ضمن تغطيتها لانتخابات الرئاسة الأميركية، تساءلت صحيفة واشنطن بوست: هل ستطلق خسارة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في البلاد حربا أهلية يتحدث عنها أنصاره؟
ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب دانا ميلبانك قال فيه إن أنصار ترامب يتحدثون عن احتمال وقوع حرب أهلية في الولايات المتحدة إن لم يفز، وأضاف أن أحد المتطوعين في الحملة المتقاعد جيرالد ميلر قال إنه متأكد من فوز ترامب في الثامن من الشهر القادم ما لم تحدث مؤامرة.
وأشار الكاتب إلى أن ميلر يشاطر ترامب القلق والخشية من أن تتعرض انتخابات الرئاسة للتزوير من جانب حملة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، ونسب إلى ميلر القول إن مكتب التحقيقات الفدرالي قد يقوم بالتزوير لصالح كلينتون.
وسأل ميلبانك المتطوع ميلر: وماذا قد يحدث إذا أعلن أن هيلاري كلينتون هي الفائزة؟ فأجاب أن ترامب سيرفع صوته بالصراخ بأن الانتخابات تعرضت للتزوير، وأن البلاد على حافة حرب أهلية بسبب التمييز العنصري، وأن نتيجة هذه الانتخابات قد تطلق شرارة هذه الحرب.
مخاوف
وأعرب الكاتب عن الخشية من أن تكون مخاوف هذا المتطوع من أنصار ترامب في محلها، وأضاف ميلبانك أنه أمضى بضع ساعات في أوساط الجموع الحاشدة من أنصار ترامب، وأنه لاحظ أجواء الغضب وحالة الإنكار التي تسيطر عليهم.
وأوضح أنه لم يجد أيا من أنصار ترامب الذين تجوّل في أوساطهم في "كولورادو سبرينغز" من يتوقع أنه سيفشل، لكنهم يتفقون مع ترامب بنسب متفاوته في أن العملية الانتخابية في الولايات المتحدة تتعرض للانتهاك والتزوير.
وأضاف أن هناك من يتوقع أن تحدث في البلاد أمور لا تحمد عقباها إذا خسر ترامب، وأنه إذا لم تكن النتيجة هي العنف، فستنشأ حالة من الرفض لشرعية العملية الديمقراطية في البلاد برمتها.
ونسب الكاتب إلى معلمة متطوعة في حملة ترامب تدعى آن ماكومبر القول إن أنظمة الاقتراع في ولاية كولورادو قد اخترقت، وأوضحت أنه صار بإمكان الأموات التصويت، وأن لدى الناخبين عناوين وهمية.
وأشارت المتطوعة إلى أن الدوائر الانتخابية تعلن عن أصوات تزيد عن عدد الناخبين المسجلين، وأضافت أنه إذا خسرنا هذه الانتخابات فلا يمكننا أن نثق بعدها بشيء في أميركا، وسنشعر أننا لا نتمتع بالسيادة.
تزوير
واستدرك الكاتب بالقول إن بعض المراقبين يرفضون تصريحات ترامب إزاء تعرض الانتخابات في أميركا للسرقة والتزوير، لكن الحديث عن تزويرها من شأنه زعزعة الاستقرار في مرحلة ما بعد انتهاء عملية الاقتراع. وأضاف أن متطوعا ثالثا مع حملة ترامب تمنى ألا يفقد الناس عقولهم.
وعلى صعيد متصل، نشرت الصحيفة مقالا للكاتب ديفد إغنيشاس قال فيه إن انتخابات الرئاسة في الولايات بدأت تضفي بعض أجواء القلق الخطير على المستوى العالمي.
وأشار إلى احتمالات فوز كلينتون، لكنه استدرك بالقول إن توقع نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية التي تجري بعد ثلاثة أسابيع من الآن تعد من أشكال المخاطرة. وأضاف أن هذه النتيجة هامة للعالم.
وأشار إلى أنه ارتحل عبر ثلاث قارات على مدى الشهرين الماضيين، ولاحظ أجواء القلق إزاء حالة عدم الاستقرار في العالم.
وأوضح أن العديد من المحللين يرون أن روسيا تستمر في التقدم على الساحة الدولية في عهد الرئيس فلاديمير بوتين، بينما الولايات المتحدة وحلفاؤها في حالة تراجع، وأنه سيكون لنتيجة الانتخابات الأميركية انعكاساتها على مستوى العالم الذي بدأ يحبس أنفاسه.
المصدر: الجزيرة نت
↧