شرّدت الحملة العسكرية لقوات النظام وميليشياته على كل من بلدة ابطع ومدينة داعل بريف درعا الغربي، والتي بدأت مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي، أكثر من 60 ألفاً من أبناء البلدتين.
وبدأت قوات النظام وميليشياته مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي حملة عسكرية على بلدة ابطع ومدينة داعل، بهدف استعادة السيطرة على طريق دمشق – درعا القديم، حيث تحاول فتح خط إمداد جديد لقواتها في درعا، يصل معاقل قوات النظام في مدينة الصنمين شمال درعا بمركز مدينة درعا، وألقت هذه الحملة بظلالها على السكان المدنيين فنزح الآلاف منهم.
وقال الناشط هاني العمري لـ "كلنا شركاء" إن عدد النازحين من كل من داعل وابطع تجاوز 60 ألف نسمة خلال شهر واحد، نتيجة لاتباع قوات النظام سياسة الأرض المحروقة، فعدد الغارات الجوية على البلدتين منذ بدء الحملة تجاوز 200 غارة، بالإضافة لعشرات البراميل المتفجرة، وأكثر من 1500 صاروخ وقذيفة مدفعية، وتسبب ذلك بمقتل أكثر من 50 مدنياً منذ مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
وأضاف بأن قوات النظام اتبعت نفس السياسة التي اتبعتها خلال معركة مدينة الشيخ مسكين، حين استمر التمهيد الناري على المدينة قرابة الشهرين، منذ منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي وحتى أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، تاريخ بدء الحملة البرية على المدينة، والتي انتهت أواخر شهر كانون الثاني/يناير الماضي، بسيطرة قوات النظام على المدينة.
وأشار إلى أن قوات النظام كانت تهدف من التمهيد الناري إلى تفريغ مدينة الشيخ مسكين من سكانها، فمجمل النازحين خلال حملة قوات النظام مطلع العام الجاري تجاوز 100 ألف نسمة، ونفس المشهد يتكرر مع سكان داعل وابطع.
ومن جهته، قال الناشط قاسم الأحمد لـ "كلنا شركاء" إن أحد أهم الأسباب التي دفعت معظم الأهالي للنزوح عن داعل وابطع كان استخدام النظام للقنابل العنقودية، والتي باتت تشكل خطراً كبيراً على الأهالي، وتسببت بمقتل ستة مدنيين في بلدة ابطع قبل أيام، بالإضافة لعدد من حالات البتر.
وأضاف بأنه على عكس باقي المناطق المحررة، لم تفتح المدارس أبوابها في كل من داعل وابطع، وذلك نتيجة لنزوح أغلب الأهالي، ومن تبقى منهم لا يسمح لأطفاله بالذهاب للمدارس خوفاً من القصف اليومي من الطيران الحربي ومن مخلفات القنابل العنقودية.
وتوجه معظم الأهالي النازحين نحو السهول المحيطة بالمنطقة، بينما نزح قسم أخر منهم باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في ريف درعا الغربي، ولا سيما (نوى – اليادودة – طفس – تل شهاب)، بحسب الأحمد.
ويذكر أن حملة قوات النظام مدعومة بالميلشيات أتت عقب مجموعة من العروض من قبل قوات النظام للأهالي خلال الأشهر الماضية، من أجل عقد "مصالحات" محلية مع النظام، مقابل توفير النظام للخدمات الرئيسية والتوقف عن القصف، إلا أن الأهالي والثوار رفضوا جميع العروض المقدمة من قبل قوات النظام لإتمام المصالحات المحلية.
وقال الناشط أحمد المصري لـ "كلنا شركاء" إن النظام كان قد هدد أهالي داعل وابطع أنه في حال رفضوا المصالحات فإن قوات النظام ستعمل بسياسة الأرض المحروقة، وأن مصير الأهالي لن يكون أفضل حالاً من مصير أهالي مدينة خربة غزالة المهجرين منذ قرابة ثلاثة أعوام ونصف إثر رفضهم إتمام المصالحة مع قوات النظام.
وأشار إلى أن النظام عرض على الأهالي إعادة شبكة الكهرباء والسماح بإدخال المحروقات والطحين، بالإضافة للمواد الأساسية، وإيقاف القصف وتسوية أوضاع المطلوبين للأجهزة الأمنية، إلا أن جميع هذه العروض لم تلقى آذاناً صاغية من قبل الأهالي، لأنهم على يقين أن النظام مجبول على الخيانة والغدر، ولا ميثاق له، لذلك فضلوا النزوح على مصالحات الذل، بحسب المصري.
إياس العمر: كلنا شركاء
↧