انتصار للجندر أم للعدالة والسلام
تتناقل وسائل الإعلام أخبار تقلد لسيدات كثر مناصب سياسية ذات مرتبة رفيعة . وتنتشر الأخبار الفرحة بأن السيدات سيحكمن العالم من جديد .. ميركل في ألمانيا ,تيريزا ماي في بريطانيا وفي انتظار فوز هيلاري كلينتون برئاسة أمريكا ..
ربما يعد تقلد النساء لتلك المناصب انتصار للمرأة وتثبيت لإمكانياتها وقدراتها على شغل كل المناصب ..
ولا أنكر أن ثمة أمل يعلو عندما تتقلد النساء المناصب التي لها دور في المجتمع بأن شيئا من العدالة أو التسامح سيطغى بشكل أو بأخر على التعامل مع القضايا العامة باعتبار المرأة تمتلك حساسية عاطفية كونها بطبيعتها أم حتى لو لم تنجب فقد حملت تلك الصفة وكانت راعية للحياة ومصدرا للحب والعطف والجمال منذ بدئ الخليقة عندما كان لحواء الدور الفاعل الأكبر في وجود الكائنات على سطح الأرض كما تقول الأديان , وعندما كانت ليليت هي إلهة المهد في الأساطير . ولكن هذا الأمل هو أمل كاذب أم حقيقي .؟
قبل أن تصعد على سطح الحياة السياسية سيدات مثل رئيسة ألمانيا أنجيلا ميركل , ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي التي تلقب بالمرأة الحديدية أيضا أسوة بسابقتها الراحلة مرغريت تاتتشر ,وهيلاري كلينتون المنتظر فوزها لتكون رئيسة أكبر دولة بالعالم والمسؤولة عن معظم الأحداث التي تحصل فيها...
كان هناك رئيسات سبقنهن في القرن الحالي لكرسي الرئاسة كرئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة واجد التي حظي حكمها خلال سنتين بتوقيف الأحكام العرفية , وقبلها كانت خالدة ضياء رئيسة الحزب المعارض التي واجهت تهماً بالفساد واستغلال النفوذ واتهمتها المحكمة العليا في بنغلاديش و3 من مساعديها باختلاس 400 ألف دولار من أحد صناديق الأعمال الخيرية باسم زوجها الراحل ضياء الرحمن... وذكرت بعض الصحف كصحيفة الديلي ستار أن ثروتها تقدر ب 200 مليون دولار وأثر ذلك دخلت السجن لفترة ثم أفرج عنها .
ورئيسة الأرجنتين كرستينا فرناندز التي واجهت تهم بغسيل الأموال والإثراء غير المشروع مما أدى إلى أن تجمد المحكمة الفيدرالية ممتلكاتها , أما رئيسة البرازيل ديلما روسيف المعارضة والسجينة السابقة التي لقبت بسيدة البرازيل الحديدية بسب شدتها وسلوكها المزاجي فقد عرفت بتعنيف وزرائها على الملأ وصنفتها مجلة فوريس عام 2015 ضمن مجموعة أقوى سبع نساء في العالم .و تم عزلها مؤخرا من قبل البرلمان لشكوكه في أنها تخفي العجز في الميزانية.
وفي الباكستان لمع نجم بناظير بوتو التي تولت منصب رئيس الوزراء مرتين الى أن عزلهارئيس البلاد وواجهت اتهامات بالفساد وحكم عليها بالسجن لثلاث سنوات ونفت نفسها إلى بريطانيا خلالها محاولة تبرئة نفسها ثم لتعود لمشهد السلطة بعد أن شملها عفو لتشارك في الإنتخابات التشريعية ثم يتم اغتيالها ..
وهناك الكثير من السيدات الواتي شاركن في الحياة السياسية إما كمستشارات أو وزيرات أو زوجات رؤساء وكان لديهن الجلد لمعاركة الأخطار أو المضي ومسايرة التيارالسائد أوالمغامرة و تحمل العذاب والضغط النفسي والسجن أو النفي .وبعضهم ركبن موجة الفساد والعهر السياسي أو التشبيح الإعلامي أو الكذب على الشعب. ولكن ما كان يجمعهم كلهم أن لديهم القوة ليكن كالرجال في صلابتهم أو ربما أكثر حتى أنهن شبهن بمعدن الحديد.. وما تصريح رئيسة وزراء بريطانيا أثناء أداء القسم بأنها يمكن أن تستخدم القوة النوية التي يمكن أن تقضي على حياة 100 ألف مدني بضربة واحدة من أجل إخافة الأعداء إلا المركبة التي مهدت الطريق الدموي الذي أستطاع أن يوصل معظم تلك السيدات لتلك المناصب فكان وصولهن انتصارا للجندر ولم يكن انتصارا للعدل أو السلام الذي تطمح إليه البشرية لأن الحياة السياسية لاتسمح بالتعاطي الأخلاقي ولاتفسح المجال للرأفة في عصر الإنحطاط الذي تعيشه الدول الأن مهما كان جنس المتعاطي معها .
كمالا العتمة
القاهرة ـ آية صلاح الدين
المساواة بين الرجل والمرأة ليست بالفطرة التي خلقنا عليها جميعاً، فطالما عانت المرأة في جميع أنحاء العالم من القهر والاستبداد الذكوري، حتى استطاعت بعض الدول أن تتحرر من قيودها وتعيد للمرأة اعتبارها وحقها حتى في قيادة العالم، ولعل السبق هنا لمصر الفرعونية التي نجد بتاريخها عدة أمثلة للقيادة السياسية مثل: كليوباترا وحتشبسوت، ثم في العصر المملوكي مع شجر الدر.
ولكن مع تغير الزمن وحصول المرأة على مساحة كبيرة من حريتها السياسية والاجتماعية أصبح من المألوف أن تتقدم امرأة لزعامة أمة بأسرها، فمنذ أكثر من 50 عاماً أصبح لدينا 31 امرأة تولين أو يتولين الرئاسة، و32 امرأة تولين أو يتولين رئاسة الوزراء في بلادهن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن.. ولكن أقواهن:
1) سيريمافو باندرانايكا: أول رئيسة وزراء في العالم، وهي زوجة سولومون باندرانايكا، الذي كان رئيساً للوزراء السريلانكيّ من 1956 إلى اغتياله في 1959، وقد خلفت زوجها لثلاث فترات متتالية بدءاً من 21 يوليو 1960 حتى مارس 1965، ثم من 29 مايو 1970 وحتى يوليو 1977، وآخرها في نوفمبر 1994 حتى 10 أغسطس 2000.
2) مارجريت تاتشر: أول امرأة بريطانية تتولى رئاسة الوزراء منذ 1979 وحتى 1990 عن حزب المحافظين الذي استطاعت أن تفوز برئاسته عام 1975، وحققت تاتشر شعبية كبيرة جعلتها تحتفظ بمنصبها ثلاث فترات متتالية لأول مرة في تاريخ الساسة البريطانيين لهذا لُقبت بالمرأة الحديدية، وعندما تأكدت من عدم فوزها مرة أخرى بسبب تزايد هجوم المعارضة، قدمت استقالتها عام 1990م.
3) أنديرا غاندي: ابنة رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، وهي ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في العالم بعد سيريمافو، أما في تاريخ الهند فهي الأولى ولثلاث فترات متتالية من عام 1966 وحتى 1977 ثم فترة رابعة من 1980 وحتى 1984، وبسبب خلافات سياسية مع جماعة السيخ الهندية، قام ثلاثة من حراسها الشخصيين باغتيالها أثناء ذهابها إلى مكتبها سيراً على الأقدام في 31 أكتوبر عام 1984.
4) بارك جوين هي: في فبراير المقبل ستكون أول سيدة تتولى رئاسة الجمهورية بكوريا الجنوبية، وهي مرشحة الحزب المحافظ وربما وصولها لهذا المنصب كغيرها من قبيل الإرث السياسي، فهي ابنة الديكتاتور بارك تشونج، الذي ترأس البلاد في الفترة مابين عامي 1961 و1979.
5) جولدا مائير: رابع رئيس وزراء منذ قيام دولة إسرائيل، تقلدت مناصب وزارية منذ عام 1949 إلى أن أصبحت رئيسة للوزراء في 17 مارس عام 1969، وبعد حرب أكتوبر عام 1973 تعرضت جولدا لضغوط داخلية دفعتها إلى تقديم استقالتها عام 1974.
6) بينظير بوتو: الابنة الكبرى للرئيس الباكستاني السابق ذوالفقار علي بوتو، وفي 1 ديسمبر عام 1988 أصبحت أول امرأة مسلمة تشغل منصب رئيس الوزراء، وقد فشلت بانتخابات عام 1990 بسبب اتهامات لحكومتها بالفساد ولكنها عادت مرة أخرى عام 1993 ثم خسرت مرة أخرى عام 1996، وتم نفيها بعد ذلك خارج البلاد، وحينما قررت العودة لخوض الانتخابات التشريعية تم اغتيالها بالرصاص وبتفجير انتحاري في 27 ديسمبر عام 2007 بباكستان.
7) أنجيلا ميركل: زعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي وهي أول امرأة تتولى منصب المستشار بألمانيا في 22 نوفمبر عام 2005 وحتى الآن، وضمن قائمة مجلة «فوربس» تعد المرأة الأقوى في العالم لخمس سنوات، وقبل ذلك تولت كأول امرأة وأول مسيحية بروتستانتينية رئاسة الحزب المسيحي ذو الجذور الكاثوليكية في 10 إبريل عام 2000 كسابقة تاريخية لم تحدث من قبل.
8) ديلما روسيف: أول امرأة برازيلية تصل للرئاسة بنسبة 58% في 1 يناير عام 2011، وهي عضو بحزب العمال البرازيلي اليساري، وقد ناضلت في بداية حياتها السياسية ضد سياسات النظام القمعي الاستبدادي، لذلك تم اعتقالها لمدة ثلاث سنوات ثم أطلق سراحها عام 1972.
9) إيزابيل بيرون: الزوجة الثالثة للرئيس الأرجنتيني خوان بيرون، وباعتبارها نائبة له تولت السلطة خلفاً له بسبب مرضه الشديد، وبذلك تعد أول امرأة تصل لسدة الحكم في أمريكا الجنوبية بأسرها، وكان ذلك عام 1974 ثم تم الإطاحة بها إثر انقلاب عسكري نفذته القوات المسلحة عام 1976.
10) جوهانا سيجاردوتير: أول امرأة في تاريخ رئاسة الوزراء الأيسلندية، وهي عضو بالحزب الديمقراطي الاشتراكي، وكانت وزيرة للشئون الاجتماعية لفترات طويلة، ولكن بسبب معاناة رئيس الحزب مع المرض، تم اختيارها كأنسب عضو لتشكيل الوزارة، وغض الطرف عن ميولها الجنسية المِثلية.
↧