قال مسؤول بالجيش الأميركي، إن مائتي مركبة تقل مقاتلين من «داعش»، سمح لها بمغادرة مدينة منبج السورية، بينما سيطرت القوات المدعومة من الولايات المتحدة على المدينة في الأيام الأخيرة، وذلك لأن المتشددين كانوا يصطحبون مدنيين. وشدد على أن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش يلاحق بين 100 و200 من الذين استخدموا مدنيين دروعا بشرية للفرار من مدينة منبج السورية.
وقبل استعادة السيطرة على المعقل السابق للتنظيم المتطرف، فر بين 100 و200 مقاتل بواسطة سيارات أو شاحنات، بحسب الكولونيل الأميركي المتحدث باسم التحالف كريس غارفر. وقال: «شوهد مدنيون في القافلة واختلطوا مع المسلحين في كل مركبة».
وتابع أن «القوات الشريكة على الأرض لم تخض معارك مع القافلة» تجنبا لأي إصابات بين المدنيين أو وقوع أضرار جانبية. وأكد غارفر أن المركبات كانت مليئة بالمقاتلين والرهائن المدنيين، لكن أيضا بآخرين غادروا طوعا مع المتطرفين، وخصوصا أفراد عائلاتهم.
وأوضح: «لقد تعاملنا معهم كأفراد غير مقاتلين. لم نطلق النار. لقد دققنا في الأمر»، مشيرا إلى عمليات بحث عن المقاتلين الذين اتجهوا شمالا قبل أن يتفرقوا.
وأضاف المتحدث: «نحن في إثرهم» من دون الخوض في تفاصيل لأنها «عملية جارية»، موضحا أنه تم الإفراج عن مئات من المدنيين في القافلة السبت، في حين تمكن آخرون من الفرار.
كما أشار إلى أن تنظيم داعش أرسل مرارا «مدنيين إلى خط الجبهة» أثناء المعارك في منبج.
وقال المسؤول، إن عددا من مقاتلي «داعش» ربما وصلوا بالفعل إلى تركيا، لكن كثيرا منهم لا يزالون في سوريا، بحسب ما نقلت وكالة «أسوشييتد برس».
وقال الكولونيل كريس غارفر، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال «داعش» في سوريا، لمراسلي وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون»، إن قرار السماح للقافلة بمغادرة المدينة اتخذه قادة «قوات سوريا الديمقراطية». وقال إن كل مركبة من المركبات المائتين كانت تقل مدنيين، وأراد الجيش تجنب وقوع خسائر في صفوفهم. وأضاف أنه لا يعرف عدد المدنيين الذين ربما رافقوا القافلة طائعين، لكن من المرجح أن عددا منهم اقتيدوا كرهائن.
وليس واضحا ما إذا كان المتشددون غادروا بموجب ترتيب مسبق، بين «قوات سوريا الديمقراطية» وتنظيم داعش، أم لا. وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» عرضت على المقاتلين خلال الهجوم ممرا آمنا لمغادرة المدينة، ولكنهم رفضوا.
وسبق لـ«داعش» أن استخدم مرارا المدنيين دروعًا بشرية، بما في ذلك في المعارك الأخيرة في العراق.
وقال الكولونيل غارفر: «استمروا في الزج بالمدنيين بالأساس ليكونوا على خط النار، محاولين تعريضهم لإطلاق النار لإمكانية استخدام ذلك كبروباغندا، بحسب اعتقادنا».
وأضاف غارفر أن التحالف يواصل رصد ومراقبة المركبات أثناء اتجاهها جنوبا، لكنه رفض أن يكشف عن مكانها.
وسيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على المدينة يوم الجمعة، وهي الآن تقوم بتطهير الأحياء والبحث عن المتشددين والقنابل. وقال غارفر إن مقاتلي «داعش» تركوا وراءهم «عددا كبيرا» من أجهزة التفجير مع انسحابهم.
وتمثل السيطرة على منبج انتصارا مهما لـ«قوات سوريا الديمقراطية» والتحالف؛ لأنها تقع على خط إمداد مهم بين الحدود التركية ومدينة الرقة، التي يعلنها التنظيم عاصمة له.
المصدر: الشرق الأوسط
↧