علقت واشنطن أمس مفاوضاتها مع موسكو بشأن إعادة تفعيل وقف إطلاق النار الفاشل في سوريا وتشكيل خلية عسكرية مشتركة لاستهداف المتشددين. وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة»، متهما روسيا وحليفها النظام السوري بتصعيد الهجمات على مناطق المدنيين. وتابع كيربي أن الجيشين الروسي والأميركي سيواصلان استخدام قناة اتصال وضعت لضمان عدم حدوث تصادم بينهما خلال «عملياتهما لمكافحة الإرهاب في سوريا». إلا أن الولايات المتحدة ستستدعي الأشخاص الذين تم إرسالهم إلى جنيف من أجل إنشاء «مركز تنسيق مشترك» مع الضباط الروس للتخطيط لشن ضربات منسقة.
في غضون ذلك، قالت مصادر أميركية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن إدارة الرئيس باراك أوباما تبحث ستة خيارات رئيسية للتعامل مع الأزمة السورية التي تتزايد سوءا؛ أولها الضغط الدبلوماسي على روسيا للالتزام بتعهداتها، ثم التدخل العسكري عبر إرسال قوات خاصة وتحديد أهداف محددة في حلب، وثالثا إقامة منطقة آمنة أو منطقة حظر طيران لحماية المدنيين. وتتضمن الخيارات الأخرى إرسال مزيد من المساعدات الإنسانية للسوريين، وتقديم المزيد من التسليح للمعارضة السورية، وأخيرًا الاستمرار في الجهود الدبلوماسية والتفاوض مع دول مجموعة دعم سوريا.
ورغم {الجزرة الكبيرة} التي تقدمها واشنطن لموسكو، فإن الأخيرة تتمسك بموقف متعنت وتطالب بسحب مشروع قانون في الكونغرس يفرض عقوبات على سوريا.
ويقول محللون إن البيت الأبيض يضغط على القادة الديمقراطيين في الكونغرس لتأخير إصدار مشروع قانون يفرض عقوبات على النظام السوري في محاولة إيجاد طريق للضغط على روسيا.
في غضون ذلك، أعلن موقع «الدرر الشامية» الإخباري، أمس، مقتل ضابط كبير برتبة عقيد في الحرس الثوري الإيراني، يدعى محمد رضا، في حلب. وكشف الناشط المعارض في حلب عاهد السيد لـ«الشرق الأوسط»، أن الضابط الإيراني «قتل خلال هجوم شنّته إحدى الوحدات الخاصة الإيرانية على الطرف الشرقي لحلب المدينة». وأضاف أن «الهجوم الذي مني بالفشل بفعل تصدي الثوار له، أدى إلى مقتل ثلاثة مقاتلين إيرانيين آخرين، وعدد من عناصر الميليشيات التابعة لها».