اثنين من "دواعش" الشمال السوري، اختلفا عمن له الأحقية بتنفيذ عملية انتحارية قبل الآخر، ولولا فكرة تفتق عنها ذهن عنصر ثالث، لحدث ما لا تحمد عقباه بين "أبو لقمان التونسي" وآخر سوري، لم يذكر التنظيم المتطرف اسمه ولا لقبه حين نشر خبرهما ضمن إصدارات بثها الأربعاء الماضي من مناطق سيطرته في حلب، عن بعض "استشهادييه" ومعظم قصصهم من النوع الغريب.
إحدى القصص، بحسب ما يمكن استنتاجه مما نشره التنظيم "الداعشي" المتطرف، أن السوري كان جاهزا لعملية انتحارية، نتخيله بدأ يفرك يديه فرحا عندما حان ميقات تنفيذها، فوضعوه بعربة مفخخة لاستخدامها على الطريقة الانتحارية، أي اقتحام سائقها المكان به وبما فيها وعليها من معدّ للتفجير، ثم صعقها لقتل ما تيسر من الأعداء، على حد ما تتصور "العربية.نت" لطريقة تنفيذهم للعمليات، إلا أن "أبو لقمان التونسي" برز آخذا على خاطره مما اعتبره تمييزا واحتكارا، فانتفض راغبا بانتزاع اللقمة من فم السوري ليأكلها هو ويحرمه منها.
ومضت المفخخة الى الهدف المرصود، ففجّرها الفائز بالرهان، ولم يظهر منها الا عمود دخان
أسرع "أبو لقمان" إلى العربة، قبل أن يمضي بها السوري نحو الهدف المنشود، فأنزله منها عنوة على ما يبدو، وأخبره أن له الأولوية بالعملية قبله، فاختلف الاثنان بأسلوبهما "الداعشي" الخاص، وكاد الخلاف يتطور بالتأكيد، لولا طرأت على زميل لهما ثالث، وهو قوقازي، فكرة اقترحها وأنهت المشكل بثوان معدودات.
وظهرت حبة الحصى في يده وعمّت البهجة
اقترح أن يدخل الاثنان في رهان "داعشي" حاسم، أو قرعة وافقا عليها مسبقا، فأسند ظهره إلى الجدار ووضع في إحدى يديه حبة حصى التقطها من أديم المكان، وطلب أن يتخيل كل منهما في أي يد وضعها، ففشل السوري باكتشافها، ولما جاء دور التونسي، اختار يد القوقازي اليمنى، فظهرت البحصة فيها حين فتحها، وعمّت البهجة.
المحظوظ أبو لقمان، طار فرحا بنتيجة الرهان، وضحكته كادت تلامس أطراف أذنيه، ثم هنأه الخسران
هبّ "أبو لقمان" يدبدب فرحا كأنه ربح جائزة "اللوتو" المسيلة للعاب، وأسرع السوري وعانقه وهنأه، وكما يقول المعلق "الداعشي" على الفيديو الذي تنشره "العربية.نت" نقلا عن إعلام التنظيم المتطرف، فإن "أبو لقمان" كبّر فرحا وتهليلا "لأنه أصبح أقرب الى تحقيق أمنيته من رفيقه" في إشارة الى السوري الخاسر الرهان. ثم مضى "أبو لقمان" إلى المفخخة التي كانت تنتظره، فقادها ورأيناها في الفيديو تمضي، ثم تنقلب اللقطة بنهاية الشريط الى دخان، ظهر علامة على أن "أبو لقمان" فجّرها فيه وبآخرين، وهكذا كان.
لندن- كمال قبيسي
al arabiya
↧