ضجت مجموعات فايسبوك في زحلة، بخبر تعرض الشابة ستيفاني فتح الله للتحرش من قبل شاب يعتقد أنه من العمال السوريين الموجودين بشكل دائم على جسر الفيضة. فتفاعلت القضية خصوصاً عبر صفحة زحلة حرة، التي أطلقت دعوة للاعتصام "استنكاراً للاعتداء على ابنة زحلة ومنعاً لتكرار الحادثة ولوضع الأمور في نصابها ورفضاً للوجود الغريب أو العشوائي في زحلة والبقاع الأوسط". ووفق رواية ستيفاني، فإنها لدى توجهها إلى عملها في إحدى المنظمات العاملة مع اللاجئين السوريين، سلكت طريق جسر الفيضة لملاقاة صديقتها، مجتازة مجموعة من الشبان السوريين الذين يتجمعون قرب الدرج المؤدي إلى جسر المشاة. تمر ستيفاني يومياً إلى جانبهم ولا توليهم أهمية، إلا أنها هذه المرة تفاجأت بينما كانت تستمع للموسيقى عبر سماعات في أذنيها بشاب يحاول لمسها، فبادرته فوراً بالضرب والركل، وبادلها هو بذلك. ما أدى إلى سقوطها واصابتها بجروح طفيفة في رجلها ويدها وخصرها. فلملمت أغراضها عن الطريق محاولة اللحاق به لدى هروبه، ولاحظت أنه لدى مروره إلى جانب رفاقه كان هؤلاء يضحكون، فيما لم تنجح هي في ايقاف سيارة للوصول إليه وتوقيفه. تقدمت ستيفاني بشكوى ضد مجهول، تقول إنها قادرة على أن تتعرف إلى وجهه المألوف لها. إلا أن ستيفاني التي تقول إنها مع أي تحرك شعبي يؤدي إلى تسيير دوريات أمنية مكثفة والتحقيق في هوية الشباب الذين يتجمعون تحت الجسر، تؤكد أن مشكلتها مع هذا الفرد بالذات، رافضة أي محاسبة شاملة للسوريين بـ"طردهم من المدينة"، كما برز بعد الحادثة، "لأن ليس كل العالم متساوين، بل لدي بين السوريين أصدقاء وأقارب، علماً أنه قد يكون سورياً أو لبنانياً أو من العرب المجنسين". كان من الطبيعي أن يستدرج النقاش الذي احتدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدخلاً للقوى السياسة. فكتبت رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف أن المعتدي "اليوم على ستيفاني قد يكون سورياً، وأمس كان لبنانياً، وغداً ربما يكون إيطالياً أو المانياً. الأكيد أن الوجود السوري يحتاج إلى تنظيم، لكن لنبقى واعين وناضجين من دون الوقوع في افخاخ الطوابير وتضخيم الحادث الفردي". وقد أشارت سكاف في حديث إلى "المدن" إلى أن موقفها جاء بعدما لاحظت "محاولات لإستغلال القضية، في تحقيق أهداف يسعى إليها البعض". فيما تغيّب رئيس البلدية أسعد زغيب عن المشاركة في الاعتصام مع ممثلي مختلف الأحزاب السياسية والنواب الموجودين في زحلة، وسط عتب من منظمي التحرك، الذين لم تردعهم المشاركة الخجولة في دعوتهم للاعتصام عن كشف النيات. فاسترسلت تانيا حمصي باسم جمعية زحلة حرة بالقول إن "ما حصل مع ستيفاني ليس سبب تحركنا اليوم، لأن الحادثة هي مثال بسيط عن أمور تحصل ولا تُكشف. نحن لسنا عنصريين، نحن أهل زحلة وزحلة لنا، وفي يوم من الأيام دفع أهل زحلة الدم للحفاظ على كرامتها ولتبقى الأرض لنا وليس للغريب الذي غادر بأسلحته وعاد بعائلاته". أضافت: "من حقنا أن نعرف هذا الغريب الموجود عندنا منذ خمس سنوات متى سيغادر"، معددة ما يستفيد منه اللاجئون وأولادهم "الذين يتعلمون مجاناً فيما اللبناني يدفع قسطاً كاملاً".
المصدر: المدن - لوسي بارسخيان
↧