خاص B2B-SY | فاطمة عمراني
يبدو أن الطالب السوري أصبح مجبراً على ممارسة هواية "جمع الطوابع" عند تخرجه من الجامعة.
حيث إن استخراج كشف علامات جامعي يتطلب تسعون طابعاً تتنوع ما بين الطابع المالي وطابع البحث العلمي وطابع إعادة الإعمار.
ويبلغ ثمن الطوابع ثلاثة آلاف ليرة سورية عدا عن طلب النسخ الثلاثة من الكشف والتي تكلف الطالب ثلاثة آلاف ليرة إضافية.
تقول الطالبة نور (خريجة جامعية) لـ "بزنس 2 بزنس": "أصبت بصدمة كبيرة عندما طلبت مني موظفة شؤون الطلاب في كليتي تسعون طابعاً لاستخراج كشف علامات جامعي".
وأضافت: "وعن سبب استخراج ثلاثة نسخ من كشف العلامات في حين كنت أستطيع استخراج نسخة واحدة فقط، أعتقد أن استخراج عدة نسخ أمر مهم لأن الكشف يطلب عند التقديم للدراسات العليا أو لمنح دراسية خارج سوريا، لكنني لم أتوقع أن استخراجه يكلفني ما يزيد على الستة آلاف ليرة".
من جهة أخرى تحدث أحمد (طالب ماجستير) لـ "بزنس 2 بزنس" مستغرباً من "الطلبات التعجيزية" بحسب تعبيره، والتي يجب أن يقوم بها عندما يحتاج أي ورقة أو معاملة رسمية.
وأضاف أحمد: "يتطلب استخراج مصدقة التخرج حوالي 20 طابعاً، وتبلغ كلفة التسجيل في الماجستير ما يزيد على العشرين ألف ليرة سورية، وبالرغم من أن الجامعات السورية لا تزال الأرخص في العالم لكن أيضاً نرجو مراعاة الوضع المادي للطالب السوري وتأثره بالوضع المعيشي السيء الذي يخيم على سوريا".
المصدر: أخبار الاقتصاد
↧
برسم وزير التعليم العالي: 90 طابعاً لإستخراج كشف علامات جامعي في سورية!!
↧
إيران وأقنعة السيطرة يكتبها مصطفى الفقي
لا بد أن نعترف أن إيران الثورة الإسلامية قد ملأت الدنيا وشغلت الناس وأحدثت قلقاً شديداً على المستويين الدولي والإقليمي وأثارت سياساتها الكثير من التساؤلات كما أدت مواقفها إلى العديد من الاستفسارات، وقد تغير المشهد في المنطقة بالكامل وهي الممتدة من غرب آسيا إلى المشرق العربي ثم إلى الخليج والجزيرة بل وتجاوزت ذلك إلى آثار أخرى في آسيا وأفريقيا وأوروبا، ومنذ سقوط حكم الشاه في إيران عام 1979 ونحن نشهد تطورات تدل على أن هناك توجهاً فارسياً يسعى لاحتواء بعض الدول العربية ويخلق من المشكلات ما يجعل الحلول صعبة والأمور معقدة.
فلقد أطلت إيران الجديدة على العالمين العربي والإسلامي بعباءات الملالي وعمائم آيات الله ودست أنفها في الشؤون الداخلية لمعظم دول المنطقة فهي العراب الكبير لـ «حزب الله» في لبنان، وهي الظهير القوي لنظام الرئيس الأسد في سورية، وهي داعمة الحوثيين في اليمن وهي التي تستثمر الظروف الداخلية والنزاعات الخارجية في الدول العربية للتهيئة لوسائل السيطرة وأساليب التسلل، فلم تقنع بالثلث المعطل في لبنان بل زادت عليه محاولات خلط الأوراق والسعي إلى تصفية الحسابات ثم أصاب الخطاب السياسي الإيراني نغمة استعلاء، ويكفي أن نتذكر المقولة الاستفزازية يوم سقوط صنعاء في يد الحوثيين وكيف أعلنت طهران أن العاصمة العربية الرابعة قد سقطت في أيديهم بعد بغداد ودمشق وبيروت! وتلك دائماً هي إيران التي تعمد إلى الأساليب الملتوية والتصريحات المستفزة في محاولة للتأثير النفسي في العرب وتحطيم معنوياتهم، وقد يكون من المناسب أن نرصد الدور الإيراني ومراحله المختلفة من خلال النقاط التالية:
أولاً: عندما عاد الإمام الخميني من منفاه في باريس بالطائرة إلى مطار مهرآباد في طهران يتردد أنه قد قال أثناء الرحلة: لقد قاد العرب الأمة الإسلامية منذ فجر الدعوة لقرون عدة ثم تلاهم الأتراك لقرون عدة أخرى وقد جاء الآن دور الفرس لقيادة هذه الأمة، ويستند رواة هذا الحديث إلى رغبة إيران الثورة الإسلامية في إحكام السيطرة على دول العالم الإسلامي، بدءاً من منطقة الخليج، مرتدية قناعاً لا يمكن تجاهله وهو قناع الثورة الإسلامية في محاولة للضرب على الوتر الحساس وهو الشعور الدائم لدى المسلمين بالاضطهاد واستقواء الغرب، خصوصاً أن قيام دولة إسرائيل قد جاء تعزيزاً لهذا الشعور وتأكيداً للرغبة المتأصلة لدى الغرب في إخضاع الشرق المسلم وإذلاله، ولقد استخدم الإيرانيون ذلك أفضل استخدام وهم أصحاب الوصف المشهور عن الولايات المتحدة الأميركية بتسميتها «الشيطان الأكبر» ودمغها دائماً بصفة «التجبر»، وقد كانت أحداث الشهور الأولى بعد الثورة الإيرانية كاشفة حال التوتر التي سوف تسود المنطقة بعد اندلاع ثورة الخميني حيث جرى احتجاز عدد كبير من الأميركيين في مبنى السفارة لمدة وصلت إلى 444 يوماً، وكان ذلك في حد ذاته إيذاناً بتدشين العداء لإيران ما بعد الشاه في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية وسياساتها في المنطقة، وما هي إلا فترة وجيزة بعد ذلك إلا واندلعت الحرب (العراقية– الإيرانية) التي استمرت قرابة ثماني سنوات استهلكت فيها الدولتان إمكاناتهما العسكرية والاقتصادية في شكل ملحوظ، ولقد دعمت الدول العربية في الخليج وفي مصر الموقف العراقي بل إن الرئيس الراحل السادات على رغم كراهيته للرئيس العراقي صدام حسين إلا أنه أمد جيشه بالسلاح عداءً لإيران وربما انتقاماً للشاه الذي استضافته مصر ودفن في أرضها حيث أن سورية حافظ الأسد كانت داعمة لإيران لأسباب تتصل بالخلاف الحزبي بين جناحي «البعث» في دمشق وبغداد.
ثانياً: لقد ظل احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث ورفضها التفاهم حولها أو التفاوض في شأنها بمثابة دليل دامغ على سياسات إيران العدوانية ورغبتها المكتومة في السيطرة على الخليج الذي ترفض تسميته بغير عبارة الفارسي، وقد كشفت إيران الأقنعة المستترة لطموحاتها التي تخضع لأجندة توسعية تسعى من خلالها إلى الاستحواذ على المنطقة بأسرها، ولا شك أن أقنعة السيطرة كانت تسقط أحياناً كاشفة الوجه الفارسي للصراع القومي مع العرب مستتراً بالاختلاف المذهبي بين الشيعة وأهل السنة.
ثالثاً: لقد حظيت مملكة البحرين بنصيب وافر من الضغوط الإيرانية والتدخلات في شأنها الداخلي وتأليب الشيعة العرب على أشقائهم السنة داخل تلك المملكة الخليجية المسالمة، ولقد عرفت شوارع المنامة وغيرها من أجزاء المملكة ألوان الصراع والاضطرابات التي لم تكن معهودة من قبل، كأن يقال لهم إن العرش البحريني في توارث سني المذهب بينما قد يكون الشيعة هم نصف السكان أو أكثر وهكذا اضطرت إيران دولة مثل البحرين إلى الدفاع المستمر عن سلامة أراضيها واستقرار شعبها، وما أكثر التهديدات الإيرانية الصريحة الداعية إلى ابتلاع البحرين والادعاء بحقوق تاريخية فيها بينما الواقع يقول بغير ذلك تماماً، إذ لا يخفى علينا أن العرب الشيعة يسبقون في تشيعهم شيعة إيران بقرون عدة وبالتالي فليس من حق طهران الوصاية عليهم أو التحدث باسمهم أو الزج بهم في صراعات تسعي بها إيران لتحقيق طموحاتها السياسية وتنفيذ أجندتها الاستراتيجية.
رابعاً: لم يقف التدخل الإيراني عند هذا الحد بل تجاوزته إلى العبث في الشأن الداخلي لأكبر دولة خليجية وهي المملكة العربية السعودية، بحيث يوجد في شرق المملكة سكان من الشيعة العرب، فإن إيران قد سعت إلى تحريكهم ضد شرعية الدولة وعمدت إلى إذكاء الخلاف المذهبي بين الأشقاء داخل البلد الواحد، بينما الأمر في حسابنا أنه لا يوجد خلاف مذهبي حاد إنما يقف الأمر عند حدود الاختلافات التاريخية في تفسير بعض المواقف فيما يتصل بخلافتي أبي بكر وعمر ودور أم المؤمنين السيدة عائشة، رضي الله عنهم جميعاً، إذ لا يمكن أن نتصور أن يكون الإله واحداً يشترك في عبادته من كان نبيهم محمداً، صلى الله عليه وسلم، وكانت قبلتهم الكعبة وأركان دينهم واحدة وقرآنهم واحداً فلا يبدو الخلاف بعد كل ذلك المشترك إلا خلافاً مصطنعاً بسبب أحداث تاريخية وليس بسبب نصوص دينية، ولقد اتخذت المملكة العربية السعودية إجراءات صارمة في المنطقة الشرقية لوأد الفتنة وتعزيز مظاهر الوحدة.
خامساً: لقد استخدمت إيران نغمة الخلاف المذهبي لإشعال الفتن وخلق المبررات للسيطرة والاستحواذ، ويكفي ما فعلته في العراق بعد سقوط صدام حسين ومحاولتها السيطرة على مقدرات السياسة العراقية وزيادة النفوذ الإيراني في جنوب العراق ووسطه أيضاً حتى لم يعد العراقيون الشيعة أنفسهم يقبلون تلك الوصاية الإيرانية، بل وقد ارتفعت أصوات عربية شيعية في العراق ترفض الهيمنة الإيرانية وترى في ما تفعل عدواناً على استقلال العراق وسيادته وتنظر بحذر إلى تزايد النفوذ الإيراني في «أرض الرافدين».
سادساً: لقد سيطر موضوع الملف النووي الإيراني على منطقة الشرق الأوسط وعلاقته بالولايات المتحدة الأميركية بل بالغرب عموماً، وظهرت طهران على المسرح السياسي في مشهد جديد تبدو فيه وكأنها المتحدث الرسمي باسم دول الشرق الأوسط وكأنها أيضاً حجر الزاوية في صياغة المستقبل وتحديد المسار القادم للمنطقة برمتها، وكان حرياً بالعرب أن يقولوا لواشنطن إن موضوع الملف النووي في الشرق الأوسط هو تعبير عن قضية شاملة لا تقف عند حدود إيران ولا حتى إسرائيل لأن أمن وسلامة المنطقة وحدة لا تتجزأ ولا تقبل أبداً أن تتزعم دولة بذاتها الموقف وتتصدر المشهد لكي تؤسس لمواقف جديدة نتيجة ظروف معينة حتى يصبح الملالي هم «شرطيو الخليج» بدلاً من الشاه الراحل الذي كان يلعب ذلك الدور.
سابعاً: إن وجود إسرائيل يمثل دائماً «قميص عثمان» الذي يرتديه كل من يتطلع إلى دور قيادي أو زعامة إقليمية، وعندما قامت الثورة الإسلامية في إيران حولت مقر القنصلية الإسرائيلية إلى مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية وكانت تلك بادرة مشجعة للفلسطينيين والعرب والمسلمين على حد سواء، ولكن تسريبات جرت تتحدث عن اتصالات غير معلنة بين طهران وواشنطن، وأن تلك الاتصالات امتدت من خلال بعض اليهود الإيرانيين إلى إسرائيل ذاتها، وقد لا يكون ذلك أمراً مؤكداً ولكن الشيء الذي ندركه تماماً هو أن إيران مثلت هاجساً أمنياً للدولة العبرية وحلفائها وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية، حيث ظن الجميع أن السياسة «البرغماتية» لإيران وديبلوماسيتها الذكية تستخدم الوجود الإسرائيلي في تبرير العداء مع الغرب وفي جمع شمل المسلمين وراء السياسة الإيرانية، وربما حقق ذلك بعض الإيجابيات لطهران، ولكنه لم يعبر عن سياسة مستقرة لإيران لدى حلفائها من دول الجوار وفي المنطقة عموماً. كما أن التهديد الإيراني لإسرائيل لا يبدو حقيقة واقعة، ولكنه مبرر إسرائيلي فقط لتضخيم قضية أمنها وابتزاز حلفائها.
إذا تأملنا النقاط السالفة فإننا نضيف إليه الدور الإيراني في الأزمة السورية وكيف استخدمت طهران علاقاتها الوثيقة بسلطة الحكم في دمشق لكي تزيد من إحكام سيطرتها داخل سورية فضلاً عن دعم حزب الله الموازي لها في لبنان، ثم جاء ملف الدعم الإيراني للحوثيين وصواريخهم التي تستهدف المملكة العربية السعودية لكي يكون مؤشراً آخر عن رغبة إيران في السيطرة الدائمة للتواجد في كل مكان من دون استثناء&8230; إن السياسة الإيرانية لدولة إسلامية كبيرة كان يجب أن تكون إضافة إيجابية للعالمين العربي والإسلامي وليست خصماً له أو عبئاً عليه، ولكنها في النهاية أقنعة إيران للسيطرة الإقليمية في غرب آسيا والشرق الأوسط.
المصدر: صحيفة الحياة
المصدر: الاتحاد برس
↧
↧
القضاء الشرعي في سورية المحررة من النظام : الوظيفة والهدف / قضاء حزبي وظيفي له غاية وهدف خاصان
في بادرة طيبة، أعد «مركز جسور للدراسات» (مقره في إسطنبول) تقريراً تحت عنوان «الشرعيّون في سورية; الفكرة والدور»، نشره يوم 28/11/2017، عرض فيه لنشوء ظاهرة الشرعيين في بنية الفصائل الإسلامية المسلحة، السلفية منها في شكل خاص، وتطورها والدور الوازن الذي لعبته في تحرك هذه الفصائل العسكري والسياسي ما بين 2012 و2015 إن لجهة إصدار رأي شرعي في قضايا يومية تواجه هذه الفصائل في تحركها العسكري والسياسي، وفي قرارات هذه الفصائل؛ أو لجهة الدفاع عنها وعن مواقفها في خلافاتها مع فصائل أخرى حول التكييف الشرعي لموقف عسكري أو سياسي، أو لجهة تغطية عمل عسكري وتبريره ضد فصيل آخر.
لكن أهمية الموضوع لا تبرر للمركز (نوجه الملاحظة إلى المركز لأننا لا نعرف فريق الباحثين)، تناوله في شكل عام وسطحي، وعدم نقده الظاهرة بالكشف عن ضعف أساسها الديني، وتباين منطلقاتها العقدية وتعارضها وتناقضها من جهة، وعدم إقرارها بالتعددية وحق الاختلاف داخل المشهد الإسلامي، بخاصة السلفي، ما جعل الصراع على الشرعية أولوية مطلقة لهذه الفصائل قاتل بعضها بعضاً للاستحواذ على حصرية تمثيل السلفية، من جهة ثانية، والدور السلبي الذي لعبته في المجتمع والثورة السوريين.
يقول التقرير عن القضاء الشرعي الذي تأسس في المحافظات السورية (ريف دمشق، حلب، إدلب، حوران) وتسلّم الشرعيون إدارته: «وشكّلت مسألة القضاء الشرعي قضية مفصلية بالنسبة إلى الفصائل السلفية، باعتبارها طريق «الحكم بما أنزل الله»، واعتُبر هذا القضاء حدّاً فاصلاً بين المؤمنين بالشريعة وبين الرافضين لها، الأمر الذي جعل المطالبة بأي قضاء آخر مصدر خلافٍ وصدام مع الفصائل الأخرى». وأضاف: «وتعود مركزية القضاء الشرعي لدى الفصائل السلفية إلى مبدأ أساسي لديها، وهو أن تحكيم الشريعة مقدّم على قتال النظام، وأن تأجيل التحكيم يؤجّل النصر. وهو ما أدخلهم في صدام مع المجتمعات المحلية، ومع الفصائل والمكونات [الأخرى]»، من دون أن يلحظ طبيعة هذا القضاء (قضاء حزبي) والهدف من تأسيسه (تحقيق مصالح خاصة لفصيل أو أكثر تنفيذاً لرؤية وأهداف خاصة) وتعارضه مع التصور الإسلامي للقضاء ودوره (عام، لخدمة المجتمع، مستقل، يقف على مسافة واحدة من المتخاصمين ويهدف إلى تحقيق العدل)، وفساد منطلقه (طريق الحكم بما أنزل الله) و (تحكيم الشريعة مقدّم على قتال النظام)، فوظيفة القضاء في الإسلام فض المنازعات وإحقاق الحق، وهو جزء صغير مما أنزل الله. وتحكيم الشريعة في الإسلام ليست له أولوية مطلقة بل هو مرتبط بشروط اللحظة والمرحلة، وفتوى عمر بن الخطاب بوقف قطع يد السارق خلال المجاعة في عام الرمادة، شديدة الدلالة والوضوح، وقولها هذا مخالفة صريحة لما استقر في فقه الأولويات الإسلامي وفق ما لخصه أبو حامد الغزالي في كتابه «الاقتصاد في الاعتقاد» حيث قال: «إن نظام الدين لا يحصل إلا بنظام الدنيا; فنظام الدين، بالمعرفة والعبادة، لا يتوصل إليهما إلا بصحة البدن، وبقاء الحياة، وسلامة قدر الحاجات من الكسوة والمسكن والأقوات والأمن; فلا ينتظم الدين إلا بتحقيق الأمن على هذه المهمات الضرورية; وإلا فمن كان جميع أوقاته مستغرقاً بحراسة نفسه من سيوف الظلمة وطلب قوته من وجوه الغلبة متى يتفرغ للعلم والعمل، وهما وسيلتاه إلى سعادة الآخرة؟ فإذاً: إن نظام الدنيا، أعني مقادير الحاجة، شرط لنظام الدين»، وعدم منطقية الربط بين «تأجيل التحكيم» و «تأجيل النصر»، وقول فقهاء مسلمين كثرٍ: «إن الله ينصر الدولة الكافرة العادلة على الدولة المؤمنة الظالمة» كاف لجبه هذا الربط غير المنطقي وتقويضه. وقد اتضحت الطبيعة الحزبية والوظيفية لهذا القضاء الشرعي في بيانات شرعيي الفصائل التي بررت قرارات عسكرية وسياسية متناقضة من جهة ومؤيدة قرارات القيادة العسكرية والسياسية بالمطلق، أتحفتنا بذريعة رد «الصائل» تبريراً لقتال فصائل منافسة، قبل أن يثير «حميتنا» البيان الأخير لـ «المجلس الشرعي العام»، التابع لـ «هيئة تحرير الشام»، والذي نُشر بعد تعرض قوات «الهيئة» لهزائم عسكرية قاسية في القتال على جبهتين مع فلول «داعش»، وقوات النظام، في ريفي حماة وإدلب، وجاء فيه: «إن النفير للجهاد اليوم متعين على كل قادر على حمل السلاح واستعماله داخل صفوف تحرير الشام، حيث إن أهل العلم قرروا أن جهاد الدفع أوجب الواجبات بعد الإيمان بالله»، ودعا «كل من لم يكن منشغلاً الآن بعمل يفيد الجهاد بطريقة مباشرة إلى أن ينفر مباشرة إلى مناطق النزال وساحات الشرف، ولو لفترة موقتة، لرد هجمة قوات النظام وتنظيم الدولة»، معتبراً «أنه لا يحل لأي أحد أن يعتذر عن هذا الجهاد الواجب المتعين بالانشغال بأهل أو بمال أو بعمل إداري، إلا أذا أمره أميره بالبقاء في إدارة ينصب العمل فيها في مصلحة الجهاد مباشرة» (توجيه الدعوة إلى النفير العام إلى كوادر «الهيئة» سببه الصراع داخل «الهيئة» بين تيار يريد الارتباط بـ «القاعدة» وتيار رافض هذا الارتباط، ما دفع قيادة «الهيئة» إلى اعتقال عدد من كبار القادة والشرعيين الذين يريدون الارتباط بـ «القاعدة» ودفع كتائب فيها إلى اعتزال القتال تحت قيادتها ما لم تطلق المعتقلين)، ودعوته إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة من جميع الفصائل، متناسياً ما كان قد أصدره ضد هذه الفصائل من فتاوى اتهمها فيها بـ «الردة» وأباح قتالها، وتجاهل قيادة «الهيئة» لمطالب هذه الفصائل بالإفراج عن معتقليها لدى «الهيئة» وإعادة الحقوق، برد المقارت والأسلحة التي استولت عليها في هجومها عليها.
وقد كان لافتاً مرور التقرير السريع على ظاهرة استسهال قتل الإنسان لأتفه الأسباب، مثل قتل صبي في الرابعة عشرة من عمره في حلب لأنه قال لمن لم يسدد له ديناً «لو إجى محمد ما عاد دينك»، علماً أن ممارسة القتل بفتوى «شرعية» قد انتشرت واتسعت لتشمل المئات إن لم يكن الآلاف، حيث اكتفى التقرير بالقول: «ويُلاحظ أن المشايخ المحليين الذين اضطلعوا بشؤون الفتوى في تلك المرحلة اتّسموا عموماً بالتورّع في الدماء والأموال، على خلاف الشرعيين الذين سيَقدُمون لاحقاً من خارج سورية والشرعيين الذين اتبعوا مدرستهم». ناهيك بإيغال الفصائل السلفية في القتل لأسباب مذهبية، ما عمق الانقسام المذهبي والتفكك الوطني والاجتماعي، والافتئات على حقوق الناس ومصادرة أموالهم وأملاكهم، بذرائع واهية في كثير من الأحيان، وما جرته الفتاوى الفصائلية، تبريراً للاقتتال بينها، على المجتمعات المحلية من خراب ودمار، وما أزهقته من أرواح؛ وما تسببت فيه من كوارث لثورة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة.
واضح أننا أمام قضاء حزبي وظيفي له غاية وهدف خاصان، ما يجعله غير إسلامي بامتياز، كان لخلفاء بني العباس «شرف» ابتداع ظاهرة «المجالس الشرعية» وإعطائها شكلها وآلية عملها، لتغطية قراراتهم وممارساتهم الجائرة بغطاء شرعي تصدره هيئة فقهية مشكلة من فقهاء يعينهم الخلفاء، اشتهروا في التاريخ الإسلامي بوعاظ السلاطين، آلية اعتمدتها حركات السلفية الجهادية وسيلة لفرض رؤيتها وأهدافها على مجتمع المسلمين، كما تبنتها جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر في مشروعها السياسي الذي دعا إلى تشكيل هيئة فقهية لإبداء الرأي في شرعية قرارات السلطة التنفيذية، ما يستدعي التحفظ عن مشروعيتها وعن شرعية قراراتها وفتاواها.
علي العبدلله
المصدر: صحيفة الحياة
↧
قصف المخابرات الجوية في حلب ومقتل سبعة جنود للنظام ردا على مجازر النظام
تمكن فيلق الشام ، من قتل 7 عناصر من قوات الأسد، اليوم الاثنين، جراء استهداف سرية المدفعية التابعة للفيلق تجمعا لتلك القوات في محيط حي جمعية الزهراء بمدينة حلب.
وقال مصدر من المرصد العسكري والراصد لتحركات قوات الأسد إن 7 عناصر من ميليشيات المخابرات الجوية التابعة بشكل مباشر لقوات الأسد قتلوا عصر يوم الاثنين، عقب استهداف تجمع لهم في مبنى المخابرات الجوية الواقع في محيط جمعية الزهراء غربي مدينة حلب.
وأشار المصدر إلى أنه تم كشف قتلى هؤلاء العناصر عن طريق كاميرات مراقبة تم اغتنامها من قوات الأسد على جبهة الليرمون، حيث يصل وزن تلك الكاميرا لـ15 كيلو غراماً، وتتميز بوضوح الرؤية ليلاً لامتلاكها خاصية الأشعة السينية المتطورة.
وتبنى فصيل فيلق الشام، التابع للجيش السوري الحر قتل هؤلاء العناصر بقوله: "رداً على القصف الجوي والمدفعي الذي يستهدف أهلنا المدنيين من قبل عصابات الأسد، قامت كتيبة المدفعية عصر هذا اليوم باستهداف مبنى مدشم على جبهة المخابرات الجوية بعدد من قذائف الهاون مما أدى إلى مقتل 7 عناصر من عصابات الأسد وجرح آخرين".
وأضاف الفيلق أن فوج المدفعية الخاص به استهدف تجمعا لقوات الأسد في كل من "الأكاديمية العسكرية، وضاحية الأسد، ومعمل الكرتون، ومدرسة الحكمة، ومشروع 3000 شقة" بوابل من صواريخ الغراد وقذائف الهاون وتم تحقيق إصابات مباشرة.
↧
إيران تحشد ميليشياتها شمال سوريا وجنوبها.. وعينها على قوات سوريا الديمقراطية!
انقضى (على ما يبدو) شهر العسل بين نظام الأسد وحلفائه من جهة، وبين ميليشيا الوحدات الكردية وواجهتها "الأمريكية" ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بعد أن تقاسم الطرفان السيطرة على مناطق شمال شرق سوريا (محافظة الحسكة)، ولاحقاً محافظة دير الزور (شرق سوريا)، إثر هيمنة ميليشيا قسد على معظم حقول النفط والغاز، بغطاء ودعم أمريكيين، في ظل معلومات عن حشد إيران ميليشيات جديدة وتوجيهها نحو الشمال السوري بانتظار "القرار السياسي" لإطلاق عملية عسكرية ضد قسد!
واشتعلت المواجهة الإعلامية بين الحليفين السابقين على إثر انتهاء معارك البوكمال وسيطرة قوات النظام على المدينة، بعد اتهام الأسد ميليشيا قسد بشكل غير مباشر بـ"الخيانة" لتعاونها مع القوات الأمريكية، ووصف نائب وزير خارجيته فيصل المقداد ذات الميليشيا بأنها "داعش الجديدة" في سوريا، ما استدعى رداً من ميليشيا قسد، ورد وصف "الخيانة" على نظام الأسد ذاته.
وكان تقرير قد نشر في 21/12/2017، خلص فيه إلى اقتراب نذر المواجهة العسكرية بين الجانبين، واستنفار ميليشيا الوحدات الكردية في مناطق سيطرتها، خوفاً من عمل عسكري محتمل من قبل قوات النظام وميليشياته الموالية، لا سيما في ظل تواصل نظام الأسد مع عدد من العشائر العربية الموجودة في مناطق سيطرة قسد، لشق عصا الطاعة عليها وجرها إلى صفها في المواجهة معها.
من البوكمال إلى إدلب!
في ظل التجييش الإعلامي الذي مارسه رموز النظام وإعلامه ضد ميليشيا قسد مؤخراً، كان من المنطق أن تندلع المواجهة في أقرب نقطة التقاء بين الجانبين، وهي محافظة دير الزور ومدينة البوكمال تحديداً، مع وجود آلاف المقاتلين التابعين لقوات النظام والميليشيات الإيرانية في تلك المنطقة، لكن النظام وحلفاءه قرروا تغيير ساحة المواجهة والتوجه شمالاً ونقل كامل قواته إلى الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، بحجة "مكافحة الإرهاب" في الظاهر، فيما تشير المعلومات والتسريبات إلى أن هدف الحملة الجديدة للنظام هي قسد!
إيران تحشد
ومع إرسال ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقية تعزيزات كبيرة إلى الحدود السورية العراقية، دخل ما يزيد على 10 آلاف مقاتل من إيران إلى سوريا عبر طريق طهران- بغداد- دمشق، تمهيداً لإطلاق ميليشيا الحرس الثوري عملية ضد حلفاء واشنطن.
وكشف مصدر في الحرس الثوري لصحيفة "الجريدة" الكويتية أن ما يزيد عن 10 آلاف مقاتل وصلوا إلى سوريا من إيران عبر طريق طهران- بغداد- دمشق، وقامت وحدات من ميليشيا الحشد الشعبي العراقية، خصوصا ميليشيا "النجباء"، و"حزب الله العراقي" بتأمين سفر هؤلاء عبر مرافقتهم خلال الأسبوعين الماضيين.
وأوضح المصدر أن "نصف هؤلاء المقاتلين سيستقرون على تخوم مدينة دمشق ومنطقة السيدة زينب لتأمينها، والنصف الآخر سيدعمون القوات الأخرى في الشمال والجنوب السوري أمام قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً".
ووفق المصدر، فإن "أعداداً أخرى تعادل هذه الأعداد من القوات يتم تجهيزها لإرسالها إلى سوريا، للمشاركة في عملية محتملة ضد قسد، حيث أنهم ينتظرون القرار السياسي للقيام بهذه العملية فقط".
أين ستكون المواجهة؟
الحشد الإيراني لميليشياتها لدعم تحركات النظام في محافظة إدلب شمال سوريا، وسحبهم من شرق البلاد، أثار المخاوف من احتمال شنّ النظام وميليشياته عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة التي تسيطر على ريف حلب الغربي ومعظم محافظة إدلب، لكن يبدو أن غاية الهجوم كما سربت مصادر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني هو "قسد" تحديداً، وهو ما يشير إلى احتمال أن يكون الهدف المقبل لعمليات النظام، في ظل الاحتقان القائم بين النظام وقسد، هو مدينة عفرين، حيث تسيطر ميليشيا قسد على كانتون عفرين، وتتخوف من عمل عسكري تركي وشيك نحوها، وهو ما قد يثير التوقعات بوجود "تفاهمات" جديدة لمواجهة طموح "المشروع الكردي" في شمال سوريا.
↧
↧
وفاة طفل سوري متجمدًا من البرد أثناء محاولته الدخول مع عائلته إلى لبنان
توفي طفل سوري متجمدًا من البرد على الحدود السورية- اللبنانية أثناء محاولته الدخول مع عائلته إلى لبنان.
وذكر الموقع الرسمي لبلدية مجدل عنجر اليوم، الاثنين، أن الطفل توفي متجمدًا من البرد في جبل المصنع، وتم إنقاذ آخرين أحدهم ما زال في حالة خطرة.
الطفلين أحدهم متوفي والآخر في حالة خطرة!!
وأوضح أن حالة الوفاة جاءت أثناء تهريبهم إلى الأراضي اللبنانية، وتخلي المهرّب عنهم وسط الجبل. وتتكرر عمليات التهريب إلى داخل الأراضي اللبنانية، وتشمل نساءً وأطفال يضطرون إلى سلوك طرق وعرة في ظل ظروف مناخية قاسية، ما يؤدي إلى وفاة العديد منهم. في حين يقع العشرات منهم في قبضة دوريات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية.
واستقبلت لبنان قرابة مليوني لاجئ سوري، وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مطلع العام الجاري، إنّ عدد السوريين المسجلين في قوائمها داخل لبنان تراجع من مليونين ومئتي ألف، إلى مليونين و17 ألف.
وأكدت أنها تشطب أسماء السوريين الذين تفقد إمكانية التواصل معهم لفترة طويلة.
وليست المرة الأولى التي تشهد فيها لبنان حوادث مقتل سوريين، ففي آذار 2015 عثرت السلطات اللبنانية على جثة الطفل السوري علي وليد حلوم بجانب النهر في بلدة الكويخات بمنطقة عكار أيضًا، واختلفت الروايات التي أدت لمقتله.
كما توفي أطفال سوريون حرقًا في المخيمات المنتشرة في لبنان.
↧
غالبية المعارضة السوريه ترفض مؤتمر الحوار المهزلة في سوتشي ( موطن الشركس الأصلي )
عمّق الإعلان عن موعد أولي لانعقاد مؤتمر «الحوار الوطني» السوري في مدينة سوتشي الروسية، الهوة بين أقطاب المعارضة السورية التي انقسمت إلى فريقين؛ الأول يرفض بالمطلق المشاركة في المؤتمر لأن روسيا «طرف في الحرب، ولا يمكن أن تثبت حياديتها»، والثاني يشترط وجود مظلة أممية لمؤتمر سوتشي، لقاء المشاركة فيه بوصفه «داعماً لمسار جنيف وليس بديلاً عنه».
ولا ينفي سوريون معارضون أن تدويل الأزمة السورية «أسقط الإرادات الوطنية» وبات الاتصال بالأمم المتحدة هو المقياس الأساسي للأزمة بعد تدويلها. من هذا المنطلق، يتمسك السوريون برعاية أممية للمسار السياسي، كما تتمسك موسكو بالمظلة الدولية لحماية جهودها السياسية لحل الملف.
وأوضح المستشار السياسي للهيئة العليا للمفاوضات نمرود سليمان، أن الأمم المتحدة وروسيا، دخلتا في محادثات قوية وعميقة منذ الأسبوع الماضي حول «سوتشي»، ولم يتوصلا إلى حل بعد، مشيراً إلى أن موقف الأمم المتحدة يفيد بأنها لا تعارض انعقاد المؤتمر وحضوره إذا كان الهدف منه دعم مسار جنيف، بينما ستعارضه إذا كان يسعى للاستقلالية عن مسار جنيف.
وقال سليمان لـ«الشرق الأوسط»: «من معرفتي الوثيقة بالموقف الروسي، لا أعتقد أن موسكو ستقدم على عقد مؤتمر من دون غطاء دولي»، مستنداً إلى إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق، أن «سوتشي» سيكون جزءاً من «جنيف» الذي كان بوتين وراء الدفع لانعقاده. وقال سليمان: «الروس يدركون جيداً معنى الغطاء الدولي، ومن هنا تتواصل المفاوضات، وهي السبب الرئيسي لزيارة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لروسيا». وكرر تأكيده بأن روسيا لا تستطيع تجاوز الغطاء الدولي، ولا تقدر على عقد المؤتمر دون موافقة أميركية.
وكشف سليمان أن اليد الطولى في الدعوة لـ«سوتشي» هي وزارة الدفاع الروسية وليست وزارة الخارجية، «لأنها تعد أنها أدت مهمة عسكرية في سوريا، وتريد قطف ثمار نجاحاتها سياسيا»، وهو ما يدفعها لأن تكون «متحمسة لعقد المؤتمر». وقال: «أعتقد أن الروس لا يغامرون بعقد مؤتمر من دون الأمم المتحدة، وفي (جنيف9) الذي سيعقد في 21 يناير (كانون الثاني) المقبل، سيتبلور موقف الأمم المتحدة بعد محادثات مع الروس، وربما يكون (سوتشي) تابعاً وجزئية من (جنيف) ويخدمه».
وبموازاة إعلان جهات سورية، أبرزها فصائل عسكرية، رفضها مسار «سوتشي»، قال سليمان إن الجهات الدولية لا تتعامل مع المكونات كل على حدة، علما بأن لكل طرف ظروفه وموقفه ويعبر عن بيئته. وأكد أن «هيئة التفاوض التي تمثل المعارضة السورية في مباحثات الحل السياسي، وهي الجهة الرسمية المعترف بها دولياً، لم يصدر عنها أي موقف، كونها لم تتخذ القرار بعد، وتعيش مرحلة ترقب ودراسة للأحداث»، مشيراً إلى أن الجهات الدولية جميعها «تشيد الآن بالموقف التفاوضي للوفد». وأضاف: «باعتقادي، إذا حضرت الأمم المتحدة مؤتمر سوتشي، فعلى المعارضة حضوره أيضاً، كون توفير غطاء دولي لأي مسعى للحل، هو مقياس أساسي، وموقف الأمم المتحدة هو بوصلة المعارضة».
وفي حين تتريث المكونات السياسية في إعلان موقفها من سوتشي، وتكتفي بالتلميحا، يبدو العسكريون أكثر وضوحاً؛ إذ أكد مصدر عسكري بارز في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن روسيا «لا يمكن أن تكون ضامناً لإنهاء الحرب ولحماية حقوقنا وثورتنا». وقال المصدر: «سوتشي مدينة روسية، ونحن نعد روسيا دولة محتلة ومعتدية، ولا يمكن أن تكون الضامن أو ترعى أي حل في سوريا حتى لو حضرت الأمم المتحدة»، مضيفاً أن حضور الأمم المتحدة للمؤتمر «لن ينزع عن روسيا صفة الاعتداء وأنها طرف في الحرب إلى جانب النظام وتسعى لإبقاء النظام، وبالتالي، لا يمكن أن تكون راعيا لأي حوار أو مؤتمر يخدم الشعب السوري».
هذا الموقف، ينسجم مع ما غرد به نائب وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة عبد الجبار العكيدي أول من أمس، الذي قال في تغريدة له على «تويتر»، إن ما قدمه ممثل بوتين «خدمة كبيرة للثورة وشرفائها واختصر الطريق على الجميع عندما أعلن أنه لا مكان في سوتشي لمن يطالب برحيل الأسد»، عادّاً أن «من سيذهب إلى سوتشي هو خائن للثورة ولدماء الشهداء، ويجب أن يصنف مع الأعداء».
وجاء هذا التعليق بعد يوم من إعلان فصائل المعارضة في الجبهة الجنوبية رفضها التام ومقاطعتها مؤتمر سوتشي، حيث أكدت عبر بيان أصدرته أن المؤتمر لا يعنيها بشيء.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
كيف ستكون ردود فعل نتياهو بعد وصول ايران الى الحدود الاسرائيلية السورية ( بيت جن )
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «مفاوضات تجري في ريف دمشق الجنوبي الغربي، للتوصل إلى اتفاق حول إخراج هيئة (تحرير الشام) من ريف دمشق الجنوبي الغربي، ونقلها إلى محافظة إدلب بالشمال السوري». يأتي هذا في وقت توغلت فيه قوات النظام وفصائل مدعومة من إيران في آخر جيب ما زالت المعارضة تسيطر عليه قرب منطقة حدودية استراتيجية مع إسرائيل ولبنان.
ونقل المرصد عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة»، أن الاتفاق «سيشمل من يرفضونه من المقاتلين وعوائلهم والمدنيين الرافضين له، والراغبين بالخروج من المنطقة».
وقالت المصادر إن المفاوضات «جاءت بعد أسابيع من القصف الصاروخي المكثف بمئات القذائف ومئات الصواريخ من نوع أرض - أرض، والقصف بمئات البراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام».
وأشارت المصادر إلى أن المفاوضات «شهدت تقدماً، بعدما تمكنت قوات النظام والمسلحين الموالين، من حصر فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام في دائرة ضيقة ممتدة من مغر المير إلى بلدة بيت جن». وقال المرصد، إن قوات النظام «تمكنت خلال الأيام العشرة الماضية من تقطيع أوصال المنطقة، وشل حركة مقاتلي الفصائل وتحرير الشام فيها، عبر عمليات رصد ناري للطرق الواصلة بين مغر المير ومزرعة بيت جن وبلدة بيت جن، عبر السيطرة على تلال ومرتفعات حاكمة للمنطقة».
إلى ذلك, توغلت قوات النظام السوري وفصائل مدعومة من إيران في آخر جيب ما زالت قوات المعارضة تسيطر عليه قرب منطقة حدودية استراتيجية مع إسرائيل ولبنان، في تعزيز جديد لنفوذ طهران في ذلك البلد الذي تمزقه الحرب.
وقالت المعارضة المسلحة، إن قوات الجيش والفصائل الشيعية تقدمت شرق وجنوب بلدة بيت جن التي يسيطر عليها معارضون سنة، بدعم من غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي عنيف منذ بدء هجوم رئيسي قبل أكثر من شهرين للسيطرة على المنطقة.
وقال جيش النظام السوري إنه طوق بلدة مغر المير عند سفوح جبل الشيخ، مع تقدم قوات الجيش صوب بيت جن وسط اشتباكات عنيفة.
وهذا الجيب هو آخر المعاقل المتبقية لقوات المعارضة في المنطقة الواقعة جنوب غربي دمشق المعروفة باسم الغوطة الغربية، التي سيطرت عليها القوات الحكومية منذ العام الماضي، بعد قصف عنيف استمر شهوراً لمناطق مدنية وأساليب حصار على مدى سنوات، مما أجبر قوات المعارضة على الاستسلام.
وأكد مصدر مخابرات غربي تقارير المعارضة المسلحة بأن فصائل مدعومة من إيران، من بينها جماعة «حزب الله»، لعبت دوراً رئيسياً في المعارك المتواصلة.
وقال صهيب الرحيل وهو مسؤول في «ألوية الفرقان» أحد فصائل «الجيش الحر» التي تعمل في المنطقة لـ«رويترز»، إن «الميليشيات الإيرانية تسعى لتعزيز نفوذها من جنوب غربي العاصمة وصولا إلى الحدود مع إسرائيل».
وتشعر إسرائيل بقلق من تعزيز إيران نفوذها في سوريا بعد هزيمة تنظيم داعش، وقامت خلال الأسابيع القليلة الماضية بتصعيد هجماتها ضد أهداف تشتبه بأنها إيرانية داخل سوريا.
وقال مصدر مخابرات غربي إن هجوماً شنته إسرائيل في بداية هذا الشهر على قاعدة قرب مدينة الكسوة جنوب دمشق يُعتقد على نطاق واسع إنها مجمع عسكري إيراني.
وتضغط إسرائيل على كل من القوتين الكبيرتين لحرمان إيران وحزب الله وفصائل شيعية أخرى من أي قواعد دائمة لها في سوريا، وإبعادها عن الجولان، مع تحقيقها انتصارات في الوقت الذي تساعد فيه دمشق على صد قوات المعارضة التي يقودها سنة.
ويقع جنوب غربي سوريا ضمن منطقة لعدم التصعيد في جنوب سوريا تم الاتفاق عليها في يوليو (تموز) الماضي بين روسيا وواشنطن، في أول تفاهم من هذا القبيل بين القوتين. ولم تتعرض هذه المنطقة لقصف روسي على عكس مناطق وقف إطلاق النار الأخرى في سوريا.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
70 ألف برميل متفجر ألقاها النظام على سوريا
وثَّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلقاء طيران النظام السوري قرابة 70 ألف برميل متفجر منذ يوليو (تموز) 2012.
وجاء في التقرير أنَّ استخدام سلاح البراميل المتفجرة من قبل جيش النِّظام السوري، يُشكِّل واحداً من أشدِّ أصناف الخذلان الدولي الفاضح للشعب السوري، فلم يعد هناك أية إدانات أو استهجان من تكرار استخدام هذا النَّمط البربري من الأسلحة، مؤكداً على ضرورة التَّشكيك في إمكانية قبول نظام سياسي يقوم بإلقاء براميل غوغائية على بلده بأي شكل من أشكال التسوية السياسية، ما عدا تسوية سياسية تُعيد تأهيله، وتقبل بتسليم وزارات شكليَّة خدمية لبعض المعارضين.
وثَّق التقرير حصيلة ما ترتَّب على هذا الاستخدام للبراميل، من ضحايا واعتداءات على مراكز حيوية مدنيَّة، وركَّزَ على فكرة أنَّ هذا الاستخدام لم يتوقف في أي شهر من الأشهر، بما فيها الأشهر التي شهدت اتفاقيات خفض التَّصعيد، أو محادثات جنيف.
واستند التقرير على عمليات التَّوثيق والرصد والمتابعة اليومية، وعلى روايات لناجين وشهود عيان ونشطاء إعلاميين محليينَ واستعرض 9 منها، إضافة إلى تحليل عدد كبير من المقاطع المصورة والصور التي نُشرت عبر الإنترنت.
وتحدَّث تقرير الشبكة عن ماهية البراميل المتفجرة والطرق التي اتبعها النظام السوري لتصنيعها ونوع العبوات والمواد المتفجرة التي استخدمها، وما أُضيف لها من مواد كيمائية أو حارقة، كما استعرض عدة مناطق استخدم فيها النظام السوري البراميل المتفجرة بكثافة في إطار التَّقدم العسكري كمدينة داريا وبلدة خان الشيح بريف دمشق ومدينة الميادين في دير الزور.
وسجَّل التقرير ما لا يقل عن 68334 برميلاً متفجراً ألقتها طائرات مروحية أو ثابتة الجناح تابعة للنظام السوري منذ أول استخدام موثَّق لها في يوليو 2012 حتى ديسمبر (كانون الأول) 2017 تسبَّبت في مقتل 10763 مدنياً، بينهم 1734 طفلاً، و1689 امرأة. كما تم تسجيل ما لا يقل عن 565 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية تسبَّبت فيها البراميل المتفجرة بينها 76 حادثة على مراكز طبية، و140 على مدارس، و160 على مساجد، و50 على أسواق.
وبحسب التقرير فإنَّ العدد الأكبر من البراميل المتفجرة سقط على محافظات دمشق وريفها ثم حلب فدرعا، في حين أنَّ العام الذي شهد أكبر استخدام لهذا السلاح كان عام 2015، الذي سجَّل التقرير فيه إلقاء قوات النظام السوري ما لا يقل عن 17318 برميلاً متفجراً.
واعتبر التقرير أنَّ قرار مجلس الأمن رقم 2139 شكَّل أملاً للمجتمع السوري؛ لأنه قد ذكر البراميل المتفجرة بالنَّص، وتوعَّد باتخاذ إجراءات رادعة في حال لم يتم التَّنفيذ، لكن بحسب التقرير فإنَّ وتيرة استخدام هذا السلاح لم تتغير بعد صدور القرار، ووزَّع التقرير الحصيلة الكلية لاستخدام البراميل المتفجرة قبل القرار وبعده، حيث سجّل ما لا يقل عن 20183 برميلاً متفجراً حتى صدور القرار 2139 في 22 فبراير (شباط) 2014، في حين تمَّ توثيق ما لا يقل عن 48151 برميلاً مُتفجراً بعد صدور القرار حتى الشهر الحالي.
ووفق التقرير فقد تم توثيق 87 هجمة ببراميل متفجرة تحوي غازاً ساماً، و4 هجمات ببراميل متفجرة تحوي مواد حارقة جميعها كانت بعدَ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2139. وأوضح أنَّ القصف بالبراميل المتفجرة هو قصف عشوائي استهدف أفراداً مدنيين عزل، وألحق ضرراً كبيراً بالأعيان المدنية، وكان الضرر مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة.
وجاء فيه أن قوات النظام السوري استخدمت براميل متفجرة محملة بمواد حارقة دون وجود أي مبرر عسكري ودون اتخاذ أية احتياطات للتقليل من الضرر اللاحق بالمدنيين وبالمنشآت المدنية.
طالب التقرير مجلس الأمن أن يضمن التنفيذ الجِدّي للقرارات الصادرة عنه، وأوصى الدول الأربع الدائمة العضوية بالضغط على الحكومة الروسية لوقف دعمها للنظام السوري وضرورة فرض حظر أسلحة عليه، وملاحقة جميع من يقوم بعمليات تزويده بالمال والسلاح؛ نظراً لخطر استخدام هذه الأسلحة في جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
حثَّ التقرير مجلس الأمن على إحالة المسألة السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأن يقدم كل التسهيلات ويقوم بفرض السلم والأمان والبدء بمقاضاة كل من ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وطالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بدعم الآلية الدولية المحايدة المنشأة بقرار الجمعية العامة رقم 71 / 248 الصادر في 21 ديسمبر 2016 وفتح محاكم الدول المحلية التي لديها مبدأ الولاية القضائية العالمية، وملاحقة جرائم الحرب المرتكبة في سوريا.
من جهته، قال فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان: «لقد شكَّل الاستخدام المتكرر لهذا السلاح المرتجل العشوائي ضدَّ التَّجمعات السكنية، رسالة إلى المجتمع السوري مفادها أن حماية المدنيين والقانون الدولي مجرد أوهام، وأنه يتوجب عليكم الاستسلام ثم التسليم مجدداً للنظام الذي يقوم بقتلكم». وشدد عبد الغني على ضرورة إعادة إحياء مجلس الأمن من جديد لاتخاذ موقف حاسم من استخدام النظام السوري لهذا السلاح الفوضوي على هذا النطاق الواسع والكم الكثيف، مطالبا المبعوث الأممي لعب دور أكثر فعالية في وقف هطول البراميل المتفجرة على سوريا.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
خلايا «داعش» النائمة تنشط في كركوك
في مؤشر على بقاء خلاياه النائمة في محافظة كركوك والمناطق القريبة منها، هاجم مسلحون ينتمون إلى تنظيم داعش، مساء أول من أمس العقيد فاضل السبعاوي، مدير شرطة منطقة الشريعة التابعة إلى ناحية الزاب، وفي حادث منفصل اغتالوا شيخ عشيرة الجحيشات والقيادي في «الحشد العشائري» وليد نوري الجحيشي.
وأفادت مصادر أمنية في المحافظة بأن السبعاوي قتل مع خمسة من مرافقيه بينهم ابنه عقب هجوم شنه مسلحون جنوب غربي كركوك، فيما هاجم مسلحون الجحيشي وزوجته وابنهما على طريق الحويجة قادماً من مدينة الموصل، وأسفر الهجوم عن مقتل الثلاثة.
وأصدر «داعش» بيان «نصرة المستضعفين» اعترف فيه بإعدام الشيخ الجحيشي وزوجته وابنه والعقيد السبعاوي ومرافقيه، كما أعلن فيه عن عودة زعيمها أبو بكر البغدادي قريبا.
ولم يستغرب النائب عن ائتلاف «دولة القانون» جاسم محمد جعفر قيام «داعش» باغتيال شخصيات وشن هجمات على أهداف معينة، وكشف لـ«الشرق الأوسط» أن «البيانات الأمنية تتحدث عن وجود ما لا يقل عن 2000 عنصر من (داعش) يتحركون ويختبئون في سلسلة جبال حمرين والمساحات الشاسعة في محافظة كركوك».
وكانت الحكومة الاتحادية في بغداد، أعادت نشر قواتها الأمنية في كركوك منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وأصدرت أمرا ديوانيا شكلت بموجبه «قيادة عمليات كركوك» بقيادة اللواء علي فاضل عمران هدفها الإشراف على التشكيلات الأمنية في المحافظة المؤلفة من قوات الجيش الاتحادي والشرطة المحلية وجهاز مكافحة الإرهاب، بعد أن كانت قوى الأمن الكردية بمختلف صنوفها تسيطر على الملف الأمني في المحافظة قبل ذلك التاريخ.
من جهته، اتهم مسؤول اللجنة الأمنية في قضاء طوز خورماتو علي الحسيني ضمنا إدارة كركوك السابقة ممثلة في المحافظ الكردي المقال نجم الدين كريم والأجهزة الأمنية في عدم ضبط دخول وخروج عناصر «داعش» إلى المحافظة أثناء نزوح الأهالي إلى كركوك. وقال الحسيني، وهو أيضا قيادي في الحشد التركماني لـ«الشرق الأوسط»، أن «كركوك لم تكن آمنة أيام محافظها السابق، كانت هناك فوضى في الموضوع الأمني رغم كثرة العناوين الأمنية الكردية». ولفت إلى أن حكومة كركوك المحلية السابقة «لم تقم بعملية تسجيل أسماء النازحين ولم تضع خطة أمنية محكمة للسيطرة على الأوضاع في المدينة». وأشار الحسيني إلى وجود «معلومات استخبارية مؤكدة عن وجود عناصر (داعش) في كركوك، دخلوها مع المواطنين الذين نزحوا من أطراف قضاء الحويجة القريب فبعد أن طردهم القوات الأمنية منه».
لكن مسؤولا كرديا في كركوك، طلب عدم نشر اسمه، رفض تصريحات الحسيني بشأن تقصير حكومة كركوك السابقة، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «عمليتي الاغتيال الأخيرتين تكشفان بما لا يقبل الشك أن ما أعلنته القوات العراقية بشأن تطهير محافظة كركوك من فلول (داعش) لم يكن دقيقا وكاملا خاصة بالنسبة لمناطق غرب الأنبار». ويرى المسؤول الكردي أن من «الضروري أن تقوم الحكومة الاتحادية في عملية تطهير كبيرة للمناطق الشاسعة في محافظة كركوك التي يختبئ فيها عناصر (داعش)، ومن دون القيام بذلك فإن مسلسل الاغتيالات والهجمات سيستمر». متهما الحشد العشائري الذي يسيطر على مناطق الحويجة والرياض بـ«عدم الفاعلية في متابعة عناصر (داعش)، كما أن أعدادهم المعلنة مبالغ فيها وليس لديهم القدرة والإمكانات على محاربة (داعش)».
بدوره، يرى خبير الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، أن تنظيم داعش اليوم يقاتل بطريقة جديدة بعد أن خسر سيطرته على المحافظات والمدن العراقية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا يعمل (داعش) اليوم وفق نظرية مسك الأرض ورفع الإعلام عليها، إنما تحول إلى ما يشبه إذابة الملح في الماء، بمعنى أن عناصر تظهر على السطح حيثما وجدت تهاونا وهشاشة في الوضع الأمني وتتسبب بمشاكل لقوات الأمن والمواطنين كما حدث في كركوك».
وبرأي الهاشمي، فإن «المنطقة التي يتحرك فيها اليوم عناصر (داعش) مساحتها بحدود 18 ألف كيلومتر مربع ومن الصعب السيطرة عليها». ويلفت إلى أن المنطقة «محصورة بين شمال شرقي محافظة صلاح الدين وجنوب غربي محافظة كركوك وشمال غربي محافظة ديالى وهي عبارة عن تلال ووديان ومناطق زراعية وأغلب عناصر (داعش) هناك من أبناء المنطقة نفسها ويستطيعون التحرك بسهولة فيها».
يشار إلى أن قيادة عمليات فرض القانون بمحافظة كركوك أعلنت، أول من أمس، خطة أمنية تستمر أسبوعا كاملا، وتشمل الخطة تشكيل قوات الأمن «أطواق ثلاثة» حول المدينة لحماية المدنيين والمحتفلين بأعياد الميلاد والسنة الجديدة داخل المحافظة.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
بساتين ديالى العراقية تحتضر: مليشيات تنفّذ عمليات حرق وتجريف واسعة
رغم خلو محافظة ديالى (57 كم شمال شرق بغداد)، من تنظيم "داعش" الإرهابي،
منذ نحو عامين، إلا أن بساتينها مازالت تحترق بفعل فاعل، الأمر الذي يقطع الشك باليقين أن المليشيات المتنفذة والمسيطرة على المدينة هي من تقوم بذلك، بحسب إفادات السكان.
ويقول الخبير الزراعي غضنفر محمود، إنّ "إضرام النار في عشرة بساتين بقرية ركة حجي سهيل، (10 كم شمالي بعقوبة)، أمر يدعو إلى الخوف من استمرار مسلسل حرق البساتين الممنهج، خاصة خلال هذا العام 2017 الذي شهد حرق المزارع بعد الاستقرار الأمني النسبي".
ويؤكد أن عددا كبيرا من بساتين محافظة ديالى شهدت حرائق مماثلة في موسم الصيف الماضي، حتى إنّ البعض منها أحرق أكثر من مرة، ربما 4 مرات، بعد قيام أصحاب البساتين بزراعتها مرة أخرى، أو سقيها عقب عودتهم من النزوح، مما جعل الكثير من المزارعين يتركون بساتينهم تموت وتحترق بدون تمكّنهم من فعل أي شيء.
ويبيّن الخبير، أن من أكثر المناطق التي تضررت بساتين بلدة المقدادية (90 كم شمال شرق بغداد)، ومركز المحافظة بعقوبة، وحتى التي سلِمت من الحرائق تم تجريفها من قبل القوات الأمنية، ما جعل المحافظة تفقد ميزتها التي تتمتع بها، بكونها مدينة البساتين بعد هلاك آلاف الدونمات من الأراضي والبساتين الزراعية.
من جهته، يؤكد رئيس مجلس محافظة ديالى، علي الدايني، أن العام الجاري شهد أعلى معدلات حرائق البساتين في تاريخ المحافظة، بمعدل حريق بستان كل يومين، ويمكن تصنيف 2017 بأنه عام حرائق البساتين في ديالى، فمعدلاته هي الأعلى في تاريخ المحافظة، وتسببت في هلاك مساحات كبيرة من البساتين بعضها يعود إلى عقود.
بدوره، يكشف عضو البرلمان كريم علي آغا، عن تسجيل 150 حادثة حريق للبساتين خلال 3 أشهر، مشيرا إلى أن موسم الصيف الماضي هو الأعلى على الإطلاق في تاريخ المحافظة بملف حرائق البساتين، وأن التقارير الرسمية تؤكد أن إجمالي حوادث حرائق البساتين التي سجلت خلال أشهر يونيو/حزيران ويوليو/تموز وآب/أغسطس العام الجاري، تجاوزت الـ150 حادثة، التهمت خلالها عشرات الدونمات من البساتين في مناطق متفرقة من ديالى، خاصة بعقوبة وضواحيها وبعض البلدات.
بدوره، يقول المزارع أبو مصطفى، من سكان بلدة المقدادية، إن ما قام به تنظيم "داعش" جزء من سلسلة حرق البساتين التي تقوم بها المليشيات المسيطرة على المدينة، وهو ما ضاعف حجم الدمار في بساتين الحمضيات التي كانت تشكل نحو 200 ألف دونم في المحافظة، إلا أن الموجود فعليا الآن أقل من النصف، نتيجة ما قامت به المليشيات أثناء تحرير ديالى من "داعش"، من عمليات تدمير وتجريف للكثير من البساتين، عقب نزوح المزارعين عام 2014، وما رافقها من موجة الحر والجفاف التي أتت على أخضر البساتين ويابسها.
ويشير إلى أن عددا كبيرا من المزارعين فقدوا موردهم المادي الأساسي، نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بمزارعهم، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 75 في المائة من إنتاج الرمان والبرتقال، الأمر الذي يعني زيادة نسبة البطالة وتراجع اقتصاد الكثير من الأسر التي كانت تعتمد بشكل أساسي على ما تجنيه من مزارعها وبساتينها، كما أن حرق وتجريف البساتين بهذه الطريقة له دلالة على التغيير المتعمد للتركيبة السكانية وخصوصية المحافظة التي يميزها الطابع الزراعي، وبالتالي تهجير سكان تلك المناطق إذ لم يجدوا ما يستحق عودتهم إليها.
ويؤكد أبو مصطفى، أن عملية إنشاء بستان زراعي من جديد يتطلب جهدا ووقتا. يعني أننا نحتاج إلى سنين طويلة لنمو أشجار الحمضيات، خاصة البرتقال الذي تتميز به ديالى، إضافة إلى إنفاق الكثير من الأموال حتى يتحقق ذلك، لأن شتلة البرتقال لا تقل عن ألف دينار، ولزراعتها لابد من أشجار النخيل التي تستظل بها الحمضيات، هذا إن سمح للمزارعين بإعادة غرس بساتينهم من جديد.
وكان رئيس مجلس بلدة المقدادية في محافظة ديالى، عدنان التميمي قد كشف، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن صدور قرار خلال مؤتمر أمني موسع عقد في مقر عمليات دجلة لبحث أمن بلدة المقدادية، يقضي بتجريف بستان كل من يتعاون مع "داعش" لزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي.
وأضاف التميمي، أن الاجتماع خرج بسلسلة قرارات مهمة، أبرزها تجريف بستان كل من ينتمي إلى "داعش" أو يتعاون مع التنظيم لزعزعة الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى تأمين الطريق الزراعي المار بقرية نهر الإمام، وتشكيل حشد عشائري داخل القرية لمواجهة الخلايا النائمة.
وشهدت بساتين محافظة ديالى، نشوب حرائق متعمدة في الكثير من المساحات الزراعية التي كانت تغطي أكثر من 70 في المائة من مساحة المحافظة، إذ أعلنت مديرية الدفاع المدني، في سبتمبر/أيلول الماضي، عن إخماد حريق اندلع في بساتين ناحية هبهب شمال غرب مدينة بعقوبة، وفي مارس/آذار في الربع الأول من هذا العام، أحرقت بساتين عشيرة السادة التويجرية في ناحية الوجيهية التابعة لبلدة المقدادية، كما اندلعت حرائق في بساتين حواش البزانية قرب بلدة بلدروز (30 كم شرق بعقوبة)، إضافة إلى نشوب حريق في عشرة بساتين في قرية حجي سهيل.
ديالى ــ ميمونة الباسل
↧
شخصيات سورية معارضة تدعو لمقاطعة مؤتمر سوتشي
وجه عدد من المعارضين السوريين، فجر اليوم الثلاثاء، نداء لمقاطعة "مؤتمر الحوار الوطني" المزمع عقده في يناير/ كانون الثاني المقبل بمدينة سوتشي الروسية.
وأشار بيان حمل توقيع أكثر من 170 من الشخصيات المعارضة من المستقلين والائتلاف الوطني، والحكومة السورية المؤقتة، وضباط من الجيش الحر والصحافيين والناشطين، إلى أن الدعوة الروسية إلى مؤتمر سوتشي، تأتي بهدف "تخريج الحل الروسي وشق صفوف قوى الثورة والمعارضة، وفرض دستور مزيف يضمن بقاء رئيس النظام بشار الأسد والاحتلالات الأجنبية الضامنة له، بمساعدة انتخابات تجرى تحت إشراف الأجهزة الأمنية وبقيادتها، وهي قادرة على تعطيل أي مراقبة سورية أو أممية".
وأوضحت الشخصيات الموقعة على البيان أن المؤتمر "يتعارض تعارضاً كلياً مع المفاوضات الجارية منذ ست سنوات في جنيف، ويريد أن ينهيها بالقوة والخداع لصالح نظام الأسد وحلفائه، وحرمان الشعب السوري من حقه المقدس في الحرية والكرامة والسيادة التي ضحَّى بمليون شهيد في سبيلها".
وأضافت أن مؤتمر سوتشي يقوم على "تقويض مفاوضات جنيف وتفريغها من محتواها، وإغراق المعارضة في بحر من المدعوين المؤيدين مسبقاً لبقاء الأسد ونظامه، ونسف كليا القضية الجوهرية المنصوص عليها في كل قرارات الأمم المتحدة، وهي قضية الانتقال السياسي".
كما لفت البيان إلى أن "الحل الروسي لا يخفي إرادته بتثبيت حكم الأسد ونظامه، وإلغاء مرجعية جنيف القائمة على قرارات مجلس الأمن والتفاهمات الدولية لصالح مفاوضات لا مرجعية لها سوى إملاءات موسكو السياسية والاستراتيجية وتوجيهاتها".
وأكد الموقعون أن سوتشي "يهدف إلى شرعنة الاحتلال الروسي والإيراني وتكريسه، بتحويله إلى وجود عسكري ضامن لتنفيذ قرارات مؤتمر سوتشي".
ودعوا "جميع قطاعات الرأي العام السوري، من منظمات سياسية ونقابية، وفصائل عسكرية، وشخصيات وطنية وثقافية، إلى مقاطعة هذا المؤتمر وإفشاله، والعمل بكل الوسائل لإسقاط مسعى موسكو إلى مصادرة إرادة الشعب السوري الحرة واغتصاب حق السوريين في تنظيم حوارهم الوطني بأنفسهم، وتحت إشرافهم وقيادتهم، ونزع سيادتهم، وهدر تضحياتهم العظيمة، وتقويض مستقبلهم ومستقبل أبنائهم".
كما طالب الموقعون الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، وأعضاء مجلس الأمن و"الدول الصديقة"، والمنظمات الحقوقية والقانونية الدولية، بالتدخل لـ"فرض التزام روسيا وجميع الدول المعنية بالمواثيق والقرارات الدولية، والتأكيد على اعتبار مؤتمر جنيف وقرارات مجلس الأمن، الإطار الوحيد الشرعي لإنجاز مفاوضات الحل السياسي في سورية".
وكانت مجموعة من القوى السياسية والعسكرية السورية المعارضة قد أعلنت، مساء أمس الإثنين/ رفضها حضور "مؤتمر الحوار الوطني" في سوتشي، والذي دعت إليه روسيا في نهاية الشهر المقبل.
جلال بكور
↧
هوس الشهرة
الشهرة كالحظ تصادف الإنسان عرَضاً، وربّما كانت مكافأة على ما بذله من جهد لتحقيق ما يطمح إليه. وأحياناً لا تقلّ عن مرض عضال، يُسعى إليه. في النهاية تتساوى سواء كانت على مستوى محلّي أو عالمي، فالهدف يتناسب مع أحجام البشر وتطلّعاتهم، وعلى الأغلب لا تُستثنى وسيلة للظفر بها، فالشهرة تشرّع المحرّمات. طالما الطلب عليها أشبه بالهوَس، إن لم يكن الهوَس نفسه.
في القرن الماضي اتّسعت دوائرها، وأصبح لكل مجال مشاهيره في دنيا المال والأعمال والعلم والفكر والأدب والفن والرياضة والشطرنج والأزياء والعطور... كذلك الاهتمام بالقضايا العامة كالبيئة والمرأة والحريّة والسلام. ديمومة الشهرة تحتاج إلى وقود، وتتطلّب الجهد والصناعة والادّعاء. وفي الرؤساء مثال حيّ على أمراضها المستعصية، فهؤلاء يستيقظون صباحاً على رؤية صورهم تملأ صفحات الجرائد، ونشرات الأخبار تشيد بإنجازاتهم، والصحافة تتعقّب تحركاتهم اليومية، وتثني على ما يفعلونه، مهما كان تافهاً، وتحلّل ما يقولونه، مهما كان سخيفاً.
إن لم يتكرّر هذا السيناريو اليومي، يصبّون جام غضبهم على أجهزة اصطُنعت لهذا الغرض، فظلُّ الرئيسِ يجب أن ينبسط على رُقعة تقدّر بما يزيد عن مساحة الوطن، وتحجب الرؤية عن أي شيء عداه.
بيد أن الشهرة زائلة، إنها هبة لفترة محدودة. قد تدوم إذا كانت خيراً على البشرية، وتدوم أيضاً بدوام الشر وما خلّفه من ضحايا. كثيراً ما حذّر التاريخ من الطغاة والطغيان، فلم ينفع أو يثمر. لدى الحياة طاقة على إنجاب نماذج شريرة، كان لها الحصة الكبرى في تشويه العالم، فالشهرة ترتبط بالسفّاحين ومجانين السلطة أيضاً.
وإذا كان حظ الطغاة والغزاة من الشهرة كبيراً، فلأن جشعهم إليها بلا حدود، مع هذا كانت حصص العلماء والمفكّرين أكبر، فالتاريخ يسبغ عليهم المجد، مع أنهم لا يسعون إليه، بقدر ما يسعى إليهم. الشهرة مساحتها الزمن الحالي. أما المجد فيتجاوزه إلى الأزمنة القادمة.
تدفع الشهرة الطامحين إليها إلى بذل أقصى طاقاتهم في سبيلها، حتى لو كلّفتهم حياتهم، ورغم الإقبال عليها لا تحظى بتقدير الفلاسفة، فهؤلاء القانعون يعتقدون أن "حبّ الشهرة أعلى درجات التفاهة" حسب قولٍ لجورج سانتيانا.
في زمن الحرب، تُكتسب الشهرة بتخريب المدن، ودكّ المستشفيات، وقطع الرؤوس والأيدي... هناك من التقط الصور التذكارية لإطلاقه الرصاص على أسرى عزّل، أو عذّب متظاهرين حتى الموت؛ القتل والدمار الحاصلان يناظران الوحشية التي اجترحتها الأزمنة الهمجيّة؛ عندما كان قائد عسكري يقتحم مدينة بعد حصار طويل، ويأمر جنوده بنهبها واغتصاب نسائها وقتل رجالها وأطفالها.
فما الذي تغيّر في هذا الزمن الذي تنهب فيه المدن والقرى وتغتصب النساء ويقتل البشر بالآلاف؟ ما الذي يميّز زمننا المتحضّر عن الزمن الهمجي؟ ألا يتفوّق عليه بالخراب والموت؟ وما الجدوى إذا كان العالم يعرف أو لا يعرف، ما دام لا يفعل شيئاً؟
فوّاز حداد
↧
↧
برامج من لبنان…بحث عن التشويق وطمس آلام الناس
أيّام قليلة، وتطوي سنة 2017 كامل أوراقها في لبنان. الإعلام المرئيُّ لا يزال يبحثُ عن "التشويق" أو المزيد من الإثارة، لماذا؟ في اعتقاد البعض، أن الإثارة في قضايا معينة، خصوصاً ما يسمّى بـ "المُحرمات"، هو سر النجاح وكسب المشاهد، وبالتالي فتح الباب على ظاهرة الـ "رايتنغ"، والقول إن هذا البرنامج أو ذاك هو في الطليعة.
أول من أمس، ليلة الميلاد، ثمة قضيتان وجريمة واحدة، تصدَّرت أخبار المحطات التلفزيونية في لبنان. القضايا الثلاث جاءت ضمن عناوين ليلة الميلاد، من باب الاستعراض، وبعيداً عن الأهداف، ومن دون الاهتمام بنقل صورة المشاكل الاجتماعية التي أدّت إلى اقتراف الجريمة.
محطة لبنانية اكتشفت شابّة لبنانيّة لم تُكمل عامها السادس عشر، تعمل في الدعارة بموافقة ذويها. يهمل التقرير وجه الفتاة التي تناشد المسؤولين عدم تسليمها لأهلها مجدداً. صورة اعتادت المحطة عرضها على قاعدة الـ "سكوب"! مأساة الفتاة لا تقتصر على تقريرٍ مؤثّر ليلة الميلاد، وأنها ضحيّة أهلها الذين رموها، وهي لا تريد أن تعود إلى ما كانت عليه أو أجبرت عليه من دون قناعة، فتحوَّلت إلى ضحية.
ليست قصة الفتاة وحدها التي تملأ بعض البرامج ونشرات الأخبار، العرض يتعدى ذلك ليصل تباعاً إلى البرامج المُخصصة للقضايا الاجتماعية، لكن من دون أن تجد الحل المناسب للمشكلة في الأساس، ونادراً ما يتم تسليم مثل هذه الحالات لإحدى الجمعيات الإنسانية المتخصصة التي تهتم بها، أو متابعتها بشكل جدّي في وقت لاحق. على العكس، يوجد استعراض يدور في فلك استديو ضيق، هو حقيقة بث نوع من "التشويق" السينمائي لا أكثر، وانتظار كلمة "الفصل" من بعض المحللين والمحامين، ورجال دين وأطباء. أكثر المحللين هم رجال دين، ويأتون بشهادات من باب إبراز الحكم الشرعي الديني على "المصيبة"، مع تلقين الوعظ. بعض الضحايا لا يهتمون لرأي الشيخ أو القس. على العكس، يظهر الانفعال واضحاً بين الطرفين لحظة النقاش الذي يعلوه الصراخ، وقلة إقناع أحدهما للآخر.
مفارقاتٌ كثيرةٌ تقومُ على التشويق والإثارة والتسلُّح بمواقع "سوشيال ميديا"، لتوظيف ما تمَّ عرضه على الشاشة الصغيرة فيما بعد، أمام مئات المتابعين على المواقع نفسها. وهذا برأي بعض المحطّات اللبنانيّة هو النجاح الذي تريده. ولا يهمُّ الأساس أو متابعة قضيَّة جرى استعراضها بالشكل الإنساني، وباطنها تشويقي من باب التنافس بين المحطات على مثل هذه القضايا، ويتم هذا السلوك بشكل أسبوعي إن لم تُعرَض في نشرة الأخبار اليومية.
ما يثير الريبة في مثل هذا النوع من البرامج، أن المكاسب تأتي دائماً على حساب الضحيّة، وتفشّي الظاهرة. ماذا يعني أن تعترف أم بتعاطي ابنها للمخدرات، في جريمة حصلت قبل يومين في بيروت، والقول "كل الناس بتعرف ابني يتعاطى" لنجد بالتالي أننا أمام قضية ثانية تدركها الأم التي تدافع عن ولدها بعد مقتل زوجته، والقول إن ابنها بريء لكنه يتعاطى المخدرات. الإشهار هنا، في جانب منه، يدفع المتلقي أو المشاهد إلى "التطبيع" مع ظاهرة تعاطي حبوب مخدرة، وكأنها عادة طبيعية. وقد يتجه ذلك إلى شرائح أخرى، ترى أن ذلك سلوك طبيعي، وهو انحراف واضح، بعيداً عن السلطة أو الأمن أو الجمعيات، المكلفة بملف المتعاطين وتداعيات تعاطي المخدرات في الشكل والمضمون. فكيف إذا جاء الاعتراف على شاشة التلفزيون وأمام الناس؟
إقحام المشاهد أصبح عادة يومية، لمادة تلفزيونية، تجوب كل أسبوع على المحطات اللبنانية. واللعب على وتر المُحرمات أو التشويق الأحادي لأبطال هذه القضايا. لا يهم عند أصحاب هذه البرامج عمرهم، ولا تحويلهم إلى ضحايا، في حلقة تصبح مع الوقت شاهداً حقيقيّاً على مشكلة كان بالإمكان تجاوزها بعيداً عن الاعلام، أو حلها دون مكاسب تقوم على "سكوب" أو التشويق أو البحث عن منافسة مع برنامج آخر.
ربيع فران
↧
ميناؤها يخدم مدينة جدة السعودية.. حكاية جزيرة “الأساطير”التي يريد أردوغان إعادة سيرتها إلى عهد الخلافة
زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "سواكن"، على ساحل البحر الأحمر بشرقي السودان، مقتفياً بذلك خطى "أجداده العثمانيين" الذين حكموا المدينة أيام الخلافة.
ميناء سواكن هو الأقدم في السودان، ويُستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان، الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.
وزار أردوغان وقرينته "أمينة" المنطقة بضيافة الرئيس السوداني عمر البشير، واعتبرت بالنسبة لمراقبين زيارة ملهمة ومثيرة، يتوقع أن تجعل جغرافيا وتاريخ جزيرة "سواكن" أكثر إثارة، بعد أن أصبحت آثارها موعوده بالترميم من جانب أنقرة.
تقع "جزيرة سواكن"، على الساحل الغربي للبحر الأحمر شرقي السودان، عند خطي عرض 19,5 درجة شمالاً، وطول 37,5 درجة شرقاً، وترتفع عن البحر 66 متراً، وتبعد عن الخرطوم بحوالي 560 كيلومتراً، وزهاء 70 كيلومتراً عن مدينة بورتسودان ميناء السودان الرئيس حالياً.
وهي "جزيرة مرجانية"، انهارت منازلها وعمرانها، وتحولت إلى أطلال وحجارة تحكي ثراء تاريخ غابر ودارس، أما سواكن المدينة فمنطقة واسعة يدخلها لسان بحري، يجعل منها ميناء طبيعياً.
سبب التسمية
تختلف الروايات حول تسميتها، يُرجع البعض اسمها إلى "سكن"، وتعني مكان الإقامة أو السكنى، فيما يرد آخرون لفظة سواكن إلى اللغة المصرية، وأنها حُرّفت من "شواخن" إلى"شواكن" ثم "سواكن"، لأن لغات البجا السودانية تخلو من "حرف الخاء".
ويقول البعض إن المفردة مشتقة من "سجون"، لأنها كانت سجناً للخارجين عن القانون من "الإنس والجن"، في عهد النبي سليمان وبلقيس ملكة سبأ.
وتحيط بها هالة "سحرية" على الدوام، صدقها الخيال الشعبي، فأطلق "سوا - جن"، أي شيدها الجن، فمبانيها الضخمة لا يستطيع بناءها إلا "الجن".
ويؤكد وجود القطط الضخمة الأساطير والمرويات الشعبية، حيث يتداول السكان أن "قطط سواكن" تناجي بعضها ليلاً، وتحادث الناس، وتضيء بعيونها الضخمة عتمة الليل، وهي تصطاد الأسماك.
للأسطورة فوائدها، فهي تلهب وتثير خيال السياح والزوار، وتنثر أجواء من الرهبة والغموض، استغلها العقل الشعبي لـ"حماية أسطورته مصدر رزقه".
شهدت عدداً من العصور
و"سواكن" منطقة موغلة في القدم، شهدت عصور البطالسة واليونانيين والمصريين، والعثمانيين، حيث عبروها إلى "بلاد بنط" أو الصومال الحالية.
وذكرت كتابات المؤرخ الهمداني في القرن العاشر، أن هناك "بلدة قديمة" صغيرة (سواكن)، ازدهرت بعد التخلي عن ميناء "باضع"، مصوع الحالية في دولة إرتريا.
استولى عليها الملك المملوكي الظاهر بيبرس عام 1264م، ولم يبق فيها طويلاً، لكن رجاله عادوا واعتمدوها ميناء بعد أن دمروا ميناء "عيذاب" إلى الجنوب.
واختارها السلطان العثماني سليم الأول في 1517، مقراً لحاكم "مديرية الحبشة العثمانية"، التي تشمل مدن "حرقيقو ومصوع" في إريتريا الحالية.
ولاحقاً ضمها لولاية الحجاز العثمانية تحت إدارة "والي جدة"، ثم رفضت الدولة العثمانية ضمها إلى مصر في عهد محمد علي باشا، بل أجّرتها له مقابل مبلغ سنوي، ثم تنازلت له عنها مقابل جزية سنوية في 1865.
لاذت بها جيوش "لورد كتشنر" البريطانية، بمواجهة هجمات جيوش القائد المهدوي "عثمان دقنة"، إبان عهد الحكم الثنائي الإنكليزي المصري للسودان.
بعد هزيمة الثورة المهدية، واسترداد البريطانيين للسودان سنة 1899، أنشأوا ميناء بديلاً في بورتسودان، وزعموا أن ميناءها غير ملائم للسفن الكبيرة.
مبانيها مشيدة من طابقين أو ثلاثة، ومبنية بالحجر المرجاني، المطلي بالأبيض، وبشرفات ونوافذ كبيرة، بطراز معماري يشتبك فيه التركي بالمملوكي، ثم بالبريطاني.
أخذ الرئيس التركي رجب طيب زمام المبادرة فتعهد بإعادتها سيرتها الأولى، وهو ما لقي ترحيباً من مضيفه الرئيس عمر البشير.
زارها رحالة كثر، من بينهم "ابن بطوطة"، "صمويل بيكر" وغيرهما، كما زارها قادة وزعماء، من بينهم خديوي مصر عباس حلمي، واللورد اللنبي المندوب السامي البريطاني في مصر.
كان مقرراً منذ أعوام، ترميم المدينة التاريخية بتمويل تركي، لكن التمويل تأخر إلى أن قدح زناده زيارة الرئيس رجب أردوغان، أمس الإثنين.
الرئيس أردوغان تعهد بإعادة بناء "الجزيرة التاريخية"، وعلى الفور وجه الرئيس البشير، بتكوين لجنة لمناقشة وضع الجزيرة مع أصحاب المنازل، وشراء الأرض منهم، وتعويضهم من قبل الحكومة الاتحادية.
وأيدت السلطات المحلية قرار "ترميم جزيرة سواكن"، وقال معتمد سواكن، خالد سعدان، في تصريحات أثناء الزيارة، إن "إعادة بناء المدينة التاريخية ينشط السياحة والاستثمارات".
وحمل سعدان المسؤولة عن دمار سواكن للاستعمار البريطاني، الذي هدم معالمها لإخفاء هويتها الإسلامية، بقوله: "سواكن كانت جزيرة إسلامية، أهملت ودمرت من المستعمر، للقضاء على معالمها الإسلامية".
وتبلغ مساحة "جزيرة سواكن" 20 كيلومتراً، وفيها أكثر من 370 قطعة أرض سكنية وحكومية، ستقوم الحكومة التركية بإعادة ترميمها، وجعلها منطقة سياحية.
وقال عمدة "سواكن والارتيقا" محمود الأمين: "سواكن كانت عاصمة الديار الإسلامية، على ساحل البحر الأحمر وشرق إفريقيا".
ونقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "سونا"، الإثنين، أن الأسطول التركي المرابط على طول ساحل البحر الأحمر، وقت الدولة العثمانية، كان هدفه الأساسي حماية هذه المدينة الإسلامية من الاعتداءات، بتنسيق بين الباب العالي وأمير قبيلة "الأرتيقا" التي سكنتها.
وأضاف: "شهدت الجزيرة أيام الحماية التركية استقراراً تنموياً وتجارياً واقتصادياً".
وقال والي البحر الأحمر علي أحمد حامد، لضيفيه أردوغان والبشير: "سواكن ظلت فترة طويلة أرضاً للخلافة الإسلامية العثمانية".
ووقع وزير السياحة والآثار السوداني محمد أبوزيد مصطفى، مع نظيره التركي، اتفاقيات لتنمية السياحة والآثار، من ضمنها ترميم "الآثار العثمانية بسواكن".
وزار الرئيس أردوغان السودان، الأحد، مستهلاً زيارة إفريقية، تشمل أيضاً تشاد وتونس، كأول رئيس تركي يزور السودان منذ استقلاله في 1956.
↧
في أجواء حرب حقيقية.. شاهد ملك الأردن يشارك في مناورة عسكرية بالذخيرة الحية
نشرت القوات المسلحة الأردنية، أمس الإثنين 25 ديسمبر/كانون الأول 2017، فيديو للملك عبدالله بن الحسين وهو يشارك في تمرين عسكري بالذخيرة الحية.
وظهر العاهل الأردني بعتاده العسكري، وهو يشارك الجنود التدريب، بعد أن نزل من طائرة عسكرية لمكان لم يتم تحديده في المملكة، ولكنه يبدو أنه معكسر تدريب تابع للجيش الأردني.
وجرت المناورة العسكرية بمشاركة طائرات هليكوبتر، ودبابات ومدرعات، كما سمعت أصوات قذائف مدفعية خلال المناورة العسكرية.
واستقلَّ الملك جيب عسكرياً، خلف سلاح أوتوماتيكي، وكان يطلق الرصاص الحي على بعض الأهداف.
بعدها، ترجَّل العاهل الأردني من السيارة العسكرية، وشارك في تدريب على اقتحام مبنى برفقة عدد من الجنود الأردنيين.
ويُعرف القائد الأعلى للقوات المسلحة بميوله العسكرية، إضافة للكثير من الاهتمامات، فقد عرف أنه يحب المغامرة، فلديه هواية القفز بالمظلات، وسباق السيارات والغوص، فكثيراً ما ظهر الملك الأردني ببزته العسكرية في العديد من المناسبات.
وكان العاهل الأردني قد التحق بالقوات المسلحة الأردنية، برتبة ملازم أول، وخدم كقائد فصيل ومساعد قائد سرية في اللواء المدرّع الأربعين، وذلك بعد عودته من بريطانيا، التي التحق بأكاديميتها العسكرية ساندهيرست عام 1980، وفقاً لموقع القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية.
وبعد إنهاء علومه العسكرية قُلد الملك عبدالله برتبة ملازم ثانٍ عام 1981، وعُين من بعد قائد سرية استطلاع في الكتيبة 13/18 في قوات الهوسار (الخيالة) الملكية البريطانية، وخدم مع هذه القوات في ألمانيا الغربية وإنكلترا، وفي عام 1982م، التحق جلالة الملك عبدالله الثاني بجامعة أوكسفورد لمدة عام، حيث أنهى مساقاً للدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط.
والتحق الملك عبدالله الثاني بعد ذلك بكلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة، ضمن برنامج الزمالة للقياديين، وقد أنهى برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية، في إطار برنامج "الماجستير في شؤون الخدمة الخارجية".
↧
الخرطوم تمنح أنقرة جزيرة تعود للعهد العثماني لإدارتها لوقت محدد.. قصة المنطقة التي طلبها أردوغان من البشير
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الإثنين، 25 ديسمبر/كانون الأول 2017، في الخرطوم، أن السودان خصَّص جزيرة سواكن، الواقعة في البحر الأحمر، شرقي السودان، لتركيا، كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها.
ميناء سواكن هو الأقدم في السودان، ويُستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان، الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.
واستخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزاً لبحريتها في البحر الأحمر، وضمّ الميناء مقرَّ الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر، بين عامي 1821 و1885.
وقال أردوغان وهو يتحدث في ختام ملتقى اقتصادي بين رجال أعمال سودانيين وأتراك، في اليوم الثاني لزيارته للسودان، أولى محطات جولته الإفريقية "طلبنا تخصيص جزيرة سواكن لوقت معين، لنعيد إنشاءها وإعادتها إلى أصلها القديم، والرئيس البشير قال نعم".
وأضاف: "هناك ملحق لن أتحدث عنه الآن".
وزار أردوغان برفقة نظيره السوداني عمر البشير سواكن، حيث تنفذ وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" مشروعاً لترميم الآثار العثمانية، وتفقَّد الرئيسان خلالها مبنى الجمارك، ومسجدي الحنفي والشافعي التاريخيين في الجزيرة.
ووقَّع رجال أعمال أتراك وسودانيون 9 اتفاقيات لإقامة مشاريع زراعية وصناعية، تشمل إنشاء مسالخ لتصدير اللحوم، ومصانع للحديد والصلب، ومستحضرات التجميل، إضافة إلى بناء مطار في العاصمة السودانية الخرطوم.
وبذلك ارتفعت الاتفاقيات الموقَّعة بين البلدين خلال زيارة الرئيس التركي إلى 21 اتفاقية، بعد أن وقَّع الجانبان 12 اتفاقية، الأحد، خلال اليوم الأول لزيارة أردوغان، على رأسها إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي.
وقال أردوغان "الأتراك الذين يريدون الذهاب للسعودية لأداء العمرة سيأتون إلى سواكن، ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة".
وأشار أيضاً إلى توقيع اتفاقية للصناعات الدفاعية، دون أن يقدِّم أية تفاصيل حولها.
وبلغت قيمة جملة الاتفاقيات التسع 650 مليون دولار.
وقال البشير خلال الملتقى الاقتصادي "نريد رفع الاستثمارات التركية إلى 10 مليارات دولار في فترة وجيزة".
↧
↧
كيم سرق منهم عيد الميلاد.. مواطنو كوريا الشمالية لا يعرف أحدٌ من هو المسيح
إذا أجريت بحثاً سريعاً على موقع جوجل عن "أعياد الميلاد في كوريا الشمالية"، فلن تظهر لك نتائج كثيرة.
من الصحف الأميركية الصفراء التي تصف كيم جونغ-أون بأنه "الوغد الذي سرق أعياد الميلاد"، إلى الكثير من سترات أعياد الميلاد غير الاعتيادية التي تحمل تورياتٍ ساخرة يمكن تخمينها عن أعياد الميلاد والأسلحة النووية، يصعب التحقُّق مع كل هذا، من شكل الموسم الاحتفالي في أكثر أنظمة العالم سرية وانعزالية.
الإجابة القصيرة هي أنه أشبه باللامناسبة. فبينما يعيش بابا نويل في مخيلة ملايين الأطفال بالغرب، فإنه ليس شخصيةً خياليةً حتى عند أطفال جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية؛ وذلك لأن حكومة كوريا الشمالية تجتهد في ألا تتسرَّب أي معلومات عن العطلات الدينية إلى ما تُسمى مملكة الناسك؛ ومن ثم التالي لا يعرف مواطنوها أن هناك أناساً في الغرب يأكلون الحلوى، ويلتهمون فطائر اللحم المفروم، وينشدون بحماسة تراتيل أعياد الميلاد، وفق صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وذلك لأن في كوريا الشمالية، ذلك البلد الذي يُعد أحد أكثر البلدان عدائية وقمعاً تجاه الأديان المنظمة، يمكن أن تُسجَن، وتُعذَّب، أو يُحكَم عليك بالإعدام لأنك احتفلت بأعياد الميلاد فقط!
يقول كانغ جيمين، (31 عاماً)، الذي كبر في شوارع العاصمة بيونغ يانغ الأسمنتية الميتة، إنه لم يسمع قط بأعياد الميلاد أثناء عيشه هناك.
عائلة كيم هي ربُّهم!
ويتابع كانغ: "لا يوجد كريسماس في كوريا الشمالية. لم أكن أعرف أنه موجود، فعيد الميلاد هو يوم ميلاد يسوع المسيح وكوريا الشمالية دولة شيوعية والناس لا يعرفون من هو يسوع المسيح. لا يعرفون من هو الرب. عائلة كيم هي ربهم!".
بل والغريب أنك ستجد شجرات أعياد الميلاد المُزيَّنة بالأجراس والأضواء في بيونغ يانغ، لكنها هناك طيلة العام، وغالباً لا يعرف المواطنون شيئاً عن دلالتها الاحتفالية.
لكن ذلك لا يعني أن حكومة كوريا الشمالية كانت سعيدةً بالبرج الشبيه بشجرة أعياد الميلاد الذي بنته حكومة كوريا الجنوبية بالقرب من حدودها الشمالية.
يمكن لسكان المدن القريبة بكوريا الشمالية أن يروا البرج، الذي يبعد نحو 3 كم عن الحدود وأضيء سابقاً في أعياد الميلاد. وكانت كوريا الشمالية قد هدَّدت بقصفه في 2014؛ لغضبها مما سمته "حرباً نفسية".
ورغم حظر أعياد الميلاد في كوريا الشمالية، فإن الاحتفال بميلاد كيم جونغ سوك، جدة كيم جونغ-أون الراحلة، ليس محظوراً بالتأكيد؛ إذ يحتفل الناس بميلاد الرمز الثوري، ليلة أعياد الميلاد، بالحج إلى مدينةٍ في الشمال الشرقي تُدعى هويريونغ (محل ميلادها).
يتابع كانغ: "يوم ميلاد كيم جونغ-إيل وكيم جونغ-أون -الرجال- أهم، لكن يُحتفل يوم ميلاد كيم جونغ سوك. يجتمع الناس معاً ويشربون، وأحياناً يُفرِطون في الشرب".
ويقول كانغ إنه لم يعرف أي مسيحيين عندما كان يعيش في كوريا الشمالية، مضيفاً: "لم أعرف أي مسيحيين أو شخص يؤمن بالله. تتحكَّم الحكومة في كل وسائل الإعلام والإنترنت، ولا يعرف أحدٌ ممن قابلتهم من هو المسيح".
كان البلد مسيحياً جداً
لكن الأمر لم يكن هكذا دائماً؛ إذ كانت بيونغ يانغ أشبه بمرتعٍ للمسيحية قبل الحرب الكورية، التي قسَّمَت شبه الجزيرة إلى شمال شيوعي وجنوب رأسمالي، والواقع أن غالبية الوعاظ المسيحيين كانوا من شمال البلاد.
يتذكَّر كانغ قائلاً: "منذ نحو 60 عاماً، كان البلد مسيحياً جداً، وكان يُسمى أورشليم الشرق".
يقول إن البلاد أصبحت متديِّنة بشكل متزايد منذ 1996؛ بسبب ازدياد عدد الكوريين الشماليين الذين هربوا والتقوا قساوسة في الصين، ثم عادوا لاحقاً لكوريا الشمالية للتبشير بمعتقدهم.
لكن كانغ يقول إنه لم يسمع بأولئك الذين يمارسون المسيحية في السر؛ لأنه كان يعيش بعيداً عن الحدود مع الصين ليعرف ما كان يدور هناك. يقول كانغ: "أعتقد أن الناس كانوا يمارسون الطقوس، لكنني لم ألتق أي مسيحي".
لكنه سمع بالعقوبات الشديدة التي تُنفَّذ على من يجرؤون على ممارسة الدين في الدولة الملحدة.
يتابع كانغ: "لا يمكنك أن تبوح بمسيحيتك. فإن فعلت، فسيرسلونك إلى معسكر اعتقال. سمعت عن عائلة آمنت بالله واعتقلهم البوليس السري. كلهم ميتون الآن، حتى الأطفال، 10 أعوام و7 أعوام".
ويضيف: "كان صديقي يعمل بالشرطة السرية وأخبرني بأنهم ألقوا القبض على عائلةٍ كانت تُبشِّر بالمسيحية. حاولوا استجوابهم ليعرفوا معلومات مثل أين عرفوا الرب وكيف حصلوا على أناجيلهم. السبب الوحيد الذي جعلهم يطعمونهم هو المعلومات، لكن العائلة لم تقل أو تأكل أي شيء، وبدلاً من ذلك ماتوا".
ومع ذلك، لا قيمة للكنائس التي تسمح بوجودها الدولة وتتحكَّم فيها؛ إذ تتبع شكلاً مختلفاً لدرجة كبيرة عمَّا نعتقده في الغرب. ويُقدِّر مركز قاعدة بيانات حقوق الإنسان بكوريا الشمالية عدد المنشآت الدينية في البلاد بـ121 منشأة، من بينها 64 معبداً بوذياً، و52 معبداً شوندوجياً، و5 كنائس مسيحية تتحكَّم فيها الدولة.
لم يسمع كانغ إلا بكنيسةٍ واحدة، لكنه يقول إن من المستحيل زيارتها لغالبية الناس: "لا يمكن لعامة المواطنين زيارتها معظم الوقت. فالسيطرة عليها مُحكَمةٌ وهي موجودة لزوَّار البلاد؛ لذلك إذا سأل أحدهم: (هل عندكم كنائس؟) يمكنهم أن يجيبوا: (بالتأكيد عندنا كنائس، عندنا كل شيء؛ لأننا بلد حر)، ثم يأخذونهم في جولة".
حظر دخول المواطنين إلى دور العبادة
يذكر كانغ أنه التقى رجلاً أميركياً زار الكنيسة بالفعل ولاحظ مدى زيفها: "قال الرجل إنهم كانوا ينشدون ترانيم مسيحية وكانت مثالية، وإن الأمر بدا كأن لديهم المجموعة نفسها في الكنيسة كل يوم يتدرَّبون وينشدون معاً".
يذكرنا هذا بنتائج تقرير معهد كوريا للتوحيد الوطني، المُموَّل من حكومة كوريا الجنوبية، والذي أفاد حظر دخول المواطنين إلى دور العبادة واعتقاد عامة المواطنين أن هذه الأماكن هي في الأساس "مزارات سياحية للأجانب".
تمكَّن كانغ (31 عاماً)، من الهرب من كوريا الشمالية عام 2007 عندما كان في العشرين من عمره. أُلقِيَ القبض عليه وأخته 6 مرات قبل أن يصلا للصين، لكنهما كانا يدفعان رشىً في كل مرة؛ إذ تمكَّن، لحسن حظه، من ادخار بعض الأموال من بيع البضائع الإلكترونية بالسوق السوداء، وهي ظاهرةٌ متنامية تفشل الحكومة في إحكام السيطرة عليها.
وبعد عدد من المهمات الفاشلة، تمكَّنَ كانغ أخيراً من الوصول إلى مُهرِّبٍ دفع له 10 آلاف دولار ليعبر إلى الصين. وهناك وجد مُهرِّباً آخر نقله بجواز سفر مزور إلى بريطانيا حيث طلب اللجوء.
ويعيش كانغ الآن في شمال مالدن، وهي ضاحية هادئة جنوب غربي لندن، يعيش بها نحو 700 كوري شمالي، وهم يُشكِّلون أكبر جالية كورية شمالية في أوروبا. ويعمل كانغ هناك بوكالة سفر كورية، ويحاول حالياً نشر مذكراته.
بالطبع، تغيَّرَت كوريا الشمالية منذ هروب كانغ؛ إذ يتوقع موقع NK News الأميركي، المختص بنشر أخبار وتحليلات عن كوريا الشمالية، أن بعض المواطنين أصبحوا على علم بأعياد الميلاد، رغم منعهم من الاحتفال بها.
كما يذكر كذلك أن كنائس الدولة تحتفل بأعياد الميلاد، ويتفاخر إعلام كوريا الشمالية بأن طقوس الصلاة "تُقام عبر البلاد" في يوم أعياد الميلاد. أي أن أعياد الميلاد، فيما يبدو، موجودة في كوريا الشمالية للسياح الأجانب الذين يحتفلون بها في ظروف مُحكَمَة غير متاحة لعامة المواطنين.
ووجد تقريرٌ عن الحرية الدينية في كوريا الشمالية نشرته وزارة الخارجية الأميركية عام 2016، أن كنائس الدولة تحتوي على حافلات طوال العام.
وجاء في التقرير: "ذكر المُشرِّعون الأجانب الذين حضروا الصلوات في بيونغ يانغ في سنواتٍ سابقة، أن الحشود وصلت وغادرت الصلوات في جماعات بحافلات، والبعض لاحظ أن المصلين لم يكن بينهم أي أطفال".
وأضاف التقرير: "ذكر بعض الأجانب أنهم مُنِعوا من التواصل مع المصلين، وأوضح البعض أن التواصل بينهم كان محدوداً. لم يتمكَّن المراقبون الأجانب من التأكُّد من مدى سيطرة الحكومة على تلك المجموعات، لكنهم افترضوا عموماً أن الحكومة تراقبهم من كثب".
كذلك، أكَّدَ مايكل غليندينينغ، الذي يعمل مديراً لمؤسسة خيرية بلندن تُدعى Connect: North Korea، تعمل على ربط اللاجئين الكوريين بالعالم عبر برامج تعليمية وفنية، صحة نتائج التقرير في تحليلاته.
أي نشاط عام يعترف بأي ديانة ستحظره الدولة
ويضيف: "أي نشاط عام يعترف بأي ديانة ستحظره الدولة وتسيطر عليه".
يقول غليندينينغ إنه من المُحتَمَل أن يوجد بعض المسيحيين الذين يحتفلون بأعياد الميلاد في كوريا الشمالية، لكنهم سيُجبَرون على فعل ذلك بشكلٍ سري.
ويتابع: "من المُحتَمَل جداً أن هناك عدداً صغيراً من الكوريين الشماليين الذين يعرفون أعياد الميلاد وسيحتفلون بها خلف الأبواب المغلقة أو في تجمعات صغيرة. لكن لو كان الناس يحتفلون بأعياد الميلاد فهم بالتأكيد شرذمة، لن تكون هناك أي هدايا أو شجرات، فقط صلاة".
ويقول إن من المستحيل تحديد عدد المسيحيين الذين يعيشون بكوريا الشمالية بدقةٍ؛ لأن من الواضح أن الباحثين لن يتمكَّنوا من إجراء مقابلات مع الناس هناك بسهولة.
ويضيف: "أي صلاة أو طقس ديني يحدث داخل المنازل؛ لأنهم ممنوعون من المشاركة أو قراءة الإنجيل على الملأ؛ لذلك يحدث كل شيء بسرية".
ويُقدَر عدد مسيحيي كوريا الشمالية من 200 ألف إلى 400 ألف، لكن بالتأكيد يصعُب تحديد الرقم بدقة.
ووصل تقرير وزارة الخارجية الأميركية عن الحرية في البلاد إلى استنتاج، مفاده أنه من الصعب تحديد عدد المسيحيين سراً هناك.
وجاء في التقرير: "بينما تُقدِّر بعض المنظمات المستقلة والأكاديميين عدد المسيحيين الذين يمارسون معتقدهم سراً ببضع مئات الآلاف، يتساءل البعض عن وجود كنيسة سرية كبيرة، أو يستنتجون أن من المستحيل تقدير عدد المؤمنين السريين بدقة".
ويضيف: "يُقال إن التجمعات السرية المستقلة صغيرة جداً وتحدث عادة في المنازل. وقد أكَّدَ بعض الفارين وجود مواد دينية محظورة، واجتماعات دينية تُعقَد سراً؛ بسبب التواصل بين الجماعات والأفراد على الحدود مع الصين".
ويتابع: "ذكرت بعض المنظمات غير الحكومية تواصل الكنائس السرية بعضها مع بعض عبر شبكات راسخة. يُذكَر أن الحكومة لم تسمح للأجانب بالتأكُّد من تلك الادعاءات".
كذلك، تقصَّى التقرير قمع المسيحيين؛ إذ ذكر أن المجموعات الدينية وجمعيات حقوق الإنسان خارج البلاد قدَّمَت العديد من التقارير التي تُوثِّق اعتقال أعضاء الكنائس السرية، وضربهم، وتعذيبهم، أو قتلهم، فقط لممارستهم معتقداتهم الدينية.
بكل بساطة، من الواضح أن الاحتفال بعيد الميلاد خارج كنائس الدولة يمكن أن يتسبَّب في عواقب وخيمة، في واحدٍ من أكثر أنظمة العالم استبداداً.
↧
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإيرانية تعتقل 230 شابا وفتاة بسبب الاختلاط
قامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإيرانية باعتقال 230 شابا وفتاة في حفلات خاصة في العاصمة طهران ومدينة راقية قريبة منها بسبب الاختلاط. ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن الهيئة أن المعتقلين كانوا يرقصون ويشربون الكحول. كما أغلقت الشرطة نحو 20 محل بقالة في طهران بسبب بيعها المشروبات الكحولية.
نقلت وسائل إعلام إيرانية السبت عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البلاد قيامها بتوقيف 230 شابا وفتاة بسبب الاختلاط في سهرتين تخللهما تقديم كحول.
وتمت هذه الاعتقالات في منطقة طهران وضواحيها ليل الخميس إلى الجمعة، مع احتفال الإيرانيين بالعيد التقليدي "يالدا" رمز التجدد وانتصار النور على الظلمة بمناسبة بدء فصل الشتاء.
ونقلت الصحف عن رئيس الهيئة في طهران الكبرى العقيد ذو الفقار برفار أنه "تم اعتقال 140 شخصا بينما كانوا يرقصون ويشربون الكحول في أحد منازل لواسان"، المدينة الراقية التي تبعد 30 كلم غرب طهران حيث يملك العديد من الأثرياء منازل خاصة، "كما اعتقل 90 شخصا في أحد منازل حي فرمانيه الراقي في شمال طهران".
ويبدو أن الشرطة تنبهت إلى الأمر إثر بث لقطات على موقع إنستغرام للتواصل الاجتماعي تم تصويرها في هاتين السهرتين مع دعوة للانضمام إلى المشاركين.
كما قالت الهيئة أيضا إنها ضبطت مخدرات خلال عمليتي الدهم.
وتحظر السهرات المختلطة بين العازبين وتناول الكحول في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وطبقا لقانون العقوبات الإيراني، يتحتم على الموقوفين دفع غرامة أو يتعرضون للجلد بسبب تناول الكحول أو حيازتها، في حين يكون منظمو السهرات عرضة للسجن.
إلى ذلك، أغلقت الشرطة 20 محل بقالة في طهران إثر بيعها الكحول واعتقلت المسؤولين عنها، وفقا لما ذكرته وكالة إيسنا، مشيرة إلى أن الكحول تم بيعها فى زجاجات "ماركة إيرانية من البيرة غير الكحولية".
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فإن غالبية المشروبات الكحولية المستهلكة يتم تهريبها من كردستان العراق وتركيا، لكن يمكن العثور على كحول مصنعة محليا بأسعار أقل.
المصدر: فرانس 24
↧
اللاذقية : فأر يقضم شفاه ووجنة طفل خديج في حاضنة اطفال في مشفى الرازي الخاص
حدث قبل عدة ايام في مشفى الرازي الخاص باللاذقية
قريبي لديه صديق ولدت زوجته توأم صبي وبنت البنت بصحة جيدة اما الولد يجب وضعه عدة ايام بالحاضنة .. وضعوه بالحاضنة و ذهبت عمته لتراه وتتفقده بعد فترة قليلة ... واذا زجاج الحاضنه كله دماء صرخت ولم تعرف ما الذي كان قد حدث للصغير و جاء والده ليتفاجأ بوجود فأر في الحاضنة مع الطفل وقد اكل شفاه الولد وخده .. لحقوه ب ابر كزاز وعمليات تجميل و اخد الملف الاب وذهب الى الوزارة بدمشق ليشتكي على المشفى
هي المشافي الخاصة فما بالكم بالعامة ... يا رب تنجينا
حصري موقع سوريتي
↧