلة لتستقر أوضاعنا، كي نتدبر أمور معيشتنا ونبقى مع بعضنا، لكن هذا لم يكن سهلاً. لذلك اضطررت أن أعمل بشكل غير قانوني، وبعد سنتين عادت فكرة الاغتراب من جديد. هذه كانت بداية رحلتنا التي استمرت ثلاثة أشهر سيراً على الأقدام. في نهاية العام 2014 وصلنا إلى النمسا. وانتظرنا في اليونان شهرا ونصف حتى استطعنا أن نعبر الحدود. جربنا هذا الشيء عدة مرات و كان يجب علينا أن نفعل ذلك في صربيا و المجر (هنغاريا) أيضاً. كان بالتأكيد وقتاً صعباً... لهذا السبب تغيرت كتاباتي. ما كتبته في ديواني الأول، كان شعراً فلسفيا، ولكن هذه كانت حياة أخرى، نظرة أخرى إلى الحياة. بعد هذا الاغتراب تدور كتاباتي عن كيفية رؤيتي للحياة. كيف أرى سوريا؟ حول هذا الموضوع يتحدث كتابي. أن أعيش هذا الاغتراب بنفسي، وليس عن طريق السماع عنه من الآخرين، أن أعيشه بنفسي، هذا يعني بدون موطن، بدون أمان، وعدم توفر الطعام في بعض الأحيان، وأن أرتجل وأقرر ما الذي أفعله، هذا الشيء كان له أثره الكبير على نفسي وعلى كتاباتي. لديك الآن حق اللجوء في النمسا. كم استغرقت هذه العملية؟  أحد عشر شهراً، أحد عشر شهراً من الانتظار في الريف، حيث القليل من الناس. ومن هذه الشهور الإحدى عشرة عشت ستة أشهر من العزلة. في ذلك الوقت لم يكن لدي احتكاك مع النمساويين، حيث لا زوار ولا متطوعين يزوروننا. خمسة وعشرون لاجئاً في منطقة جبلية بعيدة عن كل المتاجر. لم يكن هنالك حافلات، و كنا نقطع المسافات سيراً على الأقدام. كتبت عن هذا في كتاباتي. هذه كانت خيبة أمل إنسانية كبيرة بالنسبة لنا، حيث كيف يمكن للناس المحيطين بنا أن يتركوا خمسة وعشرين لاجئاً  لوحدهم دون أن يقولوا لهم و لو كلمة "مرحباً"؟ كان ذلك وقتاً مخيباُ. و لكن بعد الأشهر السبعة أتت امرأة، والتي هي جارتي وصديقتي المقربة انغرد تاوخر، و قالت: "مرحباً، أريد المساعدة." من خلالها تغيرت حياتي، فقد عرفتنا على أناس آخرين وكسرت خوفنا. بعد ذلك أصبحت هنالك إمكانية لعمل شيء ما. استطعنا معاً أن نساعد، ذلك أنني كنت أعرف من اللغة الألمانية ما يكفيني للتواصل الاجتماعي. فقط لهذا السبب، بفضل مساعدتها كشخص من السكان المحليين، استطعت أن أكتب بأمل عن تجربتي كلاجئ. لمن كتبت كتاب "الموت يصنع كعكة عيد الميلاد"؟ لنفسي ولأصدقائي. كانت وسيلة لكي أستطيع أن أفهم حياتي. كتبت النص الأول عندما كنت في مصر، و النصوص الأخرى في السنوات الخمس الأخرى في النمسا. عندما أستطيع بالفعل أن أكتب عن الموت و الخسارة بأسلوب ساخر، عندئذ يستطيعون هم أيضاً أن يشاركوا معي. أنا استطعت أن أكمل، لأنني كنت أكتب قبل ذلك. في محاضرتك، وفي الفصل الأخير من كتابك، "كيف أصبحت الطيور المهاجرة؟"، ظهر بوضوح تفاعل القراء الألمان، وفرحوا بذلك. ماذا يعني لك ذلك؟ بعد أن حكيت قصة اغترابي، من المنطقي أن النمساويين أيضاً لعبوا دورا في النص. هم لم يبقوا متفرجين فقط، و إنما أصبحوا جزءاً من الأدب. إنها عملية تبادل. أريد أن أكتب أكثر عن هذه العلاقة، عن المقارنة، عن التباينات والتشابهات الموجودة. هذا هو أرشيفي، وهذه هي حياتي. لا خيال، وإنما الحقيقة هي التي تتواجد في الأدب. أنا لاجئ، ولدي قصة لجوء، وعندما أحكيها، يصبح لهذا اللاجئ دور. الناس تعود بعد المحاضرة إلى بيوتها و لديها صورة مليئة بالحياة، عني، وربما عن سوريا أيضاً وعن الأدب العربي. هذه هي الجسور التي أريد أن أبنيها.

بعيداً عن المرح.. إليك 9 طرق مثبتة علمياً لتبدو أكثر جاذبية

$
0
0
قد لا يخطر ببالنا سؤال "ما الذي يجعل بعض البشر جذابين للغاية ؟ "، فنجد أنفسنا منجذبين للجلوس مع شخص دون غيره، والحديث معه والرغبة في قضاء أكبر وقت برفقته. ورغم صعوبة الاتفاق على تعريف عام للجاذبية بين الناس، إلا أنه توجد قواسم مشتركة تجعل البعض أكثر جاذبية من الآخرين، وقد توصّل لهذه القواسم مجموعة من الباحثين، وفق ما نشر موقع Buisness Insider. 1- اجعلها تضحك الفكاهة لها تأثيرٌ كبير، خاصةً إذا كنت رجلاً يريد مواعدة امرأة. وتشير دراساتٌ عديدة إلى أنَّ السيدات ينجذبن أكثر إلى الرجال الذين يستطيعون إضحاكهن. لكن تتفاوت ميزته بين الرجل والمرأة بشكلٍ غريب. على سبيل المثال، النساء اللواتي يجعلن الرجال يضحكون لا يتمتعن بنفس هذه الميزة. وهناك بعض التخمينات عن سبب هذا التباين في ميزة الفكاهة بين الجنسين. إذا يذكر عالم الأنثروبولوجيا جيل غرينغروس في مجلة سايكولوجي توداي: "ربما يُفَسّر تأثير الحس الفكاهي الرائع على انجذاب المرأة جزئياً بحقيقة أنَّ الأشخاص المرحين يُعتبرون أكثر اجتماعيةً وأكثر ذكاءاً؛ وهي أمور تحتاجها المرأة في رفيقها". 2- أحِط نفسك بالأصدقاء هل سبق ولاحظت أنَّ الفرق الموسيقية تبدو جذابةً أحياناً، ولكن أعضائها الفرديين لا يبدون بنفس القدر من الجاذبية؟ اكتشفت دراسةٌ أجرتها جامعة كاليفورنيا بمدينة سان دييغو الأميركية عام 2014 أنَّ البشر يبدون أكثر جاذبية دائماً عندما يكونون ضمن مجموعة. ويقوم الكاتب جيمس هامبلين بعملٍ رائع للغاية في استكشاف هذا التأثير الطريف لمجلة ذي أتلاتنتيك الأميركية. ويحدث ذلك على الأرجح بسبب أنَّ عقولنا تُعالج وجوه مجموعة من الأشخاص معاً، وهو ما يجعل كل وجه يبدو "متوسطاً"، وبالتالي أكثر جاذبية. 3- تجنب الأحاديث القصيرة من الأساليب الرائعة للنجاح في موعدك الأول عدم طرح الأسئلة من نوعية "ما هو عدد أشقائك؟"؛ ضع في اعتبارك أن تحتفظ بهذه الأسئلة الأساسية لوقتٍ لاحق. وفي دراسةٍ أُجريت عام 1997، قسّم آرثر آرون، عالم النفس بجامعة ولاية نيويورك، مجموعتين من الأشخاص إلى أزواج، ومنح كل ثنائي 45 دقيقة للإجابة على مجموعةٍ من الأسئلة. كانت مجموعةٌ من الأسئلة تتعلق بالأحاديث القصيرة، والأخرى كانت أسئلةً تفصيلية. وشعر الأشخاص الذين سألوا أسئلةً أكثر عمقاً باتصالٍ أكبر، لدرجة أنَّ أحد الأزواج وقعا في حب بعضهما البعض. ووفقاً لبحثٍ أجرته جامعة هارفارد الأميركية، فإنَّ التحدث عن نفسك يحفز نفس مناطق المخ التي تحفزها ممارسة الجنس أو تناول وجبةٍ جيدة. 4- حافظ على وضعية جسم منفتحة باختصار، لا تشبك ذراعيك. إذ أوضح باحثون أنَّ وضعيات الجسد المنفتحة والواثقة تمنحك جاذبية أكبر عندما تقابل شخصاً ما لأول مرة. وحاول أن تقف بشكلٍ مريح؛ لأنَّ ذلك ربما يساعدك أيضاً. 5- كن قائداً ينجذب معظم الأشخاص إلى القوة والنفوذ. إذ اكتشفت دراسةٌ أُجريت عام 2014 أنَّ الأشخاص المنتمين لمجموعةٍ يعتقدون أنَّ قائد مجموعتهم أكثر جاذبية من الأشخاص الذين لا ينتمون للمجموعة. ولخَّص عالم السلوكيات وقائد الدراسة كيفين نيفين وزملاؤه ذلك قائلين: "على النقيض من الأبحاث التقليدية التي تعتبر الجاذبية الجسدية سمةً ثابتة، فإنَّ نتائج دراستنا تسلط الضوء على أهمية عضوية المجموعة كمؤثر في إدراك الجاذبية الجسدية المعتادة للقادة". 6- ابتسم أكثر يُعد حث الناس على الابتسام هو الشيء الأكثر إزعاجاً على الإطلاق. ويُطلب من النساء بصفةٍ خاصة أن يبتسمن أكثر بكثير من الرجال. رغم ذلك، وخلال تجربتين، حلل باحثون سويسريون العلاقة بين الجاذبية والابتسام، واكتشفوا أنَّه كلما كانت الابتسامة أقوى، كلما بدا الوجه أكثر جاذبية. في الواقع، فإنَّ تعبيرات الوجه السعيدة تعوض عدم الجاذبية نسبياً. 7- كن لطيفاً اكتشفت دراسةٌ صينية أُجريت على 120 شخصاً عام 2014 أنَّه عندما يسمع الأشخاص عن مدى لطف شخصٍ ما، فإنَّهم يرون وجهه أكثر جاذبية. وكتب المشرفون على الدراسة في دراستهم: "ربما ترتبط الصفات الشخصية بجاذبية الوجه؛ أي أنَّ الصفات الشخصية الإيجابية يمكنها تعزيز جاذبية الوجه، في حين أنَّ الصفات الشخصية السلبية يمكنها تقليل جاذبية الوجه". 8- اعتنِ ببشرتك هناك عددٌ كبير من الأبحاث التي تحاول فهم سبب ميل العديد من الأشخاص للاتفاق على جاذبية وجهٍ بعينه، حتى بدون كل العوامل الأخرى المذكورة في هذا المقال. ويشير خبراء علم النفس التطوري إلى أنَّ التماثل ووجود صفات جنسية ثانوية مبالغ فيها (مثل الشفاه المنتفخة أو الفك القوي) ربما تلعب دوراً في ذلك. 9- كن نفسك لا توجد طريقة واحدة صحيحة لتصبح جذاباً. وللتأكيد على هذه النقطة: اكتشفت دراسة أُجريت عام 2014 أنَّ العامل الوحيد الأكثر أهمية في تحديد مدى جاذبية الوجوه التي تراها هو بيئتك، وخبراتك، والتفضيلات المكتسبة، والتي تجعلك تحب اللحى الحمراء وحلقان سرة البطن، وليس جيناتك. وينطبق الأمر ذاته على الطريقة التي يراك بها الأشخاص. لنضع في اعتبارنا أيضاً دراسةً أجريت عام 2016 على أكثر من 3000 شخص، وأشارت إلى أنَّ الأشخاص ينجذبون أكثر إلى أوجه التشابه وليس الاختلافات في بداية أي علاقة؛ ولذلك التظاهر بأنَّك شخصٌ آخر ربما لن يكون في مصلحتك.  

مِن الإعلام إلى المخدرات.. هكذا تسيطر إيران على العراق بعد أن سلَّمته أميركا وتؤسِّس فرعاً جديداً لحزب الله

$
0
0
ادخل أي بقالةٍ في العراق وستجد البضائع الإيرانية مُتكدِّسَة فوق الأرفف؛ حليب، وزبادي، ودجاج. افتح التلفاز وسترى قناةً تلو الأخرى تبث برامج متعاطفة مع إيران. مبنى جديد انتهى بناؤه؟ غالباً جاء الطوب والإسمنت من إيران. وعندما يرغب الشباب العراقيون في الانتشاء، سينتشون على مخدِّراتٍ محظورةٍ هُرِّبَت عبر الحدود الإيرانية. وهذا بالكاد جزءٌ بسيطٌ مما يحدث. تعمل الميليشيات المدعومة من إيران عبر البلاد بجِدٍّ على تشييد مَمَر يُنقَل عبره الجنود والأسلحة لقوات وكلائها في سوريا ولبنان. أما في أروقة السلطة في بغداد، فحتى أعلى مسؤولي الحكومة العراقية مرتبةً إما اختير بمباركة إيرانية، أو طُرِدَ بقرار إيراني، وفقاً لما ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية. وكان البرلمان العراقي صوَّت، في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي 2016، لصالح مشروع قانون يلحق قوات الحشد الشعبي بالقوات العراقية، لكن عدداً من النواب الممثلين للمكون السني في العراق قاطعوا تلك الجلسة، معتبرين أن من شأن ذلك أن "يعزز دور إيران في العراق ويزيد من سيطرة الشيعة على الحكم" حسب قولهم. صدقت إيران عندما غَزَت الولايات المتحدة العراق منذ 14 عاماً للإطاحة بصدام حسين، رأت في العراق حجر أساس لشرق أوسط ديمقراطي مقابل للغرب، وبُذِلَ من أجل ذلك الغالي والنفيس، إذ فقد 4500 أميركي حياتهم، وأُنفق أكثر من تريليون دولار أميركي لهذا الهدف. أما إيران، فرأت من اليوم الأول شيئاً آخر: فرصة لصنع عراقٍ تابع، عدوها السابق الذي حاربت ضده بضراوة في الثمانينات بالأسلحة الكيماوية وحرب الخنادق التي شبهها المؤرخون بالحرب العالمية الأولى. وإذا نجحت إيران في مسعاها؛ لن يُشكِّل العراق أي تهديدٍ، وسيكون نقطة انطلاق يتوسع عبرها النفوذ الإيراني في المنطقة. في ذلك الصراع، انتصرت إيران، وخسرت الولايات المتحدة. خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ركز الأميركيون انتباههم على الحرب ضد تنظيم (داعش) في العراق، إذ أعادوا نشر خمسة آلاف جندي فيه، وساهموا في طرد الميليشيات من ثاني أكبر مدينة فيه؛ الموصل. لكن مهمة إيران لم تغب عن ناظريها أبداً، أن تهيمن على جارتها بشكلٍ كاملٍ إلى درجةٍ يعجز فيها العراق عن تهديدها عسكرياً، وأن تستغل البلد لتتحكم بشكل عمليٍّ في ممر يصل طهران بالبحر المتوسط. يقول هوشيار زيباري: "النفوذ الإيراني متفشٍّ"، ويضيف زيباري الذي خُلِعَ من منصب وزير المالية العام الماضي، 2016، بعد أن شكَّكَت إيران -على حد قوله- في علاقاته بالولايات المتحدة: "لإيران السلطة العليا". والزيباري الذي شغل سابقاً منصب وزير الخارجية، اختبر عن قرب قوة السيادة الإيرانية على الدولة العراقية. يقول الزيباري إن الإطاحة به من وزارة المالية العام الماضي 2016 كانت لأن إيران اعتبرته مقرباً جداً من الولايات المتحدة. وصدَّق على هذه الرواية عضو برلماني شارك في الإطاحة بالزيباري، تحدث بشرط عدم ذكر اسمه تفادياً للغضبة الإيرانية. وقال الزيباري، مستعيداً الأحداث في حوارٍ معه من قصره الجبلي بشمالي العراق، إن الرئيس باراك أوباما حين التقى بالعبادي، في أواخر سبتمبر/أيلول بالأمم المتحدة، ضغط شخصياً من أجل إنقاذ الزيباري. وحتى هذا لم يكن كافياً. العبادي الآن في موقفٍ صعب. إن اتخذ أي خطوة يُمكن اعتبارها تصادمية مع إيران، أو من شأنها أن تُقرِّبه من الولايات المتحدة، فإن هذا كفيلٌ بتهديد مستقبله السياسي. وقال عزت شهبندر، القيادي العراقي الشيعي البارز الذي عاش في المنفى بإيران في عصر صدام حسين: "كان أمامه خياران: الانحياز إلى الأميركان أو إلى الإيرانيين. واختار الأميركان". وضاعفت الهيمنة الإيرانية على العراق التوترات الطائفية في المنطقة، إذ استُنفِرَت دولٌ سُنيَّة حليفة لأميركا، كالمملكة السعودية، لمواجهة التوسع الإيراني. لكن العراق ليس إلا جزءاً من مشروع إيران التوسعي، فقد استخدمت إيران قوتيها الناعمة والخشنة لمد نفوذها في لبنان، وسوريا، واليمن، وأفغانستان، وعبر المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن إيران دولة شيعية، والعراق ذو الغالبية الشيعية كانت تحكمه نخبةٌ من الأقلية السنية قبل الغزو الأميركي. ونفوذُ إيران في العراق ليس في ازدياد فحسب، لكنه مُتنوِّعٌ أيضاً، ويبرز في الشؤون العسكرية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية. لا سيادة للعراق وفي بعض المراكز الحدودية في الجنوب، لا وجود لسيادة عراقية. إذ تمر حافلاتٌ مليئةٌ بجنود الميليشيات عبرها إلى إيران بمجرد فحص أوراقهم. يتلقون تدريباً عسكرياً ثم يذهبون إلى سوريا، حيث يقاتلون تحت قيادة الضباط الإيرانيين دفاعاً عن الرئيس السوري بشار الأسد. وفي الاتجاه المعاكس، تعبر شاحناتٌ تضخ المنتجات الإيرانية (طعام، وبضائع منزلية، ومخدرات محظورة) فيما أصبح سوقاً حيوياً. وتقلب إيران الموازين لصالحها في كل جوانب التجارة. لدرجة أنها تجمع القمامة في مدينة النجف بعد اتفاق مجلس المحافظة مع شركةٍ إيرانية خاصة. ولجأ أحد أعضاء المجلس، زهير الجبوري، في رده، إلى جملة عراقية شائعة الآن: "نستورد التفاح من إيران لنبيعه لاحقاً للحجاج الإيرانيين". وعلى المستوى السياسي، تملك إيران عدداً كبيراً من الحلفاء في البرلمان العراقي يُمَكِّنها من تأمين مصالحها. كما منحها نفوذها في اختيار وزير الداخلية، عبر ميليشيا وجماعة سياسية أسستهما إيران في الثمانينات لمواجهة صدام حسين، سيطرةً حقيقية على تلك الوزارة وعلى الشرطة الاتحادية. والآن، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية الجديدة، بدأت الميليشيات الشيعية في تنظيم نفسها سياسياً لصراعٍ قد يؤدي لزيادة الهيمنة الإيرانية على النظام السياسي في العراق. ومن أجل تفوُّقٍ أكبر عبر موجات الأثير، تبث قنواتٌ تلفزيونية جديدة تُموِّلها إيران وتربطها علاقات بالميليشيات الشيعية تغطيةً إخبارية تظهر إيران بمظهر حامي العراق، وأميركا بمظهر الدخيل المخادع. وسعياً منها لكبح إيران، أشارت الولايات المتحدة إلى أنها ستترك جزءاً من قواتها في العراق بعد انتهاء المعركة مع داعش. ويُذكَر أن دبلوماسيين أميركيين قد عملوا على تعزيز دور قوات الأمن الحكومية في القتال، ودعم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الذي بدا أكثر انفتاحاً تجاه الولايات المتحدة أكثر من إيران. لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة المفاجئ في عام 2011، لا يزال الاستمرار الأميركي موضع تساؤل، خاصة مع الفشل الكبير في السياسة الخارجية الأميركية في ظلِّ ثلاث إدارات. أما إيران فكانت تلعب لعبةً أكثر عمقاً؛ إذ استغلت العلاقات الدينية الواسعة مع أغلبية العراق الشيعية والشبكة الأكثر اتساعاً من حلفائها المحليين، كما تُروِّج لنفسها على أنها حامي العراق الوحيد الجدير بالثقة. طريقٌ إلى البحر قد لا يبدو المشروع الإيراني الهائل شرقي العراق كبيراً: مجرد طريق ترابي طوله 24 كيلومتراً، يملؤه الحصى، ويمر بالصحراء قرب الحدود في محافظة ديالى، شرقي العاصمة بغداد. لكنه موطئ قدم جديدة ومهمة لطريق إيران من العراق إلى سوريا، وما يعبره - ميليشيات شيعية، وفود إيرانية، إمدادات عسكرية وتجارية- هو أهم ميزة فيه. وهو جزءٌ مما يصفه المُحلِّلون والمسؤولون الإيرانيون بأنه طموح إيران الأكثر إلحاحاً: استثمار فوضى المنطقة لفرض نفوذها على العراق وغيره. وفي النهاية، يقول المُحلِّلون، يمكن لإيران أن تستخدم الممر المُشيَّد على الأرض عن طريق ميليشيات تحت قيادتها، لشحن الأسلحة والإمدادات لوكلائها في سوريا، حيث تعتبر إيران داعماً رئيسياً للأسد، وفي لبنان لحليفها حزب الله. وعند الحدود الشرقية يوجد معبرٌ شيَّدته إيران مؤخراً وهي المسؤولة عن تأمينه. ويمكن القول إن هذا المعبر غير متوازن، تماماً كالعلاقة بين البلدين. وتتضمَّن حركة مرور الحاجز اليومية حوالي 200 شاحنة إيرانية، تحمل الفواكه والزبادي، والإسمنت والطوب إلى العراق. وفي مكاتب حرس الحدود العراقيين، تُقَدَّم للضيوف حلويات ومشروبات غازية إيرانية. ولا تعبر شاحناتٌ مُحَمَّلة إلى الناحية الأخرى، إذ يقول وحيد غاتشي، المسؤول الإيراني عن المعبر في حوار معه: "ليس لدى العراق ما يقدمه لإيران"، ويضيف بينما هو جالسٌ في مكتبه والمقطورات تدخل العراق: "يعتمد العراق في كل شيء على إيران، إلا النفط". وبالإضافة إلى ذلك، تعد النقطة الحدودية معبراً في غاية الأهمية لقيادة الجيش الإيراني، إذ يرسلون عبره السلاح والإمدادات الأخرى لوكلائهم الذين يحاربون داعش في العراق. تغيير هوية ديالى وبعد اجتياح داعش لمحافظة ديالى والمناطق المجاورة في 2014، جعلت إيران تصفية المحافظة، المتنوعة بسكانها السنة والشيعة، أولويةً. إذ جهَّزت قوة ضخمة من الميليشيات الشيعية، معظمهم تدرب في إيران ويتلقون الاستشارات على الأرض من مسؤولين إيرانيين. وبعد تحقيق انتصارٍ سريع، شرع الإيرانيون وحلفاؤهم في تأمين مصالحهم القادمة في المنطقة، وهي تهميش الأقلية السنية بالمحافظة وتأمين ممر لسوريا. وقاتلت إيران بضراوة لتُبقي على حليفها الأسد في السلطة، لتبقى على اتصالٍ جغرافي مع أهم مشاريعها في المنطقة، حزب الله، القوة العسكرية والسياسية التي تهيمن على لبنان وتهدد إسرائيل. كلمة واحدة من اللواء قاسم سليماني، القائد العسكري الأقوى في إيران، أرسلت جيشاً متدافعاً من المقاولين العراقيين ليُجهِّزوا الشاحنات والجرافات لتبدأ في بناء الطريق، مجاناً. وأُمر جنود الميليشيات الموالية لإيران بتأمين الموقع. عدي الخدران، شيعي يترأس بلدية خالص في ديالى، عضوٌ في منظمة بدر، وهي ميليشيا وحزب سياسي عراقي أُسِّسَ في طهران في الثمانينات لمحاربة صدام حسين أثناء الحرب الإيرانية العراقية. في ظهيرة أحد الأيام مطلع هذا العام، 2017، بسَطَ خريطةً فوق مكتبه وتحدث متفاخراً عن جهوده في بناء هذا الطريق، الذي قال إنه نُفِّذَ بأمرٍ من اللواء سليماني قائد فيلق القدس، أحد أفرع قوات الحرس الثوري والمسؤول عن العمليات الخارجية. وكان سليماني قد وجَّه سراً السياسة الإيرانية في العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003، وتسبَّبَ في مقتل مئات الجنود الأميركيين في هجماتٍ شنَّتها ميليشيات تحت قيادته. يقول الخدران: "أحب قاسم سليماني أكثر من أولادي". وكذلك ذكر الخدران أن الطريق الجديد سيكون مختصراً للحجاج القادمين من إيران إلى سامراء، حيث ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري. لكنه اعترف أيضاً بالأهمية الاستراتيجية الأكبر للطريق، باعتباره ممراً لتأمين وكلاء إيران الممتدين لما بعد وسط وشمالي العراق. وتحاذي سلسلة الطرق المتصلة غربي الموصل وتمتد لمدينة تلعفر، حيث شيَّدَ المستشارون الإيرانيون والميليشيات قاعدةً في مهبط الطائرات على ضواحيها. يرى علي الدايني، الرئيس السني لمجلس البلدية هناك، أن "ديالى ممر لسوريا ولبنان، وهذا مهم جداً بالنسبة لإيران". يقول الدايني إنه كان عاجزاً عن إيقاف ما وصفه بالهيمنة الإيرانية في ديالى. وعندما يذهب الدايني إلى العمل، فإنه يمر، على حد قوله، بملصقات لقائد الثورة الإيرانية، آية الله الخميني، أمام مبنى البلدية. هل إيران أذكى من أميركا؟ ووجّهت للميليشيات التابعة لإيران اتهامات بالإبادة الطائفية الواسعة، وطرد السنة من بيوتهم ليُرسِّخوا الهيمنة الشيعية ويُشكِّلوا منطقةً عازلة على الحدود. ورغم هزيمة داعش في ديالى منذ عامين، لا تزال عائلات السنة التي تملأ المُخيَّمات البائسة عاجزة عن العودة لبيوتها. وصارت ديالى الآن نموذجاً للطريقة التي ترى بها إيران السيادة الشيعية ضرورية لمصالحها الجيوسياسية. وترى نجاة الطائي، العضوة السُّنيَّة بمجلس المحافظة، أن "إيران أذكى من أميركا"، وتضيف الناقدة الصريحة لإيران، التي تزعم أن طهران دبَّرَت محاولات اغتيال عديدة ضدها: "حقَّقَت إيران أهدافها على الأرض. أما أميركا فلم تحمِ العراق. فقط أطاحوا بالنظام ثم سلَّموا البلاد لإيران". وتحرَّكت الميليشيات الموالية لإيران غرباً بالقرب من سوريا، إذ اشتدت الحرب ضد داعش هناك في الشهور الأخيرة. وسيطرت الميليشيات على مدينة البعاج، ثم تقدَّمت نحو الحدود السورية، ما يضع إيران على شفا إتمام الممر. الطريق إلى سوريا وكان مراسل صحيفة الغارديان البريطانية قد شهد، في منتصف يونيو/حزيران 2017، من مدينة البعاج العراقية المحاذية للحدود السورية وصول قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، بحسب ما نقلت عنها "بي بي سي"، كما حاور أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، الذي قدم إلى البعاج لتحية مقاتليه والإشادة بانتصاراتهم ضد التنظيم المسمى الدولة الإسلامية. ووصف تشولوف الدمار شبه الكامل الذي وجده في محيط مدينة البعاج، وهو ما فسره أبو مهدي المهندس بقوله "هزمت القاعدة لكنها ما لبثت أن عادت باسم الدولة الإسلامية، وإن لم ندمر كل هذه المنطقة لعاد تنظيم الدولة مجدداً باسم جديد". وبالموازاة مع تقدم قوات الحشد الشعبي في العراق نحو الحدود السورية، تقدمت قوات أخرى موالية لإيران في سوريا نحو الحدود العراقية إلى أن التقت القوتان، على الحدود بين مدينتي الميادين العراقية ودير الزور السورية، وهو ما اعتبر لحظة فارقة في الحرب السورية وفي المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. لماذا هذه الرغبة في السيطرة؟ شكَّلَت الحرب طويلة الأمد مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي حياة الجنرال سليماني، علاوة على قيادات أخرى رفيعة المستوى في طهران. وخلَّف النزاع مئات الآلاف من القتلى من الجانبين، وأمضى الجنرال سليماني معظم الحرب على الجبهة، صاعداً في المراتب في حين كان الكثير من الضباط يُقتَلون. يقول علي فايز، مُحلِّل الشأن الإيراني بمجموعة الأزمات الدولية المختصة بحل النزاعات: "كانت الحرب الإيرانية العراقية هي التجربة التأسيسية لكل القادة الإيرانيين؛ من سليماني نزولاً إلى المراتب الدنيا. كانت لحظة عزموا على ألا تتكرَّر أبداً". ولم يُحلّ بعدُ النزاع الحدودي على ممر شط العرب المائي، الذي كان عاملاً في نشوء العداوات بين البلدين. وقد أثَّرَت تركة الحرب الوحشية على الحكومة الإيرانية منذ ذلك الحين، من سعيها إلى امتلاك الأسلحة النووية إلى سياساتها في العراق. وقال موفق الرباعي، وهو مُشرِّعٌ ومُستشارٌ سابق للأمن الوطني: "هذه ندبةٌ لا تزول من عقولهم. هم مهووسون بالبعثية وصدام والحرب الإيرانية العراقية". ويقول مُحلِّلون إن تركة تلك الحرب والندوب التي خلَّفَتها هي ما يُحرِّك الطموحات الإيرانية في السيطرة على العراق أكثر من أي شيءٍ آخر. وتتواجد علامات النفوذ الإيراني في كل مكانٍ من جنوبي العراق، حيث غالبية السكان من الشيعة. والميليشيات المدعومة من إيران هي الجهات المُدافعة عن مُقدَّسات الشيعة في مدن النجف وكربلاء التي تُحرِّك التجارة والسياحة. وتحصد الأحزاب السياسية المدعومة من إيران الأغلبية في المجالس المحلية، وتُركِّز مواد الحملات الدعائية على علاقات المرشحين بأولياء الشيعة والشيوخ الإيرانيين. ويقول مشتاق العبادي، وهو رجلُ أعمالٍ من منطقةٍ قريبة من النجف، إنه لو كانت الحكومة العراقية أقوى "لربما استطعنا افتتاح مصانعنا الخاصة بدلاً من اللجوء إلى إيران". وقال إن مخازنه مُكدَّسة بالواردات الإيرانية لأن حكومته لم تفعل شيئاً لتشجيع القطاع الخاص أو حراسة الحدود أو فرض الجمارك. يدمرون اقتصاد العراق ويستورد رعد فاضل العلواني، وهو تاجرٌ من مدينة الحلة الجنوبية، اللوازم وبلاط الأرضيات من إيران. ويلصق رعد مُلصقات "صُنِعَ في العراق" بالعربية على زجاجات المنظفات، لكنه في الواقع يملك مصنعاً في إيران لأن العمالة رخيصة هناك. قال: "أشعر بأنني أُدمِّر اقتصاد العراق". لكنه أصرَّ على أن الساسة العراقيين، بانصياعهم للضغوط الإيرانية ورفضهم دعم الصناعة المحلية، قد صعَّبوا فعل أي شيء آخر. وتستقبل النجف ملايين الحجاج الإيرانيين كل عام لزيارة ضريح الإمام علي، إمام الشيعة الأول، وقبته الذهبية. وأيضاً يتوافد عمال البناء الإيرانيون -والمسؤولون العراقيون يعتبرون كثيراً منهم جواسيس- إلى المدينة من أجل ترميم الضريح وبناء الفنادق. وفي محافظة بابل، تولَّى قادة الميليشيات مشروعاً حكومياً لتركيب كاميرات مراقبة بطول الطرق الاستراتيجية، وفقاً لمسؤولين محليين. ويقول مقداد عمران، وهو نقيبٌ في قوات الجيش المُتمَركِزَة في المنطقة، إن المشروع كان قد مُنِحَ لشركةٍ صينية قبل تدخل الميليشيات، والآن أُبعِدَ الجيش والشرطة المحلية عنه. متمسكون بهويتهم ولم يأتِ التفوُّق الإيراني في الجنوب العراقي دون إثارة مشاعر البغضاء. فالشيعة العراقيون يربطهم دينٌ واحد بإيران، لكنهم مُتمسِّكون أيضاً بهوياتهم الأخرى العراقية والعربية. ويقول الشيخ فاضل البديري، وهو إمامٌ بالحوزة العلمية في النجف: "ينتمي العراق إلى جامعة الدول العربية، لا إلى إيران. الشيعة أغلبية في العراق، لكنهم أقلية في العالم. وطالما تُسيطر الحكومة الإيرانية على حكومة العراق، فما من فرصةٍ أمامنا". وفي منطقةٍ لم يُهدِّدها داعش قط، تتعامل إيران مع مخاوفها الأمنية عن طريق التلاعب الاقتصادي، وفقاً لمسؤولين عراقيين. إذ تُموِّل إيران التجارة في الجنوب بالدفع الآجل، وتُقدِّم الحوافز للتجار العراقيين لكي يضعوا نقودهم في البنوك الإيرانية. ويقول انتفاض قنبر، المساعد السابق للسياسي العراقي أحمد شلبي الذي توفي في عام 2015، إن بنوك بغداد تلعب دور الركائز المالية للشركات العراقية الوهمية التي تستغلها إيران للحصول على دولارات تمول بها الأهداف الإيرانية الجيوسياسية الأوسع نطاقاً. وأضاف: "من المهم جداً للإيرانيين استمرار الفساد في العراق". قتلة الحسين لعقودٍ طويلة هرَّبت إيران الأسلحة النارية ولوازم صناعة القنابل، عبر المستنقعات الشاسعة جنوبي العراق. وانتقل الشباب ذهاباً وإياباً عابرين الحدود، من منزلٍ آمن إلى آخر، مجندون يتجهون إلى إيران لتلقي التدريبات، ثم العودة إلى العراق من أجل القتال. في البدء كان العدو صدام حسين، بعدها صار الأميركان. واليوم، تُجنِّد عناصر الحرس الثوري الإيراني علناً مقاتلين من مدن العراق الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية. وتعبر حافلاتٌ مملوءةٌ بالمجندين بسهولةٍ عبر نقاط المراقبة الحدودية التي يقول مسؤولون إنها تحت سيطرة إيران، عن طريق الجماعات الموالية لها على الجانب العراقي وجنود حرس الحدود الإيرانيين على الجانب الآخر. وبينما شكَّلَت إيران ميليشياتٍ للقتال ضد داعش في العراق، فإنها حشدت أيضاً جيشاً من شباب الشيعة العراقيين الساخطين من أجل القتال نيابةً عنها في سوريا. أما محمد خادم، 31 عاماً، وهو واحدٌ من جنود المُشاة التابعين لإيران، وخدم في ثلاث جولاتٍ في سوريا، فيقول إن نبرة التجنيد تستنِد في أغلب الأحيان إلى العقيدة، والدفاع عن مُقدَّسات الشيعة في سوريا. لكن ما دفع خادم وأصدقاءه لتسجيل أسمائهم كان الحاجة الملحة إلى وظيفة. يقول: "كنت فقط أبحث عن المال. أغلب الشباب الذين قابلتهم ممن يقاتلون في سوريا يفعلون ذلك من أجل المال". وسجَّل خادم اسمه مع مسؤولٍ عن التجنيد في النجف، ثم استقلَّ حافلة مرت بجنوبي العراق ومنه إلى إيران، حيث تلقى تدريباتٍ عسكرية بالقرب من طهران. ثمَّ ألقى الضباط الإيرانيون خطاباتٍ تستحضر شهادة الإمام الحسين، الذي أصبح مقتله على يد جيش قوي من السنة، حسب وصف الصحيفة (جيش الأمويين) حدثاً يلتف حوله الشيعة روحياً. وقال الضباط إن أعداء الشيعة قتلة الإمام عادوا الآن إلى سوريا والعراق. وبعد سفره إلى إيران، عاد خادم إلى الوطن من أجل نيل فترةٍ من الراحة ثم نُقِل إلى سوريا، حيث درَّبه رجالُ حزب الله على تكتيكات القنص. هل ينجح الحكم الديني بالعراق؟ وأدَّى التركيز الإيراني على الدفاع عن العقيدة الشيعية بالبعض إلى استنتاج أن هدفها النهائي هو التأسيس لحكمٍ ديني على الطراز الإيراني في العراق. لكن هناك إحساساً عاماً مقيماً بأن هذا لن ينجح في العراق، الذي يتميَّز بكتلةٍ أكبر بكثير من السكان الأصليين السنة وتقاليدهم، علاوة على أن عُلماء العراق في النجف يُعارضون النظام الإيراني، ومن ضمنهم السيد آية الله علي السيستاني، المرجع الديني الأكبر للشيعة في العالم. لكن إيران تتخذ خطواتٍ تجاه تحويل قوتها المسلحة إلى نفوذٍ سياسي، كما فعلت مع حزب الله في لبنان، وبدأ قادة الميليشيات تنظيم صفوفهم السياسية قبل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها العام المقبل، 2018. في أبريل/نيسان 2017، ألقى قيس الخزعلي، قائد إحدى الميليشيات الشيعية، خطاباً أمام جمهورٍ من طلبة الجامعة العراقيين، مهاجماً الولايات المتحدة والمُخطَّطات التركية والسعودية الشريرة. بعدها وقف شاعر من عصبة الخزعلي وبدأ يُكيل المديح للجنرال سليماني. وكانت هذه القشة التي قسمت ظهر البعير عند الطلاب الذين بدأوا بالهتاف "فلترحل إيران! فلترحل إيران!"، واندلعت المشادات بين الطلبة والحراس الشخصيين للخزعلي، الذين أطلقوا نيران البنادق في الهواء خارج أسوار المبنى. وقال مصطفى كمال، طالبٌ بجامعة القادسية في مدينة الديوانية جنوبي العراق، وأحد المشاركين في التظاهرات: "ما استفزنا حقاً كان الشاعر". وسُرعان ما تعلَّم كمال وزملاؤه خطورة الوقوف في وجه إيران هذه الأيام. أولاً بدأ رجال الميليشيات في التهديد باختطافهم، ثم هاجمتهم وسائل الإعلام المرتبطة بالميليشيات، ونشرت صورهم ونعتتهم بالبعثيين وأعداء الشيعة. وحين ظهرت سيارةٌ مُريبةٌ خارج منزل كمال، فزعت الأم مُعتقِدَةً أن رجال الميليشيات قد جاؤوا من أجل ابنها. وفي النهاية تلقَّى كمال طالب القانون وثلاثة من أصدقائه إخطاراتٍ من الجامعة بفصلهم عاماً. يقول: "ظننا أن هناك أملاً واحداً باقياً: الجامعة. ثم تدخلت إيران فيها أيضاً". ويُجري الخزعلي، قائد منظمة عصائب أهل الحق السياسية المسلحة وثيقة الثقة بإيران، الآن جولةً خطابية بالجامعات العراقية، كجزءٍ من جهودٍ تستهدف حشد الدعم السياسي في الانتخابات الوطنية العام المقبل. وأثار هذا مخاوف من أن إيران لا تحاول فقط تعميق نفوذها في المؤسسة التعليمية الإيرانية، بل تسعى أيضاً إلى تحويل ميليشياتها إلى منظمات سياسية اجتماعية صريحة، كما فعلت مع حزب الله في لبنان. تقول بيروان خيلاني، المُشرِّعة وعضوة لجنة التعليم العالي بالبرلمان العراقي: "إنه نوعٌ جديد من الاختراق الإيراني وتوسع نفوذ إيران. تُريد إيران السيطرة على الشباب وتلقينهم المعتقدات الإيرانية عبر العراقيين الموالين لإيران". السيادة السياسية ويبدو العبادي، الذي تولى منصبه في 2014 بدعمٍ من الولايات المتحدة وإيران، أكثر جرأةً على مواجهة الضغوط الإيرانية منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة. شجَّع العبادي مشروعاً طموحاً بالتعاون مع شركة أميركية لتأمين الطريق السريع بين بغداد وعمَّان الأردنية، وهو مشروعٌ عارضته إيران. وبدأ العبادي أيضاً في مناقشة بنود اتفاقية مع الولايات المتحدة تبقى بموجبها القوات الأميركية في العراق بعد هزيمة داعش. وقال ريان كروكر، السفير الأميركي إلى العراق بين عامي 2007 و2009، إن الولايات المتحدة إن غادرت مرة أخرى بعد هزيمة الدولة الإسلامية فإنها "فعلياً ستسلم مقاليد الحكم للإيرانيين دون مقابل". لكن كثيراً من العراقيين يرون أن الإيرانيين بالفعل يمسكون بمقاليد الحكم دون مقابل. وفي حين تُلمح إدارة ترامب إلى أنها ستولي اهتماماً أكبر للعراق كأداة لمواجهة إيران، يبقى التساؤل حول ما إذا كان الوقت قد فات. وقال سامي العسكري، السياسي الشيعي البارز وثيق الصلة بالإيرانيين والأميركيين في آنٍ: "لن تجلس إيران صامتةً مكتوفة اليدين. إن لديها من الوسائل الكثير. وبصراحةٍ، لا يقدر الأميركيون على فعل شيء".

عضو مجلس شورى يطالب بزيادة الرسوم المفروضة على المرافقين للوافدين: كلما دفعوا أكثر زادت فرص السعوديين بالعمل

$
0
0
طالب عضو مجلس الشورى الدكتور فهد بن جمعة بالاستمرار في زيادة رسوم المرافقين الوافدين والتي بدأت في الأول من الشهر الجاري، بقيمة متراكمة سنوياً، كما هو مخطط لها، من دون تراجع، مشيراً إلى أنه كلما زادت الرسوم على المرافقين زادت فرصة السعوديين في الحصول على وظيفة، وزادت إيرادات الدولة، وقال إن الرسوم على المرافقين وعلى العاملين من الوافدين ستحد من البطالة والتستر التجاري من عشوائية كثرة المغاسل والبقالات في أحياء المدن وحتى القرى. وقال ابن جمعة إن وزارة العمل أعلنت أن عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص بلغ 16.5 في المئة فقط، مشيراً إلى أن حاجة سوق العمل من الوافدين 4 ملايين فقط، بينما يعمل الآن 11.8 مليون وافد، ومعظم هذه العمالة متسترة لا تضيف أية قيمة اقتصاديه للبلد، متهربة من الرسوم والإفصاح عن دخلها، وأن قرار فرض رسوم على المرافقين سيقلل من العمالة الأجنبية في القطاع الخاص، وسيزيد توظيف السعوديين برواتب مجدية، وستسهم الرسوم في إنفاقه جزءاً من راتبه داخل البلد، بدلاً من إنفاقه خارج البلد. وانتقد الرؤى التي تتحدث عن تسبب رسوم المرافقين والوافدين في ارتفاع أسعار الخدمات والمنتجات على المستهلك، وقال: «أسعار المستهلك ستحددها السوق، بحسب مستوى الإنفاق والطلب، فعندما تنخفض ستجبر القطاع الخاص على الخفض، وكلما تم توظيف سعوديين وإحلالهم مكانهم برواتب مجدية كثر الطلب في السوق على الخدمات والسلع». واستغرب الاعتماد على العمالة الأجنبية واعتبارهم مستدامين في البلد، وقال: «ليس للبلد سوى أبنائه الدائمين». alhayat

«داعش» الذي في أنفسنا

$
0
0
الحياة - حازم الأمين كتب الصحافي حسين جمو في صفحته على فيسبوك: «أثناء معركة الفلوجة في العام 2004 أصبح اسم الفلوجة رمزاً للأغاني الشعبية في مناطق واسعة في سورية. حضرت عدة حفلات غنى فيها المطرب للفلوجة. وأضيفت رمزية أخرى إلى الثقافة الشعبية المسيسة مع إعدام صدام حسين شنقاً في نهاية عام 2006. جرى ذلك تحت أنظار أجهزة النظام في سورية وبرعايتها&8230; المناطق التي تغنت بهذه الرموز: الفلوجة، صدام، معركة مطار بغداد الخيالية..إلخ، هي المناطق التي لم يواجه فيها «داعش» مقاومة فعلية، بل قبولاً إلى حد ما&8230;». في سياق الحرب التي تُخاض على «داعش» اليوم، سواء في الموصل العراقية أو الرقة السورية، يُهمل جذر أساسي لهذا الورم الاجتماعي غير الجديد، يتمثل في الظروف التي رعاها كل من نظامي البعث في سورية وفي العراق والتي أدت إلى حملنا هذا الفيروس القاتل. ففي «أيام المقاومة» المجيدة كان «داعش» جنيناً يتشكل من نطفة وبويضة البعثين. البعث السوري استدعاه من كل بقاع الأرض والبعث العراقي استقبله وآواه. «المقاومة» في حينه كانت أرجوزة الجميع، ولا يبدو أن أحداً بريء منها. قتال الأميركيين في العراق أملى أن تتحول سورية إلى ممر للـ «جهاديين»، وأن يتحول العراق إلى وجهة نهائية لهم. وليس صدفة أن «داعش» المشرقي أطلق خلافته من هذين البلدين. كل من هتف لـ «المقاومة» في العراق شارك في انعقاد النطفة على البويضة. ويومها معظمنا فعل ذلك. فقد أطربتنا أشرطة الفيديو التي كانت تبثها «دولة العراق الإسلامية»، والفصائل الموازية لها، واليوم كل بحث عن «داعش» يفضي إلى هذه المرحلة المؤسِسة. ارتداء القفازات في تفسير «داعش» لن يجدي نفعاً، ولن يفيد في سياق المعركة معه. ومثلما هي مخيفة عدم رغبة الأميركيين في الذهاب في البحث عن «داعش» في سياساتهم وأخطائهم وممارساتهم، مخيف أكثر تغاضينا عن البحث عن «داعش» في أنفسنا. العودة إلى أجواء معركة الفلوجة الأولى والثانية وما رافقها من انجذاب جماعي إلى فكرة «المقاومة» هي عودة للولادة الأولى لـ «داعش». هناك أطلق أبو مصعب الزرقاوي شريط الذبح الأول، وهناك أيضاً ولدت فكرة «الدولة» التي تحولت في زمن البغدادي إلى خلافة. وبين زمني الدولة والخلافة، دفع نظام البعث السوري مسجونيه «الجهاديين» إلى أحضان الثورة، ولم تبد الأخيرة حساسية كافية لوجودهم بين ظهرانيها، فيما راحت مدن الغرب والشمال في العراق تستسلم واحدة وراء الأخرى لورثة الزرقاوي. ليس النظام في سورية وحده مسؤول عن تضخم «داعش» في الجسم الأهلي، فضعف الحساسية حيال ضخ النظام الإسلاميين في جسم الثورة في حينه، هو امتداد لحماسة سابقة كانت أبدتها بؤر الثورة لـ «المقاومة» العراقية، ومادة هذه الحماسة لم تخل في حينه من عناصر طائفية وأخرى بعثية وقومية. والمرارة التي يبديها ما تبقى من بؤر مدنية في سورية حيال انقضاض «داعش» على الثورة هناك، موازية لمرارة أخرى تبديها نفس هذه البؤر جراء انجذابها لـ «حزب الله» في أيام مقاومته إسرائيل. وفي الحالين لم تجر مراجعة، ولم يعتقد أحد أن لرفد «المقاومة» برأي عام وبحماسة جماعية، أثماناً أخرى، وأن المطالبة بالحرية والعدالة لا تنسجم مع الوقوف وراء نظام البعث في موضوع «المقاومة»، والابتعاد عنه في موضوع الحريات. المطرقة واحدة، والرؤوس المستهدفة، أصحابها هم أنفسهم من هتف للفلوجة ومن ندب صدام حسين، وأطلق اسمه على مئات المواليد الجدد. يمكن رصد هذا المزاج في معظم حركات الشارع العربي في السنوات الأخيرة. ولعل بواكيره كانت في بيروت، ذاك أن صور زعيم البعث في العراق رُفعت في التظاهرة الثانية لجماعة «14 آذار»، وهتفت في حينه لصدام جماعات قدمت إلى التظاهرة في مناطق من الشمال اللبناني، هي نفسها المناطق التي رفدت «داعش» لاحقاً بعشرات المقاتلين. الصدمة المطلوب إحداثها في سياق سعينا للشفاء من «داعش» كما من النظام في سورية، هي أن نبحث أيضاً عنهما في أنفسنا، وفي تمكنهما من حجز مواقع في وعينا وفي خبراتنا وتجاربنا. أن نعيد النظر في مسلمات، وأن نلعب في وجدان تشكل في ظل ثقافتي البعث و «داعش»، وما بينهما من مقاومات.
Viewing all 26683 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>