أعلنت السلطات الأميركية القبض على ثلاثة رجال ينتمون إلى حزب الله، بتهمة تبييض الأموال وتحويلهم مبلغ 500 ألف دولار من خلال سلسلة من المعاملات المالية المعقدة التي تمتد من أستراليا إلى أوروبا. اللاعب الرئيس في هذه العملية هو محمد أحمد عمار (31 عاماً)، الذي كان يعيش في ميدلين، كولومبيا. وتم احتجازه في سجن ميامي ديد، الأسبوع الماضي، لمواجهة اتهامات بغسل الأموال والعمل مع المجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط الذين يستخدمون الشبكات المالية في أميركا اللاتينية لكسب ملايين لا تحصى عبر المخدرات. وعمل مع عمار رجلان مقربان من حزب الله، وجهت إليهما اتهامات في القضية نفسها. وأحدهما يُحتجز في باريس، في حين يُحتمل أن يكون في لبنان أو نيجيريا. التحقيق في القضية تولته وكالة مكافحة المخدرات مع القوة الضاربة لمكافحة تبييض الأموال جنوب فلوريدا. وقد ساعدت مجموعة من المحققين الفيدراليين للقبض على 22 شخصاً يشتبه بصلتهم بتاجر المخدرات المكسيكي المهيمن خواكين إل تشابو غوزمان. وتصف وثائق المحكمة عمار بأنه مساعد لحزب الله في تبييض الأموال والاتجار بالكوكايين مع العصابة الكولومبية المعروفة باسم La Oficina، وكان معروفاً بغسل الأموال عن طريق هولندا وأسبانيا وبريطانيا واستراليا وأفريقيا، واتُهم عمار بثمانية جنايات، بما في ذلك غسل الأموال، ووفقاً لوثائق المحكمة، فإن والده على اتصال بحزب الله في لوس أنجلوس، حيث ألقي القبض على عمار. المتهم الثاني في العملية هو غسان دياب، شريك مزعوم لحزب الله مقره نيجيريا. ووفق وثائق المحكمة، فإن صلة وصل دياب بالحزب هي عبر "عضو رفيع المستوى لديه حق الوصول إلى العديد من الحسابات المصرفية الدولية". الرجل الثالث الذي يواجه التهم هو حسن محسن منصور، مساعد آخر لحزب الله يحمل الجنسية اللبنانية والكندية. ويواجه محاكمة اتحادية مماثلة ومنفصلة لغسل الأموال في جنوب فلوريدا. مذكرة التوقيف التي صدرت بحقهم مكونة من 42 صفحة تتضمن تفاصيل شبكة معقدة من الاتصالات المشفرة بين اللاعبين في البلدان النائية- بعض منهم كانوا يعملون سراً كمخبرين في معاملات مالية مشبوهة في 6 قارات مختلفة. عملية القبض على عمار بدأتها وكالة مكافحة المخدرات في ميامي قبل سنوات، إذ أرسلت إليه في أوائل عام 2014 مخبراً سرياً عرف عن نفسه بأنه تاجر مخدرات وطلب مساعدته في تبييض ما قيمته 250 ألف دولار أسترالي من مبيعات الكوكايين، والمهمة هي تحريك المال نحو المصارف في ميامي، حيث يمكن نقله لاحقاً إلى كولومبيا أو استخدامه من جانب تجار المخدرات الكولومبيين في جنوب فلوريدا. وباستخدام الاتصالات المشفرة، طلب عمار مساعدة منصور في باريس، الذي اتصل بدوره بمصدر في أستراليا (صادف أنه يعمل مخبراً للشرطة هناك) لتسلم الأموال. وتم إيداع الأموال في حساب في دبي، حيث مازال النظام المصرفي بعيداً من متناول السلطات الأميركية. بعد ذلك، تم تحريك المال من خلال شركة تسمى الهيثم لتنظيم المؤتمرات، وتعتقد السلطات الأميركية أنها مجرد واجهة لغسل الأموال. بعد فترة وجيزة، وفق وكيل إدارة مكافحة المخدرات كينيث مارتن والمدعي العام جاريد نيكسون، تلقت الحسابات المصرفية التي أقامتها وكالة مكافحة المخدرات الأموال من شركات غامضة بأسماء وهمية مثل "التجارة الاستوائية" و"خوفو الدولية"، لجعلها تبدو وكأنها أعمالاً مشروعة، وأرسلت الفواتير المزيفة التي أعدها دياب بأنها بضائع غامضة أو "دفع للشحن". وفي أيلول 2014 قام عمار بغسل قيمة المبلغ نفسها وتحويله إلى دبي مع ملاحظة أنه تم تخصيص المال لشراء خاتم الماس من مايوركا بإسبانيا. وتم نقل المال إلى الحسابات المصرفية في ميامي بحجة الدفع لشراء 50 كلغ من أكياس الأرز الأبيض. وقد اعترف عمار للمحققين بأنه تلقى مساعدة من أخوين اثنين يعملان لدى شركات الطيران أفيانكا لتهريب الكوكايين إلى ميامي. وتباهى بصلة عائلته القوية بحزب الله، حتى أنه سأل المخبر إذا كان مهتماً في المشاركة بتهريب 150 كيلوغراماً من الكوكايين من كوستاريكا إلى هولندا.
المصدر: المدن - سامي خليفة
↧