ضجّت الصفحات المحلية في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بقصة الشاب ناصر أبو خريس، والذي يعمل دهانًا في ريف السويداء، بعدما ظهر في تسجيلات مصورة تصفه بـ “المعجزة الإلهية”.
وفي تفصيل لما جرى في قرية الهيت ذات الغالبية المسيحية في ريف السويداء، فإن ناصر أبو خريس، من الطائفة الدرزية، أجرى عملية طلاء لمنزل سيدة مسيحية في القرية، الثلاثاء 18 تشرين الأول، بحسب ما تناقلت الصفحات الموالية، ومنها “شبكة الإعلام الوطني”.
وأثناء رسمه لوحة للسيد المسيح على أحد جدرانها، دخل الشاب في حاله اختلاج وسبات لساعات طويلة، بحسب الصفحة، وبدأ يظهر على جسده شكل الصليب وندبات على يديه وقدميه. تعلّق الصفحة بأنها حالة مشابهة تمامًا لما حصل مع السيد المسيح.
وأكدت الصفحة، التي أجرت حوارًا مصورًا مع أبو خريس وعدد من الموجودين في المنزل، أن اللوحة التي رسمها الشاب خلال ساعة واحدة نزف نقطًا من الزيت.
تحول منزل السيدة إلى مزار ومحجّ للأهالي، وفق ما رصدت عنب بلدي في صفحات السويداء المحلية، مع وجود عدد من رجال الدين المسيحيين وطبيب يراقب وضعه الصحي.
قوبل نشر القصة والتسجيلات والصور المتعلقة بها، بآراء متباينة في مواقع التواصل الاجتماعي، بين مبارك لـ “المعجزة” ومرحّب بها، ومكذّب للفكرة من أصلها.
وتورد عنب بلدي تعليقًا لسيدة صيدلانية، حول الحادثة، قالت فيه “ما حدث مع الشاب ناصر أبو خريس هو عبارة عن اضطراب عضوي حاد ذو منشأ نفسي، بمعنى أن العقل الباطن عندما يؤمن بحادثة كتجسد السيد المسيح فإنه يتحكم ببقية أعضاء الجسم، عبر إرسال رسائل يراها الجسم كوقائع، لذلك ظهرت آثار الصلب على الجسم”.
لطالما كانت الأمور الخارقة للعادة، والتي تصفها المجتمعات بـ “المعجزات” أو “الكرامات”، ذات تأثير مضاعف في المجتمعات الريفية التي يميل نوعًا ما إلى تصديق مثل هذه الحوادث والإيمان بها، وفقًا للمعتقدات والأفكار الدينية المتنوعة.
مسيح الهيت !!! سيفرضون نبوّته عليكم وأنتم تضحكون ، إن لم تدركوا !
فمن حيث العلم ، هناك أمراض نفسية قهرية مستعصية يتقمّص فيها المريض شخصية المخلّص الذي يعتقد به ، بسبب أنه أمضى حياته يدعوه ولم يستجب له فيقرر هو في لا وعيه أن يتقمصه ويأخذ عنه دوره ، وقد واجهتنا في سوريا عدة حالات مشابهة ، إلا أنها كانت فورا تطوّق بحجة الجنون بسبب تعرضها لشخصيات ذات قدسية عالية عند الغالبية التي لا يمكن أن تمرر مثل هذا الحدث ، وكلنا يذكر اليوتيوب الذي ظهر فيه شاب يدّعي أنه ( النبي محمد ) وكيف كان رجال الأمن يتعاملون معه باستخفاف ، حتى قال أحدهم آمرا : دخلوه محمد طالعوه من كفار قريش !! ( على حد تعبيره )
لكن في حالة مسيح الهيت هناك مصالح متقاطعة لتأكيد الحدث وقد كان مفاجئا لنا جميعا على ما أعتقد ، تصريح عدد من المشايخ المتدينين الذين قالوا أنه أمر لا يمكن لعاقل إن رآه أن ينكره !! . ( انتهى رأي المشايخ ) والسبب في قولهم هذا أنه حدث ( بغض النظر عن ظروفه ) يؤكد القصة الدينية التي تربّى عليها الدروز في مجرويّة القيامة ) والمسلمين في علامات اليوم الآخر ، وكذلك المسيحيين في رؤيا يوحنا .. !! كلهم يشتركون بظهور المسيح الحقيقي أو ( المقلد الدجال ) كعلامة من علامات القيامة ، هذا التقاطع المصلحي مع كل رجال الديانات ومشايخهم سيجعلهم في الصفوف الأولى في الدفاع عنه وعن دقة وصحة نبوّته ، فقط لغرض إثبات رواياتهم الدينية على اختلافها ، أما مسألة الزيت الذي ينسكب من الجدار والخدوش على الجسد فهي لا تعتبر دلالات بالنسبة لشخص مهنته دهّان أي يعرف أسرار كل المواد التي من الممكن أن ترشح من الجدار لزمن طويل ، وخصوصا أن المريض بهذه الحالة القهرية يوفر كل ظروف إثبات اعتقاده بالدور الجديد له ، وقد احترف رجال الدين عموما عبر الزمن مسألة رشح العطور من جدران القبور حيث كانوا يملأون تجاويف مجهزة مسبقا لدى دفن رجال الدين أصحاب المقامات الدنيوية ، بالزيوت العطرية التي تستغرق وقتا لترشح .. حتى يثبتوا اعجازاتهم بعد مدة ويعطوا المتوفى مكانة دينية مهيبة في ذاكرة الأتباع لهذا المذهب أو ذاك الدين .
هذه الحرفة بدأها هيرون الاسكندراني مع كهنة المعابد اليونانيين منذ ألفي عام ولا زالت من أكثر المهن قداسة وسرية إلى يومنا هذا ...
المختصر ... لا تخونوا عقولكم ... وابحثوا في التفاصيل ستكتمل الحكايا كلها .
وأمانة لا حدا يسامحنا .